عفيفة اسكندر

عفيفة اسكندر في إحدى حفلاتها في خمسينيات القرن الماضي في بغداد

عفيفة اسكندر, مطربة و أديبة عراقية من أب عراقي مسيحي و أم يونانية. ولدت في الموصل عام 1921 وعاشت في بغداد . غنت في عمر خمس سنوات وكانت أول حفلة احيتها بعمر 8 سنوات في اربيل. لقبت بـ (مونولوجست) من المجمع العربي الموسيقى كونها تجيد ألوان الغناء والمقامات العراقية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عائلتها

وهي من عائلة مثقفة فنياً والدتها كانت تعزف على اربع آلات موسيقية و تدعى (ماريكا دمتري) وكانت تعمل مطربة في ملهى هلال عندما كان يطلق عليه اسم (ماجستيك) وانشيء بعد احتلال بغداد في منطقة الميدان بباب المعظم، كما هو حال بقية الملاهي التي ظلت تعمل إلى عام 1940، وكانت والدتها المشجع الاول وكانت تنصحها دوماً بأن الغرور هو مقبرة الفنان. تزوجت وهي في سن ال(12) من رجل عراقي أرمني يدعى "اسكندر اصطفيان" كان عازف وفنان قدير عمره يتجاوز عمره ال(50) عاما، ومنه أخذت لقب "اسكندر"


مشوارها الفني

ظهرت لاول مرة على المسرح في ملهى صغير بمدينة أربيل في اواسط الثلاثينيات وكانوا يسمونها (جابركلي) أي "المسدس سريع الطلقات"... واتت هذه التسمية من صفة الغناء الذي ادته حيث غناء سريعا نتيجة لصغر سنها وعدم نضوج صوتها آنذاك. وأول اغنية غنتها في أربيل كانت بعنوان( زنوبة) وهي بعمر 8 سنوات.

بدأت مشوارها الفني عام 1935 في الغناء في ملاهي و نوادي بغداد وغنت في ارقى ملاهي العاصمة بغداد حينها مثل ملهى (الجواهري) و(الهلال) و(كباريه عبدالله) و(براديز). علما ان الملاهي كانت سابقا أفضل من النوادي الاجتماعية الموجودة حالياً. واستطاعت عفيفة بنباهة تحسد عليها ان تتعلم وتتأقلم مع أجواء الفن. وبسرعة تحولت إلى نجمة من نجوم الفن ، كانت حينها شابة مغناج وذكية جداً. والتف حولها شخصيات مهمة وذات مكانة اجتماعية. وغنت لهم المونولوج لمدة (5-6) دقائق باللغة التركية والفرنسية والألمانية والإنكليزية ، وعملت مع الفنانة منيرة الهوزوز والفنانة فخرية مشتت.

عفيفة في مصر

سافرت إلى القاهرة عام 1938 و غنت هناك وعملت لمدة طويلة مع فرقة (بديعة مصابني) في مصر وهي أشهر راقصة وممثلة مصرية في الاربعينيات.. وكذلك عملت مع فرقة تحية كاريوكا.. وابرز مشاركاتها العربية هي التمثيل في فيلم (يوم سعيد) مع الفنان الراحل الكبير محمد عبد الوهاب وفاتن حمامة وغنت فيه لكن لسوء الحظ لم تظهر الاغنية عند عرض الفيلم بسبب المخرج الذي حذفها لطول مدة العرض التي تجاوزت الساعتين.. ومثلت في افلام اخرى في لبنان وسوريا ومصر منها القاهرة ـ بغداد اخراج أحمد بدرخان وانتاج شركة إسماعيل شريف بالتعاون مع شركة اتحاد الفنانين المصريين ومثل فيه حقي الشبلي وإبراهيم جلال وفخري الزبيدي ومديحه يسري وبشارة واكيم وكذلك فيلم (ليلى في العراق) انتاج ستوديو بغداد واخراج احمد كامل مرسي ومثل فيه الفنانون جعفر السعدي والراحل محمد سلمان والفنانة نورهان وعبد الله العزاوي وعرض الفيلم في سينما روكسي عام 1949. ثم تعرفت إلى الأديب المازني والشاعر إبراهيم ناجي و هناك بدأ مشوارها الأدبي. ثم عادت إلى العراق و استقرت في بغداد .

