وليام بليك

وليام بليك
William Blake
وليام بليك في پورتريه من سنة 1807 بريشة توماس فلپس.
وليام بليك في پورتريه من سنة 1807 بريشة توماس فلپس.
وُلِد(1757-11-28)28 نوفمبر 1757
لندن، إنگلترة
توفي12 أغسطس 1827(1827-08-12) (aged 69)
لندن، إنگلترة
الوظيفةكاتب (شاعر)، رسام، طباع
الصنف الأدبيVisionary, poetry
الحركة الأدبيةرومانسية
أبرز الأعمالأغاني البراءة والتجربة، زواج الجنة والنار، The Four Zoas, Jerusalem, ميلتون القصيدة، And did those feet in ancient time
الزوجCatherine Blake (1782–1831)

وليام بليك William Blake (عاش 28 نوفمبر 1757 – 12 أغسطس 1827) كان شاعراً ورسام وطباع إنگليز. ولم يكن معروفاً في حياته، إلا أنه الآن يُعتبر شخصية محورية في تاريخ كلٍ من الشعر والفنون البصرية في العصر الرومانسي. فشعره الذي يستشرف المستقبل قيل أنه يشكل "بالتناسب مع مزاياه، فإنه أقل الشعراء انتشاراً في اللغة الإنگليزية".[1] فنونه البصرية قادت ناقد فني معاصر ليقول عنه أنه "أعظم فنان عرفته بريطانيا في تاريخها، وبفارق هائل عن منافسيه".[2] وبالرغم من أنه عاش في لندن طيلة حياته، فيما عدا ثلاث سنوات قضاها في فلپهام[3] فقد أنتج كماً من الأعمال متنوع وثري في رمزيته، ويعانق الخيال كما لو كان "عمل الرب",[4] أو "الوجود البشري نفسه".[5]

شهد هذا الجيل كثيرا من الحفارين (النقاشين على الأخشاب أو المعادن) لكن أعمال وليام بليك Blake كانت هي الأكثر خلودا. لقد طور لنفسه طريقة خاصة في الحفر، بل إنه حاول أن يحل الحفر محل الطباعة، بحفر نصوص إلى جوارها رسومها التوضيحة على ألواح نحاسية، لكن قلمه سبق حفره، إذ راح يعبر عن نفسه في خاتمة المطاف بالشعر. وكان متمردا لأنه امتعض من فقره ويرجع هذا إلى كون الأكاديمية رفضت الاعتراف بالحفارين كفنانين ورفضت أن يقدموا أعمالهم في معارضها. ولأنه كان يرفض بشدة وصاياها بضرورة الالتزام بقواعد معينة وبالتقاليد الفنية التي فرضتها. لقد صرح في نحو سنة 808ا بأن القضية في إنجلترا ليست مسألة رجل موهوب وعبقري، وإنما لا بد أن يكون خاضعا مشتغلا بالسياسة وثورا قويا ، ومطيعا لأوامر النبلاء فيما ينتجه من فن ، فإن كان كذلك فهو رجل طيب، والإ فعليه أن يموت جوعاً(8). وكان بالفعل قد اقترب من الموت جوعا في أوقات عدة لأنه لم يكن يتلقى سوى أجر زهيد لرسوم وأعمال حفر قدر ثمنها في لندن في سنة 8191 بمبلغ 000،011 دولار(9)، ومكنته أعمال الحفر على المعادن التي قام بها لسفر أيوب والتي بلغت 22 لوحة، من العيش بما مقداره جنيهان في الأسبوع في الفترة من 3281 إلى 5281، وقد بيعت هذه اللوحات في سنة 7091 إلى ج. پيرپونت مورگان Pierpont Morgan . J بمبلغ 006،5 جنيه إسترليني وهذه اللوحات التي حفرها لسفر أيوب من بين أجمل أعمال الحفر في التاريخ. وكان بليك Blake في موقف عوان بين البيوريتانية (التطهرية - مذهب ديني مسيحي متشدد - وإنكار المسيحية)، كما كان في موقف عوان بين الكلاسية والرومانسية، وكان مفتوناً بمجموعة تماثيل مايكل أنجلو والرسوم التي رسمها على سقف الكنيسة وأحسّ أيضا ببهاء الجسم الإنساني السليم ورمزله بتجسيد بارز (0871) في عمل جعل عنوانه يوم سعيد بشاب يرتدي ملابس شفافة يعرف الحيوية المنضبطة، ولم يكن للجنس (العلاقة بين الرجل والمرأة سوى مكان متواضع في أعماله) فقد كانت زوجته مطيعة متعاونة محبة فجعلت الإخلاص لها ممكنا، وكانت خطوطه في البداية كلاسية صارمة يجعل الخط أهم من اللون والشكل أهم من الصورة الذهبية، لكنه كان كلما تقدمت به السنون وازداد حبه للعهد القديم (الجزء الأول من الكتاب المقدس عند المسيحيين)، ترك قلمه يجول في شخوص خيالية يغمرها بالملابس الكاسية، ووجوه تعبر عن ألغاز الحياة وغموضها(01).

