خريطة طبوغرافية

الخرائط الطبوغرافية هي الخرائط التي تبين الأبعاد الثلاثة للنقط التي تظهر عليها ، أي توضح تضاريس سطح الأرض و تبين ارتفاعات النقط بالنسبة لبعضها البعض أو بالنسبة لمستوى مقارنة ثابت علاوة على بيان الخريطة للمسقط الأفقي للمعالم الموجودة بالمنطقة سواء أكانت طبيعية أو صناعية.

المخطط الطبوغرافي topographic plan هو التمثيل الترسيمي وفق مقياس محدد لكل البيانات المكانية spatial informations الظاهرة على سطح الأرض مثل المعالم الطبيعية كالجبال والأودية والأنهار ومجاري السيول والبحيرات والآبار والغابات وسواها، إلى جانب المعالم الصنعية مثل الطرقات والسكك الحديدية والأبنية والمنشآت المنفردة والمجتمعة وخطوط الأنابيب ونقل الطاقة الكهربائية والسدود والجسور والموانئ والمطارات وغيرها مما يصنع الإنسان، مع بيان تسميات هذه المعالم. إن أهم ما يميز المخطط الطبوغرافي من سواه من المخططات هو إظهار خطوط التسوية contour lines، وهي خطوط لا منتظمة تصل بين نقاط الأرض المختلفة ذات الارتفاع الواحد للتعبير عن تضاريس الأرض بارتفاعاتها وانخفاضاتها وميولها.[1]

وينطبق التعريف نفسه على الخريطة الطبوغرافية topographic map أيضاً. والفارق بينهما أن المخطط الطبوغرافي يغطي مساحة محدودة من سطح الأرض كأن يكون المخطط الطبوغرافي لبلدة مثل سرمين أو لمدينة مثل طرطوس، في حين تغطي الخريطة الطبوغرافية مساحات كبيرة واسعة تمتد أحياناًَ لتشمل المحافظات والولايات. وإن التحدي الأكبر الذي واجه علم صناعة الخرائط cartography تجلى دوماً في تمثيل سطح الأرض ثلاثي الأبعاد على حامل ورقي ثنائي الأبعاد.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخ

   
الشكل (2-أ) خريطة بابلية على لوح فخاري (2500ق.م)
الشكل (2-ب) إعادة رسم الخريطة البابلية وتفسيرها
الشكل (3) صورة الأرض كما رسمها الإدريسي (ق 12هـ)
الشكل (4) نظرة أوربا إلى صورة العالم في عصر النهضة


Global indexing system first developed for International Map of the World

يعتقد بعض الباحثين أن الرسم الجداري المكتشف في عام 1963 بالقرب من مدينة أنقرة التركية في موقع حضارة شطل هيوك Catal Hüyük التي ازدهرت في عام 6200 ق.م. هو أول مخطط يبين دور المدينة وشوارعها وبعض التفاصيل المحيطة بها، مثل موقع البركان القريب منها. لكن أغلب الباحثين متفقون على أن أول خريطة واضحة المعالم تعود إلى عام 2500 ق.م.، وهي لوح فخاري (رقيم) صغير بحجم الكف من صنع البابليين يبين موقع مملكتهم في المركز وتحيط بها الجبال والأنهار.

ومن قراءة النصوص البابلية يتبين أنهم عرفوا المساحة العقارية، وأنهم قاموا بتثبيت حدود الأراضي الزراعية وملكيات القصر الملكي والمعابد والملكيات الفردية، ومثلوا ذلك على ألواح فخارية، كما أنهم أول من قام بتمثيل العالم على شكل قرص تحيط به المياه من كل جانب. وللحضارة الفرعونية في مصر دورها أيضاً في وضع الخرائط التي استخدم في إعدادها القياس والحساب، كما تدل على ذلك بعض مخطوطات البردي العائدة إلى نحو 1300 ق.م، وقد اهتم الفراعنة بتعيين حدود الأراضي الزراعية لبيان مساحاتها، ولتقدير عائداتها من الغلال، ثم بإعادة زرع هذه الحدود بعد فيضان النيل السنوي، كما أنهم أعدوا خرائط خاصة للمناجم التي نقبوا فيها عن المعادن.

إبان العصور الوسطى تراجعت كل العلوم في أوربا المسيحية بسبب سيطرة رجال الدين على كل مناحي الحياة الفكرية، وكانت نظرتهم إلى العالم تتلخص بأنه قرص مستدير يقع الأوقيانوس المحيط عند حوافه وتقع مدينة القدس في مركزه تحيط بها قارات آسيا وإفريقيا وأوربا التي تفصل بينها ثلاثة بحار هي الأحمر والمتوسط والأسود، وأما الجنة فتقع في قارة آسيا عند رأس هذا القرص.

