أثناسيوس (بابا الإسكندرية)

أثناسيوس السكندري
پاپا الإسكندرية
أيقونة القديس أثناسيوس
الكنيسةالمسيحية النيقية
انظرAlexandria
سبقهAlexander
خلفهPeter II
تفاصيل شخصية
وُلِدح. 296–298[1]
الإسكندرية، مصر الرومانية
توفي2 مايو 373 (عن عمر 75-78)
الإسكندرية، مصر الرومانية
مسيرة الفيلسوف
العمل البارز
  • First Letters to Serapion
  • Life of Antony
العصرPatristic Age
المنطقة{{{منطقة}}}
المدرسة
الاهتمامات الرئيسية
Theology
الأفكار البارزة
Consubstantiality, Trinity, divinity of Jesus, Theotokos[2]
Sainthood
يوم عيده
مبجل في
لقبه كقديسSaint and Doctor of the Church
شمائلهBishop arguing with a pagan; bishop holding an open book; bishop standing over a defeated heretic
كنائسهكنيسة القديس زكريا في البندقية، إيطاليا

القديس أثناسيوس (ولد في 296298 ، توفي في 2 مايو 373) كان بطريرك الإسكندرية في القرن الرابع. تم الإعتراف به كقديس من الكنيسة الكاثوليكية و الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، كما يعتبر عالم عظيم من قبل البروتستانت. أعلنته الكنيسة الكاثوليكية في روما أحد أطباء الكنيسة الـ 33، ويعتبر أحد الآباء الأربعة الأعظم لدى الكنائس الشرقية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخ

ثمثال في كاتانيا، صقلية.

ولد أثناسيوس في الاسكندرية من أبوين وثنين. توفي والده وهو صغير وكان وهو صغير يلعب مع أصدقائه المسيحين تمثيلية المعموديه وكان يقوم بدور الكاهن في التمثيليه فرآه البابا إلكسندروس البطريرك التاسع عشر فأعجب به فإستفسر عنه ثم قام بإستحضار أم أثناسيوس وبشرها بأنه سيكون لإبنها شأن كبير في المسيحية فإستئذنها بأن يمكث معه ليعلمه وتم تعميدها هي وإبنها وعلمه أصول المسيحيه. وعندما أجتمع المجمع المسكوني الأول في نيقية لمحاربة بدعة آريوس عام 325م ذهب القديس أثانسيوس وهو ما زال شماساً مع البابا إلكسندروس ودحض بدعة آريوس فاضحا أخطائه اللاهوتيه واضعا قانون الإيمان بموافقة المجمع مماأثار خصومه وعندما تم إختياره بطريركاً خلفاً للبابا إلكسندروس لاقى إضطهادات كثيرة وتم نفيه عن كرسيه خمس مرات.

هو البابا رقم 20 من باباوات كنيسة الأسكندرية لقبته الكنيسة بحامى الإيمان نظراً لدفاعه وحفاظه على الإيمان الأرثوذكسي ضد البدع والهرطقات التى ظهرت في أيامه


نشأته

كان الله يهيئ هذا الإناء المختار ليقف بقوة الروح والحق أمام أريوس والأريوسيين، محافظًا على إيمان الكنيسة الجامعة بخصوص لاهوت السيد المسيح. فقد وُلد أثناسيوس غالبًا في مصر حوالي عام 297 م، وقد نزحت الأسرة إلى الإسكندرية (غالبًا بعد نياحة والده) ليراه البابا الكسندروس (19) وهو مطل من شرفة البطريركية يقوم بدور عماد أصدقاء له على شاطىء البحر، فاستدعاه وحاوره فأحبه وقبله تلميذًا له وسكرتيرًا خاصًا، [3]

شبابه

بهذا كان الله يهيئه للعمل على مستوى عام وشامل. لم يُبتلع أثناسيوس في أعمال إدارية بل ركز بالأكثر على الدراسة العلمية والفلسفية والأدبية والقانونية، وأعطى اهتمامات للدارسات الإنجيلية اللاهوتية على أساس آبائي. ومما ألهب قلبه أن معلميه الذين يقرأ لهم أستشهد بعضهم في شبابه وربما عاين بنفسه شهادتهم من أجل تمسكهم بالإيمان بالسيد المسيح، فكانت كلماتهم مدعّمة في نفسه بالجهاد حتى الموت

