الطاقة في تركمنستان

خريطة صناعة النفط والغاز الطبيعي في تركمنستان.

في عام 2014، بلغ إجمالي إمدادات الطاقة الرئيسية في تركمنستان 26.75% ط.ن.م .[1] وكان استهلاك الكهرباء 14.64 ت.و/س. يأتي معظم هذه الطاقة الرئيسية من الوقود الأحفوري.[1] يتم توليد الكهرباء في تركمنستان بواسطة الغاز الطبيعي.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الوقود الأحفوري

الرئيس محمود أحمدي نجاد مع الرئيس التركماني قربان قولي بردي محمدوف أثناء افتتاح المرحلة الأخيرة من خط الأنابيب في 28 نوفمبر 2010.
صبي تركماني أمام أنبوب لغاز تركمانستان.


الغاز الطبيعي

التعاون مع الصين

تبلغ مساحة تركمانستان 491200 كيلومتر مربع فقط مع ما يقرب من 80% من أراضيها مغطاة بصحراء الكراكوم. وتعد دولة متخلفة تقنيًا كما أن قطاع الصناعة فيها راكد، إلا أنها تمتلك وفرة بموارد النفط والغاز الطبيعي، وتمثل احتياطياتها المؤكدة من الغاز الطبيعي 10.1% من الإجمالي العالمي المقدر بـ19.5 تريليون متر مكعب، ويقدر الخبراء أن احتياطيات الغاز الطبيعي غير المكتشفة في تركمانستان قد تتجاوز 50 تريليون متر مكعب، مما يجعلها رابع أكبر دولة من حيث احتياطي الغاز الطبيعي في العالم.

بالإضافة إلى وجود 213 مليون طن من احتياطيات النفط فيما يبلغ عدد سكانها حوالي 6 ملايين نسمة فقط. الأمر الذي يعني أن وصول إنتاج الغاز السنوي في تركمانستان إلى 250 مليار متر مكعب،فإنه سيلبي الطلب المحلي بالكامل، مع 180 مليار متر مكعب إضافية متاحة للتصدير الأمر الذي سيساعد بتحقيق تنمية اقتصادية سريعة.

وبسبب تخلفها التقني، احتاجت تركمانستان لشريك متمكن يساعدها في استغلال تاغاز طبيعي، وكانت الصين هي الخيار الأنسب.

بدأت العلاقات الدبلوماسية بين تركمانستان والصن في يناير 1992 ومنذ ذلك الحين كانت الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين تعزز بشكل مستمر، بينما يبلغ عدد سكان الصين 1.4 مليار نسمة، وتعد أكبر سوق استهلاكي في العالم، ولديها طلب هائل على الغاز الطبيعي، إذ تستهلك حوالي 380 مليار متر مكعب سنويًا، ولا يغطي ذلك انتاجها المحلي لذلك تعتمد على الواردات من الدول الأخرى. كما تمتلك الصين تجعل قدرات كبيرة في مجال البنية التحتية الأمر الذي ستستفيد منه تركمانستان.

وفي يوليو 2007، وقعت تركمانستان مع شركة البترول الوطنية الصينية على اتفاقيات للبيع وتقاسم الأرباح، وبموجب الافاق ستقوم الصين وتركمانستان بتطوير موارد الغاز الطبيعي بشكل مشترك على الضفة اليمنى لنهر آمور.

وبحسب الاتفاقية التي تمتد لثلاثين عاماً، ستزويد تركمانستان الصين بالغاز الطبيعي من خلال خط أنابيب الغاز الصين-آسيا الوسطى والذي انتهى العمل به وجرى تشغيله في عام 2013.

تتصف حقول الغاز في تركمانستان بعدة خصائص منها ارتفاع درجة الحرارة والضغط المرتفع ومحتوى كبير من ثاني أكسيد الكربون، الامر الذي يجعل تطويرها يمثل تحدياً استثنائياً.

ووصفت عملية حفر آبار النفط والغاز في هذه المنطقة بأنها اشبه ب"الرقص على حافة السكين". وبالفعل كان معدل نجاح الحفرعلى الضفة اليمنى لنهر نهر آمور أقل من 30%.