لكن الحضارة العربية الإسلامية أسهمت إسهاماً كبيراً وفعالاً في تفعيل كل العلوم وتطويرها، ومن بينها تطوير الخرائط من النقطة التي وصل إليها الإغريقيون، إذ إنها أعادت الاعتبار لعلوم الرصد والقياس المساحي والفلكي، فتطورت الرياضيات، وتطور معها علم المثلثات الكروية وعلم الإسقاط map projection لتحسين تمثيل العالم ثلاثي الأبعاد على مخططات ورقية ثنائية البعد. وتوالت الإنجازات على أيدي علماء بارزين أمثال أبناء موسى والخوارزمي والإصطخري والمسعودي وابن حوقل والبيروني والإدريسي الذي يعد بحق من أشهر واضعي الخرائط العرب إذ اشتمل كتابه «نزهة المشتاق في اختراق الآفاق» على سبعين خريطة إلى جانب معلومات جغرافية وافرة.

وفي عهد الخليفة المأمون قام أبناء موسى بتنفيذ قياس مساحي، كان الهدف منه تحديد طول القوس على سطح الكرة الأرضية المقابل لزاوية مركزية مقدارها درجة واحدة، ويعرف باسم «قياس الدرجة»، وهو قياس مساحي فلكي لا غنى عنه لمعرفة قياس محيط الأرض، وهو القياس عينه الذي كررته أوربا بعد مضي أكثر من ثمانمئة عام على القياس العربي، الذي كان أول تجربة ضخمة في العالم تقوم بها دولة من أجل البحث عن حقيقة علمية صرفة. أما ابن حوقل فقد اهتم بمتابعة وإكمال العمل الجغرافي الرائد الذي بدأه الإصطخري في كتابه «المسالك والممالك» مصححاً فيه الكتب الجغرافية القديمة.

كذلك تذكر كتب التاريخ أن العلامة أبا الريحان محمد بن أحمد البيروني وضع كتاباً في علم الإسقاط في عام 385هـ/995م ناقش فيه مسائل إسقاط الكرة وتمثيلها على المستوي، وفي عام 391هـ/1000م وضع كتاباً في علم المثلثات الكروية واستنبط طرائق لقياس المسافات على سطح الأرض باستخدام التثليث triangulation وأعطى قيمة لنصف قطر الكرة الأرضية تساوي 6339.6 كيلومتر، وهي القيمة ذاتها التي وصلت إليها أوربا لاحقاً في القرن السادس عشر. وفي كتابه المعروف باسم «القانون المسعودي» - نسبة إلى السلطان مسعود بن محمود الغزنوي - قدم هذا العالم الجليل جداول تضمنت إحداثيات أكثر من 600 موقع قام بنفسه بتحديد القسم الأعظم منها.

ولقد استمرت العلوم الطبوغرافية العربية بالتطور والازدهار حتى بدايات القرن السادس عشر الميلادي. ففي كتاب «تحفة الفحول في تمهيد الأصول» وكتاب «الشرح» الخاص به قدم سليمان المهري خدمات كبيرة لتطوير الجغرافيا الرياضياتية من خلال استخدامه الأرصاد الفلكية في تعيين الفروق في خطوط العرض بين موقعين متباينين، كما أنه وضع أسساً للكشف عن الأخطاء الناتجة من الأرصاد الضعيفة، وأسساً أخرى لمعالجة الأخطاء الناتجة من تدوير نتائج الحسابات.

وفي عصر النهضة ساهمت الرحلات الاستكشافية الأوروبية البرية والبحرية، وتوسع النشاطات التجارية، واختراع الطباعة في توسيع دائرة استخدام الخرائط الطبوغرافية وفي كشف عيوبها ونواقصها، وتلاحقت التطورات متسارعة منذ مطلع القرن السادس عشر محدثة ثورة علمية ما زالت مستمرة إلى اليوم في كل مجالات النشاط البشري. فعلى الصعيد الجغرافي الطبوغرافي انتقل الإنسان من تمثيل سطح الأرض إلى وضع خرائط طبوغرافية لقيعان البحار والمحيطات ليعرف مواقع جبالها ووهادها، ولتحديد خطوط المواقع التي تندفع فيها الحمم من باطن الأرض دافعة القارات للابتعاد بعضها عن بعض.

