يوساب الثاني (بابا الإسكندرية)

البابا يوساب الثاني، بابا الإسكندرية
بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية رقم 115
Papacy began1946
انتهت بابويته14 نوفمبر 1956
سبقهمكاريوس الثالث
خلفهكيرلس السادس
تفاصيل شخصية
وُلِد1876
دير النغاميش، البلينا، سوهاج، مصر
توفي14 نوفمبر 1956(1956-11-14)[1])
القاهرة
دُفِنالكاتدرائية المرقسية للأقباط الأرثوذكس (الأزبكية)
الجنسيةمصري
الطائفةالكنيسة الأرثوذكسية القبطية
الإقامةالكاتدرائية المرقسية للأقباط الأرثوذكس (الأزبكية)

قداسة البابا يوساب (يوسف)الثاني (1876 - 14 نوفمبر 1956) بابا الاسكندرية وبطريرك الكنيسة رقم 115 (1946 - 1956).

كان مطران جرجا قبل ان يصبح البابا، وهو ثالث اسقف / مطران يصبح البابا بعد البابوات البابا يوحنا التاسع عشر (1928 - 1942) والبابا مكاريوس الثالث (1942 - 1944).

تم عزله من منصبه من الكنيسة القبطية.

هو قديس في إثيوبيا لتعيينه أول بطريرك لاثيوبيا ومنحه كنيسة التوحيد الارثوذكسية الإثيوپية الاستقلال الكامل. لم تعترف الكنيسة الاثيوبية بعزله من منصبه من الكنيسة القبطية، وظل اسم البابا يوساب الثاني يُستخدم في الخدمات الكنسية في اثيوبيا كبطريرك لفترة طويلة بعد ان تم عزله من منصبه.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

ولد البابا يوساب الثاني في بلدة النغاميش محافظة سوهاج سنة 1875 واندمج في سلك الرهبنة بدبر القديس الأنبا أنطونيوس 1900 باسمه الأصلي اقلاديوس وكان له من العمر 15 عاماً وعكف في الدير على الدراسة ولما أمتاز به من رغبة في العلم أوفده البابا كيرلس الخامس في بعثة علمية إلى أثينا سنة 1902 حيث درس في جامعتها اللاهوتية أربعة سنين أتم في نهايتها دراسته وحصل على اجازتها العلمية وقد أجاد اللغتين الفرنسية واليونانية إلى جانب اللغتين القبطية والعربية.

بعد عودته تولى مناصب دينية كثيرة وفي سنة 1912 عين رئيساً لأديرة الأقباط في القدس وفلسطين ثم وكيلاً عاماً لأيبارشية الكرسي الأورشليمي.

في 5 نوفمبر 1920 رسمه البابا كيرلس الخامس على كرسي ايباراشية جرجا باسم الأنبا يوساب بعد فصله عن أخميم الذي رسم له في اليوم نفسه الأنبا بطرس كما فصل عنه البلينا ورسم لها الأنبا ابرآم يوم 3 مارس 1921 بناء على ما طالبت به عائلة البطارسة وقد تكفلت بكل ما تتطلبه المطرانية من اقامة ونفقات.


البابوية

في يوم 26 مايو 1946 ارتقى كرسي البابوية. تم انتخاب الأنبا يوساب فى ظل حكومة النقراشي، وجرى تنصيبه فى 1946 ، و صدر الأمر الملكي بتعيين يوساب الثانى بطريركا للأقباط الارثوذكس فى 14 مايو 1946 فى عهد حكومة إسماعيل صدقي الثانية، ونظرا لتوسع نفوذ خادم بالكنيسة اسمه "ملك جرجس" اتهم بفرض اتاوات على الكنائس و الأديرة و تدخل في تعيين المطارنة و الأساقفة، و بلغت ثروته نحو ربع مليون جنيه فى عام 1950 ، دفع عامة الأقباط للتذمر، وهو ما دعا كثير من المتابعين إلى وصف فترة حبرية الأنبا يوساب الثاني مرحلة من الصراعات المريرة داخل الكنيسة القبطية بين قيادات الكنيسة وجماعة الأمة القبطية.