كما فوجئ موظفو التنقيب عن النفط والغاز الصينيون عندما وصلوا إلى الضفة اليمنى لنهر آمور، غذ اكتشفوا أن صعوبة استخراج النفط والغاز هنا أكبر مما كان يتصور.

كا وجدوا حفرة تحترق من الغاز الطبيعي سميت بوابة الجحيم، ويبلغ قطرها 69 مترا، وعمقها 30 مترًا، وتصل درجة الحرارة بداخلها إلى1000 درجة مئوية. زكان على الصينيين العمل ضكم ظروف صعبة، مع الافتقار للكثر من الدعم اللوجستي في الصحراء كما أن درجات الحرارة المرتفعة بالصيف يمكن أن تصل لحوالب 50 درجة مئوية بينما في الشتاء فيمكن أن تنخفض إلى 30 درجة مئوية تحت الصفر.

وكان على موظفي الهندسة الصينية العمل في مثل هذه الظروف القاسية لمدة 18 شهرًا. فيمواقع وخطوط تجميع بطول 90 كيلومترًا بالاضافة للعديد من مهام هندسة النظام الأخرى لضمان بناء خط الأنابيب يمكن أن ينتج 5 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي في غضون 98 يومًا فقط، وانعش الفريق الفني لشركة بتروتشينا حقل غاز السلمون الخاملعلى الضفة اليمنى من الذي لم تجري فيه أي أعمال منذ 14 عام، وقام العمال الصينيون بلحام الأنابيب عند درجة حرارة أقل من 40 درجة مئوية محققين ما يقرب من ضعف سرعة اللحام المعتادة.

وقبل أن يتم الانتهاء من المشروع بأكمله، تمكنت تركمانستان من إيصال الغاز الطبيعي إلى الصين عبر

خط الأنابيب وبفضل عائدات تصدير الغاز الطبيعي الى الصين، تعافى الاقتصاد التركمانستاني وحقق فوائد هائلة للسكان المحليين.

تم الانتهاء من المشاريع التي نفذتها شركة البترول الوطنية الصينية وجرى تشغيلها واحدا تلو الآخر.

وامتد خط أنابيب الغاز الصين-آسيا الوسطى لثلاثة خطوط متوازية، ووصل معدل النجاح في المنطقة المحظورة من الحفر إلى 100%.


ومنذ عام 2009 ، وصل أكثر من 300 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من تركمانستان إلى مناطق غرب الجنوب ودلتا نهر اليانغتسيفي الصين عبر خط أنابيب الغاز الطبيعي في الصين وآسيا الوسطى. واستبدل 300 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي 400 مليون طن من الفحم. وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 426 مليون طن مما يساهم بشكل كبير في جهود حماية البيئة في الصين ،

وتسعى الصين وتركمانستان لاستمرار التعاون طويل الأمد بينهما. وخلال عقد من الزمن تراكم حجم تجارة إجمالي للغاز الطبيعي بين البلدين ليتجاوز 72 مليار دولار

كما أجرت شركات النفط الصينية عمليات استكشاف وتطوير الغاز الطبيعي على الضفة اليمنى لنهر آمور مما أدى إلى خلق 22000 فرصة عمل للمقيمين المحليين في تركمانستان ودرب المهندسون الصينيون حوالي 110.000 شخص في تركمانستان على عمليات الادارة والاستخارج للغاز والنفط حتى أصبحوا محترفين في هذا المجال.

وتضمنت الصناعات اللوجيستية والبناء أنها العديد من مشاريع الرفاهية العامة في تركمانستان مما أدى إلى العديد من الفوائد الاجتماعية.

وبما أن منطقة تطوير المشروع كانت عبارة عن صحراء شحيحة بالمياه، تبرع فريق المشروع بمبلغ مليون دولار، لبناء نظام تنقية لتزويد المياه، فهو أكبر مشروع عام تبرعت به شركة أجنبية لتركمانستان.