تلمذته

أما بالنسبة للجانب النسكي فقد تتلمذ القديس أثناسيوس فترة لدى القديس أنبا أنطونيوس ألهبت فيه زهد العالم وحبه للعبادة والتأمل وعدم مهابة الموت. يظهر نضوجه المبكر من كتابيه "ضد الوثنيين"، "تجسد الكلمة" اللذين وضعهما قبل عام 319 م، الأول دعا فيه الوثنيين إلى ترك الوثنية، والثاني عرض فيه فكرًا لاهوتيًا بأسلوب علمي عن التجسد الإلهي

مجمع نيقية 325

في مجمع نيقية (سنة 325 م) قيل أن البابا ألكسندروس سام أثناسيوس قسًا أثناء المجمع ليعطيه حق الكلمة، فقد كان النجم اللامع، خذل الأريوسيين منكري لاهوت السيد المسيح، مؤكدًا أنه "واحد مع الآب في الجوهر"

بطريرك الكرازة المرقسية

حاول أثناسيوس الهروب حين وجد رجال الإكليروس مع الشعب يلحون على سيامته أسقفًا للإسكندرية بعد أن تنيح البابا ألكسندروس (عام 328)، ما عدا قلة من الأريوسيين والميليتيين (أتباع ميليتس أسقف أسيوط الذي أنكر الأيمان أثناء الاضطهاد ثم عاد فحرض الأساقفة على الانشقاق، وحاول اغتصاب الكرسي الباباوي حينما كان القديس بطرس خاتم الشهداء مسجونًا). سيم أسقفًا على الإسكندرية وبابا للكرازة وهو شاب (حوالي الثلاثين من عمره) وقد بقى سبع سنوات في جو من الهدوء، فيها سام فرمنتيوس أسقفًا على أكسوم بأثيوبيا (الأنبا سلامة)، وكان ذلك بداية تأسيس كنيسة أثيوبيا، حوالي سنة 330 م، وإن كان بعض الدارسين يرى أنها تحققت حوالي عام 357 م.وفى هذه الفترة قام بزيارة رعوية لصعيد مصر، فيها التقى بالقديس باخوميوس الذي هرب من لقائه حتى اطمأن أنه لن يرسمه كاهنًا

مقاومته للأريوسين

مقاومة الأريوسيين له كان الأريوسيون مع الميليتيين على اتصال بيوسابيوس أسقف نيقوميديا يدبرون الخطط لتحطيم البابا أثناسيوس، فقد بقى حوالي أربعين عامًا لا يعرف طعم الراحة، نلحظها في النقاط التالية:

1- بتحريض يوسابيوس أصدر الإمبراطور قسطنطين أمره لأثناسيوس بقبول آريوس في الشركة، بعد أن ادعى الأخير توبته وكتب قانون إيمانه بصيغة ملتوية، وقد رفضه البابا، وكان ذلك حوالي سنة 330 م.

2- أبحر ثلاثة أساقفة ميليتيون إلى نيقوميديا يقدمون عريظة اتهام ضد البابا، وكان لدى الإمبراطور كاهنان كشفا كذبهم للإمبراطور، فأدانهم واستدعى البابا، فجاء وكشف بطلان حججهم ضده (إنه حطم كأس الأفخارستيا الذي يستخدمه أسخيراس الكاهن، وقتل الأسقف أرسانيوس... الأول أتى للبابا نادمًا ومعترفًا أنهم أغروه برشوة ليدعي كذبًا، والثاني كان مختفيًا في صور)