مما لاشك فيه أن تطور صناعة البصريات optics والإلكترونيات وتقانات الحسابات الرياضياتية باستخدام الحواسيب، وكذلك تطبيقات السواتل الفضائية في منظومات تحديد المواقع العالمية global positioning systems (GPS) دفع بالأعمال المساحية قدماً نحو زيادة دقة أرصاد البيانات المكانية الثلاثية الأبعاد وتحسين تمثيلها على السطوح المستوية من جهة، وفي اختزال المدد الزمنية اللازمة لمعالجة نتائج الأرصاد والقياسات وتحويلها إلى مخطط طبوغرافي رقمي digital topography من جهة ثانية. ومن ناحية أخرى فإن تطور العلوم المتصلة بأبحاث الفضاء وسع آفاق الإنسان ومكنه من وضع خرائط عامة ومخططات طبوغرافية تفصيلية دقيقة لتابعنا الطبيعي القمر مما سهل عمليات اختيار وتحديد مناطق الهبوط الآمن للرواد الأوائل ولمركبات عربات البحث والتقصي العلمي على سطحه كخطوة أولى، ثم على سطوح بعض كواكب المنظومة الشمسية في خطوات لاحقة.

أصبح عمر المخطط الطبوغرافي اليوم زهاء أربعة آلاف عام شاركت فيها شعوب وأمم مختلفة في تحسينه وتطويره، وبالرجوع إلى المصادر المساحية المتخصصة الصادرة بين عامي 1650-1990 نجد أكثر من 300 تعريف مختلف للمخطط والخريطة، وهذا يظهر بذاته النظرة المتطورة إلى الموضوع نفسه وفق التطورات العلمية الحاصلة في القرون الثلاثة الماضية. وقبل أكثر من عقد من الزمان بدأت ملامح منحى معلوماتي جديد تلوح في الأفق تهدف إلى إغناء بيانات المخطط الطبوغرافي وتعزيزها ببيانات وصفية descriptive informations. فظهرت منظومات المعلومات الجغرافية geographic information systems (GIS) القادرة على جمع المخططات والخرائط الطبوغرافية الرقمية الحديثة والقديمة المرقمنة، وكذلك المخططات العقارية والتنظيمية المحولة إلى الصيغة الرقمية باستخدام المرقمنة digitizer أو الماسح الضوئي scanner، جنباً إلى جنب مع بيانات أخرى وصفية مثل أعداد السكان وتوزع نشاطاتهم وفعالياتهم وأرقام العقارات وأسماء مالكيها ونتائج إحصائيات زراعية واقتصادية مختلفة، ثم فرز هذه البيانات ووضعها على طبقات متعددة مع تحقيق ربط بعضها ببعض عن طريق منظومة قاعدة بيانات database. تهدف كل هذه الإجراءات إلى تخفيض زمن إنتاج الخريطة وتحسين دقتها، وإلى تخفيض العمالة والتكلفة وهدر الوقت، وإلى تأمين سرعة تخزين البيانات وسهولتها ومعالجتها واسترجاعها مع التحليلات لدعم اتخاذ القرار الصائب في مسائل محددة.


الاستخدامات

Curvimeter used to calculate length of a curve

مما لاشك فيه أن إعداد المخطط أو الخريطة هو حاجة فطرية لدى أفراد الجنس البشري الراغبين في معرفة المكان الذي يعيشون فيه، والسيطرة عليه للاستفادة من خصائصه ومعطياته. فاستخدامات المخطط والخريطة الطبوغرافية يراوح بين البحث عن أمكنة مفضلة للرحلات وللراحة والاستجمام وبين إعداد الدراسات المختلفة لشتى أنواع المشروعات الهندسية مروراً بتحديد مناطق إدارة مواقع الثروات الطبيعية ومكامنها وحماية البيئة.

خريطة الاتفاقيات

ناشرون سلسلة الخرائط الطبوغرافية الوطنية

استراليا

النمسا

كندا

الصين

في الخرائط الصينية نشهد نقلة نوعية متميزة، إذ إنهم اعتمدوا الرياضيات في صنع خرائطهم بدوافع عسكرية بالدرجة الأولى، كما أنهم اعتمدوا في الرسم خطوطاً أفقية وشاقولية للتعبير عن الإحداثيات ولتحديد مواقع الأمكنة والمسافات الفاصلة بينها، إضافة إلى اهتمامهم بتمثيل تضاريس الأرض بطرق تصويرية. وفي القرن الثالث للميلاد وضع ليو هوي Liu Hui كتاباً يعطي فيه نظرة معمقة عن تاريخ المساحة وعن أنواع الخرائط في الصين.

