برباريا (منطقة)

برباريا
Map showing the extent of the برباريا (منطقة)
ساحل شمال البحر الأحمر، يشار إليه بإسم برباريا Barbaria في پريپلوس من البحر الأحمر
النطاق الجغرافيالصومال، جيبوتي
التواريخح. 1–800م


الساحل الشمالي للبحر الأحمر، أُشير إليه باسم برباريا في پريپلوس من البحر الأحمر.

برباريا (إنگليزية: Barbaria)، هو اسم كان يطلقه اليونانيون القدماء على منطقة شمال شرق أفريقيا والتي تضم العديد من الدويلات-المدن، التي تسيطر على طرق التجارة في البحر الأحمر والمحيط الهندي. المصطلح العربي المرادف هو بلاد البربر، والذي كان يستخدم في العصور الوسطى.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التسمية

سم برباريا محفوظ اليوم في اسم مدينة بربرة الصومالية، [1] المدينة التي كان يعرفها اليونانيون باسم مالاو.[2] وهو محفوظ أيضاً في سوق بربرة بالسودان.[3]


الجغرافيا

بحسب ما ورد في پريپلوس من البحر الأحمر، كتاب بحلات من القرن الأول كتبه تاجر يوناني مقيم في الإسكندرية، كانت برباريا تمتد من حدود مصر جنوب برنيس تروگلوديتيكا إلى شمال پلطيموس ثيرون. من هناك حتى باب المندب كانت هناك مملكة تحت حكم زوسكاليس (ربما أكسوم)، وبعد ذلك امتدت "بقية برباريا" إلى أوپون. كانت برباريا الثانية موقعًا لما يسمى بموانئ "الجانب البعيد". في كتا "الجغرافيا" لمؤلفه پطليموس (القرن الثاني)، يقال إن برباريا تمتد إلى أبعد من ذلك، حتى جنوب زنجبار، على الرغم من أن الأرض الواقعة جنوب أوپون تسمى أزانيا في "پريپلوس".[4][5]

في العصور القديمة، ازدهرت مدن نيكون ومالاو ودامو وموسيلون البربرية على امتداد الساحل الصومالي عا المحيط الهندي، وقد اعتبرت هذه المناطق في نطاق المحيط الإريثري كخط سفر لتاجر يوناني.[6]

كانت شواطئ أرض الصومال في معظمها مستوية ومقفرة، وبعد حقول الواجهة البحرية، كانت هناك جبال شديد الجفاف وأراضي داخلية هائلة. تطورت في المنطقة العديد من الأنواع المختلفة من الأشجار العطرة الملونة البرية، بما في ذلك بعض الأنواع القديمة من القرفة التي اندثرت.[7]

يصف النصب العدولي، وهو نقش من القرن الثالث باللغتين اليونانية-الگعزية من عدوليس، كيف أخضع ملك أكسوم شعوب روسو الذين يعيشون في وسط برباريا ويجمعون البخور بين سهول كبيرة بلا مياه". في نفس السياق، يشير مصطلح البربر إلى سكان برباريا من المصادر اليونانية، والتي تعني ضمنيًا أنها أرض جنوب مملكة أكسوم. يشار إلى أن المنطقة هي أرض البخور المذكورة لاحقًا في نفس النقش، والتي يمكن التعرف عليها من خلال "أرومتا" من المصادر اليونانية. وفقًا لگلن باورسوك، يمكن التعرف على برباريا القديمة ضمن أرض الصومال.[8]

التنظيم السياسي

ينص پريپلوس على أن برباريا لم تكن تحت حكم فردي ولكن كل ميناء كان يديره رئيس. عُثر على الغالبية العظمى من المستوطنات الساحلية، وكان لكل مدينة ساحلية طابعها الخاص المميز، وكان البعض غير مرحبًا بالرومان والبعض الآخر يرحب بهم ويعتمدون في كثير من الأحيان على ظروف ووجهات نظر السكان المحليين.[7]

وصف پريپلوس الحكم في پريپلوس للحكم بأنه حكم لا مركزي وكانت تتألف من عدد من دول المدن المستقلة، وتكون هذه الدويلات-المدين محكومة من قبل رئيسها المحلي أو تيرانيدا.[9] وُصفت بعض المدن التي يعيش فيها البربر بأنها "جامحة للغاية" في إشارة واضحة إلى خطها المستقل. في حين وُصفت مدن ساحلية أخرى مثل مالاو أن سكانها "مسالمون".[10][11]

في العصور القديمة، كانت الصومال تُعرف لدى الصينيين باسم "بلد پي-پا-لو"، التي كانت تضم أربع مدن إقليمية تحاول كل منها السيطرة على الأخرى. كان بينهم عشرين ألف جندي، كانوا يرتدون الدروع الواقية.[12]

البلدات الأسواق

نموذج للبدن العربي. للبدن الصومالي تصميمات مختلفة.

