قيس بن سعد بن عبادة

قيس بن سعد بن عبادة (ت. 680)، هو صحابي جليل، والده الصحابي سعد بن عبادة دليم الأنصاري.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

وُلد قيس بن سعد عام 60 هـ الموافق 680م، والده هو الصحابي الجليل سعد بن عبادة بن دليم الأنصاري، وأمه بنت عم أبيه، واسمها فكيهة بنت عبيد بن دليم. كان لأسرة قيس، على عادة أثرياء وكرام العرب يومئذ، مناد يقف فوق مرتفع لهم وينادي الضيفان إلى طعامهم نهارا أو يوقد النار لتهدي الغريب الساري ليلا وكان الناس يومئذ يقولون :" من أحبّ الشحم، واللحم، فليأت أطم دليم بن حارثة"... ودليم بن حارثة، هو الجد الثاني لقيس ففي هذا البيت العريق أرضع قيس الجود والسماح.وقيل عن أبوه سعد : " كان الرجل من الأنصار ينطلق إلى داره، بالواحد من المهاجرين، أو بالاثنين، أو بالثلاثة. وكان سعد بن عبادة ينطلق بالثمانين ". وكان قيس بن سعد من أطول الناس ومن أجملهم وكان لا ينبت بوجهه شعر كان الأنصار يعاملونه كزعيم منذ صغره كانوا يقولون:لو استطعنا أن نشتري لقيس لحية بأموالنا لفعلنا.


قبل الإسلام

حين كان قيس، قبل الإسلام يعامل الناس بذكائه كانوا لا يحتملون منه ومضة ذهن، ولم يكن في المدينة وما حولها إلا من يحسب لدهائه ألف حساب فلما أسلم، علّمه الإسلام أن يعامل الناس بإخلاصه، لا بدهائه ومن ثمّ نحّى دهاءه جانبا، ولم يعد ينسج به مناوراته القاضية وصار كلما واجه موقعا صعبا، يأخذه الحنين إلى دهائه المقيد، فيقول عبارته المأثورة: " لولا الاسلام، لمكرت مكرا لا تطيقه العرب".

في عهد الرسول

كان قيس حامل راية الأنصار مع رسول الله، وكان من ذوي الرأي من الناس. خدم قيس بن سعد النبي عشر سنين، وفي صحيح البخاري عن أنس، كان قيس بن سعد من النبي بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير. وشهد مع رسول الله المشاهد كلها، وأخذ النبي يوم الفتح الراية من أبيه فدفعها إليه.[1]

في عهد الخلفاء الراشدين

شهد فتح مصر، واختط بها داراً، ثم ولاه علي بن أبي طالب إمارتها.

والي مصر

وكان علي بن أبي طالب قد ولاه على مصر فضاق به معاوية وأعجزته فيه الحيلة، وكايد فيه علياً ولم يتبع معاوية من مكايدة أعجب من مكايدته لقيس حين امتنع عن مبايعته إذ قال لأهل الشام «لا تسبُّوا قيساً ولا تَدْعوا إلى غزوه، فإن قيساً لنا شيعة، وأنه يجري على إخوانكم النازلين عنده بخربتا أعطياتهم وأرزاقهم» ـ وكان هؤلاء ممن شارك في فتح مصرـ فلما انتشر الخبر في العراق اتّهمّ علي بن أبي طالب قيساً وبعث إليه يأمره بقتال أهل خربتا فرفض قيس لأنهم وجوه أهل مصر وأشرافهم وأهل الحِفاظ وأنهم رضوا منه أن يؤمن سربهم ويجري عليهم أعطياتهم وأرزاقهم، فأبى علي عليه إلا قتالهم، فأبى قيس أن يقاتلهم وكتب إلى علي «إن كنت تتهمني فاعزلني وابعث غيري» فبعث الأشتر.