3- في سنة 335 عقد مجمع في صور يرأسه يوسابيوس القيصري يحركه يوسابيوس النيقوميدي، فيه قامت امرأة زانية تتهمه باغتصابه لها، فقام تلميذه الشماس تيموثاوس يحدثها كأنه أثناسيوس فقالت له بوقاحة أنه هو الذي سلبها عفتها وبتوليتها.... عندئذ خزي الكل! عرضوا أيضًا قضية الكاهن أسخيراس والأسقف أرسانيوس وجاءوا بشهود من اليهود يدعون أنهم موعوظون جدد. ومع ظهور براءته هاج المجمع وماج، فترك البابا المجمع وانطلق إلى القسطنطينية. وإذ شعر يوسابيوس وأعوانه بالخطر يلاحقهم أسرعوا ليدعوا بأن البابا هدد بمنع إرسال القمح من الإسكندرية إلى القسطنطينية،فهاج الملك ونفاه إلى تريف وكان ذلك في فبراير 336 م. في جرأة قال البابا للإمبراطور: " الرب يحكم بيني وبينك".... بعد مجمع صور عُقد مجمع في أورشليم - بعد تدشين كنيسة القبر المقدس- من الأريوسيين أصدروا قرارًا بعودة أريوس إلى الإسكندرية في غياب البابا المنفي، فعاد أريوس تحت حراسة مشددة لكن ثورة الشعب ضده ألزمت الوالي أن يطالب بسحبه ورده إلى القسطنطينية، فاستدعاه الإمبراطور. بذل يوسابيوس النيقوميدي كل الجهد لعودة أريوس للشركة الكنسية فكان البطريرك القسطنطيني الكسندروس مرّ النفس، ولما أُلزم بقبوله صلى إلى الله، فمات أريوس في مرحاض عام وهو في طريقه إلى الكنيسة. بعد حوالي عام إذ كان قسطنطين على فراش الموت أوصى بعودة البابا أثناسيوس إلى كرسيه، وبالفعل عاد ليجد الإسكندرية كلها تترقبه على الشاطئ كملاك انحدر إليهم من السماء!

4- لم يهدأ يوسابيوس النيقوميدي عن مقاومة البابا، فقد نجح في إقناع الإمبراطور أن يستدعي الوالي ثيوذوروس لأنه كان صديقًا للبابا ويرسل فيلاجيوس الكبادوكي عوضًا عنه، الذي كان قد حكم الإسكندرية قبلا (335 – 337 م) وهو عدو عنيف للبابا. قام الأريوسيون بأعمال شغب وتخريب وقتل لإثارة الإمبراطور بأن وجود البابا ينزع السلام عن الإسكندرية، كما وجهوا ضده اتهامات كاستيلائه على القمح الخاص بالفقراء، وإعلانهم أن عودته غير كنسية لأنها بدون قرار مجمعي، وقد نزل القديس أنبا أنطونيوس يساند البابا المتألم

5- خلال عام 338 أنهمك يوسابيوس النيقوميدي في الانتقال من نيقوميديا إلى أسقفية القسطنطينية، لأن العاصمة كانت قد انتقلت رسميًا من نيقوميديا إلى القسطنطينية، وإذ نجح في ذلك تفرغ لمقاومة البابا أثناسيوس ففي نهاية 338 أقنع الإمبراطور قنسطانطيوس بعقد مجمع في إنطاكية، فيه يصدر قرارًا بعزل البابا، صدر الأمر وانطلق الرعاع إلى كنيسة ثيؤناس لقتله، فهرب البابا. تعرض الكهنة والرهبان مع الشعب حتى النساء إلى موجة مرة من العذابات بل وذُبح البعض وسُجن آخرون، وبعد أربعة أيام دخل غريغوريوس الكبادوكي كأسقف للمدينة يضطهد المؤمنين. لم يقف الرهبان مكتوفي الأيدي، فقد أرسل القديس أنبا أنطونيوس عدة رسائل منها إلى الأسقف الدخيل وبعض الضباط يؤنبهم عن تصرفاتهم، كما بعث القديس باخوميوس أفضل راهبين عنده هما زكاوس وتادرس ليسندا المؤمنين بالإسكندرية في غيبة البابا. سافر البابا أثناسيوس إلى روما ليلتقي بصديقه البابا يوليوس حيث كتب الأخير رسالة إلى يوسابيوس النيقوميدي وجماعته كطلب مجمع روما، في هذه الزيارة دخلت الرهبنة إلى الغرب، وتشبع الفكر اللاتيني بلاهوتيات أثناسيوس. اعتبر اتباع يوسابيوس رسالة يوليوس التي برأت البابا أثناسيوس إهانة لكرامتهم، فعقدوا مجمعًا بإنطاكية، وكتبوا له يتهكمون ويهددون لكن في شيء من الحذاقة. في سنة 342 التقى البابا أثناسيوس بإمبراطور الغرب قسطانس في ميلان وقد حاول اليوسابيون أن يصوروا لأخيه إمبراطور الشرق قسطنطيوس أنه تلاقى معه ليطلب عقد مجمع عام لأساقفة الشرق والغرب، وقد أكدّ البابا أنه لم يفعل ذلك، إنما كانت الفكرة لدى قسطانس قبل لقائه بالبابا.

