القلابات (السودان)

(تم التحويل من القلابات)
القلابات
سوق القلابات
بلدة
القلابات is located in السودان
القلابات
القلابات
الموقع في السودان
الإحداثيات: 12°58′N 36°9′E / 12.967°N 36.150°E / 12.967; 36.150
جمهوريةFlag of Sudan.svg السودان
ولايةالقضارف
الحكومة
 • النوعحكومة محلية
 • معتمديوسف عبدالله آدم
المنسوب
725 m (2٬379 ft)
التعداد
 • الإجمالينسمة
منطقة التوقيتUTC+3 (توقيت شرق أفريقيا)
القلابات (بالسودان، إلى اليمين) والمتمة (بإثيوبيا، الى اليسار).

القلابات بلدة حدودية تقع في ولاية القضارف بالسودان على ارتفاع 725 متر فوق سطح البحر، وتبعد عن الخرطوم عاصمة السودان بحوالي 511 كيلومتر وعن مدينة القضارف حاضرة الولاية 157 كيلومتر، بينما يفصل بينهما وبين مدينة المتمة الإثيوبية على الجانب الآخر من الحدود مجرى وادي موسمي هو خور أبو نخرة ويبعد عن مدينة گوندر حاضرة اقليم أمهرة الإثيوبي 144 كيلومتر. وبذلك تعتبر القلابات واحدة من أهم نقاط العبور بين السودان وإثيوبيا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التسمية

ورد اسمي القلابات والمتمة مترادفين في كتابات المؤرخين. ففي حين جاء اسم القلابات مقترناً بالمعارك التي حدثت هناك بين القوات المختلفة، نجد أن المتمة ارتبطت من الناحية التاريخية باسم المك نمر ملك الجعليين الذي فر إلى المنطقة بعد مقتل إسماعيل كامل باشا أثناء غزوه للسودان وما تبع ذلك من حملة انتقامية شرسة قام بها صهره الدفتردار في السودان. وواقع الحال إن القلابات هو الأسم التاريخي الشامل للمنطقة ويضم القلابات بشقيها على ضفتي خور أبو نخرة: البلدة السودانية التي حملت اسم القلابات وهي الأقدم، والبلدة الإثيوبية التي أخذت اسم المتمة والتي أسسها المك نمر وأطلق عليها هذا الإسم تيمناً بعاصمته المتمة التي هجرها في شمال السودان. وفي المتمة الإثيوبية مات المك نمر وكذلك قتل فيها الإمبراطور الإثيوبي يوهانس الرابع .

ولا يعرف سبب تسمية المنطقة بالقلابات. أما في معنى تسمية المتمة فقد ذكر هرمز رسام، سفير بريطانيا إلى بلاط الإمبراطور يوهانس الرابع الذي سافر إلى المتمة في نوفمبر / تشرين الثاني سنة 1865، بأن اللفظ عربي ويعني الخاتمة أو النهاية، للدلالة على أن المكان هو نهاية اقليم حكام الجعليين، أي آخر نقطة فيه.[1]


التاريخ

شهدت منطقة القلابات أحداثاً تاريخية مهمة على صعيد البلدين إثيوبيا والسودان وبين مصر الخديوية و بريطانيا و إيطاليا خلال حقبة تواجدهم بالمنطقة بإعتبارها ممر عبور تجاري وحربي استراتيجي.

النشأة

تأسست القلابات في القرن الثامن عشر الميلادي من قبل مجموعة مستوطنين من قبائل تكرور ( ويطلق عليهم محلياً التكارين أو التكارير) قادمين من دارفور ، كانوا في طريقهم نحو الأراضي المقدسة في الحجاز لآداء مناسك الحج ، واختاروا منطقة القلابات كإستراحة لقوافل أخوانهم الحجاج في غدوهم ورواحهم من الحج وذلك بعد أن حصلوا على إذن من إمبراطور الحبشة الذي كانت تخضع له المنطقة آنذاك .[2]