الرجوع للمدينة ووفاته

وبعد على بن أبي طالب كان مع الحسن بن علي حتى صالح معاوية. ورفض قيس بن سعد مبايعة معاوية حتى يشترط لشيعة علي ولمن كان اتبعه على أموالهم ودمائهم، ولم يلن له حتى أرسل معاوية إليه بسجل قد ختم عليه في أسفله حتى يكتب فيه قيس ما يشاء، فاشترط قيس فيه له ولشيعة علي على الأمان على ما أصابوا من الدماء والأموال ولم يسأل معاوية في سجله ذلك مالاً لنفسه، فرجع قيس إلى المدينة فأقام فيها حتى وفاته. توفي بالمدينة في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان سنة ستين للهجرة.


آثاره

كان أحد الفضلاء الجلّة المشهورين بالنجدة والسخاء والشجاعة، وكان أبوه وجده كذلك. ويقال إنه لم يكن في الأوس والخزرج أربعة مطعمون متتالون في بيت واحد إلا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم، ولا كان مثل ذلك في سائر العرب أيضاً، إلا ما كان من عمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف وآبائه وأجداده. فقد كان قيس في جيش العسرة، وكان ينحر ويطعم حتى استدان بسبب ذلك، فنهاه أبو عبيدة بن الجراح عن ذلك.

وروي أن رجلاً استقرض منه ثلاثين ألفاً فلما ردها عليه أبى أن يقبلها، وقال: إنّا لا نعود في شيء أعطيناه.

وعن نافع قال: «مرّ ابن عمر على أطم سعد فقال لي: يا نافع هذا أطم جده، لقد كان مناديه ينادي يوماً في كل حول: من أراد الشحم واللحم فليأت دار دليم، فمات دليم فنادى منادي عبادة بمثل ذلك، ثم مات عبادة فنادى منادي سعد بمثل ذلك، ثم قد رأيت قيس بن سعد يفعل ذلك، وكان قيس جواداً من أجواد الناس».

وقيل إن دليماً جده كان يهدي إلى مناة الصنم كل عام عشر بَدَنَات، ثم كان عبادة يهديها كذلك، ثم كان سعد يهديها كذلك إلى أن أسلم، ثم أهداها قيس إلى الكعبة.

وعن جابرt قال: خرجنا في بعث كان عليهم قيس بن سعد بن عبادة فنحر لهم تسع ركائب، فلما قدموا على رسول اللهr ذكروا له ذلك من فعل قيس بن سعد، فقال رسول اللهr: «إن الجود من شيمة أهل ذلك البيت».

ومن مشهور أخبار قيس بن سعد ابن عبادة أنه كان له مال كثير ديوناً على الناس، فمرض واستبطأ عُوَّادَه، فقيل له: إنهم يستحيون من أجل دينك، فأمر منادياً ينادي: من كان لقيس بن سعد عليه دين فهو له، فأتاه الناس حتى هدموا درجة كانوا يصعدون عليها إليه.

وكان من دهاة العرب، من أهل الرأي والمكيدة في الحرب. قال الزهري كان دهاة الناس في الفتنة خمسة، فعدّ من قريش معاوية وعمرو ابن العاص، ومن الأنصار قيس بن سعد، ومن ثقيف المغيرة بن شعبة، ومن المهاجرين عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي.

وكان مع علي قيس بن سعد وعبد الله، واعتزل المغيرة بن شعبة. صحب قيس علياً وشهد معه مشاهده، الجمل وصفين والنهروان هو وقومه، ولم يفارقه حتى قتل، وهو القائل بصفين:

هذا اللواء الذي كنا نحـفُّ بـه مع النبي وجبريـل لنا مدد
ماضرَّ من كانت الأنصار عيبته ألا يكون له من غيرهم أحد
قوم إذا حاربوا طالت أكفهم بالمشرفية حتى يفتح البلد

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ عماد الدين الرشيد. "قيس بن سعد بن عبادة". الموسوعة العربية. Retrieved 2013-07-26.

المراجع