= انجازاته

  • أولا: اعادة بناء الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية.
  • ثانياً: تم فى عهده بناء المبنى الضخم الذى يضم اسقفيتى الخدمات الاجتماعية والبحث العلمى بارض الانبا رويس
  • ثالثاً: وافق على ارسال 3 مندوبين عن الكنيسة القبطية لحضور مؤتمر مجلس الكنائس العالمي ثم قبل انضمام الكنيسة للمجلس فى عام 1954.

وقد انتقل إلى الأمجاد السمائية يوم 13 نوفمبر 1956.[2]

رسائل حسن البنا إلى البابا يوساب الثاني

حسن البنا ويوساب الثاني.

وقعت عدة حوادث إعتدت فيها جماعة الإخوان المسلمين على الأقباط فى عمليات قتل فردية وجماعية للأقباط ووجدت عدة كنائس محاطة بأصابع الديناميت ومنها كنيسة الملاك ميخائيل بفاقوس وكانت معدة للإنفجار بحيث يقتل أكبر عدد من المسيحيين أثناء صلاة القداس. ولكن كان أشدها حادثة هجوم الإخوان المسلمين على أقباط السويس وقتلهم وتعليق جثثهم فى خطاطيف الجزارة والطواف بها فى شوارع المدينة قاصدين الكنيسة وهناك ألقوا هذه الجثث وحرقوا الكنيسة وهي الحادثة التى كتب فيها نظير جيد ( قداسة البابا شنودة الثالث) مقالاً شديد اللهجة فى يناير 1952.

وفى الرسائل التالية التى أرسلها حسن البنا مرشد ومنشئ جماعة الإخوان المسلمين في مصر إلى البابا يوساب ورئيس المجلس الملى إبراهيم فهمي المنياوي باشا ستجد أنه يحاول إبعاد أصابع الإتهام عن جماعته.

Cquote2.png 9 أبريل 1947
الرسالة ...

حضرة صاحب الغبطة الأنبا يوساب بطريرك الأقباط الأرثوذكس
تحية طيبة مباركة. وبعد،

فاكتب إلى غبطتكم وأنا معتكف لمرض ألم بى، إذ هالنى ما يكتب وما يقال اليوم حول وحدة عنصرى الأمة المصرية، تلك الوحدة التى فرضتها الأديان السماوية وقدستها العاطفة الوطنية وخلدتها المصلحة القومية، ولن تستطيع أن تمتد إليها يد أو لسان،

كما أن الإسلام فرض على المؤمنين به أن يؤمنوا بكل نبي سبق وبكل كتاب نزل وبكل شريعة، مضت معلناً أن بعضها يكمل بعضاً وأنها جميعاً دين الله وشرعته وأن من واجب المؤمنين أن يتوحدوا عليها وألا يتفرقوا فيها «شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه»، كما أنه دعا المسلمين وحثهم على أن يبروا مواطنيهم وأن يقسطوا إليهم وأن يكون شعار العمل بين الجميع التعاون والإحسان «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين». على أن النبى صلى الله عليه وصلى قد اختص قبط مصر بوصيته الطيبة حين قال: «فاستوصوا بقبطها خيراً فإن لكم بهم رحماً»، وأشار القرآن في صراحة إلى عاطفة المودة المتبادلة بين أهل الدينين فى قوله «ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون».

وما جاء الإنجيل إلا لتقرير روح المحبة والسلام والتعاطف بين الناس، حتى إنه ليدعوهم إلى أن يحبوا أعداءهم، ويباركوا لاعنيهم، ويصلوا من أجل الذين يبغضونهم، وبذلك وحده تكون على الأرض المسرة وفى الناس السلام.

هذه الحقائق نؤمن بها، ونعمل على أساسها، ويدعو الإخوان المسلمين إليها، وقد بعث مكتب الإرشاد العام إلى شُعبه خلال هذا الأسبوع بنشرة يذكر فيها الواجب المقدس الذى حتم على كل مسلم أن يعمل ما وسعه العمل على تدعيم هذه الوحدة القومية وتوثيق هذه الرابطة الوطنية. وإنى لشديد الأسف لوقوع مثل هذه الحوادث التى لا يمكن مطلقاً أن تقع من الإخوان المسلمين أو من أى مسلم أو مسيحى متدين عاقل، غيور على دينه ووطنه وقومه والتى هى - ولا شك - من تدبير ذوى الأغراض السيئة الذين يحاولون أن يصطادوا فى الماء العكر وأن يسيئوا إلى قضية الوطن فى هذه الساعات الحرجة والظروف الدقيقة من تاريخه.