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

A plaque at William Blake House, a modern block of flats at 28 Broadwick St where Blake was born and lived until he was 25.

ولد وليم بلايك قبل جين أوستن بثمانية عشر عاما ولاقى نحبه بعد موتها بعشر سنين• ويمثل بلايك حلقة الوصل أو المرحلة الانتقالية إلى الرومانسية• لقد عاش في عالم الأسرار ورفض العلم وشك في الله وعبد المسيح وحوّل الكتاب المقدس ونافس الأنبياء ودعا إلى مدينة مثالية (يوطوبيا) يقطنها قديسون يمشون على الأرض •


تتلمذه على يد باسير

The archetype of the Creator is a familiar image in Blake's work. Here, the demiurgic figure Urizen prays before the world he has forged. The Song of Los is the third in a series of illuminated books painted by Blake and his wife, collectively known as the Continental Prophecies.

لقد كان ابنا لصانع جوارب في لندن، واعتراه الرعب وهو في الرابعة من عمره عندما رأى الرب ينظر إليه عبر النافذة• وبعد ذلك بقليل رأى الملائكة ترفرف فوق شجرة، كما رأى النبي حزقيال Ezekiel يتجول في حقل(3)• وربما لم يُرسل به أهله إلى المدرسة حتى العاشرة من عمره بسبب خيالاته التي كانت تختلط بحواسه دون فاصل أو قاعدة• وقد التحق بعد وصوله هذه السن (العاشرة) إلى مدرسة رسم، وفي الخامسة عشرة بدأ التدرب على مهنة النحت مع النحات جيمس باسير Basire واستمر على هذه الحال طوال سبع سنوات • لقد قرأ كثيرا بما في ذلك أعمالا رومانسية مثل ذخائر الشعر الإنجليزي القديم لبيرسى Percy ومؤلف ماكفرسون Macpherson المعروف باسم أوسيان Ossian وكتب هو نفسه الشعر ورسم الرسوم التوضيحية• وعندما بلغ الثانية والعشرين تم قبوله كدارس للحفر في الأكاديمية الملكية Royal Academy ولكنه تمرد على نصائح رينولدز Reynolds الكلاسية، وفي وقت لاحق ندم على أنه أضاع جهده وشبابه وعبقريته في ظل كابوس السيد يشوع Joshua وجماعته الماكرة من الخدم المستأجرين(4) وقد طور أسلوبه الخيالي في الرسم رغماً عنهم وكان قادرا على إبراز شخصيته من خلال الألوان المائية وأعمال الحفر.

The Night of Enitharmon's Joy, 1795. Blake's vision of Hecate, Greek goddess of black magic and the underworld

ولم يكن ميالاً بشدة إلى الجنس الآخر وقد عبر ذات مرة عن أمله في ألا تكون هناك لقاءات جنسية وعن أمنيته في زوال هذه الرغبة من البشر(5)• ومع هذا فقد تزوج وهو في الخامسة والعشرين من كاترين بوشير Catherine Boucher وكان غالبا ما يسبب لها المتاعب بنوبات غضبه كما كان يرعبها برؤاه، ومع هذا فقد اعترفت بعبقريته واهتمت به بإخلاص حتى آخر حياته ولانعرف أن له أطفالا لكنه كان يجب اللعب مع أطفال أصدقائه• وفي سنة 3871 قام جون فلاكسمان Flaxman و أ• س • ماثوس A.S. Mathews بتمويل طبعة خاصة لأشعار بلايك الباكرة، وقد أعيد نشر هذه الاسكتشات الشعرية في سنة 8681 فأسهم ذلك في تحقيق شهرته التي تأخرت• وبعض هذه الأشعار مثل إلى نجم المساء (الزهرة) وهي مقطع ملحمي غير مقفى احتل مكانا حفيا في الشعر الإنجليزي(6)• وقد كان مثله في ذلك مثل أي روح شاعرة حساسة باغضا لتركز الثروة وشيوع الفقر في إنجلترا• لقد كان مثل توم بين Paine وجودون Godwin وماري ولستونكرافت Wollstonecraft وغيرهم من الراديكاليين الذين تعاملوا مع الناشر جوزيف جونسون Johnson، قد شرب حتى الثمالة من نبيذ التنوير الفرنسي وتغنوا بالعدالة الاجتماعية والمساواة• وكان مظهره ينم عن روح نافرة من أي نظام مفروض• كان قصيرا ممتلئا ذا ملامح نبيلة مفعمة تعبيرا وحيوية وكان شَعره بنيا مُشرباً بصفرة مصففا بإتقان وكانت خصلاته غير متدلية وإنما منتصبة وكان ينظر وكأنه رادار لما هو بعيد ، ولابد أن عينه الحادة وجبهته العريضة وفراسته الشديدة قد أضفت على مظهره جاذبية حقيقية(7).