وساهم بحل مشاكل مياه الشرب لستة آلاف من سكان المناطق النائية.[2]

الاكتشاف والتطوير

أنابيب الغاز الطبيعي الفعلية والمقترحة من تركمانستان

في منتصف 2022 مع احتدام الحرب الأوكرانية والعقوبات الغربية على الغاز الروسي، وقّعت QazaqGaz و Turkmengaz عقداً لتوريد غاز تركماني (حتى 1.5 ب م³/سنة) وأوزبكستان أيضاً تسعى لاستيراد غاز تركماني.

وفي نوفمبر 2022، وقعت روسيا وقزخستان وأوزبكستان وتركمنستان وطاجيكستان "اتحاد غازي".

تسرب الميثان من حقول الغاز

صورة ساتلية التقطها شركة GHGSat لتسرب غاز الميثان في وسط تركمنستان، فبراير 2021.

في 12 فبراير 2021، كشفت شركة GHGSat Inc عن تسرب غاز الميثان من ثمانية خطوط أنابيب غاز طبيعي على الأقل بوسط تركمنستان، أطلقت ما يصل إلى 10.000 كگ من غازات الاحتباس الحراري، وفقاً للصور الساتلية الملتقطة. وحسب ستيفان جرمان، رئيس شركة GHGSat التي التقطت التسريب، فإن هذه الكمية من الميثان سيكون لها تأثير على ارتفاع درجة حرارة الأرض، بما يعادل ما ينتج عن قيادة 250.000 سيارة بمحرك احتراق داخلي يعمل لفترة زمنية مماثلة. رصدت الشركة لأول مرة أعمدة غاز الميثان الثمانية في 1 فبراير 2021، وحسب تقدير جرمان، فمن المرجح أن هذا التسريب حدث لعدة ساعات.[3]

تُعد اللقطة التي تظهر التسريبات الثمانية المتزامنة في نطاق 20 ميلاً مربعًا فقط نذيرًا بالخطر لما يمكن أن تكشفه التكنولوجيا الساتلية الحالية والقادرة على تحديد الانبعاثات من آبار وخطوط أنابيب ومناجم محددة. أطلقت GHGSat أول سواتلها عام 2016، ولكن لم يكن لديها حتى سبتمبر 2020 ساتل في المدار قادر على التقاط آبار فردية. وقالت جرمان إنها رصدت مئات التسريبات في الربع الأخير من عام 2020 وحده.

هذا التسريب الكبير الأخير ليس المرة الأولى التي تُكتشف فيها انبعاثات ناشئة عن تركمانستان. في 2020، كانت الشركة تجري قياسات ساتلية من بركان في الجزء الغربي من البلاد عندما كشفت بالصدفة عن صفات هائلة من غاز الميثان المتصاعد من حقل كورپيزه للنفط والغاز القريب.

جزء من مهمة GHGSat هو العمل مع مشغلي المصافي وخطوط الأنابيب لوقف تسرب الميثان في وقت أقرب لتقليل الضرر. قال جرمان إن قدرته على التواصل مع تركمانستان محدودة، والوقت أساسي لوقف التسريبات الكبيرة. كانت شركة GHGSat تعتمد على القنوات الدبلوماسية من خلال الحكومة الكندية لمحاولة الوصول إلى المشغل، لكن دون نجاح حتى الآن. ورفضت شركة GHGSat الكشف عن إحداثيات دقيقة للتسريبات التي جاءت من حقل گالكينيش للغاز لإعطاء الحكومة التركمانية مجالاً لمعالجة الوضع.

في حين أن هذا لم يكن أكبر تسرب اكتشفه GHGSat، فقد كانت المرة الأولى التي يلتقط فيها ثمانية أعمدة منفصلة في صورة واحدة. وقال إن أربعة من أكبر الأعمدة الموجودة على يسار الصورة هي انبعاثات من خطوط الأنابيب، من المحتمل أن تكون ناجمة عن مشاكل في الصمامات التي تهدف إلى التحكم في تدفق الوقود أو إيقافه. جاءت الانبعاثات المتبقية من المشاعل التي تهدف إلى حرق الوقود الذي لا يمكن نقله أو معالجته، وتحويله إلى ثاني أكسيد الكربون الأقل فاعلية.