ومن حسن الحظ أنهم لا يوفقون إلى شىء - ولن يوفقوا بإذن الله - ولم يعد الأمر هذه الحوادث الصبيانية التافهة التى نأسف لها جميعاً والتى أرجو أن نعمل جميعاً متعاونين على عدم تكرارها، صيانة لهذه الوحدة الخالدة بين عنصرى الأمة، وبهذا التعاون المشترك يرد كيد الكائدين، وتعلو كلمة الوطنيين العاملين المخلصين، وفق الله الجميع لخير ما يحب ويرضى، وهو نعم المولى ونعم النصير. وتفضلوا يا صاحب الغبطة بتقبل تحياتى واحترامي.

Cquote1.png

حسن البنا
القاهرة، مستشفى الرحمة
[3][4]

العلاقات الكنسية مع إثيوبيا

فشلت جميع المفاوضات التى أجرتها أثيوبيا مع الكنيسة المصرية بسبب تخوف الكنيسة من الإنفصال السريع حيث بدأت إرساليات التبشير تجتاح أثيوبيا كما حاول الفاتيكان أثناء الإحتلال الإيطالى لأثيوبيا أن يرغب ويهدد الأسقف القبطى لإثيوبيا الأنبا كيرلس بضم الكنيسة الإثيوبية للفاتيكان.

وحدث أن رغبت الحكومة المصرية فى كسب صوت أثيوبيا إلى جانبها فى مجلس الأمن فدارت مفاوضات بين الحكومتين لتحقيق هذا الغرض فإنتهز الأثيوبيين هذه الفرصة بمقايضة التصويت إلى جانب الحكومة المصرية مقابل أن تضغط الحكومة المصرية على الكنيسة القبطية ليتم رسم الأساقفة الإثيوبيين دون أخذ تعهدات عليهم وإجابة المطالب الأثيوبية الأخرى والتى سبق أن تقدم بها الأمبراطور هيلاسيلاسى إلى البابا يوساب الثاني.

وقد أرسل صاحب الدولة النقراشى باشا مندوباً لمقابلة البابا يوساب الثانى وطلب منه قبول المطالب الأثيوبية لإنجاح القضية المصرية مؤكداً أن الأقباط قد بذلوا داؤخم زوداً عن حياض ا{ض وادى النيل فلا يبخلون اليوم بأيه تضحية أخرى، كما أنتدبت الحكومة المصرية سعادة الأستاذ سابا حبشى باشا للقيام بهذه المهمة، فذهب لمقابلة بابا الأقباط فحملة رد إلى جلالة الأمبراطور بمدى ما يمكن قبوله من المطالب الأثيوبية.

الشرط الوحيد الذى لم تتنازل عنه الكنيسة القبطية

وبعد هذه المفاوضات الشاقة والتى إنتهت بضغط حكومي مصري على الكنيسة القبطية قرر البابا يوساب والمجمع المقدس إستجابة للمطالب الثيوبية على شرط أن تظل الكنيستين مرتبطين، وأن يحضر الراعي الأثيوبي الأول إلى القاهرة لينال بركة الرسامة من يدي الجالس على السدة المرقسية.

وقد وافق الامبراطور هيلاسلاسي الذى صبر طويلاً وسلك كل طريق ممكنه لتحقيق مطالب كنيسته قبل أن ينتهز الفرصة السياسية التى أتيجت له وكان من الممكن أن يلجأ بطلب سياسى من الحكومة المصرية قبل ذلك إلا أنه لم يفعل لأنه يعتز هو ورجال حكومته والكنيسة الأثيوبية بكاروزنا والتاريخ الطويل الذى يربط بالإيمان بكنيسة مصر لهذا وافق الأمبراطور والكنيسة الأثيوبية بهذا الشرط.