وفي رواية أخرى فإن مؤسسي القلابات الأوائل كانوا من الكنجارا، حكام دارفور أو من الرقيق الذين كانوا تابعين لهم.[3] وفي كل الأحوال فإن القلابات ونظراً لوقوعها على الطريق التجاري الرئيسي بين سنار، عاصمة السلطنة الزرقاء السودانية ومدينة غوندار العاصمة الإمبراطورية الإثيوبية، واعتبارها لاحقاً مركزاً حدودياً تابعاً لمحافظة رأس الفيل، نمت وتطورت إلى مركز تجاري مهم بين بلاد الحبشة وبلاد السودان وما ورائهما. وواقع الحال إن المتمة التي أسسها الجعليون[4] القادمين من شمال السودان تحولت إلى سوق تصدير مهم بين بلاد السودان وممالك الحبشة، حيث كانت قبائل الغالا و الأحباش ( التيغراي و الأمهرا ) يجلبون شمع العسل والبن و التيف (حبوب غذائية إثيوبية) و البغال و الخيل والذهب والرقيق وسن الفيل لمقايضته بقماش الدمور الذي كان يصنع في بربر ودنقلا و شندي بشمال السودان، وقطع المرايا والسيوف ورؤس الرماح والملح والخرز وغيره من السلع. وكانت المكوس تقع في مناطق شلغا، وسيري على الطريق الرئيسي بين غوندار و اكسوم.

وفي سنة 1772 م ، زار الرحالة والمستكشف الجغرافي الاسكتلندي جيمس بروس البلدة (التي ذكرها باسم خور كاكاموت) وقضى بها مدة شهرين بسبب إصابته بدوسنتاريا اقعدته عن مواصلة رحلته حتى شفي منها بالأعشاب الطبية على يد طبيب تقليدي محلي وبرعاية رفيق له من الأهالي يدعى ياسين.[5]

الحكم التركي المصري

وكان من أعيان البلدة البارزين أثناء رحلة بروس الشيخ ميري الذي وصفه بروس بانه «ربما كان الأكثر شهرة من زعماء ومشائخ المناطق الحدودية»، وقد أيّد الشيخ ميري خديوي مصر وتحالف معه لبعض الوقت بعد غزوة إسماعيل كامل باشا لسنار في سنة 1821 م، وأعلن نفسه شيخاً مستقلاً عن امبراطورية الحبشة بل رافق الأتراك في الغارة التي شنوها على غندار، ولكنه تمكن من الهرب في الكمين الذي نصبه الدازماج (قائد عسكري) كينفو للمغيرين، وفي سنة 1838 م، ثأر الأمبراطور تادروس (ثيودور) لغزوة غوندار الفاشلة وشن هجوماً كبيراً على القلابات قتل فيه الشيخ ميري وكثير من مواطنيها من التكرور.[2]

الثورة المهدية

في حوالي سنة 1870 م، أقام الحكم المصري التركي ثكنات لجيشه في القلابات وتعرضت البلدة في سنة 1886 م، لهجمات من قبل القوات المهدية التي كانت قد تمكنت من طرد القوات المصرية التركية من السودان واحكمت قبضتها على اجزاء كبيرة منه. ومع نجاح الثورة المهدية في السودان وقيام دولة تقوم على اسس إسلامية ساد العلاقات مع إمبراطورية الحبشة المسيحية توترا إزدادت حدته على اثر المراسلات المتبادلة بين الإمبراطور يوهانس الرابع وكل من الإمام المهدي وخليفته عبد الله التعايشي ودعوة كل طرف للآخر إلى الإنضمام إلى عقيدته، وتحول الخلاف إلى صراع مسلح كانت القلابات مسرحه وذلك في اعقاب مشاركة الأحباش في عملية انسحاب الحاميات المصرية الحدودية وتعيين المهدي لمحمد ود الأرباب عاملاً علي القلابات التي تحولت إلى قاعدة انطلاق نحو الحبشة حيث اخترق الأنصار الخطوط الأمامية الحبشية وأغاروا على غوندار وسقطت المدينة في يدهم. شارك في جبهة القلابات عدد من أبرز قادة المهدية مثل النور عنقرة ، و حمدان أبو عنجة ، و الزاكي طمل. حاول الإمبراطور يوهانس الرابع ابعاد القوات المهدية من الحدود بقوة كبيرة من الجيش قوامها اكثر من 30 الف مقاتل[6] والتحم مع الدراويش بقيادة الأمير الزاكي طمل في شهر مارس / آذار عام 1889 م، في معركة القلابات حيث سقط الإمبراطور صريعاً بعد إصابته بطلق ناري أصاب صدره في مقتل،[7] وولت قواته بالفرار في وجه الأنصار الذين أعلنوا عن انتصارهم وحملوا رأس الإمبراطور إلى عاصمتهم أم درمان.[8]