6- رأى الإمبراطوران الشرقي والغربي أن يُعقد مجمع في سرديكا أي صوفيا (عاصمة بلغاريا) على حدود المملكتين وكان ذلك في عام 343، وقد جاء الأساقفة الأريوسيون من الشرق (كان يوسابيوس قد مات)، ورفضوا حضور المجمع لدخول البابا أثناسيوس وجماعته فيه، وإنما اجتمعوا في مدينة فيلوبوليس مقابل سرديكا وتقع في حدود مملكة الشرق، وقد تركوا خطابًا بيد يوستاثيوس كاهن كنيسة سرديكا يعتذرون أنهم اضطروا للرجوع لدعوة الإمبراطور لهم بعد عودته منتصرًا على الفرس، فيه حرموا هوسيوس ويوليوس وأثناسيوس وغيرهم. أما آباء مجمع سرديكا فوقعوا حرمانًا على أحد عشر أسقفًا أريوسيًا. استخدم الأريوسيون إجراءات حازمة لمنع دخول أثناسيوس ورجاله إلى الإسكندرية لكن الرب بدد مشورتهم بأيدٍ أريوسية، فقد أتى بعض الأريوسيين بامرأة شريرة ودخلوا بها إلى أسقفين كانا مندوبي الإمبراطور قسطانس موفدين إلى أخيه إمبراطور الشرق. وإذ دخلت المرأة إلى حجرة أحدهما ووجدته شيخًا وقورًا يغط في النوم صرخت، وتجمعت المدينة وأعلنت ما قد حدث، وبسببها عُزل الأريوسي إسطفانوس أسقف إنطاكية. هنا تيقظ ضمير إمبراطور الشرق ليدرك شر الأريوسيين وألاعيبهم فأمر بعودة جميع المنفيين بسببهم، بل وأرسل ثلاثة خطابات للبابا أثناسيوس يعلن فيها شوقه لرؤياه، مترجيًا عودته إلى كرسيه. قبل أن يذهب إلى الإمبراطور التقى أثناسيوس بصديقه الحميم يوليوس أسقف روما التي اهتزت نفسه بالفرح فكتب رسالة إلى كهنة الإسكندرية وشعبها يهنئهم على عودة أبيهم المناضل. التقى رجل الآلام بالإمبراطور، ثم انتقل إلى بلاده، ليستقبله شعبه بفرح عجيب عام 346 م، بعد غياب طال أكثر من سبع سنوات، فيه ذاق الشعب مرارة الحرمان من رعاية البابا مع سقوطهم تحت اضطهاد الأريوسيين والميليتيين لهم، فكان رجوعه سبب بركة إذ رسم الأساقفة للإيبارشيات الخالية وازداد عدد المكرسين للخدمة والمتبتلين والرهبان بصورة ضخمة، وانطلق الكل يود تعويض السنوات العجاف.

انتهز الأريوسيين قتل قسطانس صديق البابا أثناسيوس حيث قامت حرب أهلية بين قاتل قسطانس ماجننتيوس والإمبراطور قسطنطيوس الذي صار إمبراطورًا للشرق والغرب شغلت الإمبراطورية أكثر من ثلاث سنوات، واتهموا البابا أن له علاقة سرية بالقاتل.

St. Athanasius (1883–84), by Carl Rohl-Smith, Frederik's Church, Copenhagen, Denmark.