في الوقت الحالي، يجب أن تكون المسافة بين التسريبات 75 قدمًا (25 مترًا) على الأقل لتظهر كأعمدة مميزة في الصور الساتلية. لكن التكنولوجيا تتحسن بسرعة، مما يجعل من الممكن تحديد التسريبات التي لم يكن من الممكن اكتشافها من قبل، وتحديد تأثيرها على ظاهرة الاحتباس الحراري، والأهم من ذلك، تحديد المسؤولية. يمكن لاثنين من سواتل GHGSat الثلاثة اكتشاف تسرب الميثان بمعدل 100 كيلوگرام في الساعة في صور تبلغ مساحتها 50 ميلًا مربعًا، وتخطط الشركة لإطلاق تسعة سواتل أخرى حتى عام 2022. وكالة الفضاء الأوروپية، التي تتمتع بميزة البحث على مساحات أكبر بكثير من الأرض، تكتشف التسريبات التي تطلق ما لا يقل عن 10.000 كيلوگرام في الساعة.

ينضم المنافسون إلى مجال اكتشاف التسرب الناشئ بمعدل متسارع. على سبيل المثال، كانت شركة بلوفيلد للتكنولوجيا. أول من حدد عمودًا هائلاً شمال گينزڤيل، فلوريدا، في يوليو 2020، باستخدام البيانات المتاحة للجمهور التي التقطتها وكالة الفضاء الأوروپية. حدد تقرير بلومبرگ نيوز لاحقًا المصدر المحتمل، وهو محطة ضاغط غاز مملوكة لشركة فلوريدا گاز ترانسميشن، مما دفع وكالة حماية البيئة الأمريكية إلى التحقيق في انتهاك محتمل لقانون الهواء النظيف.

وقال جيرمان إن شركة GHGSat نظرت في نفس البيانات، وباستخدام تقنيتها الخاصة، تمكنت من تتبع التسرب مباشرة إلى محطة الضاغط، مؤكدة المصدر. كان هذا التسرب، الذي حدث على مدار يومين على الأقل في أوائل مايو، أكبر بكثير من التسريبات التي تم اكتشافها هذا الشهر. وفقًا لتقديرات GHGSat، فإنها تطلق غاز الميثان بما يعادل ما تطلقه 1.25 مليون سيارة في الساعة.

يمثل الميثان مصدر قلق خاص لأولئك الذين يعملون على إبطاء وتيرة تغير المناخ. الغاز عديم الرائحة وعديم اللون، مما يجعل من الصعب للغاية اكتشاف التسربات. إنه أيضًا غاز دفيئة قوي بشكل استثنائي، حيث يلتقط 25 مرة قدرًا من الحرارة مثل ثاني أكسيد الكربون على مدار قرن، وأكثر من 80 مرة على مدار 20 عامًا. وهذا يعني أن كبح غاز الميثان يمكن أن يكون له تأثير كبير وشبه فوري على ظاهرة الاحتباس الحراري.

في الوقت الحالي، تتجه قياسات الميثان في الغلاف الجوي في الاتجاه الخاطئ. حذرت وكالة الطاقة الدولية في يناير 2021 من أن الانخفاض المقدر بنسبة 10% في انبعاثات الميثان العالمية في عام 2020 كان مدفوعًا بشكل أساسي بانخفاض الإنتاج خلال أزمة جائحة كوڤيد-19 بدلاً من منع التسريبات. قد "تنتعش هذه الانبعاثات بقوة" عندما ينتعش النشاط الاقتصادي العالمي.

في آسيا الوسطى، حيث تقع تركمانستان، قال جرمان إن انبعاثات غاز الميثان ارتفعت ثلاثة أضعاف بين مارس 2020 ونهاية العام مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ أ ب "IEA - Report". www.iea.org. Retrieved 5 November 2016.
  2. ^ "Gas cooperation saves two countries, China did Turkmenistan a big favor". youtube.
  3. ^ "New Climate Satellite Spotted Giant Methane Leak as It Happened". بلومبرگ. 2021-02-12. Retrieved 2021-02-14.