العلاقات الإماراتية الصينية

العلاقات الصينية الإماراتية
Map indicating locations of الإمارات العربية المتحدة and الصين

الإمارات العربية المتحدة

الصين

العلاقات الإماراتية الصينية، هي العلاقات الدبلوماسية بين الصين والإمارات العربية المتحدة وتأسست عام 1965.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

في 19 نوفمبر 2021، أفادت وول ستريت جورنال بأن الاستخبارات الأمريكية علمت في ربيع 2021 بأن الصين تبني سراً موقعاً عسكرياً مزعوماً في ميناء خليفة الإماراتي قرب أبوظبي. ونقلت الصحيفة الأمريكية في تقريرها عن أشخاص مطلعين قولهم إن تقارير استخباراتية رصدت قبل نحو عام أنشطة صينية مشبوهة في ميناء خليفة شمالي أبوظبي، حيث تشغل مجموعة كوسكو الصينية للشحن البحري محطة كبيرة للحاويات.[1]

وذكرت مصادر الصحيفة أن التقارير الأولية كانت مبهمة، غير أن لقطات فضائية سرية جديدة تم تصويرها بواسطة ساتل في ربيع 2021 دفع المسؤولين الأمريكيين إلى الاستنتاج بأن الصين تبني في الميناء موقعاً عسكرياً. ورجحت مصادر الصحيفة أن حكومة الإمارات لم تكن على دراية بشأن الطابع العسكري لأنشطة الصين في الميناء.

واستدعت هذه التقارير الاستخباراتية، حسب الصحيفة، بالغ قلق إدارة الرئيس جو بايدن التي كثفت جهودها الدبلوماسية في مسعى لإقناع الإماراتيين بأن الموقع يحمل طابعاً عسكرياً ولا بد من وضع حد لبنائه. وقال مسؤولون للصحيفة إن الرئيس بايدن أعرب شخصياً مرتين لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد عن قلقه إزاء تواجد الصين المتزايد في الإمارات، في مايو ثم في أغسطس.[2]

ووفقاً للمسؤولين، حذر بايدن للشيخ محمد في أحد الحوارين من أن الأنشطة الصينية قد تؤثر سلباً على الشراكة بين الولايات المتحدة والإمارات، ورد ولي عهد أبوظبي على ذلك بالقول إنه "سمع بوضوح" هذا التحذير.

وأضافت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين، على الرغم من هذا الكلام، لم يكونوا متأكدين مما إذا كانت الإمارات ستلتزم بمنع الصين من مواصلة ممارسة أنشطتها في أراضي البلاد، مشيرة إلى أن مشاورات متعددة جرت بشأن ملف ميناء خليفة بين مسؤولين أمريكيين وإماراتيين في وقت سابق من 2021.

ولفتت مصادر الصحيفة إلى أن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليڤان، ومنسق مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكگورك، خلال زيارتهما إلى أبوظبي أواخر سبتمبر، أطلعوا المسؤولين الإماراتيين بالتفصيل على استنتاجات الاستخبارات الأمريكية بشأن ما يجري في ميناء خليفة.

ووصل ماكگورك إلى أبوظبي من جديد الأسبوع الجاري للقاء محمد بن زايد، كما قال شخص مطلع لوول ستريت جورنال إن مسؤولين أمريكيين وصلوا إلى ميناء خليفة مؤخراً بزيارة تفقدية. وتعتقد واشنطن، حسب الصحيفة، أن أعمال بناء الموقع كانت قد عُلّقت، ما أعاد الشراكة بين الولايات المتحدة والإمارات إلى "مجراها الطبيعي". في الوقت نفسه، صرح ممثل عن سفارة الإمارات في واشنطن للصحيفة بأن بلده لم يخض محادثات ولم يكن لديه أي خطة أو نية لاستضافة أي قاعدة أو موقع عسكري صيني في أراضيه.

ولفتت الصحيفة إلى أن بناء الموقع الصيني المزعوم في ميناء خليفة كان سيهدد الصفقة العسكرية الضخمة بقيمة 23 مليار دولار بين واشنطن وأبوظبي والتي تشمل خاصة تصدير 50 مقاتلات أمريكية من الجيل الخامس إف-35 إلى الإمارات. تعهدت نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكي للأمن الإقليمي، ميرا ريزنيك، في دبي منذ أيام بالمضي قدما في تطبيق هذه الصفقة، مشيدة "بحوار راسخ ومستدام" بين الدولتين.