على أن انتصار اثناسيوس في مجمع سرديكا وعزل بعض الأساقفة الاريوسيين فيه زادهم تهيجاً على اثناسيوس فبذلوا قصارى جدهم في تغير قسطنس عليه بوشايات منها أنه كان ينم فيه لأخيه قسطنت وأنه كان محازباً لماينس عدو هذا الملك وكتب له رسالة ومنها أنه دشن كنيسة في الإسكندرية دون رخصة الملك مع أن الملك كان قد تبرع بنفقة بنائها حتى أوغروا صدره عليه وأرسل كاتب سره وبعض عماله آمراً قائد جيشه أن يقبض على اثناسيوس الذي طلب الإطلاع على أمر الملك فلم يجبه إلى سؤاله بل بينما كان في الكنيسة وهي غاصة في الشعب احتاط الجند الكنيسة وأخذوا يرمون الشعب بالنبال فقتل وجرح كثيرون وتسارع الباقون للفرار والقديس جالس على كرسيه إلى أن حمله ذووه رغماً عليه وأخفوه في محل ولما تيسر له الفرار خرج إلى البرية يزور النساك والمتوحدين وكان ذلك سنة 356 وأذاع حينئذٍ كتاب دفاعه عن نفسه ورفعه إلى قسطنس الملك وتوغل في البرية متفرغاً لإنفاذ رسائله لشعبه وبعض الأساقفة مفنداً فيها ضلال الاريوسيين ثم توفي الأسقف الذي نصبه الاريوسيون فعاد القديس اثناسيوس إلى كرسيه وعقد مجمعاً شهده كثيرون من الأساقفة الذين كانوا منفيين ونبذ ضلال الاريوسيين وغيرهم من أصحاب البدع ووضع طريقة لقبول الأراطقة المرتدين إلى الإيمان الكاثوليكي وأثبت البابا ليباريوس ما سنه مجمع الإسكندرية وارتد كثيرون من الأراطقة والوثنيين أيضاً إلى الإيمان القويم فشق ذلك على الملك يوليانس الجاحد فكتب إلى أهل الإسكندرية رسالته السادسة والعشرين أمر اثناسيوس بها أن يخرج من الإسكندرية يوم علمه بهذه الرسالة وإلا فيجزى شر الجزاء فرفع الإسكندريون جميعاً إليه رسالة يسألونه فيها أن يبقى اثناسيوس في مدينتهم فأجابهم برسالته الحادية والخمسين ساخراً منهم ومهدداً لهم وآمراً بأن يخرج اثناسيوس من مصر كلها بل أمر بعداً بقتله فازدحمت الأقدام في داره يبكونه فقال لهم إن هذه أيضاً إلا سحابة سريعة الانقشاع وركب سفيةن سار بها بالنيل نحو الصعيد يتعقبه المأمور بقتله ونبه اثناسيوس إلى ذلك فترك صحبه وانثنى نحو الإسكندرية وسأل المأمور رفقته أين تركتموه فقالوا هو قريب منك فجد في سيره إلى الأمام والقديس إلى الوراء ثم خرج إلى البرية ولما مات يوليانس ظهر اثناسيوس بغتةً في الإسكندرية وتسارع شعبه إلى الإحتفاء بقدومه وكتب إليه الملك يوفيان رسالة يبجله ويثني عليه فيها أطيب الثناء ثم كتب إليه ثانيةً يسأله أن يبين له إيمان الكنيسة الكاثوليكية الصحيح فأجابه برسالة مسهبة مدارها على أن قانون المجمع النيقوي هو أس الإيمان القويم وعاش القديس اثناسيوس بعد ذلك مستريحاً منكباً على التآليف النافعة المؤيدة للإيمان الكاثوليكي إلى أن لقي هذا الجهبذ الهمام والبطل المغوار ربه في الثاني من ايار سنة 373 بعد أن استمر في الأسقفية 46 سنة (ملخص عن توادوريطوس وسقراط وسوزومانوس وغيرهم)