قداس الإحتفال برسامة خمسة أساقفة إثيوبيين

يوساب الثاني يرسّم خمسة أساقفة إثيوبيين، 25 يوليو 1948. ويقف خلف البابا يوساب الأنبا توماس مطران الغربية والبحيرة وكفر الشيخ مواليد ١٨٩٩ وتنيح عام ١٩٥٦ فى حادثة قطار.

وفي يوم الأحد 25 يوليو 1948 أقام البابا يوساب الثاني قداساً وصف على أنه من كان على جانب كبير من الروعة محتفلاً برسامة خمسة من الأساقفة الأثيوبيين وهم:

1- الأنبا باسيليوس أسقف شوا التى تقع أديس أبابا ضمنها. وقد اشترك مع البابا يوساب فى تأدية الشعائر المقدسة ستة من المطارنة القبط وعدد كبير من الكهنة ، وبعد الإنتهاء من القداس حتى تقدم الأساقفة الأثيوبيين واحدا فواحداً إلى البابا يوساب وأقسموا يمين الولاء وتلقوا منه نصائحه الأبوية.

ثم أقام البابا يوساب حفلة غداء تكريماً لهم فى الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم دعا إليها عدداً من رجال الكنائس المختلفة ومن كبار رجال الدولة، وبعد حضورهم تقدم سفير إثيوبيا إلى الأنبا يوساب وقدم إليه الهدايا التى بعث بها الأمبراطور هيلاسلاسي وهي: الوشاح الأكبر من نيشان "سلاسي" ورصيعته الذهبية ، وهو أرفع وسام أثيوبي - حلة بابوية موشاة بالذهب ومرصعة بالأحجار الكريمة.

البابا يوساب الثانى البطريرك ال ١١٥ مع الانبا باسيليوس الإثيوبي عام ١٩٤٨ وهو العام الذي جرى فيه الاتفاق على سيامة الانبا باسيليوس اسقفا على مدينة شوا وكان اب رهبنة الحبشة وكان الاتفاق أن يتم ترقيته إلى مطران الحبشة بعد نياحة الانبا كيرلس اخر مطران قبطي لإثيوبيا وبعد ان تنيح الأنبا كيرلس وكان رجلا قديسا وعانى كثيراً قام البابا يوساب بترقية الأسقف باسيليوس الى رتبة مطران ورئيس للكنيسة الإثيوبية كأول إثيوبي يرتقى هذا المنصب منذ دخول المسيحية اثيوبيا في القرن الرابع الميلادي.

وبعد سنوات وضغوط إثيوبية من الامبراطور هيلاسلاسى وافق البابا كيرلس السادس والمجمع المقدس للكنيسة القبطية على ترقية الانبا باسيليوس إلى رتبة بطريرك وتم ذلك عام ١٩٥٩.

وفي صباح اليوم الثالث أقام الأساقفة الأثيوبيين قداساً إلهياً فى الكاتدرائية المرقسية بلغتهم الأثيوبية وألحانهم القومية ، ولما أنتهوا من هذه الصلوات المقدسة سافروا إلى الإسكندرية ليتبكوا بزيارة كنيسة الكاروز مار مرقس ومدينته التى أستشهد فيها ولينالوا بركة رفاته المقدسة، ثم تقابلوا مع الجالس على الكرسى المرقسى البابا يوساب الثاني الـ 115 بعد الكاروز وأخذوا الأذن فى العودة لبلادهم فمنحهم البركة الرسولية وكرر عليهم نصائحه وتمنى لهم سفراً مريحاً وحياة مليئة بالخدمة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اختطاف البابا يوساب