الحكم الثنائي

بعد هزيمة الأنصار في معركة كرري سارع الإمبراطور الإثيوبي منليك الثاني إلى إحتلال فازوغلي وأجزاء كبيرة من منطقة بني شنقول بالسودان، فأبلغته بريطانيا رسمياً بأنها ليس لديها أية نوايا لإحتلال أية أراض تابعة له ولكنها لا تتهاون في استرداد جميع الأراضي التابعة لخديوي مصر في المنطقة، وجاء رد منليك بأنه لا يمانع في التفاوض، مبدياً أهتماماً كبيراً ببلدة المتمة لأنها شهدت مقتل إمبراطور إثيوبي كبير في حربه مع الدراويش وتضم عدداً كبيراً من رعاياه من النصارى الذين سيتضررون كثيراً إذا ما الحقوا بالسودان. تعاطفت بريطانيا مع طلب الإمبراطور منليك ورأت منحه قطعة أرض صغيرة قبالة بلدة القلابات وتم الإتفاق على منحه قرية المتمة وأن تستأجر بريطانيا محطة قمبيلا الإثيوبية طوال فترة بقائها في السودان، فانسحب الملك منليك من الأراضي التي احتلها.[9]

الحرب العالمية الثانية

في يوليو/ تموز عام 1940 م ، أثناء حملة شرق أفريقيا (الحرب العالمية الثانية) تمكنت قوة إيطالية منطلقة من شرق أفريقيا الإيطالية نحو القلابات من إجبار الحامية البريطانية الصغيرة بقيادة ويلفريد ثيسيجر على الانسحاب من البلدة إلى ممر خور العطروب ، واحتل الإيطاليون البلدة حتى نوفمبر / تشرين الثاني وبنوا فيها مسجداً، [10] عندما شنت القوات البريطانية تحت قيادة المقدم وليم سليم[11] هجوما مضاداً في 6 نوفمبر / تشرين الثاني على البلدة بهدف استعادتها، ولكن نظرا لضعف الروح المعنوية لجنود فوج إسيكس وغياب التنسيق بين القاذفات البريطانية تم احباط الهجوم وفشلت بالتالي عملية الاسترداد.[12]

ووفقاً لمصادر سودانية فأن قوة سودانية قوامها 41 مقاتلاً بقيادة الملازم عبد الله مصطفي قد ساهمت في تعطيل الهجوم علي البلدة وصمدت أمام القوات الإيطالية المتفوقة عليها عدة وعتاداً لمدة ستة عشر يوماً. وقد منح قائد القوة ميدالية الحرب العالمية الثانية وكان بذلك أول ضابط سوداني يتقلد تلك الميدالية.[13]

وفي 19 يناير / كانون الثاني 1941 م، نجحت القوات البريطانية من إجلاء الإيطاليين عن البلدة. و في عام 1907 م تم ترسيم الحدود بشكل نهائي واصبح خور أبو نخرة الفاصل بين القلابات والمتمة يشكل الحدود الدولية بين إثيوبيا والسودان.

التاريخ الحديث

بعد انفصال اريتريا عن إثيوبيا في 25 مايو / أيار 1991 م، وما اعقب ذلك من توتر في علاقاتهما افضى إلى حرب حدودية بينهما وقطيعة شاملة، اكتسبت القلابات اهمية كبرى لأنها اصبحت منفذا لإثيوبيا إلى ميناء بورتسودان على البحر الأحمر إلى جانب ميناء جيبوتي، بعد ان اغلقت اريتريا ميناء عصب في وجه الصادرات والواردات الإثيوبية. وإزدادت الأهمية بتشييد الطريق القاري من القضارف إلى غوندار عبرالقلابات في عام 2002 م.

الإدارة

القلابات تابعة لمحلية غرب القلابات وعاصمتها باسندة وهي من محليات ولاية القضارف.

الطوبغرافيا

تقع البلدة على سفح منحدر حاد على الضفة الغربية لخور أبو نخرة (خور القلابات كما يطلق عليه احياناً) وهو خور موسمي يصب في نهر عطبرة. وتشكل اراضيها جزء من سهل القضارف الطيني الذي تسوده التربة الطينية السوداء الثقيلة.

المناخ

Nuvola apps kweather.svg متوسط حالة الطقس لـ القلابات Weather-rain-thunderstorm.svg
الشهر يناير فبراير مارس ابريل مايو يونيو يوليو أغسطس سبتمبر أكتوبر نوفمبر ديسمبر المعدل السنوي
متوسط درجة الحرارة الكبرى ب°ف 79 84 82 82 81 75 77 77 79 84 81 81 73
متوسط درجة الحرارة الصغرى ب °ف 55 55 61 61 63 63 59 61 59 66 64 61 59
هطول الأمطار بإنش 0 0 0 1.3 4.25 2.24 0 0 0 2٫68
متوسط درجة الحرارة الكبرى ب °م 26 29 28 28 27 24 25 25 26 29 27 27 23
متوسط درجة الحرارة الصغرى ب°م 13 13 16 16 17 17 15 16 15 19 18 16 15
هطول الأمطار ب مم 0 0 0 33 108 57 0 0 0 68
المصدر: worldweatheronline[14] 2013