وإذ تخلص الإمبراطور من ماجننتيوس تفرغ لمقاومة البابا الذي كان يكن له كراهية بغيضة في داخله. وبغضب شديد ألزم أساقفة الشرق والغرب بعقد مجمعين في آرل بفرنسا وميلان لعزل البابا ونفيه، وقد احتمل بعض الأساقفة النفي مثل باولينيوس أسقف تريف، ولوسيفر مطران سردينيا، ويوسابيوس أسقف فرشيلي بإيطاليا، وديوناسيوس أسقف ميلان، وهوسيوس أسقف قرطبة الذي كان قد بلغ المائة من عمره، أما ليبريوس أسقف روما فقد ثابر إلى حين وأخيرًا زلّ صاغرًا ووقّع على وثيقة الأريوسيين بعد أن أمضى في النفي سنتين. هاجم الجند كنيسة القديس ثيوناس بينما كان البابا يصلي مع الكهنة والشعب، وإذ ماجت الجموع وسط بريق السيوف أراد البابا أن يبقى حتى يخرج أخر شخص، لكن الكهنة والرهبان ألزموه بالانسحاب خاصة وأن الظلام حلّ بالموقع حين انطفأت الشموع والمصابيح. بقى أثناسيوس هاربًا ست سنوات يطلب الإمبراطور رأسه دون جدوى! قدم الإمبراطور جورج الكبادوكي أسقفًا يغتصب الشعب ويتسلم الكنائس عنوة ويجمع الأموال، لكنه لم يستطع أن يحتمل البقاء في الإسكندرية، فهرب ليعود بعد موت الإمبراطور (سنة 361) فيقتله الوثنيون الذين كانوا يبغضونه (ربما للاستيلاء على أمواله). كان أثناسيوس في منفاه الاختياري يتنقل من دير إلى دير ومن موضع إلى أخر، بقلبه الملتهب بحب الله وشعبه، يرعى أولاده خلال كتاباته العميقة، فكان خصبًا في إنتاجه الروحي. كتب سيرة الأنبا أنطونيوس، ودفاعه عن هروبه، وأرسل خطابات إلى أساقفة مصر وليبيا ولوسيفر أسقف كالاريس (كاجلياري بجزيرة سردينيا غرب إيطاليا) وإلى الرهبان المصريين، وأربع مقالات ضد الأريوسيين، وخمس رسائل عقائدية لسيرابيون أسقف تمى، وخطابات عن الروح القدس، وكتاب المجامع.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كتبه

ما ألفه من الكتب والرسائل فأشهره تفسيرات الأسفار المقدسة وكتابه في تجسد يسوع المسيح وكتابه في لاهوت الروح القدس وانبثاقه وكتابه في الاستحالة ووجود جسد المسيح حقيقة في القربان المقدس وكتاب دفاعه عن نفسه رفعه إلى الملك قسطنس ورسائل ومقالات تشذ عن العد وكتابه في ترجمة القديس انطونيوس الموصوف بالكبير والمكنى بأبي الرهبان وروى السمعاني (في المكتبة الشرقية مجـ2 صفحة20) أن في المكتبة الواتيكانية نسخة سريانية من كتابه في التجسد خطت سنة 564 وأن له نافوراً سريانياً فاتحته أيها الرب القوي ذكره الدويهي في عد 11 وإن له في المكتبة المذكورة كتاباً بالعربية ضد اليهود وإن هذا الكتاب العربي هو نفس الكتاب اليوناني المعنون أسئلة اليهود والأراطقة وأجوبة المسيحيين عليها وأثبت بعضهم أن قانون الإيمان المنسوب إليه هو له حقيقة وأنكر ذلك غيرهم ويرجح القول الأول وأثبت نطاليس اسكندر أن له كتاباً في البتولية وقال أنه تعزى إليه كتب ومقالات أخرى كثيرة ليست له حقيقة (ومن شاء الإسهاب في ذلك فليطالع الفصل6 الجزء8 من تاريخ نطاليس اسكندر في القرن الرابع) وإليك ما ذكره القديس ايرونيمس (في كتابه في المشاهير فصل 87) من كتب القديس اثناسيوس "رووا أن له كتابين ضد الأمم وكتاباً ضد فانس وارشاسيوس وكتاباً في البتولية وكتباً كثيرة في اضطهادات الاريوسيين وفي عنوانات الزبور وكتاباً في ترجمة القديس انطونيوس الراهب ورسائل ومقالات يطول الكلام في مجال تعدادها.