استيقظ شعب مصر والاقباط خاصة بخبر مفزع من العيار الثقيل حيث انه في فجر أحد أيام يوليو عام 1954م قام خمسة شبان أقباط بهجوم مسلح على المقر البابوي اقتحموا بوابة دار البطريركية بكلوت بيه وجردوا عامل البوابة والنظافة من عصيهم وقيدوهم بعد أن شهروا مسدس في وجوههم وشقوا طريقهم إلى داخل مبنى البطريركية ووصلوا إلى غرفة البابا العجوز الأنبا يوساب فأيقظوه من نومه بغلظة ووجد البابا يوساب نفسه أمام ثلاثة من المسلحين. ( كانوا قد تركوا واحداً منهم على بوابة الدار ليمنع أي شخص من طلب نجدة وتركوا واحداً ثانياً عند مدخل جناح البطريرك لكى يقوم بعرقلة أيه محاولة للاقتراب من حجرة النوم التي اقتحمها المهاجمين الثلاثة ) ووجد الأنبا يوساب نفسه محاطا بثلاثة مسلحين يشهرون الأسلحة يطلبون منه أن يسرع بارتداء ملابسه بسرعه لأنه سيذهب معهم.[5]

واستسلم البابا العجوز فارتدى ملابسه بسرعه واستعد أن يذهب معهم بدون أن يعرف ماذا يريدون , ولكنهم أبرزوا مجموعه من الأوراق وطلبوا أن يوقع عليها والمسدس مصوب إليه ووضعوا أمامه ثلاث ورقات. تحتوي على ثلاثة قرارات بالغة الخطورة وأجبروه على التوقيع عليها وهي:

  • الأول: تنازل البطريرك عن العرش البابوي وتعيين الأنبا ساويرس مطران المنيا بدلا منه.
  • الثاني: دعوة المجمع المقدس والمجلس الملي العام لانتخاب بطريرك جديد.
  • الثالث: توصية لتعديل لائحة انتخاب البطريرك بحيث يشترك في انتخابه جمهور رعاياه من العلمانيين

وخرج المسلحون الخمسة ومعهم البابا ليركبوا سيارة ومضت السيارة تنهب الطريق إلى أديرة وادى النطرون وهناك دقوا باب الدير وعندما فتح الرهبان ورأوا البطرك ومعه المسلحين كانت الدهشة تعتلى وجوههم وأدخلوا البطريرك إلى الدير ثم أمروا رهبان الدير أن يستبقى لديه رهن الاحتجاز فإنه يريد التفرغ للصلوات والعبادة المنفردة لأنه تنازل عن العرش البابوي.

وعادت المجموعة بسرعه للقاهرة لتصدر بياناً كانوا جهزوه من قبل أرسلته إلى الكنائس والصحف وبعض الجهات الرسمية في الدولة تعلن فيه أن البابا تنازل عن العرش وإقراراً موقعاً بالفساد المستشري في الكنيسة، وتطلب من الشعب القبطي أن يقوم بانتخاب بطريركا آخر وتحذر الدولة من التدخل في شئون الأقباط الداخلية.

25 يوليو 1954

كانت الدولة وقتها قد فرغت من الاحتفال بالذكري الثانية لقيام الثورة وسط أجواء بالغة التعقيد , فقد كان الصراع بين محمد نجيب وجمال عبد الناصر لم يحسم بعد , وكان محمد نجيب في تلك الفترة قد قدم استقالته , ولكنهم أعادوه.

كان كل أعضاء مجلس الثورة مشغولون فيما بينهم في الصراع بين الفرقاء علي الحكم والسلطة , وهي الفرصة التي أغتنمها الجناه لتنفيذ مخططهم بعزل البابا بعيدا عن أعين الدولة .

أرسلت الحكومة وزير التموين القبطي جندي عبد الملك الي المقر البابوي للتفاوض مع الجماعة التي قامت بالعملية، كان يعتقد ان الأمر يتعلق بمسألة قبطية داخل الكنيسة. لم يكن أحد يشك في وجود جريمة، وعندما وصل الوزير القبطي أيقن أن الأمر فيه مخطط جنائي، وعلى الفور أبلغ وزير الداخلية. وفي ظهر اليوم التالي 26 يوليو 1954 اقتحمت الشرطة المبني، وألقت القبض على الجناة ومعهم 37 من أتباعهم، وسارعت وقامت بتحرير البابا وأعادته الي المقر البابوي.