كما ذكر شخص مطلع للصحيفة أن الإمارات بدورها تسعى إلى إبرام اتفاقية استراتيجية مع الولايات المتحدة ستلتزم بموجبها واشنطن بمساعدة الدولة الخليجية في حال تعرضها لهجوم. ومن المتوقع أن يزور وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الإمارات أواخر الأسبوع.


العلاقات الاقتصادية

تم في عام 2010 افتتاح أول قنصلية إماراتية في شانغهاي لتنشيط علاقات التبادل التجاري والاقتصادي والسياحي مع الصين، وانشاء جناح ضخم لدولة الامارات في معرض اكسبو شانغهاي الدولي 2010.

وعلى صعيد العلاقات التجارية والاقتصادية، تعتبر الإمارات أفضل شريك تجاري للصين في منطقة الشرق الأوسط، وفق تصريحات المسؤولين الصينيين، وأن هنالك إمكانات هائلة كامنة يمكن استغلالها وتطويرها وتوسيع آفاقها لخدمة المصالح المشتركة للدولتين.

ويوجد العديد من المشروعات الاقتصادية والتجارية والتقنية التي يمكن أن تتعاون الدولتان في تنفيذها، بل أن العديد من الشركات الصينية تتطلع إلى الوصول إلى أسواق الإمارات، التي تمتاز بدينامكيتها الدائبة وجذبها لرؤوس الأموال، بحسب الوكالة.

كما توجد لجنة إماراتية- صينية مشتركة تعمل على تطوير العلاقات الثنائية بين الدولتين إلى مستوى أفضل من خلال التنسيق والتفكر والتشاور بين الجانبين، وتعمل الدولتان على تشجيع المؤسسات التجارية ورجال الأعمال في كل من الصين والإمارات للمشاركة في المعارض التجارية التي تقام في الدولتين والدخول في مشروعات استثمارية مشتركة أو أحادية تعود بالمنفعة للجانبين.

وتحكم مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين سلسلة من الاتفاقيات الموقعة في العديد من مجالات التعاون المشترك، ابرزها اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني بين الدولتين عام 1985، اتفاقية إنشاء اللجنة الاقتصادية المشتركة، واتفاقية حماية وتشجيع الاستثمارات المشتركة، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، واتفاقية التعاون في مجال الخدمات الطبية عام 1992، وبروتوكول استيراد النفط من الإمارات، واتفاقية تجارية بين إمارة الشارقة ووزارة التجارة الخارجية والتعاون الاقتصادي الصيني في سبتمبر 1999، واتفاقية التعاون الثقافي والإعلامي بين الصين والإمارات في مايو 2001، واتفاقية تبادل المجرمين بين الدولتين في عام 2002.

وفى السياق ذاته، نقلت وكالة انباء الامارات عن محمد راشد البوت سفير الامارات في الصين قوله، ان مشاركة دولة الامارات العربية المتحدة بجناح وطني في معرض اكسبو شانغهاي 2010 الدولي خطوة هامة على طريق تعزيز العلاقات الثقافية والتجارية والسياحية.

وتابع ان قيام المجلس الوطني للاعلام باقامة جناح وطني لدولة الإمارات في اكسبو 2010 يمثل نقلة نوعية في علاقات البلدين الصديقين وخطوة هامة للتعريف بمنجزات الدولة في كافة المجالات.

واضاف البوت ان العام الماضي 2008 شهد نموا كبيرا في العلاقات التجارية اذ ارتفع حجم التبادل التجاري الي 25 مليار دولار امريكي بعد ان بلغ في عام 2007 حوالي 20.4 مليار دولار (74.9 مليار درهم)، مسجلاً بذلك زيادة هائلة وصلت إلى 41.2 في المئة مقارنة مع العام الذي سبقه.

وتوقع ان يقفز حجم التبادل التجاري بين البلدين نهاية العام 2009 الى 30 مليار دولار امريكي بفضل تدفق حركة الصادرات والواردات وتجارة اعادة التصدير بين البلدين.

واوضح السفير الاماراتى لدى بكين ان دولة الإمارات تعتبر في الوقت الحالي ثاني أكبر شريك تجاري للصين بين دول مجلس التعاون الخليجي، وأكبر سوق للصادرات الصينية في هذه المنطقة.

وحول الاستثمارات الصينية في دولة الامارات، قال البوت ان هناك اكثر من 3000 شركة صينية تعمل في قطاعات مختلفة في الدولة، خاصة في العقارات والانشاءات والتجارة والخدمات والسياحة، ويعيش في الإمارات ما يقرب من 200 ألف مواطن صيني.

