معركة سان-دني (1567)

معركة سان-دني، 1567.

معركة سان-دني Battle of Saint-Denis نشبت في 10 نوفمبر 1567 بين الكاثوليك والپروتستانت أثناء حروب الدين الفرنسية في سان-دني بالقرب من پاريس، فرنسا.

في 16 سبتمبر أعلن بلوغ شارل التاسع رشده وهو لم يبلغ الرابعة عشرة، ونزلت كاترين عن وصيتها، ولكنها لم تنزل عن قيادتها. ففي مارس 1564 قادت الملك وحاشيته في رحلة تخترق فرنسا، من جهة لترى الأمة مليكها الجديد، ومن جهة أخرى لتدعم السلام الهش. وأصدرت في روستون مرسوماً بالتسامح الجزئي، داعية كلاً من الفريقين إلى احترام حرية الآخر. وبعد أربعة عشر شهراً من الرحلة الملكية وصلت الجماعة إلى بايون (3 يونيو 1565)، حيث رحبت كاترين في ابتهاج بابنتها اليزابث التي أصبحت ملكة على أسبانيا، واجتمعت مع الدوق ألفا في مفاوضات سرية أزعجت الهيجونوت. فقد خامرتهم الظنون-بحق في أن ألفا أشار باتخاذ الإجراءات ضدهم، ولكن خطاباته المتخلفة لفليب تبين أن كاترين رفضت اقتراحاته، وأبت أن تطرد لوبيتال، وتشبثت بسياستها السلمية(42). وعقب عودتها إلى باريس (ديسمبر 1565) استخدمت كل نفوذها لتصلح بين كوليني، ومورنمورنسي، وكونديه، ودوقي جيز.

وفي عام 1564 دخل اليسوعيون فرنسا، وأثارت عظاتهم حماسة الكاثوليك، وحولوا في باريس خاصة نفراً من الهيجونوت لمذهبهم. أما في الأقاليم فقد ألغي رد الفعل الكاثوليكي كثيراً من المكاسب البروتستنتية. وانتهكت مراسيم التسامح المرة بعد المرة، وأفرخت الهمجية في ظل المذهبين. ولم يكن من غير المألوف أن يشنق حكام الأقاليم المواطنين لا لجريمة سوى أنهم هيجونوت(43). وفي نيم ذبح البروتستنت ثمانين كاثوليكياً (1567)(44). وبين عامي 1561 و 1572 اقترفت ثماني عشرة مذبحة للبروتستنت، وخمس للكاثوليك، وأكثر من ثلاثين اغتيالاً(45). واستقدمت كاترين الجنود المرتزقة من سويسرة ولم تعط كونديه جواباً شافياً حين سألها عن قصدها من استقدامهم، واعتقد كونديه وكوليني أن حياتهما في خطر، فحاولا مع أتباعهما المسلحين أن يقتلوا الملك والملكة الأم في مو (سبتمبر 1567) ولكن مونمورنسي أحبط المحاولة. وأصبحت كاترين تخشى كوليني خشيتها جيز من قبل.

وأحس كوليني وكونديه أن الحاجة ماسة لحرب ثانية ترد للهيجونوت ولو حقوقهم المحدودة. فاستقدما هما أيضاً المرتزقة لا سيما من ألمانيا تعزيزاً لقواتهما المستنزفة، واستوليا على أورليان ولاروشل وزحفا على باريس وطلبت كاترين التعزيزات من ألفا، فوافاها بها فوراً، وفي سان دنيس، خارج العاصمة مباشرة، قاد مونمورنسي ستة عشر ألف رجل ضد جيش كونديه في معركة من أبشع هذه الحروب وأقلها حسماُ. ومات مونمورنسي من جراحه. وراحت فرنسا مرة أخرى تتساءل أي دين هذا الذي يدفع الناس إلى مذابح كهذه، واغتنم لوبيتال الفرصة ليرتب صلح لونگجومو (23 مارس 1568)، الذي رد التسامح المتواضع الذي منحه مرسوم أمبواز.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الهامش

قالب:France-battle-stub