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النقل والإتصالات

  • طريق القضارف - دوكة - القلابات وطوله 163 كيلومتر (101,2 ميل) وهو المنفذ البري الذي يربط إثيوبيا بميناء بورتسودان ومصافي البترول السودانية ويعتبر أيضاً أحد الطرق القارية التي تربط دول شرق أفريقيا بجنوبها وغربها.
  • جسر القلابات على خور أبو نخرة الفاصل بين القلابات السودانية والمتمة الإثيوبية[15]
  • لا يوجد مطاراً في القلابات واقرب المطارات إليها هو مطار الدندر السوداني على بعد 68 كيلو متر (42.2 ميل)، ورمزه بمنظمة الأياتا هو HSGG ومطار المتمة الإثيوبية والذي يبعد بمسافة ميلين ( حوالي 3 كيلومتر) ورمزه الدولي بمنظمة الأياتا هو HAMM

النشاط الإقتصادي

يسود النشاط الإقتصادي:

  1. الزراعة حيث تعتبر منطقة القلابات جنوب القضارف من أهم مناطق انتاج الحبوب على مستوى السودان، وتتم زراعة محاصيل مثل الذرة والسمسم و القطن .
  2. التجارة الحدود ية حيث تبادل السلع عبر نقاط جمارك إثيوبية وسودانية. كما يروج في المنطقة التهريب الذي يشمل سلع من بينها الخمور المحظورة في السودان والمخدرات.
  3. الخدمات المرافقة للتجارة العابرة للحدود ولخطوط النقل التي تربط إثيوبيا بميناء بورتسودان.
  4. الخدمات المصرفية: بنك النيلين فرع القلابات.

العلاقات السياسية

في 28 يوليو 2021 أعلنت وسائل إعلام سودانيةالعثور على قائد منطقة القلابات العسكرية النقيب بهاء الدين يوسف المفقود بمحافظة شهيدي بإقليم أمهره الإثيوبي، وعليه آثار تعذيب.

وأدانت المصادر، تعرض قائد منطقة القلابات العسكرية للتعذيب، وأن ذلك يخالف المواثيق الدولية المتعلقة بأسرى الحرب، مشيرة إلى أن السودان أخيرا أحسن معاملة 68 أسيرا من الجيش الإثيوبي وسلمهم لسلطات بلادهم.

وقد اختفي النقيب بهاء الدين يوسف عقب ملاحقته ميليشيات إثيوبيةحيث اختطفت 3 أطفال سودانيين من داخل الحدود وعقب ذلك، قررت السلطات السودانية إغلاق المعبر الحدودي في مدينة القلابات السودانية، في محلية باسندة.[16]

المراجع

  1. ^ Hormuzd Rassam, Narrative of the British Mission to Theodore of Abyssinia (London, 1869), vol. 1, p. 158
  2. ^ أ ب http://www.jstor.org/discover/10.2307/716806?uid=3738736&uid=2&uid=4&sid=21102006873711
  3. ^ محمد سعيد القدال: السودان والحبشة، الخرطوم (1983).
  4. ^ http://www.jstor.org/discover/10.2307/716806?uid=3738736&uid=2129&uid=2&uid=70&uid=4&sid=21101869584793
  5. ^ J.M. Reid, Traveller Extraordinary: The Life of James Bruce of Kinnaird (New York: Norton, 1968), p. 216
  6. ^ Gallabat - definition and meaning
  7. ^ Erlich (Ras Alula, p. 134) states that until the Emperor's dying declaration, Ras Mangesha had been considered the Emperor's nephew.
  8. ^ Battle of Gallabat (1889 AD)
  9. ^ http://www.elaphblog.com/save.aspx?u=2630&a=25620
  10. ^ Local History in Ethiopia" The Nordic Africa Institute website (accessed 27 December 2007)
  11. ^ Anthony Brett-James. Ball of Fire. Fifth Indian Division in the Second World War. 1951.Chapters 2-3
  12. ^ Anthony Mockler, Haile Selassie's War (New York: Olive Branch Press, 2003), pp. 207, 272-279
  13. ^ من Řşř§Řąůšřž ال؟ůšř´ السůˆŘżř§Ů†Ůš
  14. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  15. ^ http://www.alsahafa.sd/details.php?articleid=26442
  16. ^ "العثور على قائد عسكري داخل إثيوبيا وعليه آثار تعذيب".