جماعة الأمة القبطية

وفى أواخر عام 1952 منحت وزارة الشئون الاجتماعية المحامي الأستاذ ابراهيم فهمي هلال يبلغ من العمر 20 سنة ترخيصاً بتكوين جمعية دينية اتخذت لها اسم " جماعة الأمة القبطية لحماية حقوق الاقباط وقد رحب البابا يوساب بالجماعة في بدء القيام بأنشطتها وكان مقر الجمعية في حي الفجالة في القاهرة وذلك لمواجهه الفكر الديني الإسلامي المتطرف الذي قامت به جماعة الإخوان المسلمين وكانت الجماعة متأثرة الي حد كبير بتنظيم الإخوان المسلمين , وقد أصبحت أكثر ميلا الي الجانب السياسي والتسليح مما دفع الكنيسة والدولة الي محاربتها والقضاء عليها.

وكان للجمعية بنود قانونية نصت على أن تعمل الجماعة في سبيل تحقيق غرضها وكانت قانون تأسيسها: -

  • إصلاح شئون الكنيسة القبطية
  • تقديم المساعدة للمحتاجين
  • نشر تعاليم الكتاب المقدس والتمسك بجميع أحكامه
  • تعليم اللغة القبطية والتاريخ القبطي
  • التمسك بعادات وتقاليد الأقباط
  • توجيه الشباب القبطي في حياته والاهتمام بالنواحي الروحية والعلمية والرياضية
  • إصدار جرائد يوميه وأسبوعيه وشهريه تكون المنبر القوى للدفاع عن الأمه القبطية
  • الاهتمام برعاية الأقباط في مصر والخارج
  • إنشاء دار كبيره تتسمّى المركز الرئيسي للجماعة وسط القاهرة
  • العمل على احترام الكرسي البابوي وتكريمه

وكان شعار جماعة الامة القبطية "الله ربنا، ومصر وطننا، والإنجيل شريعتنا، والصليب علامتنا، والقبطية لغتنا، والشهادة في سبيل المسيح غايتنا". والجدير بالذكر ان شعار جماعة الإخوان المسلمين "الله غايتنا، والرسول زعيمنا، والقرآن دستورنا، والجهاد في سبيل الله أسمي أمانينا“.

تنظيم مسلح

وكانت جماعة الأمة القبطية مكونة من شباب الأقباط المثقف والذي يحمل درجات علمية هدفهم النهوض بالشعب القبطي كله عن طريق الإصلاح من خارج الكنيسة في أقصر وقت ممكن وكانت مصر متشبعة بالتيارات التي كانت سائدة في ذلك العصر مثل الإخوان المسلمين والثورة كما طالبت الجماعة الحكومة بإنشاء محطة إذاعة خاصة بالأمة القبطية وإنشاء مركز للجماعة بالقرب من الأحياء القبطية ولتحقيق أهدافها قامت الجماعة بتقديم المساعدات للمحتاجين والعاطلين.

أحد أفراد جماعة الأمة القبطية يرفع شعارها.

وجماعة الامة القبطية اتجهت عكس اتجاه مدارس الأحد التي رأت أن التعليم والعمل الهادئ من داخل الكنيسة له أكبر الأثر في إصلاح الكنيسة ولكن على المدى الطويل وفى الوقت الذي كان هدف مدارس الاحد أن اصلاح الكنيسة يأتي فكراً، رأت جماعة الأمة القبطية أن الإصلاح يأتي عملاً.

ومدارس الأحد وجماعة الأمة القبطية هم من شعب الكنيسة الذين يريدون إصلاحها ولكن الفرق أن مدارس الأحد رأت أن يكون الإصلاح من الداخل بالتعليم فظلت في الداخل ورات جماعة الأمة القبطية أن الإصلاح يكون من الخارج.

وقد قام بعض أعضاء هذه الجماعة وكان على رأسهم إبراهيم هلال يعمل محامياً شاباً في الرابعة والثلاثين من عمره في سنة 1954 بالإقدام على مغامرة من النوع الحافل بالإثارة والمفاجآت وذلك بخطف البطريرك الأنبا يوساب الثاني انتهت بالقبض على رئيس الجماعة وحكم بإدانته وسجنه لمدة ثلاث سنين.

