عروس النيل

عروس النيل2.jpg

عروس النيل هى تلك الفتاة الجميلة التى تُزين بأجمل وأغلى الحُلي ثم تلقى قبل وقت الفيضان حتى يرضى حاپي إله النيل، لتجري المياه فى الوادي وتنجو مصر من الجفاف، قصة اختلف فى صحتها بين الأساطير والروايات التاريخية.[1]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

في السينما

عروس النيل.jpg

رسخت السينما المصرية على مدار 60 عاما تلك المعلومة التى توارثتها الأجيال ومازالت ممتدة عن الحضارة المصرية، من خلال فيلم "عروس النيل"، الذي رسخ في أذهان الأجيال حكاية "عروس النيل".


التاريخ

القصة الأسطورة كان لها من يؤيدها تاريخيا، ومن يرفضها جملة، فقد أوردها المؤرخ الأغريقي پلوتارخ، والتي تقول إن إيجبتوس ملك مصر أراد اتقاء كوارث نزلت بالبلاد، فأشار إليه الكهنة بإلقاء فتاة في النيل ففعل، ثم لحق به ندم شديد فألقى بنفسه وراءها، ونتيجة لأهمية هذه القصة والاحتفاء الكبير الذي كان يُقام في عيد وفاء النيل، وقد انجذبت السينما للقصة، فقدمتها في شكل "فانتازايا" من خلال فيلم "عروس النيل" عام 1963، والذي رسخ صورة خاطئة عن الحضارة المصرية بإلقاء فتاة في النيل.

بدورها أيدت مصادر التاريخ الإسلامي هذه القصة، حيث قال الدكتور أسامة السعدوني، مدير تحرير سلسلة تراث الحضاري للهيئة المصرية للكتاب، إن هناك رويات مشهورة في عهد المصريين قبل الإسلام، مشيرا إلى أن المؤرخ ابن إياس قال فى موسوعته "بدائع الزهور فى وقائع الدهور"، أنه في سنة 23 هـ، جاء جماعة من الأقباط إلى القائد عمرو بن العاص ـ رضى الله عنه ـ وقالوا: أيها الأمير إن لنيلنا "سُنة" في كل سنة لا يدري إلا بها، فقال لهم فما هي؟، فقالوا إذا اثنتى عشرة ليلة تخلو من بؤنة من الشهور القبطية عمدنا إلى جارية بكر وأخذنها من أبويها غصبا، وجعلنا عليها الزينة، ثم نلقيها في النيل في مكان معلوم عندنا، فلما سمع عمرو بن العاص بذلك فقال: هذا لا يكون في الإسلام أبدا، فقاموا أهل مصر شهور من الشهور القبطية لا يجري فيها النيل لا قليلا ولا كثيرا، فلما يأس أهل مصر من ذلك هموا بالخلاء منها، فلما رأى عمرو بن العاص ذلك أرسل كتابا وأرسله إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فلما وصل إليه وعلم ما فيه كتب بطاقة، وأرسلها إلى عمرو بن العاص وأمره أن يُلقيها في بحر النيل، ولما وصلت إليه البطاقة فتحها وقرأ ما فيها فإذا فيها مكتوب: "بسم الله الرحمن الرحيم.. من عبدالله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى نيل مصر أما بعد.. يا نيل مصر إن كنت تجري من عندك فلا حاجة لنا بك.. وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك"، فلما وقف سيدنا عمرو على البطاقة ألقاها في النيل، قبل عيد الصليب بيوم واحد، وعيد تابع عشرة توت، فأجرى الله تعالى النيل في تلك الليلة النيل 16 زراعا، في دفعة واحدة.