كانت السفينة التي تسمى البدن هي السفينة الرئيسية للتجار من مختلف الدويلات-المدن. كانت سفينة سريعة ومتينة ومزدوجة الصاري مرتبطة ببعضها البعض بألياف جوز الهند.[13]

الموانئ في الساحل الصومالي الشمالي، وتحديداً موسيلون، موندوس، أوپون، مالاو، أڤاليت، كانت تتاجر في سلع مثل البخور واللبان والمر والكسيا. تُنقل هذه السلع شمالًا إلى موانئ البحر الأحمر، وتحديداً مصر وجنوب شبه الجزيرة العربية ومنطقة البحر المتوسط. شكل الساحل الصومالي قسماً من تجارة البخور الكبرى إلى جانب جنوب شرق آسيا وجنوب آسيا وجنوب شبه الجزيرة العربية على البحر الأحمر. كان البخور سائدًا في منطقة البحر المتوسط، حيث تستخدم المنتجات باستمرار في أغراض دينية وللاستخدامات اليومية الأخرى، مما جعل البخور سلعة جديرة بالملاحظة في تجارة المحيط الهندي.[14]

كان الصوماليون يصنعون في مدن أوپون، ساراپيون، موندوس وموسيلون. أعطت هذه المناطق الحضرية سوقًا للمنتجات القادمة من العالم القديم. كانوا يستخدمون قاربًا يسمى البدن كسفينة التبادل الرئيسية الخاصة بهم. كان القارب يعتمد عليه لسرعته وصلابته، وكان مترابطاً بألياف جوز الهند. في حين مُنع الأنباط في شمال الجزيرة العربية من التجارة مع الهند، قام الصوماليون بالتجارة مع الهند لفترة طويلة من الزمن، حيث كان مقرهم الرئيسي داخل ولاياتهم.[15]

مكان يناء أڤاليت يصدر مواد مثل التوابل والعاج وكميات صغيرة من المر. في تلك الفترة، اعتبر المر في أڤاليت أعلى جودة من ذلك المكتشف في أي مكان آخر في العالم القديم. الطريقة المستخدمة في إرسال هذه السلع تكون فوق أطواف يبحر بها سكان أڤاليت وتُنقل بعد ذلك وتباع في مناطق البحر الأحمر والمتوسط.

تمركز ميناء مالاو في مدينة بربرة الحديثة. كان من المعروف أنه تم تداول أشياء مثل المر، واللبان ، والتوابل، والتي تُنقل إلى بقية العالم القديم.

كانت مدينة أوپون، التي تقع في مدينة حافون المعاصرة الواقعة على شبه جزيرة حافون، نقطة محورية للتجار القادمين من مصر وفينيقيا واليونان وبلاد فارس واليمن النبطية وما بعدها. من بين السلع التي كانت تتداول في أوپون التوابل والحرير وغيرها من السلع. كانت أوپون في صميم تجارة القرفة القديمة.

كان زعماء القبائل المحليون يحكمون برباريا. تضمنت برباريا الجانب الأفريقي من باب المندب، الضفة الشمالية للصومال مباشرة باتجاه رأس عسير، وامتداد قصير جنوب الرأس باتجاه رأس حافون.[16]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ أ ب Michael Peppard, "A Letter Concerning Boats in Berenike and Trade on the Red Sea", Zeitschrift für Papyrologie und Epigraphik 171 (2009), pp. 193–198.
  2. ^ David M. Goldenberg, "Geographia Rabbinica: The Toponym Barbaria", Journal of Jewish Studies 50, 1 (1999), pp. 67–69.
  3. ^  Chisholm, Hugh, ed. (1911). "Berber" . دائرة المعارف البريطانية. Vol. 03 (eleventh ed.). Cambridge University Press. p. 764. {{cite encyclopedia}}: Cite has empty unknown parameter: |coauthors= (help)
  4. ^ Lionel Casson (ed.), The Periplus Maris Erythraei: Text with Introduction, Translation, and Commentary (Princeton University Press, 1989), p. 45.
  5. ^ Lionel Casson, "Barbaria", in Glen W. Bowersock, Peter Brown and Oleg Grabar (eds.), Late Antiquity: A Guide to the Postclassical World (Belknap Press of Harvard University Press, 1999), p. 334.
  6. ^ Abdullahi, Abdurahman. Making Sense of Somali History: Volume 1 By Abdullahi, Abdurahman (in الإنجليزية).
  7. ^ أ ب McLaughlin, Raoul (11 September 2014). The Roman Empire and the Indian Ocean: The Ancient World Economy and the Kingdoms of Africa, Arabia and India. ISBN 9781783463817.
  8. ^ Glen W. Bowersock, The Throne of Adulis: Red Sea Wars on the Eve of Islam (Oxford University Press, 2013), pp. 47, 51–53.
  9. ^ Mohamed Diriye Abdullahi, Culture and Customs of Somalia, (Greenwood Press, 2001), pp.13–14
  10. ^ Schoff, Wilfred Harvey (1912). The Periplus of the Erythraean Sea: Travel and Trade in the Indian Ocean by a Merchant of the First Century. London, Bombay & Calcutta. Retrieved 7 June 2016.
  11. ^ Periplus of the Erythraean Sea, Schoff's 1912 translation
  12. ^ Eastern African History By Robert O. Collins Pg 53
  13. ^ Kete, Molefi (18 December 2018). The History of Africa: The Quest for Eternal Harmony (in الإنجليزية). ISBN 9781351685153.
  14. ^ Chew, Sing C (2010-05-06). The Southeast Asia Connection: Trade and Polities in the Eurasian World Economy, 500 BC–AD 500 (in الإنجليزية). Berghahn Books. ISBN 978-1785337888.
  15. ^ kete, Molefi (2010-05-06). The History of Africa: The Quest for Eternal Harmony (in الإنجليزية). ISBN 9781351685153.
  16. ^ Casson, Lionel (2010-05-06). The Periplus Maris Erythraei: Text with Introduction, Translation (in الإنجليزية). Princeton University Press. ISBN 978-0691040608.