يوليانوس

قبر زكريا والقديس أثناسيوس في البندقية

بموت قسطانطيوس وتولي يوليانوس الحكم ظهر البابا أثناسيوس عام 362 ومعه لوسيفر أسقف كلاديوس وأوسابيوس أسقف فرشيلي اللذان كانا منفيين بالصعيد. عقد البابا مجمعًا بالإسكندرية عام 362 دعي "مجمع القديسين والمعترفين"، إذ كان جميعهم قد حضروا من النفي أو نالوا عذابات، لكن لم يدم الحال، فقد شعر يوليانوس بخطورة البابا أثناسيوس على الوثنية فبعث لوالي الإسكندرية يقول بأن الأمر بعودة المنفيين إلى بلادهم لا إلى كراسيهم، آمرًا إياه بطرد أثناسيوس خارج مصر، فاضطر البابا إلى الاختفاء في مقبرة أبيه 6 شهور. وإذ شدد الإمبراطور على الوالي اضطر البابا إلى ترك الإسكندرية متجهًا إلى الصعيد في مركب لحقتها مركب الوالي، فسأله الجند عن أثناسيوس، أما هو فقال لهم: "إنه ليس بعيد عنكم" فأسرعوا نحو الصعيد، وعاد هو إلى مدينة كايرو بجوار ممفيس، وبعد فترة صار يتنقل بين الأديرة في الصعيد. قُتل يوليانوس وتولى جوفيان الحكم فأرسل خطابًا ودّيًا للبابا يدعوه للعودة، كما أمر بعودة كل المنفيين. رجع البابا إلى الإسكندرية حيث عقد مجمعًا فيه كتب خطابًا يحوي قانون الإيمان النيقوي، ثم انطلق لمقابلة الإمبراطور الذي قابله بالترحاب ليعود إلى الإسكندرية في فبراير 364، حاملاً معه خطابات الإمبراطور. مات جوفيان في فبراير 364 وتولى فالنتينان الحكم في نفس الشهر فاستلم الغرب وسلّم أخاه فالنس الأريوسي الشرق.

      • 8- بعث فالنس منشوراً بعودة جميع الأساقفة الذين سبق نفيهم في حكم يوليانوس إلى أماكن نفيهم، اضطر البابا أن يغادر الإسكندرية إلى بيت ريفي. وتحت ضغط الشعب رجع أثناسيوس إلى كرسيه بعد حوالي تسعة شهور (مايو 635 - فبراير366) فامتلأت الإسكندرية فرحًا. عاد البابا من نفيه الخامس وقد بلغ حوالي السبعين من عمره ليمارس رعايته لشعبه بروح متقدة بالغيرة، خاصة في تطهير البلد من كل فكر أريوسي. في عام 369 عقد مجمعًا بالإسكندرية من 90 أسقفًا للاهتمام بالفكر الإيماني المستقيم، وبقى عاملاً حتى بلغ الخامسة والسبعين من عمره ليسلم للأجيال وديعة الإيمان المستقيم بلا انحراف.

رفاته المقدسة

Athanasius's Shrine (where a portion of his relics are preserved) under St. Mark's Cathedral, Cairo

يوجد جزء من رفاته المقدسة في مزار مخصص له أسفل الكاتدرائية الكبرى بالعباسية بجوار مزار القديس مارمرقس الرسول.

أعمال مختارة

انظر أيضاً

ملاحظات توضيحية

مصادر

  1. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Clifford1907
  2. ^ "The rejection of the term Theotokos by Nestorius Constantinople and the refutation of his teaching by Cyril of Alexandria". Egolpion.com. 24 June 2012. Archived from the original on 8 October 2012. Retrieved 4 October 2012.
  3. ^ http://popekirillos.net/ar/fathersdictionary/read.php?id=97

وصلات خارجية

ألقاب دينية
سبقه
الكسندروس الأول
پاپا وپطريرك الإسكندرية
328–373
أو
328–339
346–373
تبعه
پطرس الثاني
گريگوري من قپادوقيا (پطريرك كاذب)
پطرس الثاني