وفي سنة 4871 افتتح محل طباعة في شارع برود Broad Street واتخذ من أخيه الأصغر روبرت مساعداً له فكانت علاقتهما حميمة لأن كل وحد منهما كرس حياته للآخر، ولكن روبرت كان متلافا كثير الإنفاق وقد أدى موته في سنة 7871 إلى تعميق التوتر والكآبة في نفس وليم، وأدّى إلى الجانب الصوفي في فكره• لقد كان مقتنعا أنه رأى روح روبرت لحظة موته وهي تصعد عبر السقف• رآها وهي تصفق من فرط السعادة(8) وقد عزا إلى شبح روبرت طريقة الحفر على إحدى اللوحات - سواء حفر النص أو حفر الرسوم التوضيحية• وكانت كل كتب بلايك تقريبا محفورة على النحو نفسه وكانت تباع بمبلغ يتراوح بين شلنات قليلة وعدة جنيهات للواحد منها• وكان قراؤه - حتى ذلك الوقت - قليلين•

حياته اللاحقة وعمله

The cottage in Felpham where Blake lived from 1800 till 1803.

وفي سنة 9871 أصدر أول عمل كبير من أعماله هو أغاني البراءة وكان يضم تسع عشرة مقطوعة شعرية• ومن الواضح أنه كان يعني بالبراءة مرحلة ما قبل البلوغ عندما كانت الحكايات المجمعة والمتعلقة بالمسيح تحظى بالتصديق وتسبب للمستمع إليها سعادة قصوى وبهجة، وعلى أية حال فقد كان بلايك قد بلغ الثانية والثلاثين من عمره عندما ظهرت قصائده هذه ونحن نحس أن الخبرة راحت تنمي موت البراءة• ولابد أن نعيد هنا سطوره الشهيرة التي يمكن أن نضاهيها بأبياته التي وجهها لنمر Tiger بعد ذلك بخمس سنوات :

أيّها الحمل الصغير، من خلقك؟

ألا تعلم من سوّاك؟

ألا تعلم من نفخ فيك الحياة ورزقك؟

وهيأ لك المجرى تشرب منه

وكساك ثوب البهجة

ياله من ثوب ! إنه أنعم الأثواب

ثوب من صوف فاتن متألق

أيها الحمل الصغير، من سوّاك فعدلك حملا؟

ألا تعرفه؟ !

أيها الحمل الصغير

أنا سأقول لك

إنه يدعى باسمك

لأنه أسمى نفسه حَمَلا

إننا ندعو نفسنا باسمه

أيها الحمل الصغير ليباركك الرّب

ليباركك الرّب

Blake's The Lovers' Whirlwind illustrates Hell in Canto V of Dante's Inferno

وربماكانت القصيدة التالية هي الأجمل• إنها بعنوان الصبي الأسود الصغير وفيها يعجب الصبي الزنجي لم خلقه الله أسود البشرة• إنه يحلم بوقت يأتي يلعب فيه الصبي الأسود مع الصبي الأبيض دون أن تعوق ظلال اللون لعبهما• وثمة قصيدتان بعد ذلك - قصيدة كنّاس المدخنة وفيها يتخيل ملكاً (ملاك) ينزل من السماء ليحرر العاملين في تنظيف المداخن من معاطفهم الملوثة بالسخام التي يعملون - وينامون - وهي تغطي أبدانهم، أما القصيدة الأخرى فهي الخميس المقدس والتي ينهيها بتحذيره: والآن، فلتتمسك بالرحمة والشفقة، وإلا أبعدت الملائكة عن بابك

ومرت خمسة أعوم: إنها الأعوام التي اندلعت فيها الثورة الفرنسية وتألقت مثاليتها (1971) ثم عادت إلى المذابح والإرهاب (2971 - 4971)• وفي سنة 9871 - على وفق بعض الروايات - وضع بلايك فوق رأسه غطاء الرأس الأحمر الذي يرمز للثورة الفرنسية وانضم إلى بلين Plaine في مهاجمة الكنيسة الإنجليزية وأثرت فيه الاضطرابات والفوضى فانفجر مؤلفاً قصيدة قصصية بسيطة زاخرة بالنبوءات تعكس ما ورد في إرمياء Jeremiah وهوشع Hosea، فكانت إعلانا مشئوما لعالم تجلله الخطايا والآثام.

