الملك الناصر داود

الناصر داود (603 هـ/1207م - 28 جمادى الأول 656 هـ/1258م) السلطان الملك الناصر صلاح الدين أبو المفاخر داود ابن السلطان الملك المعظم عيسى ابن العادل .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مولده

ولد الناصر داود بدمشق سنة ثلاث وست مائة.

أجاز له المؤيد الطوسي، وأبو روح الهروي، وسمع في كبره من أبي الحسن القطيعي ببغداد، ومن ابن اللتي بالكرك .

وكان فقيها حنفيا ذكيا ، مناظرا ، أديبا شاعرا بديع النظم ، مشاركا في علوم ، تسلطن عند موت أبيه، وأحبه أهل البلد، فأقبل عماه الكامل والأشرف فحاصراه أشهراً، ثم انفصل عن دمشق في أثناء سنة ست وعشرين، وقنع بالكرك، وأعطوه معها نابلس وعجلون والسلط وقرى بيت المقدس سوى البلد فإنه أخذه الأنبروز الإفرنجي الذي أنجد الكامل ، ثم زوجه الكامل بابنته في سنة تسع وعشرين ، ثم وقع بينهما ففارق البنت، ثم بعد سنة ثلاثين سار إلى المستنصر بالله وقدم له تحفا واجتمع به وأكرمه بعد امتناع بعمل قصيدته الفائقة وهي: ودان ألمـت بــالكثيب ذوائبـه.

ومن حسنات الناصر أن عمه أعطى الفرنج القدس فعمروا لهم قلعة فجاء الناصر ونصب عليها المجانيق وأخذها بالأمان وهد القلعة، ونظف البلد من الفرنج.

ثم إن الملك الصالح أساء إلى الناصر وجهز عسكرا فشعثوا بلاده ، وأخذوا منها ، ولم يزل يناكده وما بقي له سوى الكرك ، ثم حاصره في سنة 644 فخر الدين ابن الشيخ أياما وترحل، وقل ما بيد الناصر، ونفذ رسوله الخسروشاهي من عنده إلى الصالح، ومعه ابنه الأمجد أن يعطيه حيزا بمصر ويتسلم الكرك فأجابه، ومرض، فانثنى عزم الناصر، وضاق الناصر بكلف السلطنة فاستناب ابنه عيسى بالكرك، وأخذ معه جواهر وذخائر، فأكرمه صاحب حلب، ثم سار إلى بغداد فأودع تلك النفائس عند المستعصم وهي بنحو من مائة ألف دينار ، فلم يصل إلى شيء منها.

وبعد تألم الأمجد وأخوه الظاهر لكون أبيهما استناب عليهما المعظم عيسى مع كونه ابن جارية، وهما أمهما بنت الكامل، وكانت أمهما محسنة إلى الملك الصالح أيام اعتقاله بالكرك، لأنه أخوها، فكان هذان يحبانه، ويأنس بهما، فاتفقا مع أمهما على القبض على المعظم، ففعلا، واستوليا على الكرك، وسار الأمجد بمفاتيحها إلى الصالح، وتوثق منه فأعطاه خبرا بمصر ، وتحول إلى باب الصالح بنو الناصر فأقطعهم ، وعظم هذا على الناصر لما سمع به فاغتم الصالح أن مات، وانضم الناصر إلى الناصر لما تسلطن بالشام ، فتمرض السلطان ، فبلغه أن داود تكلم في أمر الملك فحبسه بحمص مدة ، ثم جاءت شفاعة من الخليفة ، فأطلق فسار في سنة ثلاث وخمسين إلى بغداد ليطلب وديعته ، فما مكن من العبور إلى بغداد ، فنزل بالمشهد وحج وتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم منشدا قصيدة ثم إنه مرض بدمشق ومات، ودفن بالمعظمية عند أبيه .

وقد روى عنه الدمياطي في " معجمه " ، فقال : أخبرنا العلامة الفاضل الملك الناصر .


وفاته

مات في الثامن والعشرين من جمادى الأولى سنة ست وخمسين وست مائة مات بطاعون رحمه الله ، وشيعه السلطان من البويضاء وحزن عليه ، وقال : هذا كبيرنا وشيخنا ، وكانت أمه خوارزمية عاشت بعده .

المصادر