فؤاد عالي الهمة

فؤاد عالي الهمة
فؤاد عالي الهمة.jpeg
مستشار الديوان الملكي
العاهلمحمد السادس
في المنصب
9 نوفمبر 1999 – 7 أغسطس 2007
العاهلمحمد السادس
وزير منتدب بوزارة الداخلية
تفاصيل شخصية
وُلِد6 ديسمبر 1962
بن جرير، المغرب
الحزبحزب الأصالة والمعاصرة
المدرسة الأمالمدرسة المولوية
جامعة محمد الخامس (ليسانس الحقوق، 1986)

فؤاد عالي الهمة (و. 6 ديسمبر 1962)، هو سياسي تونسي وكبير مستشاري الملك محمد السادس، ويعد من الشخصيات المقربة للملك. منذ أن أصبح وزيراً منتدباً بوزارة الداخلية في نوفمبر 1999، يلعب عالي الهمة دوراً بارزاً في الدولة المغربية. عام 2008، أسس حزب الأصالة والمعاصرة.[1] كان علي الهمة زميلاً لمحمد السادس في المدرسة المولوية، وكان مديراً لمجلس وزرائه عندما كان ولياً للعهد.[2]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السنوات المبكرة

وُلد فؤاد عالي الهمة في بن جرير، في 6 ديسمبر 1962. حصل على ليسانس الحقوق من جامعة محمد الخامس بالرباط عام 1986. حصل على دبلومة في العلوم السياسية عام 1988 ودبلومة في العلوم الادارية عام 1989. تدرب بوزارة الداخلية المغربية في الفترة 1986–1990.[3]


حياته العملية

حسب تقارير إعلامية، يملك عالي الهمة شركة منا ميديا للاستشارات[4] المتعاقدة مع وزارة الداخلية المغربية.[5] وبحسب بعض الصحف، تجري الشركة عمليات مراقبة وجمع معلومات استخبارية عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي.[5]

مناصب

  • 1992-1997: أنتخب رئيساً لمجلس بلدية بن جرير.
  • 1992-1997: أصبح نائب في البرلمان عن دائرة الرحامنة.
  • 1997: أختير رئيساً للبلاط الملكي لولي العهد المغربي.
  • 1999-2000: أصبح وزيراً منتدباً بوزارة الداخلية.
  • أغسطس 2007: ترك وزارة الداخلية للمشاركة في الانتخابات البرلمانية في 7 سبتمبر 2007.
  • 2008: أسس حزب الأصالة والمعاصرة.
  • ديسمبر 2011: أصبح مستشاراً للملك محمد السادس.

نفوذه

يوصف فؤاد عالي الهمة بأنه من أكثر الشخصيات نفوذاً داخل أروقة البلاط الملكي في المغرب، ولم يفقد أدواره في أية لحظة من اللحظات بتغير الظروف السياسية. تندر عنه المعلومات، يغيب دائمًا عن شاشات التلفزيون، بينما تصفه وسائل إعلام محلية بصديق الملك الذي يُصغي لنصائحه وتوجيهاته دومًا، نظرًا للثقة التي يحظى بها لدى هذا الأخير، وأيضًا لكونهما درسا معًا بالمدرسة المولوية بالعاصمة الرباط.

تحجيم الإسلاميين

فؤاد عالي الهمة وعبد الإله بنكيران، يونيو 2017.

كان عالي الهمة خيارًا وحيدًا من جانب الملك محمد السادس لتصفية الإسلاميين، عبر منحه الضوء الأخضر في 2008، بتأسيس حزب الأصالة والمعاصرة، مانحًا الحزب صلاحياتٍ مفتوحة، وأموالٍ سخية يُنفق منها علي فعالياته، جعلت الصحف المغربية تُسميه بحزب الرئيس.