من جانبه الدكتور عماد مهدي عضو اتحاد الآثاريين المصريين، والباحث الآثري في حديثه لـ"بوابة الأهرام"، أن العمل الدرامي "عروس النيل" له تأثير على الأجيال أكثر من 1000 كتاب، مشيرا إلى أن فيلم المخرج فطيم عبدالوهاب "عروس النيل" خرج للنور عام 1963، وفكرة الفيلم كانت للفنانة لبنى عبدالعزيز، وتم عرضه منذ ما يقرب من حوالي 60 عاما وحقق نجاحا كبيرا لأنه تحدث عن الحضارة المصرية بشيء من الكوميديا مع الدراما، ولكن الفيلم صدر فكرة خاطئة وهي فكرة إلقاء فتاة في النيل، في يوم الاحتفال الذي كان يقوم بها القدماء المصريون، وهذه المعلومات خاطئة لأن ليس هناك أي فتاة أو بشر يتم التضحية به في النيل.

وكان الفيلم يحكي قصة حب خيالية بين رجل من العصر الحديث وآخر عروس نيل مصرية "هاميس"، والفيلم من فكرة لبنى عبدالعزيز التي قامت بدور البطولة فيه، وتأليف كامل يوسف، وإخراج فطين عبدالوهاب، وشاركها رشدي أباظة وشويكار وعبدالمنعم إبراهيم، ومازالت السينما المصرية تقدمه بشكل مستمر رغم أنه يحمل معلومات خاطئة عن الحضارة المصرية.

وأضاف الباحث الآثري، أن فيضان النيل يقام يوم 15 أغسطس، وكان القدماء المصريين يحتفلون به كل عام ويقام احتفال كبير له، وكان يوجد تمثال "حعبي" في كل منصة وتمثال زوجته "ريبت"، تمثال الزوجة كان من الذهب أو الفضة، وكان يقام الاحتفال في صورة لائقة وحضارية كبيرة، وكن يتم إلقاء الظهور والورود في النيل، ولم يرد في أي مرجع تاريخي عن إلقاء عروسة بشرية في النيل أو فتاة كما صورها الفيلم وشوه الحضارة المصرية بهذه الصورة الذي قدمها في العمل السينمائي.

وتابع قائلا: "القدماء المصريون كانوا يحتفلون بنشيد أيضا يقال في الاحتفال، يقولون فيه إن النيل هو الذي يروي المراعي وهو المخلق الذي يغزي الماشية، وهو الذي يسقط من السماء الأمطار وهو الذي يعطي الفقراء ويجعل الإنسان يحب أخيه"، مشيرا إلى أن الحضارة المصرية كانت مؤمنة بالإله الواحد والظواهر الكونية، وكانوا يقدسون أي ظاهرة كونية، وكانوا يعتبرون النيل هو الحياة ويحترمون الإنسان والجماد الذي شكلوا منه الأحجار، وما تم في الفيلم يعتبر بمثابة وضع السم في كوب اللبن حتى يظل لأجيال.

وطالب مهدي بوقف عرض الفيلم، لأنه يحمل معلومات كثيرة خاطئة عن الحضارة المصرية، مشيرا إلى أن ملابس القدماء المصريين في الفيلم أيضا كانت خطأ ووضع حركات اليد للجنود كانت خطأ لأن وضع اليد على اليد الأخرى هذا وضع الموتى والفيلم كان يصورها في الحياة، وأيضا أخيتاتون الذي صوره الفيلم على أنه شقيق "هاميس"، هذا اسم مدينة وليس اسم شخص كما تم، كما تم وضع معلومات عن الأسرة القديمة والأسرة 18 في الدولة الحديثة وأصبح هناك خطأ في المعلومات عنهم داخل الفيلم وشخصياته، كما أن المصري القديم كان لا يضع غطاء على رأسه، والملابس الموجودة في الفيلم بصور الجنود يضعون على الرأس غطاء النمس وهو خاص بالملوك، وليس للأفراد كما عرضه الفيلم،وهذا خطأ كبير في المعلومات الحضارية أيضا، مع العلم أنه للأسف هذه الأفلام تظل في العقول وتترك أثرًا كبيرًا عن كلام الدكاترة في الجامعات حول الحضارة المصرية.