كولومبيا

الدنمارك

فنلندة

فرنسا

ألمانيا

اليونان

قدم الإغريقيون من جهتهم خدمات جليلة لعلم صناعة الخرائط في الفترة الممتدة من عام 610ق.م إلى عام 140 بعد الميلاد؛ إذ يعود الفضل إليهم في اعتماد الأرصاد الفلكية لتعيين خطوط الطول والعرض الضرورية لتحديد مواقع الأمكنة على سطح الأرض. في حين تضاءل الاهتمام عند الرومان بالنواحي العملية للخرائط على الرغم من توسعاتهم العسكرية ومهاراتهم في شق الطرق وقنوات الري.

الهند

اليابان

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نيوزيلندا

پاكستان

البرتغال

روسيا

أسبانيا

جنوب أفريقيا

سويسرا

المملكة المتحدة

الولايات المتحدة

خريطة الشارع المفتوح

Based on the world map data of the OpenStreetMap project, and the Shuttle Radar Topography Mission data alternative topographic maps are available.

4UMaps

4UMaps are topographic outdoor maps with elevation lines and hillshading.


أدوات إنتاج الخريطة الطبوغرافية

لإنتاج مخطط أو خريطة طبوغرافية يتم اللجوء إلى استخدام أجهزة المسح الطبوغرافي المباشر ومعداته field surveying؛ أو إلى استخدام تجهيزات المسح الجوي وتقاناته aerial photogrammetry؛ أو إلى استخدام طرائق الاستشعار عن بعدremote sensing وذلك تبعاًً لمساحة المنطقة المراد إعداد مخطط أو خريطة لها.

رسم الخريطة الطبوغرافية

لما كان الفرق الرئيسي الذي يميز الخريطة الطبوغرافية عن سواها من الخرائط الأخرى هو بيانها للإرتفاعات فسنبدأ بذكر بعض الطرق المستخدمة في تمثيل الإرتفاعات .

طرق تمثيل الإرتفاعات على الخريطة الطبوغرافية

طريقة الألوان:

إن الألوان على الخريطة الطبوغرافية تساعد على فهم التفاصيل المرسومة عليها بكل سهولة وتجعل الصورة التي تمثلها أكثر وضوحا ، فعند مقارنتنا لخريطتين إحداهما مثلت عليها التفاصيل و الظواهر الطبوغرافية باللون الأسود فقط والأخرىَ مثلت عليها هذه الظواهر بلونين أو أكثر ، فإننا سنجد أنه كلما زادت الألوان ،كلما توفرت إمكانية التمثيل الدقيق والسهل للمظاهر الطبوغرافية . إن أهم الألوان المستعملة في الخرائط الطبوغرافية عادة و المتعارف عليها دوليا هي:

  • اللون الأسود : وهر خاص بالمظاهر التي استحدثها الإنسان من مساكن وجسور وسكك حديدية وغيرها .
  • اللون الأحمر : يستخدم لتمثيل الطرق الرئيسية ، والمجمعات السكنية كالمدن والقرى الهامة .*
  • اللون الأزرق : يستخدم لتمثيل كل المسطحات المائية مثل البحيرات ، والمستنقعات ، والأنهار، و الأودية ، والبحار و المحيطات .
  • اللون الأخضر : يستعمل لتمثيل الغطاء النباتي مثل الغابات والأشجار المنعزلة والحشائش العالية وغيرها .
  • اللون البني : يستخدم لتمثيل المظاهر التضاريسية بواسطة منحنيات التسوية ، كما يمثل الصخور والفجاج ، والجروف وغيرها .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

طريقة الرموز الاصطلاحية

لكي يكون المخطط والخريطة قادرين على تلبية كل المتطلبات لابد من التنفيذ وفق مقياس scale محدد هو تعبير عن نسبة تصغير الأرض الطبيعية وما عليها لتمثيلها على الورق. تراوح المقاييس المختلفة عادة بين 200 : 1 - 50000 : 1، ومن الطبيعي أن تكون مخططات المقياس الكبير الأول أكثر تفصيلاً ودقة من مخططات المقياس الصغير الثاني التي تظهر مساحات كبيرة على حساب دقة التفاصيل.

من الطبيعي ألا نتمكن دوماً من تمثيل تفاصيل الأرض الطبيعية والصنعية كلها عند استخدام المقاييس الصغيرة إلا بالتعبير عنها برموز symbols ومصطلحات دالة عليها. وإضافة إلى ما تقدم يتوجب أن يشتمل أي مخطط أو خريطة طبوغرافية على اتجاه الشمال، ودليل الرموز والمصطلحات، وتاريخ الإصدار، وكذلك المقياس الذي يمكن إظهاره عددياً أو ترسيمياً.