صالون عفيفة اسكندر

وكانت لها تقاليد خاصة في الفن والحياة، حيث كانت تملك صالونا في منزلها الواقع في منطقة المسبح في الكرادة انيقا وفاخرا، وضم مجلسها في ذلك الوقت ابرز رجالات السياسة والادب والفن والثقافة في البلاد.. ومن ابرز الرجالات الذين كانوا يحرصون على حضور النقاشات من رجال الدولة في الحكم الملكي.. ومنهم نوري سعيد رئيس الوزراء العراقي السابق وفائق السامرائي عضو حزب الإستقلال وعضو مجلس الامة، والنائب حطاب الخضيري، وأكرم أحمد وحسين مردان وجعفر الخليلي وابراهيم علي والمحامي عباس البغدادي والعلامة الدكتور مصطفى جواد الذي كان مولعا بفنها وجمالها ومستشارها اللغوي وتقرأ له الشعر قبل ان تغنيه. فضلا عن الفنانين حقي الشبلي وعبدالله العزاوي ومحمود شوكة وصادق الازدي والمصور آمري سليم والمصور الراحل حازم باك.. واسماء كثيرة اخرى ..

اغاني عفيفة اسكندر

من أكثر الملحنين الذين تعاملت معهم هما احمد الخليل والملحن خزعل مهدي والملحن ياسين الشيخلي ومن الاغاني التي قدمتها هي (يا عاقد الحاجبين) و(ياسكري يا عسلي) و(اريد الله يبين حوبتي بيهم) و(قلب.. قلب) و(غبت عني فما الخبر) و(جاني الحلو.. لابس حلو صبحية العيد) و(نم وسادك صدري) و من اغانيها ايضاً (يايمة انطيلي الدربين انظر حبي واشوفه) واغنية (مسافرين) واغنية (قسما) وغيرها من الاغاني الكثيرة حيث بلغ رصيدها من الاغاني أكثر من (1500) اغنية.

عفيفة و السياسة

كانت المغنية الأولى بالعصر الملكي وكان كبار المسؤولين في الدولة العراقية من ملوك وقادة ورؤساء ووزراء يطلبون ودها ويطربون لصوتها ويحضرون حفلاتها من دون حياء. فالملك فيصل الاول كان من المعجبين بصوتها. أما نوري السعيد رئيس الوزراء السابق فقد كان يحب المقام والجالغي البغدادي وكان يحضر كل يوم اثنين إلى حفلات المقام ويحضر حفلاتها. وعبد الكريم قاسم أيضاً كان يحب غناءها ويحترمها. ولكن عبد السلام عارف كان يحاربها ويضيق عليها حسب وصفها وتقول إنه كان يتهمها بدفن الشيوعيين في حديقة بيتها.

لم تغني عفيفة لقادة الثورة ولم تطلب منها الملكية ان تغني لها رغم انها كانت على صلة وثيقة بها، وانما كانت تغني في عيد الجيش وغنت لفيصل الثاني، ولهذا اهملت وغيبت في عهده وما زالت مغيبة، وتقول متعجبة: اعجب على الناس قالوا للملك لا نصدق ان نراك عريس وبعد اسبوع واحد من هذا الكلام قتلوه!

وهي حالياً تعيش في الأردن وتعاني من أمراض الشيخوخة وضعف بصرها ولاتستطيع قدمها على حملها وتعاني من الاهمال الشديد من قبل الكومة العراقية الحالية مع العلم انها لم تغني لصدام او لحروبه، وقامت المخابرات في نظام صدام بمصادرة بيتها الكائن في منطقة العرصات لانه كان مؤجراً إلى السفارة الروسية ولم يتم تعويضها فيما بعد.