وأيضاً حكم القضاء المصري بطلب من الحكومة بحل الجماعة في ابريل 1954. ورفض غالبية الأقباط فكرة إصلاح الكنيسة عن طريق إجبار البابا وخطفه تحت تهديد السلاح وكانت مجلة مدارس الأحد في مقدمة الرافضين لاستخدام القوة والسلاح في الإصلاح الكنسي ولكن بعد مرور سنة من هذا الاعتراض عقدت مدارس الأحد مؤتمراً شعبياً وطالبت بعزل البابا يوساب.

البطريرك يمارس سلطته الروحية فقط.
البوليس يعتقل 36 شاباً من جماعة الأمة القبطية المنحلة.

ونشرت الجرائد خبر عودة البابا واعتقال البوليس لـ 36 شاباً قبطياً من أعضاء جماعة الأمة القبطية.

لم تكتف جماعة الأمة القبطية باختطاف البابا، ولكنها دبرت محاولة لقتله في 20 سبتمبر 1955 قام بها عبد المسيح باشا أحد المتهمين في قضية الاختطاف.... وفي 21 سبتمبر 1955 جرد البابا يوساب الثاني رسميا من مهامه البابوية وأرسل الي الدير المحرق بالقوصية التابعة لمحافظة أسيوط،

وكلفت الدولة ثلاثة أساقفة تتولي إدارة شئون البطريركية حتى وفاة البطريرك في 13 نوفمبر 1956 وفي نوفمبر من نفس العام أعتقل إبراهيم فهمي هلال مؤسس جماعة الأمة القبطية مع آخرين لأسباب سياسية تتناول إصلاح وتسوية قضايا الأحوال الشخصية لغير المسلمين.

عزله من منصبه

بالرغم من ورعه إلا إنه كان ضعيف الشخصية ولم يستطع أن يوقف نفوذ سكرتيره الخاص الذي كان الأموال من بيع الرتب الكنسية لغير المستحقين، وهي جريمة خطيرة تسمى بـ"السيمونية" (نسية إلى سيمون الساحر الذي أراد شراء مواهب الروح القدس بالمال، والقصة مذكورة في سفر أعمال الرسل).

ونتيجة لذلك الفساد الذي انتشر في جسد الكنيسة، جرت عدة محاولات لتصحيح هذا الوضع وعزل سكرتير البابا. حتى إن بعض الشباب القبطي المتهور قام بخطف البابا من مقره واجباره على التوقيع على مطالبهم الاصلاحية! ولكنها كانت خطوة لم تحظى بأي قبول في الأوساط القبطية وباءت بالفشل سريعاً.[6]

1956 اتفق أعضاء المجمع المقدس والمجلس الملي العام -ولأول مرة في التاريخ القبطي- على تعيين لجنة أسقفية للقيام بأعمال البابا بدلاً منه.[6] وتشكيل اللجنة من اصحاب النيافة : الأنبا أغابيوس مطران ديروط وقسقام ، الأنبا ميخائيل مطران اسيوط ، الأنبا بنيامين مطران المنوفية[7] وترأس البابا يوساب الثاني دير القديسة دميانة للراهبات، وكان البطريرك الثاني الذي ترأس نفس الدير بعد تحديد إقامته فيه لأسباب أخلاقية.

الهامش

  1. ^ Hagai Erlikh: The cross and the river: Ethiopia, Egypt, and the Nile, Lynne Rienner Publishers Inc., Boulder, Colorado, 2002, P. 136–137
  2. ^ http://www.geocities.com/dryoussefnattia/39.html
  3. ^ ابرام راجي (2010-02-13). "لاول مرة رسائل حسن البنا مؤسس الاخوان المسلمين للبابا يوساب التانى". المصري اليوم.
  4. ^ "حسن البنا والأقباط". ويكيبيديا الإخوان المسلمون.
  5. ^ "جماعة الامة القبطية واختطاف البابا يوساب الثانى - البطريرك رقم115". المؤرخ القبطي. 2013-10-30.
  6. ^ أ ب http://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Orthodox-Issues/Copts-Egypt-and-Faith-VS-Politics__10-Pope-Shenouda-n-People.html
  7. ^ http://www.coptichistory.org/new_page_422.htm


سبقه
مكاريوس الثالث
بطريرك الإسكندرية
يوساب الثاني
تبعه
كيرلس السادس



. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مصادر