يقصد بمظاهر السطح مجموع التفاصيل المنتشرة على سطح الأرض سوءا كانت طبيعية أو بشرية .

فالطبيعية مثل : مجاري المياه ، و حافات البحيرات ، وشواطئ البحار ، والغابات ، وحدود البساتين وغيرها.

والبشرية مثل : خطوط المواصلات : كالطرق ، السكك الحديدية والقنوات والبناءات ، من منازل ومساجد وجسور و كل ما هو مصنوع بأيدي البشر . إن كل هذه التفاصيل المندرجة تحت اسم مظاهر السطح (PLANIMETRIE ) تمثل برموز وعلامات اصطلاحية طبوغرافية و ترسم بشكل قريب من الأشياء التي تدل عليها ، مرئية من أعلى بالملاحظة الجوية العمودية . وهكذا نجد الطريق تمثل بخطين متوازيين ، والمنزل المنعزل بمثل بشكل مستطيل صغير، كَما يتضح من الشكل رقم 1

وتعترض رسم هذه الرموز مشكلة مقاييسها ، فالمفروض أن تمثل بمقاييسها مصغرة حسب مقياس الخريطة ، ولكن هناك بعض التفاصيل إذا رسمت حسب مقياس الخريطة ، فإنها تصبح صغيرة جدا بحيث لا يمكن رسمها بصورة واضحة ، ولهذا فإنها ترسم برموز اصطلاحية . لا علاقة لقياساتها في الرسم بقياساتها الحقيقية على الطبيعة .

فالبئر مثلا على الخرائط يرسم على شكل دائرة زرقاء قطرها 1 ملم ، مع العلم أن واحد مليمتر على خريطة بمقياس 1 / 50.000 يمثل مسافة 50 مترا على الطبيعة ، بينما قطر البئر على الطبيعة لا يتجاوز مترين في أغلب الحالات . وعلى هذا الأساس فإن الرموز الإصطلاحية الطبوغرافية تصنف كما يلي:

الرموز الاصطلاحية الطبوغرافية المرسومة حسب المقياس

إن هذه الرموز تستعمل لتمثيل التفاصيل الأرضية ذات القياسات الكبيرة والممكن قياسها على الخريطة مثل : مساحة غابة ، أو مساحة بلدة ، أو قرية ، وغير ذلك من التفاصيل ذات القياسات الكبيرة . وهذه الرموز الممثلة حسب المقياس تحدد مساحة التفاصيل الأرضية ، وتوضح نوع هذه التفاصيل برموز أخرى مرسومة داخل حدودها .

الرموز الاصطلاحية الطبوغرافية الخارجة عن المقياس

إن مثل هذا النوع من الرموز الاصطلاحية يستعمل لتمثيل التفاصيل الأرضية ذات القياسات الصغيرة والتي لا يمكن تمثيلها حسب مقياس الخريطة مثل: شجرة منعزلة ، منزل ، بئر أو غير ذلك. . . . إن تمثيل مثل هذه التفاصيل حسب المقياس على الخريطة لا يعطينا إلا نقطة صغيرة جدا، لا تؤدي الغرض المطلوب من رسمها . وتجدر الملاحظة إلى أن الرموز الاصطلاحية الدالة على الطرق ، والأودية ، والأنهار ، تعتبر رموزا خارجة عن المقياس لأن عرضها لا يرسم حسب مقياس الخريطة ، وان كانت أطوالها ترسم حسب مقياس الخريطة .

الرموز الاصطلاحية الطبوغرافية التفسيرية

إن هذه الرموز الاصطلاحية تستعمل لتوضيح خاصية من خواص التفاصيل الأرضية ولتبين طبيعتها . فمثلا، نجد في غابة من الغابات بعض أشجار الزيتون مرسومة وحدها وسط الغابة ، فرمز هذه الأشجار يعتبر رمزا تفسيريا ، يوضح أن هناك أشجار زيتون داخل هذه الغابة ، كما أن الدوائر المختلفة الأحجام التي ترسم في المناطق الغابية تعتبر رموزا اصطلاحية تفسيرية ، فهي تبين لنا أن أشجار هذه الغابة مختلفة من حيث كبر أو صغر جذوعها وأعمارها .

كما أن الكتابات الكاملة ، أو المختصرة التي نجدها على الخرائط الطبوغرافية تعتبر رموزا تفسيرية ، فهي تدل على تسميات القرى والمدن ، والجبال ، وارتفاعات النقط ، ومنحنيات التسوية ، وغيرها..