واضاف ان 70 في المئة من الصادرات الصينية الى الامارات يعاد تصديرها الي دول مجلس التعاون وافريقيا وشرق اسيا، وزاد حجم الصادرات الصينية إلى دولة الإمارات بنسبة 50 في المئة في العام 2007 ليصل إلى 17 مليار دولار أمريكي ، إلى جانب تحقيق زيادة بنسبة 7.7 في المئة لحجم البضائع الإماراتية التي يتم تصديرها إلى الصين، التي بلغت قيمتها ثلاثة مليارات دولار. [3]

التعاون العسكري

الشيخ سعيد بن حمدان آل مكتوب مع Quu Yanpeng قائد المدمرة الصينية، ميناء الشيخ زايد، مارس 2010

في 24 مارس 2010، وصل إلى ميناء زايد بأبوظبي عدد من تشكيلة السفن الحربية الخاصة بحماية الملاحة في بحر الصومال التابعة للسلاح البحري لجيش الصين في زيارة للدولة تستغرق أربعة أيام. وكان في استقبالها العميد الركن بحري طيار الشيخ سعيد بن حمدان آل نهيان نائب قائد القوات البحرية بالقوات المسلحة وسعادة قاو يويشنغ سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة وسعادة العميد "تنگ هونگ" الملحق العسكري بالسفارة الصينية وعدد من كبار ضباط القوات البحرية من الجانبين وأبناء الجالية الصينية بالدولة الذين استقبلوا التشكيلة البحرية بالتقاليد الصينية المتبعة في مثل هذه المناسبات. [4]

الإستثمارات النفطية

في 13 يناير 2022 اعتبر موقع "أويل بريس" (oilprice) المتخصص في شؤون النفط والطاقة، أن أمريكا وإسرائيل هما السبب وراء خسارة شركات صينية عقدا لتطوير حقل أم الشيف الاستراتيجي في الإمارات. والذي يعد أحد أقدم الأصول البحرية التابعة لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وصدَّر الحقل أول شحنة من النفط فى يوليو 1962. وذلك فازت شركة "أدنوك" مجددا بعقد التطوير، والذي بلغت قيمته 946 مليون دولار أمريكي، ويتضمن تنفيذ الأعمال الهندسية والمشتريات والتشييد. وتم ذلك رغم ممارسة بكين ضغوطا كبيرة على الإمارات، لترسية عقد التطوير للحقل الاستراتيجي على شركات صينية، كجزء من مبادرة الحزام والطريق التي تمثل خطة الانتشار الإقليمي في المنطقة للحكومة الصينية. وترى الولايات المتحدة أن هنالك من مخاطر المترتبة عليها بسبب مبادرة "الحزام والطريق". وبحسب تقرير "أويل بريس" فهناك أهمية سياسية واقتصادية هائلة لترسية عقد تطوير "أم الشيف"، فبالنظر إلى دور قطاع النفط والغاز في استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة المتعلقة بالشرق الأوسط والتي تتمحور حول صفقات تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات. كما أن خسارة الشركات الصينية عقد تطوير الحقل، سوف يعمل على تخفيف غضب واشنطن بعد اكتشافها مؤخرا أن الصين ربما كانت بصدد بناء منشأة عسكرية سرية في ميناء خليفة الإماراتي. وبعد ذلك الكشف، حذرت إدارة الرئيس "جو بايدن"، الحكومة الإماراتية من أن الوجود العسكري الصيني في بلادها قد يهدد العلاقات بين البلدين. وبعد ما يقرب من شهر من هذا الكشف، قال المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، "أنور قرقاش"، خلال حديثه في جلسة بمعهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن "الإمارات أمرت بوقف العمل في هذه المنشأة بطلب من الولايات المتحدة". وأشار "قرقاش" إلى أن أبو ظبي "لا تعتقد أن المنشأة كانت مخصصة للاستخدامات العسكرية أو الأمنية".[5]

انظر أيضاً

مرئيات

منشأة عسكرية صينية سرية بميناء خليفة الإماراتي توتر
العلاقات الأمريكية الإماراتية، نوفمبر 2021.

المصادر

  1. ^ ""وول ستريت جورنال": واشنطن رصدت بناء الصين موقعا عسكريا سريا في ميناء إماراتي". روسيا اليوم. 2021-11-19. Retrieved 2021-11-19.
  2. ^ "Secret Chinese Port Project in Persian Gulf Rattles U.S. Relations With U.A.E." وال ستريت جورنال. 2021-11-19. Retrieved 2021-11-19.
  3. ^ إذاعة الصين الدولية
  4. ^ ورلدنيوز
  5. ^ الإمارات للدراسات والإعلام ايماسك