نجح حزب عالي الهمة في محاصرة الإسلاميين في العام التالي للتأسيس باكتساح حزبه الانتخابات الجماعية لسنة 2009، مؤسسًا أكبر فريق برلماني من الرُّحل. في مارس 2011، انتقل عالي الهمة في مهمَّته المتمثلة في تحجيم سلطات الأحزاب الإسلامية من موقع المُنافس السياسيّ لهم، إلي موقعٍ أخر اختاره له المللك محمد السادس، وهو مستشار له بالديوان الملكي، مواصلًا من موقعه الجديد استثمار الصلاحيات الجديدة التي أوكلت إليه في مُمارسة مهمته الأساسية في الحد من شعبيتهم، وتقليص سلطاتهم، عبر سلسلة قوانين، وقراراتٍ حكومية ساعدته علي تنفيذ مهمَّته.

تجلت المهمة الأكبر للمستشار الملكي، بعد ثورات الربيع العربي، التي أدت لارتفاع شعبية التنظيمات الإسلامية التي ارتقت السلطة بعددٍ من البلدان، إذ كان للمستشار الملكي دورًا رئيسًا في تحييد صلات حزب العدالة والتنمية مع التنظيمات الإخوانية في الخارج، وتحجيم مطالبها التي خرجت جموعٌ منها في تظاهرات تطالب بحركة إصلاحات على غرار ما حدث في مصر وتونس.

تمتَّع إخوان المغرب بشعبيةٍ كبيرة؛ جعلت قطاعات كبيرة من الشعب المغربي يذهب للتصويت لهم بأغلبية كاسحة في الانتخابات، جعلت هذا الملف يؤرق الملك كثيرًا، الذي يسعى عبر صديق الدراسة لمنافستهم على شرعيتهم الدينية كذلك التي يتمتعون بها.

ينكشف هذا الدور في الاتصالات المستمرة مع عبد الإله بن كيران، القيادي بحزب العدالة والتنمية، والذي كان مُكلفًا بتشكيل الحكومة، ساعيًا من وراء هذا التحركات للتأكيد الدائم علي قيادات الحزب عدم رفع شعاراتٍ دينية، ورسم صورة لإسلاميي المغرب بأنهم مختلفون عن أقرانهم في الأقطار الأخرى، والكفّ عن تحريض الجموع حيال الملك.

كان عالي الهمة دائم التشاور معه في كافَّة الأسماء المرشحة من جانب حزبه لرئاسة بعض الوزارات، والاعتراض على من يشُكِّك في ولائهم للبلاط الملكي. نجح الهمة في مهمته، وفشلت كُل محاولات بعض الأجنحة داخل الحزب للجنوح بمطالبهم نحو التغيير العام في شكل السلطة في المغرب، وظل شعارهم الخالد مرفوعًا: "الله، الوطن، الملك".

يحكي عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق ملمحًا من تجليات أسطورة عالي الهمة، قائلًا:

Cquote2.png فؤاد عالي الهمة (مستشار الملك) له مكانةٌ خاصة والجميع يعرف هذا»، بينما تحدَّث عن دوره الخفي في تشكيل حكومته: «وسواءٌ تعلَّق الأمر بالحكومة الأولى أو الحكومة الثانية، فإنه قام بدورٍ كبير في التشاور، وساهم في الوصول إلى الصيغة النهائية لهذه الحكومة. Cquote1.png

وتُظهر واقعة اعتذار بنكيران للمستشار الملكي والملك في نهاية 2012، نفوذ عالي الهمة الطاغي علي إسلاميو المغرب، وذلك عقب نقل مجلة لاڤي إيكونوميك لتصريحٍ منقول عن بنكيران، قال فيه: "لم نصل بعد إلى مستوى أكبر من التعاون مع مستشاري جلالة الملك"، قبل أن ينشر بيان اعتذار للملك ومستشاره، متحجِّجًا بتحوير كلامه في الجريدة.

