جبهة التحرير الوطنية المتحدة لغرب جنوب شرق آسيا

جبهة التحرير الوطنية المتحدة لغرب جنوب شرق آسيا
United Liberation Front of Western South East Asia
مشارك في التمرد في شمال شرق الهند
فترة النشاط24 أبريل 2015–الحاضر
منطقة العملياتشمال شرق الهند وغرب البنغال
الخصومالهند الهند[1]
بنگلادش بنگلادش
ميانمار ميانمار
بوتان بوتان
ولايات شمال شرق الهند

جبهة التحرير الوطنية المتحدة لغرب جنوب شرق آسيا United National Liberation Front of Western South East Asia ‏(UNLFW) هي اندماج لجماعات متعددة، تشكل من جبهة التحرير المتحدة لأسام، المجلس الاشتراكي الوطني لناگالاند، منظمة تحرير كمتاپور، والجبهة الديمقراطية الوطنية لبورولاند، والتي تسعى جميعها إلى الانفصال، لأسباب عرقية، عن دولة الهند العلمانية. قد أعلنت مسئوليتها عن كمين لثمانية عشر جندياً هندياً في مني‌پور في واحدة من أكثر الهجمات دموية ضد الهند على مدار ثلاثين عاماً.[2][3][4][5]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ والتأسيس

آثار الهجوم الارهابي الذي قامت به الجبهة على قافلة جنود في 4 يونيو 2014.

في أوائل أبريل 2015، اندمجت تسعة منظمات ارهابية بارزة تمارس أنشطتها في منطقة شمال شرق الهند لخلق تحالف موحد فضفاض - باسم جبهة التحرير الوطنية المتحدة لغرب جنوب شرق آسيا. جميع هذه المنظمات، والتي تقاتل من أجل الانفصال أو الاستقلال السياسي الكامل داخل الهند، تعتبرها الحكومة الهندية منظمات ارهابية. جبهة التحرير الوطنية المتحدة لغرب جنوب شرق آسيا تحاول حالياً بثبات اثبات وجودها في المنطقة من خلال العنف فقط، لكنها تعمل بجد لتحقيق هدفها الأكبر المتمثل في تأسيس حكومة في المنفى مقرها ميانمار.

وُضعت فكرة تأسيس جبهة التحرير الوطنية المتحدة لغرب جنوب شرق آسيا لأول مرة في اجتماع عُقد في رويلي بمقاطعة يونـّان الصينية في أوائل 2011. حضر الاجتماع قادة أربع جماعات متمردة بارزة في شمال شرق الهند. قرر القادة بشكل جماعي تشكيل اتحاد كونفدرالي "من أجل نضال متحد وكامل". ومع ذلك، لم يبرز أي شيء ملموس بسبب العديد من الأسباب الداخلية والخارجية، مثل النزاع الداخلي بين الجماعات المسلحة الفردية، والصراعات بين الأحزاب بين المجموعات الشمالية الشرقية والنقص في آليات التنسيق بين الجماعات المسلحة في الشمال الشرقي. [6]

اكتسب تشكيل جبهة التحرير الوطنية المتحدة لغرب جنوب شرق آسيا زخماً تدريجياً في أوائل هذا العام. أفادت مصادر مطلعة، أنه خلال شهر مارس، عُقدت ثلاث جولات على الأقل في مواقع لم تم الكشف عنها بمنطقة ساگايانگ فيميانمار بدعم من المخابرات الصينية. حضر الاجتماع الرئيسي الذي عقد في 24 أبريل، والذي تمخض عملية عن تشكيل جبهة التحرير الوطنية المتحدة لغرب جنوب شرق آسيا، ممثلين رفيعي المستوى من جميع الجماعات التسعة المشاركة: جبهة التحرير المتحدة لأسام، المجلس الاشتراكي الوطني لناگالاند، منظمة تحرير كمتاپور، والجبهة الديمقراطية الوطنية لبورولاند، حزب كانگ‌ليپاك الشيوعي، كانگلي ياول كونا لوپ، حزب الشعب الثوري في كانگ‌ليپاك، جيش التحرير الشعبي، جبهة التحرير الوطنية المتحدة والجبهة الوطنية الديمقراطية لبودولاند. بناءاً على هذا الاجتماع، تقرر أن يتولى س.س. كاپلانگ رئاسة التحالف الجديد، وپارش باروه كنائب الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة. وقالت مصادر أمنية إن كاپلانگ وهو همي ناگا من ميانمار والتي تحافظ على علاقات ودية مع تاتاماندو (جيش ميانمار) ولم تقم إلا مؤخراً بإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار مع الحكومة الهندية والذي استمر 14 عاماً، ولعب دوراً رئيسياً في تنظيم هذا الاجتماع للجماعات المتشددة.