الكوميديا الإلهية لدانته

William Blake's image of the Minotaur to illustrate Inferno, Canto XII,12-28, The Minotaur XII

ولانوصي أولئك الذين يمتعضون من الإبهام بقراءة عمله هذا ولكننا نلاحظ أن بلايك في ديوانه زواج الفردوس وجهنم (في معرض هجائه لسويدنبرج Swedenborg) يقارن بين هاتين المملكتين (ممكلة الفردوس وممكلة جهنم ) من ناحية والبراءة والخبرة من ناحية أخرى• وبعض الأمثال التي أتى بها من الجحيم استوحت راديكالية هوتيمان وفرويد ونيتشة Whitmanic - Freudian - Nietzschean radicalism :


كل الطعام المفيد يتم الحصول عليه دون شباك أو شراك•••

فما هو أجدى وأرفع أن تجعل آخر في مواجهتك•••

فكبرياء الطاووس هي عظمة الرب ••• وعري

النساء هو عمل الرب•••

وقتله لطفل في مهده لا تجدي معه رغبات ممرضة

لاجدوى من جهودها•••

فالرب هو - فقط - الفعل والوجود في الكائنات

أو البشر•••

فكل الأرباب في صدور البشر•••


فعبادة الرب هي توقير مواهبه للآخرين •• وهي حب أعظم الرجال ••• إن أولئك الذين يغارون من الرجال العظماء أو يشوهون سمعتهم إنما يكرهون الرب لأنه ليس هناك أرباب سوى هؤلاء العظماء• وفي ديوانه أغاني الخبرة (4971) نجد الشاعر يعارض ما ورد في ديوانه أغاني البراءة بقصائد غنائية أخرى عامرة بالشك والإدانة:

أيها النمر•• أيها النمر

المتألق كالنار في ظلمات الغابة

أي يد خالدة أوعين ساهرة

أمكنها صياغة سيمتريّة رُعبك ؟!

يالكتفيك! يالمكرك ! ويالحيلك!

أيمكنها أن تتحمل قلبك؟!

ومتى بدأ قلبك يسحق ويضرب ويخفق؟

يا لقسوة أقدامك! •• يالقسوة قدميك الخلفيتين!

وقدميك الأماميتين!

متى تطرح النجوم حرابك؟

ومتى ترتوى السماء بدموعك؟

أليس هوالذي يسرّه فعلك؟

أليس هو الذي جعل الحمل Lamb يوجدك؟

وفاته

شاهد بالقرب من قبر غير مميز في بنهيل فيلدز في لندن

وبينما نجد في ديوانه أغاني البراءة الصبي الصغير التائه وقد أنقذه الرب وأعادهُ مسرورا إلى بيته، نجد في أغاني الخبرة صبيا يحرقه القُسس لأنهم لم يعرفوا له دينا• وفي ديوان أغاني البراءة يصف في قصيدته الخميس المقدس كاتدرائية القديس بول مزدحمة بالأطفال السعداء الذين ينشدون الترانيم، نجده يتساءل في أغاني الخبرة يتساءل:

أهذا شيء مبارك (مقدس) يستحق أن نراه؟•

في بلاد غنية مثمرة

يرزح الأطفال في البؤس

يأكلهم البرد والمرابون

أتلك أغنية صارخة مضطربة؟

أيمكن أن تكون أغنية مرحة؟!

وهذا العدد الكبير من الأطفال الفقراء فيها

إنها بلاد الفقر•

ولم تكن الثورة فيما يبدو علاجا لهذه الشرور فالقبضة الحديدية أطاحت برأس الطاغية، ثم أصبحت طاغية بد لاعنه(9)• لقد وجد بليك - الذي لم يكن يحب الثورات العنيفة - العزاء فيما تبقى لديه من عقيدة دينية. إنه الآن لايثق في العلم لأنه خادم للماديّة وأداة يستخدمها النشيط ضد البريء وتستخدمها السلطة ضد البسطاء• فالفن هو شجرة الحياة والعلم هو شجرة الموت، والرب هو يسوع المسيح(01).