مارس عالي الهمة هذا الدور باقتدار، خلال تشكيل حزب العدالة والتنمية الحكومة الأخيرة، إذ تولَّى دعم كُتل سياسية بعينها، لقطع الطريق علي بن كيران في تشكيل الحكومة منفردًا، وتحويلهم إلي أقليَّة داخل التشكيل الحكومي، بالرغم من حصولهم على الأغلبية التي تكفل لهم تشكيل الحكومة. هذه المحاولات التي استاء منها بنكيران قال عنها: "نحن مسالمون، مرنون، لكن يبدو أن الأطراف الأخرى لا تستقبلنا بالقبول الحسن، فهي لا تريدنا؛ لأن عندنا هدفًا واضحًا هو الاستمرار في الإصلاح".

علاقته بالملك

فؤاد عالي الهمة يجلس على يمين الملك محمد السادس.

شاءت الظروف أن يُزامل فؤاد عالي الهمة الملك محمد السادس في المعهد نفسه في المراحل التعليمية الأولى لكلٍّ منهما؛ إذ احتضن جدران هذا المعهد العديد ممن ساهموا في صناعة القرار في المغرب منذ عهد الملك الراحل محمد الخامس. تحوَّلت صداقة الدراسة إلي علاقةٍ شديدة الخصوصية بينهما؛ كان لها الدور في تدرُّج فؤاد علي الهمة داخل أروقة البلاط الملكي، مانحًا الملك صديقه صلاحياتٍ مفتوحة، وسلطاتٍ تضاهي سلطاته شخصيًّا.

علاقته المتميزة والتي كانت تربطه بالملك محمد السادس وهو ولي العهد آنذاك، وهما تلميذان بالمعهد المولوي، ساعدت فؤاد عالي الهمة على التدرج السريع في أسلاك المهمَّات الحساسة، كما كان لهذه العلاقة دورٌ جوهريّ ليصبح عالي الهمة أقرب المساهمين في صنع القرار، والتغلغل بكافة الدوائر الحساسة في السلطة.

لا يهوى عالي الهمة الظهور على شاشات التلفاز، أو إلقاء الخُطب الوطنية، فهو يُمارس طقوسه في توسيع دوائر صلاحياته داخل البلاط الملكي بسلاسة، متواريًا فيها عن أعين الكاميرات والإعلام، بينما يقتصر ظهوره في اللقاءات الرسمية، والزيارات خارج البلاد مُرافقًا للملك، أو جالسًا إلى جانبه في سيارته.

يُلخص أستاذ العلوم السياسية المغربي، عبد الرحيم العلام، المسار السياسي لعالي الهمة في مملكة محمد السادس لموقع أصوات مغاربية، قائًلا: "إنه الشخصية الوحيدة في النظام السياسي المغربي، التي لم تفقد دورها في أية لحظة من اللحظات"، موضحًا أنه "رجل يزداد قوة لأنه لا يحرق المراحل".

بينما اختارته المجلة الفرنسية جون أفريك، المتخصصة في الشأن الإفريقي، أكثر الفاعلين تأثيرًا في المشهد السياسي خلال عام 2014، مبررة هذا الاختيار إلى المكانة الخاصة التي يتمتع بها الرجل كما يعلم الجميع.

نفوذه داخل الأجهزة الأمنية

ولي عهد السعودية محمد بن سلمان يستقبل فؤاد عالي الهمة، الرياض، 7 فبراير 2020.

تمتَّع فؤاد عالي الهمة، بنفوذٍ كبير داخل الأجهزة الأمنية المغربية أيضًا، منذ أن كان وزيراً منتدباً بوزارة الداخلية عام 1999، قبل أن ينتقل من الإشراف علي وزارة الداخلية إلي كافة الأجهزة الأمنية، من منصبه الذي استحدثه له الملك محمد السادس مستشارًا له.[6]

هشام بوشتي، الضابط السابق بجهاز الاستخبارات المغربية – مصلحة المراقبة وجمع المعلومات – يروي واقعة دالة على نفوذ عالي الهمة داخل الأجهزة الأمنية، قائلًا: الصفقات التي عُقدت بين المخابرات المغربية ونظيرتها الأمريكية في ما يُعرف استخباراتيًّا بالرحلات السرية لسي آي إيه، كانت بعلم الملك وإشراف صديق دراسته ومستشاره الأمني فؤاد عالي الهمة.