تزعم مصادر مخابراتية هندية أن جبهة التحرير الوطنية المتحدة لغرب جنوب شرق آسيا وأعضائها المؤسسين يحصلون على 90% من أسلحتهم من الصين، وخاصة من مقاطعة يونـّان. بالرغم من أن الصين قد أوضعت بشكل رسمي أنها لا تقدم أي دعم للجبهة، إلا أنه من المستبعد أن تنهي الاستخبارات الصينية دعمها السري للجماعات المسلحة في شمال شرق الهند. في الواقع، من المرجح أن يزداد ارتباطاتها مع تنامي احتمالات تشكيل حكومة وطنية للمتمردين في المنطقة. الأمر الذي من شأنه أن يكون استراتيجية فعالة بالنسبة للصين من أجل تحقيق التوازن بين حكومة التبت في المنفى برئاسة الدالاي لاما في دارماشالا، والتي تستضيفها الهند منذ عام 1959.


انتهاك الحقوق المدنية والسياسية

منذ استقلال الهند، تجاهلت الحكومة الفدرالية بشكل واضح طموحات تقرير المصير للجماعات العرقية القومية في منطقة شمال شرق الهند. لم تقم نيودلهي قط بأي محاولات جادة لمعالجة قضايا تقرير المصير، على الرغم من حقيقة أن المنطقة تتشارك في الكثير من الانجذاب الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي مع المناطق المجاورة، التي تقع الآن خارج حدود الهند التي تحظى بالتقدير الذاتي.

لقد سعت جميع الحكومات الهندية السابقة إلى حل النزاعات الانفصالية مثل المشاكل الداخلية في القانون والنظام. وفي بعض الأحيان تمكنوا من وضع ترتيبات مؤقتة لوقف إطلاق النار - عادة ما يتم تصنيفها على أنها "اتفاقيات سلام" - مع مجموعات متمردة مختلفة، والتي تم تجديدها بعد انتهاء فترة وقف إطلاق النار الأولي. علاوة على ذلك، فقد تابعت جميع الأنشطة التنموية في المنطقة من منظور الأمن القومي، الذي فشل في تحقيق أي تطور حقيقي.

لا يختلف موقف حكومة بهاراتيا جاناتا الحالية في الهند تجاه المنطقة الشمالية الشرقية عن أي حكومة سابقة. لدى هذه الحكومة خطط كبرى لجعل المنطقة "منطقة ربط" بين جنوب شرق آسيا والهند الرئيسي للتجارة والأعمال. وقد زاد هذا من الأهمية الإستراتيجية للمنطقة، ومن هنا تحاول الحكومة الهندية ضمان السلام من خلال الطريقة التي اتبعتها من الأعلى إلى الأسفل. على سبيل المثال، قانون القوات المسلحة (الصلاحيات الخاصة) (1958) - قانون مثير للجدل يسمح للجيش بالتحقيق، واعتقال وإطلاق النار على أي شخص على مجرد الشك، مع حماية نفسه من التقاضي والتحقيق من أجل مكافحة الإرهاب - يستمر فرضه في معظم دول شمال شرق البلاد بناء على طلب من الحكومة الفدرالية.


إن توحيد الجماعات المتمردة المحلية تحت مظلة واحدة، على الرغم من الاختلافات القائمة حول قيمها ومصالحها الأساسية، تدل على محاولات توحيد مظالمها الفردية ضد الدولة. تمنح هذه الاستراتيجية لكل مجموعة من الجماعات المشاركة مزيدًا من الوزن لمطالبهم الفردية؛ ضروري لضمان الثقة في الدوائر الانتخابية الخاصة بكل منها. إن عملية بناء التحالف الوليد سوف تحقق أرباحاً جوهرية للأطراف المشاركة، وهذا هو السبب وراء استمرارها في هذا الاتجاه.