وبعد سنة 1818 لم يكتب بليك شعرا إلا قليلا ولم يجد له إلا قلة من القراء، وعاش على إنتاجه في الفن. وفي بعض سني الستينيات من عمره عانى الفقر الشديد حتى اضطر إلى حفر الإعلانات لمصنع ودج‌وود Wedgwood للخزف. وفي سنة 9181 أنقذه من فقره جون لينل John Linnel إذ عهد إليه برسم الرسوم التوضيحيه لسفر أيوب Book of Job والكوميديا الإلهية لدانتي• ووافته منيته (1827) بينما كان يعمل في هذين العملين، ولم يكن ثمة حجر يشير إلى موضع دفنه لكن بعد قرن كامل من وفاته نصب لوح حجري عليه اسمه في البقعة التي دفن فيها، وفي سنة 7591 صنع له سير جاكوب إپستين Jacob Epstein تمثالا نصفيا وضع في كنيسة وستمنستر Westminster وعند موته كان الانتقال إلى مرحلة الرومانسية قد غدا انتقالا كاملا• لقد بدأ هذا الانتقال مترددا عندما كانت الكلاسية في ذروتها مع الفصول Seasons التي ألفها (1730) طومسون والقصائد الغنائية Odos التي ألفها كولنز (1747)، و Clarissa Harlowe التي ألفها ريتشاردسون Richardson (1747) وأغاني الرثاء Elegy التي ألفها گري Gray (1751) وجولي Julie لروسو (1761) ،au la nouvelle Héloise ، وFingel (2671) التي ألفها ماكفرسون Macpherson وقلعة على أوترانتو Otranto (1764) التي ألفها والوپ Walope وكتابات پرسي Percy عن الشعر الإنجليزي القديم (8671) والقصائد الغنائية الإسكتلندية والألمانية، وما كتبه تشاترتون Chatterton (9671) وڤرتر Werther (فيرثر) التي كتبها گوته Goethe (1774)• حقيقة أن أي عهد لم يكن يخلو من الرومانسية، فالرومانسية لم تنعدم أبداً في أي وطن أو عصر عند أي فتى أوفتاة، وكانت الكلاسية بناء متغلغلاً غير راسخ في الحكم وكانت قيدا على نبضات وعواطف تسري في العروق مسرى الدم.

ثم أتت الثورة الفرنسية فجلبت الحرية حتى في مرحلة انهيارها - أي انهيار الثورة، ففقدت الأشكال القديمة للقوانين والنظم التقليدية هيبتها وسطوتها، وانطلقت المشاعر والخيالات والطموحات والتطلعات تعبّر عن نفسها بالكلمة والفعل. لقد أشعل الشباب نيران الشعر والفن تحت كل قاعدة أدبية وكل حظر أخلاقي وكل تضييق عقدي وكل دولة مكتسية بقشور القانون، وفي سنة 1798 راح وردزورث وكولردج يكتبان معا القصائد والمباحث التقديمية للقصائد الغنائية المعروفة باسم Lyrical Ballads وراح برنز Burns وسكوت Scott يغنيان للحب والثورة والحب في سكتلندا، وراحت جيوش نابليون تحطم الحدود بشكل أسرع من قدرة الثورة على نشر حلمها. لقد أصبح الأدب في كل مكان هو صوت الحرية• قلما بدا المستقبل مفتوحا بلا آفاق تحده كما هو الآن، وقلما كانت الآمال بلا نهاية كما هو الآن، وقلما بدا العالم شابا كما يبدو لنا الآن.

وفي أعوامه الأخيرة حفر سبع لوحات لطبعة من طبعات دانته وحفر وهو على فراش الموت (1827) لوحة أخرى للرب يخلق العالم في قديم الزمان. ومن خلال خياله الراقي وتصوراته لما فوق الطبيعة، وكذلك من خلال دقة خيوطه وبراعتها، أصبح - طوال جيل بعد موته - السلف المعلن لمدرسة ما قبل الرافائيلية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ببليوگرافيا

عن بليك

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ Frye, Northrop and Denham, Robert D. Collected Works of Northrop Frye. 2006, pp 11-12.
  2. ^ Jones, Jonathan (25 Apr. 2005). "Blake's heaven". The Guardian. {{cite web}}: Check date values in: |date= (help); Unknown parameter |month= ignored (help)
  3. ^ Thomas, Edward. A Literary Pilgrim in England. 1917, p. 3.
  4. ^ Yeats, W. B. The Collected Works of W. B. Yeats. 2007, p. 85.
  5. ^ Wilson, Mona. The Life of William Blake. The Nonesuch Press, 1927. p.167.
  6. ^ Wilson, Mona. The Life of William Blake, 1948, London: Rupert Hart-Davis, page 77.

وصلات خارجية

بروفيلات


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أرشيف

قالب:William Blake