ولعب عالي الهمة دورًا إشرافيًا على نقل مختطفي جهاز الاستخبارات الأمريكية إلى بلاده، ومُمارسة أشد أنواع التعذيب وانتزاع اعترافاتهم بمعتقل تمارة السري على أيادي ضباط المخابرات المغربية. وتمثل الدور الرئيس لعالي الهمة ، كذلك في كسب ولاء هذه الأجهزة الأمنية لصالح الملك محمد السادس، وإثنائِهم عن السياسة، بتوسيع مصالحهم الاقتصادية، ورفع مرتباتهم المالية، وتعظيم امتيازات القيادات داخل هذه الأجهزة، وتشديد الرقابة عليهم من جانب أجهزة تتبع القصر؛ تحسبًا لأيّة حركة انقلاب، أو انشقاق، كما حدث مع بعض ضباط جهاز الاستخبارات المغربية خلال السنوات الفائتة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نقد

قضية العفو الملكي

في أغسطس 2013 ذكرت جريدة إلباييس الإسپانية تفاصيل كيفية حصول مغتصب الأطفال المغاربة على العفو الملكي. تبدأ الرواية بأن الملك الإسباني خوان كارلوس طلب من رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، إمكانية تسريع نقل سجين إسباني بطنجة مُدان في قضية مخدرات إلى سجون إسبانية لظروف صحية، ورد بنكيران على الطلب بالإيجاب، معلنا بأن سائق الشاحنة سيكون في الغد بإسبانيا، ونال الخبر حيزا مهما في الصحافة الإسبانية التي اعتبرته تصرفا ايجابيا من بنكيران. وحسب إلباييس فإن فؤاد علي الهمة، اتصل بعد يومين بسفير إسبانيا ألبرتو نافارو ليبلغه "استياءَه من طلب الملك الإسباني، النظر في حالة گارسيا من رئيس الحكومة بنكيران بدل الاتصال بالملك محمد السادس مباشرة".

استياء الهمة قوبل بجواب السفير أن إدارة السجون تابعة لرئاسة الحكومة، لكن الهمة أبلغه أن مثل هذه القضايا تحل من طرف الملك محمد السادس. فانتبه سفير إسبانيا إلى عرض الهمة فطلب من القنصليات إعداد قائمتين تضم الأولى ثلاثين سجينا والثانية 18 سجينا قصد نيل العفو، فقام شخص في القصر الملكي بجمع اللائحتين لتصبح لائحة مكونة من 48 شخصا، الأمر الذي أثار استغراب السفير الإسباني من سخاء العفو المغربي الذي طال مغتصب أطفال وبارون مخدرات.[7]


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "The king's friend". The Economist. 2009-07-02. ISSN 0013-0613. Retrieved 2016-10-08.
  2. ^ "Fouad Ali El Himma : l'homme-orchestre de Mohammed VI - JeuneAfrique.com". JeuneAfrique.com (in الفرنسية). 2016-06-21. Retrieved 2016-10-08.
  3. ^ News, Morocco World (2011-12-07). "King Mohammed VI Appoints Fouad Ali El Himma As His Advisor". Morocco World News. Retrieved 2016-10-08. {{cite news}}: |last= has generic name (help)
  4. ^ Mireille Duteil (14 October 2010). "El-Himma, le joker du roi". Le Point. Retrieved 26 November 2013.
  5. ^ أ ب "Telquel: Le Maroc tel qu'il est". Telquel N° 508. Archived from the original on 3 December 2013. Retrieved 26 November 2013.
  6. ^ "«فؤاد عالي الهمّة».. رجل الظلّ الذي يحكم المغرب بعيدًا عن الأضواء". سپوتنك نيوز. 2017-06-02. Retrieved 2021-02-08.
  7. ^ La verdadera historia de un indulto que casi provoca una crisis con Marruecos إلباييس تاريخ الولوج 7 أغسطس 2013

وصلات خارجية