إن الرموز الاصطلاحية الخارجة عن المقياس ترسم بأشكال مختلفة لتوضيح طبيعة التفاصيل التي تمثلها ، وهناك نقطة في جزء ما منها تعين مكان التفصيل الأرضي بالضبط على الخريطة فالرموز المرسومة حسب بعض الأشكال الهندسية ، كالدوائر ، والمربعات ، والمستطيلات ، والمثلثات ، فإن مركز الأشكال يعتبر النقطة الدالة على مكان التفصيل الأرضي على الخريطة. والرموز الاصطلاحية الممثلة بأشكال هندسية ذات قواعد عريضة . يؤخذ منتصف قواعدها كنقطة أساسية تدل على مكان التفصيل الأرضي بالضبط على الخريطة.

وهناك رموزا اصطلاحية طبوغرافية تمثل بأشكال مكونة من زوايا قائمة في جزئها السفلي ،و يؤخذ رأس الزاوية القائمة في الرمز كنقطة أساسية للدلالة على مكان التفصيل الأرضي بالضبط على الخريطة.

أما الرموز ذات الخطوط المتوازية ، فان محورها يؤخذ كنقط أساسية للدلالة على مع مكان التفصيل الطبيعي بالضبط على الخريطة .

الأسماء المختصرة على الخرائط الطبوغرافية

هناك بعض الأسماء تكتب مختصرة على الخرائط الطبوغرافية لتدل على التفاصيل الأرضية الممثلة بمختلف أنواع الرموز الاصطلاحية ، وفيما يلي : نورد قائمة بأهم هذه الأسماء المختصرة

الاسم العربي الاسم اللاتيني المختصر
قنطرة مائية Aqueduc Aquc
مغارة Grotte Grte
سد Barrage Bge
جبل Mont Mt
غابة Bois B
طاحونة Moulin Min
مفترق الطرق Carrefour CarreFr
عبارة أو جسر Passerelle Pelle
محجر أو مقلع Carrière Carre
مصباح Phare Ph
بيت خشبي Chalet Chet
ملجأ Refuge Rge
حصن Château Chau
خزان Réservoir Rvoir
سد Digue Dig
وادي Rivière R
سد Ecluse Esc
ساقية Ruisseau Rau
مستنقع أو برك Etang Etg
نبع أو عين Source Sce
مزرعة Ferme Fme
قلعة Tour Tr
ينبوع Fontaine Fne
مصنع Usine Use
حصنFort Ft

هوامش الخرائط الطبوغرافية

إن هوامش الخريطة عبارة عن كل ما هو خارج إطارها ، ويجب على كل مستعمل للخريطة أن يدرس ما هو مدون بهوامشها بكل عناية ليتمكن من الاستفادة من جميع معلوماتها ، وتشترك اغلب الخرائط في المعلومات المسجلة على هوامشها ، وخاصة : العنوان والرقم ، والمقياس ، بينما تزيد المعلومات من خريطة إلى أخرىَ تبعا لنموذج الخريطة ومقياسها . وأهم ما يسجل على هوامش الخرائط :

  1. الهامش العلوي (الشمالي)

يذكر على هذا الهامش اسم الخريطة - عادة - في منتصفها بعنوان كبير ، و في اليمين من هذا الهامش يضاف رقم اللوحة أو الخريطة ، وعلى يساره يذكر نموذج الخريطة ومقياسها ومرتسمها وتربيعها ، والإحداثيات الجغرافية والكيلومترية لنقطة الأصل (المبدأ) ، زيادة عن ذكر اسم و رقم اللوحة والخريطة الموالية لها من ناحية الشمال .

  1. الهامش السفلي (الجنوبي )

يسجل على هذا الهامش اسم ورقم اللوحة والخريطة الموالية من ناحية الجنوب ، أضف إلى ذلك المقياس العددي والمقياس الخطي للخريطة كما نجد في الناحية اليسرى من هذا الهامش اسم المؤسسة التي رسمت و نشرت الخريطة ، إلى جانب المعلومات المتعلقة بنوع المجسم الذي رسمت حسبه الخريطة . أما الجهة اليمنى من هذا الهامش ، فنجد فيه المعلومات المتعلقة بمنحنيات التسوية واتجاهات الارتفاع والانخفاض ، والفاصل الرأسي المتساوي ، كما نجد كل الرموز الاصطلاحية الطبوغرافية للخريطة .

  1. الهامش الأيمن (الشرقي )

يذكر على هذا الهامش - عادة - فرق الانحراف للشمال الإحداثي والشمال المغناطيسي ، عن الشمال الحقيقي ، والتناقص السنوي و للانحراف المغناطيسي ، و اسم ورقم اللوحة والخريطة الموالية من الجهة الشرقية .

  1. الهامش الأيسر (الغربي )

لا نجد شيئا على هذا الهامش سوى اسم ورقم الخريطة الموالية من الجهة الغربية .

مثال عن دراسة هوامش الخريطة

نأخذ خرائط عين (ياقوت) مقياس 1 / 50.000 رقم 146-8-426 لدراسة ما سجل على هوامشها، نجد مايلي:

  1. الهامش العلوي (الشمالي)
  • في المنتصف : عنوان الخريطة : عين ياقوت ، اسم الخريطة الموالية ورقمها : عين امليلة (120)
  • في اليسار: خرائط الجزائر مقياس 1 / 50.000 ( نموذج 1922 ) .
  • في اليمين: مرتسم وتربيع لامبير لشمال الجزائر . نقطة الأصل : خط عرض 40 غراد شمالا خط الطول 3 غرادات شرق خط الطول العالمي 500.000 = 0 × 300.000 متر = y o متر ، لامبير.

الشبكة الجيودسية (الإحداثيات المستطيلة) حسب نقطة الأصل فوارول لوحة (رقم 146 B - 26).

  1. الهامش السفلي (الجنوبي )

في المنتصف : اسم الخريطة ، الموالية ورقمها (المعذر رقم 173 ). المقياس العددي 1 / 50.000 . والمقياس الخطي . وزارة الأشغال العامة والنقل ، والمعهد الجغرافي وعنوانه .

  • في اليسار :

مؤسسة التي نشرت الخريطة (المعهد الجغرافي الفرنسي ) . مجسم كلارك (1880) ، أركان اللوحة مطابقة لمرتسم بون شبكة خطوط الطول والعرض تتفق مع الإحداثيات الجغرافية لتثليث الجزائر القديم ابتداء من (فوارول).

  • في اليمين :

ارتفاعات منحنيات التسوية مكتوبة بكيفية تجعل أعلى الأرقام موجهة إلى حيث ترتفع الأرض . في الأحواض تتجه الأسهم إلى حيث تنخفض الأرض . البعد الرأسي المتساوي للمنحنيات يقدر بعشرة أمتار . زيادة على ما ذكر أنفا فان هناك على هذا الهامش خمس لوحات للرموز الاصطلاحية الطبوغرافية للخريطة .

  1. الهامش الأيمن (الشرقي )

نجد فيه الانحراف المغناطيسي يطابق منتصف اللوحة في أول جانفي 1957 ، ورسم يمثل مختلف الحالات : الشمال المغناطيسي والشمال الجغرافي (أو الحقيقي ، أو شمال الخريطة. أو شمال لامبير) .

  1. الهامش الأيسر (الغربي ):

الانحراف المغناطيسي يتناقص كل سنة بـ 15 دقيقة مائوبة . اسم ورقم الخريطة الموالية (عين كرشة رقم 147 ) . اسم ورقم الخريطة الموالية (بوغزول س قم 145 ) .

تطرقنا في هذا الفصل إلى أهم الألوان المستعملة في الخرائط الطبوغرافية ، و إلى فكرة تمثيل مظاهر السطح بالرموز الاصطلاحية وعرفنا نماذج من هذه الرموز .

الخرائط الطبوغرافية و التعاريف الجغرافية

الطبوغرافيا و التضاريس

إن التعاريف الطوبوغرافية هي تعاريف وصفية بحتة لا علاقة لها بطبيعة التضاريس و لا بشرط تشكلها, و لهذا فالأسماء الطوبوغرافية تستعار عادة من الألفاظ الدارجة, بينما نجد الأسماء الجيولوجية و الجيومورفولوجية أسماء علمية. ويجري الوصف الطوبوغرافي بصرف النظر عن العناصر المفسرة للتضاريس, و هو واحد مهما كانت الغاية منه, فالضابط و المهندس و السائح العادي يستعملون نفس الأسماء. من أجل تسهيل الفهم سنرد بنموذجين من التعاريف الطوبوغرافية . النموذج الأوّل يتناول التعاريف التي تنطبق على الأشكال الأولية للتضاريس (التل، الوادي، الجبل ... الخ) و يتناول النموذج الثاني التعاريف المتعلقة بنماذج التضاريس المشكلة من دمج الأشكال الأولية.

عناصر التضاريس

  • المنزلق Abrupt : هو المكان الشديد الانحدار ، أي ما تجاوز انحداره ( 70°)، و هو ما نطلق عليه أيضا اسم إفريز Corniche(في بنيات الكويستا).
  • الأكمة Mamelon: هي عبارة عن مرتفع من الأرض تنحدر جوانبه ابتداء من الذروة.
  • الشعب أو الخانق Col: هي النقطة التي ينحني و يتقعر فيها موضوعيا خط تقسيم المياه، و الشعب هو أيضا رأس لواديين يلتقيان و ينحدران من نقطة واحدة على سفحي الجبل المتقابلين، تسلكه الطرق عادة للانتقال من سفح إلى سفح.
  • العرف Crête: هو ردف الجبل أو الجزء الأعلى من القمة الحادة على أن يكون أحد جانبي الردف شديد الانحدار.
  • الظهر أو المتن Croupe: هو عبارة عن تضرس محدب و مؤلف من سفحين و خط تقسيم المياه، على أن ينحدر السفحان إلى جبهتين متقابلتين و أن ينحط خط تقسيم المياه سريعا في اتجّاه واحد فقط.
  • الحوض Cuvette: هو منخفض من الأرض مغلق من جميع جهاته. و تؤلف الأحواض في البلاد ذات المناخ الرطب بحيرات أو مستنقعات باستثناء الأراضي الكلسية النافذة حيث تؤلف تضاريس كارستية.
  • المهماز Eperon :هو عبارة عن متن يتألف من تقدم جزء صغير من الهضبة أو تضرس ما بين واديين وإذا كان المتن يشرف على بحر أو بحرية فيدعى بالنتوء Promontoire .
  • العقبة Escarpement :هو عبارة عن جزء من السفح أشد انحدارا من الجزء الذي يعلوه ومن الجزء الذي يليه.فإذا كان الجزء الذي يليه ضعيف الانحدار أطلق على العثرة اسم الإفريز Corniche و لا يطلق عادة اسم العثرة إلا على الجزء الشديد الانحدار .
  • الجرف Falaise :هي التضاريس التي تنتهي إلى شاطئ بحر أو بحيرة على شكل جدار قائم تقريبا. لقد أطلق بعض الجغرافيين هذا التعبير خطأ عندما أرادوا أن يتكلموا على العثرة.

خط تقسيم المياه Ligne de Faîte :هو الخط الذي يصل أكثر النقاط ارتفاعا و ينشأ هذا الخط من تقاطع سفحي جبل واحد.

  • المنحدر Pente :هو جزء مائل من سطح الأرض, و يتميز المنحدر بقيمته و شكله, يكون المنحدر شديدا إذا كان كثير الميل و يكون خفيفا إذا كان قليل الميل.
  • الأنف Pic:هو عبارة عن قمة صخرية بارزة و حادة.
  • المنبسط Replat: هو الجزء من السفح أقل انحدارا من الجزء الذي يعلوه و من الجزء الذي ينخفض عنه, قد يطلق بعض المؤلفين اسم مصطبة أو مدرج Terrasse على الدرجات الأفقية الشكل تقريبا و يحسن بنا أن لا نستعمل كلمة مصطبة أو مدرج بدل كلمة درجة, و أن نخصصها للأشكال البنائية فقط.

انفصام الانحدار Rupture de Pente:هو الخط الذي تتغير عنده قيمة انحدار السفح مع المحافظة على الاتجاه نفسه و كثيرا ما يكون تغير الانحدار هذا سطحا بدلا من أن يكون خطا بالمعنى الهندسي (مثلا عندما يتصل السفح المحدب بالسفح المقعر). و لذا يستحسن أن يقال "انفصام أو تغير الانحدار" بدلا من خط الانحدار.

  • القمة Sommet:هي أعلى نقطة في التضاريس, و هو تعبير غامض إذ يمكن أن يطلق على تضاريس من أشكال مختلفة كالأنف أو رأس الأكمة أو أعلى التل.
  • التلعة Talus :هي عبارة عن درجة بين جزأين من السفح مستويين و مختلفي الارتفاع و يمكن أن يطلق على التلعة القائمة اسم العقبة.
  • المسيل Talweg:هو الخط الذي يصل اخفض نقاط الوادي و ينطبق سرير النهر العادي على المسيل.
  • السفح:هو السطح المنحدر من الجبل إلى قدمه انطلاقا من خط تقسيم المياه إلى محاور المجاري الدنيا و هو يشرف على الميسل و يعلوه.

انظر أيضا

المصادر

  1. ^ أحمد بسام حاتم. "المخطط الطبوغرافي". الموسوعة العربية.

وصلات خارجية