الأنشطة المسلحة

أعلنت الجبهة مسئوليتها عن الهجوم الذي وقع على قافلة جنود من كتيبة دورگا 6 التابعة للجيش الهندي في مولتوك، على بعد 15 كم من الحدود مع ميانمار، في 4 يونيو 2014. كان الحادث أكبر هجوم من نوعه ضد الجيش الهندي من قبل مسلحي الشمال على مدار عقدين من حيث إجمالي عدد الضحايا. أسفر الهجوم عن مقتل 20 مسلح وإصابة 11 آخرين، بينما لم تقع أي خسائر على جانب المسلحين. تم تنفيذ العملية بطريقة متطورة، باستخدام آر پي جي وعبوات ناسفة. قبل أيام من تشكيل التحالف العسكري، قامت جبهة التحرير الوطنية لغرب جنوب شرق آسيا بعمل كمين لقافلة من كتيبة راجپوت 4 التابعة للجيش الهندي عند كونسا في شرق أروناچل پرادش. أسفر الهجوم عن سقوط أربعة جنود وإصابة العشرات. في الرابع من مايو، فجر المسلحون عبوة ناسفة ونصبوا كمين لقافلة من القوات الشبه عسكرية في منطقة مون بولاية ناگالاند، على الحدود مع ميانمار. سقط في الهجوم ثمانية أشخاص وأصيب ستة آخرين وفُقد أربعة من القوات الشبه عسكرية.

حسب الصحفي الشهير راجيڤ بهاتشاريا، الذي يقوم بتغطية أحداث التمرد في شمال شرق الهند منذ عدة سنوات: فإن "مثل هذا الهجوم البارز له غرضاً استراتيجياً للمتمردين حيث أنه يحفز الكوادر ويساعد على تجنيد المزيد من الأفراد". ولا شك أن الجبهة تسعى لبعض الأهداف قصيرة المدى (مثل جذب اهتمام وسائل الإعلام، اشعال الغضب بين السكان المحليين، وإظهار القوة للسلطات الهندية، وغيرها) الأمر الذي أسفر عن بعض النجاحات. ومع ذلك، فإن الحكومة الهندية الجديدة، بقيادة بهاراتيا جناتا، والتي تميل إلى التشدد، قد انتقمت بطريقة عادلة للحيلولة دون وقوع هجمات جديدة. بعد فترة وجيزة من حادث 4 يونيو، غضب وزير الداخلية الهندي بشدة بعد أنباء الهجوم على قافلة مني‌پور، وصرح قائلاً: "لن نسمح بضياع تضحيات جنودنا سدى".

بناءاً على ذلك، أصدرت الحكومة الهندية تعليمات إلى الجيش بشن عملية "بحث وتدمير" ضخمة ضد جبهة التحرير الوطنية المتحدة لغرب جنوب شرق آسيا وغيرها من الجماعات المتمرد في شمال شرق الهند. في 9 يونيو 2015، قامت قوات الكوماندوز الخاصة -المجهزة ببنادق هجومية وقاذفات صواريخ وقنابل يدوية ونظارات رؤية ليلية- بضربة تطهيرية داخل ميانمار، أسفرت عن تدمير معسكرين تابعين للقوات المتمردة. على الرغم من أن حكومة ميانمار قد نفت القيام بأي عمليات عسكرية هندية داخل أراضيها، إلا أنه من المعروف الآن أن الكوماندوز قد توغل بضعة كيلومترات داخل ميانمار. ويمثل هذا تحولاً في نهج الهند للتعامل مع الجهات الفاعلة الداخلية والخارجية التي تشكل أي تهديد للأمن الإقليمي للهند. مثل هذا النوع من ردود الأفعال غير المحسوبة عادة ما تنتهي بمقتل الأبرياء، مما يزيد من إقصاء السكان المحليين. يتبقى سؤال واحد بلا إجابة: هل يجد سكان المنطقة الشمالية الشرقية أنفسهم آمنين ومتساويين مع مواطني الهند، بينما يتم احتجازهم داخل المحيط العسكري الساحق للدولة؟


انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ http://www.nia.gov.in/banned_org.aspx
  2. ^ "UNLFW: The new name for terror in NE". Prabin Kalita. The Times of India. 5 June 2015. Retrieved 5 June 2015.
  3. ^ "Nine miltant [sic] groups of NE form united front with Chinese blessings". Hindustan Times. 24 April 2015. Retrieved 5 June 2015.
  4. ^ "'Northeast insurgents floating new platform for limelight'". Asian Age. 4 May 2015. Retrieved 4 June 2015.
  5. ^ "ULFA[I], NDFB, NSCN & KLO gets united as UNLFW". Times of Assam. 4 May 2015. Retrieved 4 June 2015.
  6. ^ "United Liberation Front of Western South East Asia – a new found alliance of terror or an eruption of indigenous grievances?". transconflict.com. 2015-09-03. Retrieved 2018-04-05.