وأشار إلى أن ليس هذا هو العمل السينمائي الوحيد الذي به أخطاء بل عنا أخطاء أخرى في فيلم "غرام في الكرنك"، حيث أن الفقرة الاستعراضية فيه لأغنية "حلاوة شمسنا"، تمت بملابس ليست للقدماء المصريين وكلها ملابس خطأ عن الحضارة المصرية، للجندي المصري والكاهن، وتاج الملوك أيضا تم وضعه في صورة غير صحيحة داخل الفيلم في الأغنية، لافتا إلى أنه يجب أن نصدر الحضارة المصرية للأجيال بشكل صحيح وليس خاطئ من خلال الأعمال السينمائية أو الدراما.

وأكد أن فكرة الفيلم ستظل آلاف السنين تعطي المعلومة الخاطئة عن الحضارة المصرية، مشيرا إلى أنه لاحظ أثناء محاضرة له في الجامعة أن الأجيال الجديدة مقتنعة بمعلومات الفيلم أكثر من الحقيقة، لافتا إلى أن ما فعله الفيلم يعتبر ظلم تاريخي ظلم الأجيال وظلم التاريخ وسيظل موروث للأجيال على مدار العمر.

وأشار إلى أن أعمال المخرج شادي عبدالسلام من الأعمال الجيدة التي تحدثت عن الحضارة المصرية وحققت نجاحات كبيرة، لأن المخرج كان يحصل على المعلومات من المراجع والمتخصصين، ولم يعتمد على الروايات المكتوبة، لافتا إلى تاريخ مصر لا يحتاج إلى مؤخرين لأنه مسجل "نفسه بنفسه" ومنقوش ومرسوم على الجدران.

وحول لعنة الفراعنة، أكد أن ليس هناك لعنة فراعنة وأول من أطلقها هي الصحف الإنجليزية في القرن التاسع عشر، عن فتح مقبرة توت عنخ أمون، لأن كان بها غاز سام فكل من كان يدخلها كان يموت عن شم رائحته ومن الممكن أن يكون الفراعنة وضعوا أعشاب أو مواد غذائية تتفاعل مع الغلق وتسبب غاز سام حين يتم فتحها حتى لا تسرق.

وطالب الآثري بالتصدي لأي أعمال تشوه تاريخ الحضارة المصرية من خلال الدراما أو الأعمال السينمائية، حتى لا تترك معلومات خطأ عن تاريخ مصر القديم.

وفي هذا السياق ذاته، أكد الدكتور وجدي رمضان، عميد المعهد العالي للسياحة والفنادق، ورئيس قسم الآثار بآداب المنيا سابقا، أن قدماء المصريين كانوا على درجة كبيرة من العلم والعلوم السماوية، وعنهم أشياء عرفوها كثيرة عن الشريعة منذ أيام الرسل والأنبياء، ويعرفون جيد الصح والخطأ، فكيف يلقون فتاة بشرية في النيل ويضحون بها.

وأضاف، أن القدماء المصريين كانوا يهتمون بدرجة كبيرة بنهر النيل وكان بالنسبة لهم شيء مقدس، وكان يقام له احتفال كبير يليق بقيمة النيل وعظمته ولم يتم إلقاء جثث بشرية فيه بل كان يتم إلقاء الورود فيه، وما صوره فيلم "عروس النيل" عن الحضارة المصرية يعتبر تشويه لصورة الحضارة المصرية، ويجب أن يتم وقف ورصد الأعمال التي تشوه صورة الحضارة المصرية.

مرئيات

رواية إلقاء المصريين القدماء عروس النيل فى النهر لأحمد عبده عوض.


انظر أيضاً


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  1. ^ "«عروس النيل» بين الحقيقة والأسطورة.. تعرف على القصة الكاملة لاحتفال «وفاء النهر الخالد»". ahram. 2023-02-01. Retrieved 2023-02-09.
الكلمات الدالة: