الحركة النسائية في مصر

صورة لمظاهرة احتجاجية نسائية في وسط القاهرة، أمام بنك باركليز، يناير 1952. يظهر في الصورة رجال الشرطة أثناء قمعهم مظاهرة لحركة بنت النيل، التي ظهرت في مصر منذ الأربعينيات، تدعو لمقاومة ومقاطعة الاحتلال الإنگليزي. كانت الحركة قد نظمت مظاهرة أمام البنك وحاصرته وكانت تحث الناس على مقاطعته لوقف تدعيم الاقتصاد البريطاني. اعتقلت الشرطة أعداد كبيرة منهم وتم ترحيلهم في السيارة الموجودة يسار الصورة.[1]

الحركة النسائية في مصر، هي أكثر حركات المرأة في العالم العربي اقترانا بالاستنارة والثقافة في مصر، بل هي مكون أساسي مدرج في كل مشروعات التمدين المصرية منذ القرن التاسع عشر وحتى اليوم. فقد اقترن بتحرر المرأة فكر الكثيرين من كبار المثقفين الرواد في مصر الحديثة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

القرن 19-20

اقترن اسم هدى شعراوي بأهم تحولات الحركة النسائية المصرية، ولدت هدى في المنيا عام 1879 وهي ابنة محمد سلطان باشا، رئيس المجلس النيابي الأول في مصر في عهد الخديوي توفيق (1879 ـ 1892). تلقت التعليم في منزل أهلها. وتزوجت مبكراً في سن الثالثة عشرة من ابن عمتها علي الشعراوي الذي يكبرها بما يقارب الأربعين عاما، ليتغير اسم عائلتها الى الشعراوي. كان أحد شروط عقد زواجها أن يطلق زوجها زوجته الأولى، وبعد فترة وصل خبر لهدى أن زوجها ما زال يعاشر زوجته الأولى، فما كان منها إلا أن فارقته وذلك لفترة سبع سنوات، نضجت فيها هدى. وفي السنوات اللاحقة أنجبت هدى بنتا أسمتها بثينة وإبنا أسمته محمد. أسست هدى جمعية لرعاية الأطفال عام 1907. وفي عام 1908 نجحت في إقناع الجامعة المصرية بتخصيص قاعة للمحاضرات النسوية، وكان لنشاط زوجها علي الشعراوي السياسي الملحوظ في ثورة 1919 أثر كبير على نشاطاتها، فشاركت بقيادة تظاهرات السيدات في الثورة الشعبية في عام 1919، وأسست "لجنة الوفد المركزية للسيدات" وقامت بالإشراف عليها.[2]

عام 1921 وفي أثناء استقبال المصريين لسعد زغلول، دعت هدى شعراوي إلى رفع السن الأدنى لزواج الفتيات ليصبح 16 عاما، وكذلك للفتيان ليصبح 18 عاما، كما سعت لوضع قيود للرجل للحيلولة دون الطلاق من طرف واحد. كما أيدت تعليم المرأة وعملها المهني والسياسي، كما دعت إلى خلع غطاء الوجه وقامت هي بخلعه. ما اعتبره البعض وقتها علامة انحلال، لكنها حاربت ذلك من خلال دعوتها إلى تعليم المرأة وتثقيفها وإشهار أول اتحاد نسائي في مصر.

أسست هدى الإتحاد النسائي المصري عام 1923، وشغلت منصب رئاسته حتى عام 1947. كما كانت عضواً مؤسساً في الإتحاد النسائي العربي وصارت رئيسته عام 1935، وفي نفس العام صارت نائبة رئيسة لجنة اتحاد المرأة العالمي، وبهذه الصفة حضرت عدة مؤتمرات دولية منها مؤتمر روما العام 1923 ومؤتمر باريس عام 1926 ومؤتمر أمستردام العام 1927 ومؤتمر برلين العام 1927 ومؤتمر استنبول العام 1935وكذلك دعمت إنشاء نشرة المرأة العربية الناطقة باسم الإتحاد النسائي العربي، وأنشأت مجلة المصريين العام 1925 ومجلة المصرية العام 1937. وفي عام 1938 نظمت هدى شعراوي مؤتمراً نسائياً للدفاع عن فلسطين، كما دعت إلى تنظيم الجهود النسوية من جمع للمواد واللباس والتطوع في التمريض والإسعاف. في 29 نوفمبر 1947، صدر قرار التقسيم في فلسطين من قبل الأمم المتحدة، وقد أرسلت شعراوي خطاباً شديد اللهجة للاحتجاج إلى الأمم المتحدة. توفيت بعد ذلك بحوالي الأسبوعين في 13 ديسمبر 1947.

من هنا أطلق اسم هدى شعراوي على العديد من المؤسسات والمدارس والشوارع في مختلف مدن مصر، تكريماً لها، كما حازت في حياتها عدة أوسمة ونياشين من الدولة المصرية.

إلى ذلك ثمة أسماء لأخريات بارزات مثل صفية مصطفي فهمي (1878 ـ 1946) ابنة مصطفى فهمي باشا وهو من أوائل رؤساء وزراء مصر منذ عرف البلد نظام الوزارة في أوائل القرن العشرين. وهي زوجة سعد زغلول. لقبت باسم صفية زغلول نسبة إلى اسم زوجها كذلك بلقب "أم المصريين" اثر مشاركتها في التظاهرات النسائية ابان ثورة 1919.

أما نبوية موسى فهي إحدى رائدات التعليم والعمل الاجتماعى خلال النصف الأول من القرن العشرين، وهى أول ناظرة مصرية وكانت من رعاة الدكتورة سميرة موسى عالمة الذرة المصرية، وكانت من رائدات العمل الوطني وتحرير المرأة والحركات النسائية المصرية القرن العشرين.

ولدت نبوية موسى في 1886 بمحافظة القليوبية بمصر (جنوب دلتا النيل وشمال القاهرة بمسافة قصيرة) لوالد كان ضابطا بالجيش المصري برتبة اليوزباشي (النقيب حاليا)سافر إلى السودان قبل ولادة نبوية بشهرين وتوفي هنالك . بدأت نبوية موسى بتلقّي تعليمها في بيتها حيث تعلمت القراءة والكتابة بمساعدة شقيقها الذى كان يدرس بمدرسة في القاهرة وانتقلت معه أسرتها للأقامة بها. وعارضت أسرتها رغبتها في التعليم والتحاقها بالمدرسة، فما كان من نبوية موسى الا ان سرقت ختم والدتها لتقدم نفسها للألتحاق بالمدرسة كما ذكرت في كتابها "حياتي بقلمي". التحقت نبوية بالمدرسة السنية للبنات بالقاهرة، وحصلت على الشهادة الابتدائية عام 1903، ثم التحقت بقسم المعلمات السنية وأتمت دراستها في عام 1906 وعينت مدّرسة بمدرسة عباس الابتدائية للبنات بالقاهرة.

عندما وجدت ان راتبها نصف راتب زملائها المعلمين خريجي مدرسة المعلمين العليا تقدمت نبوية باحتجاج إلى وزارة المعارف (التعليم حالياً) تدين فيها هذه التفرقة، فجاءها الرد بأن تلك التفرقة ترجع إلى ان خريجي المعلمين العليا حاصلين على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة). تقدمت نبوية موسى للحصول على شهادة البكالوريا بمجهود ذاتي حيث لم يكن يوجد في ذلك الوقت مدرسة بكالوريا للفتيات لتكون بذلك أول فتاة مصرية تحصل عليها، واستطاعت نبوية ان تنجح في الامتحان وتحصل على شهادة البكالوريا في عام 1907.

في هذه الفترة بدأت نبوية تكتب المقالات الصحافية التي تتناول قضايا تعليمية واجتماعية أدبية، وألفت كتابا مدرسيا بعنوان "ثمرة الحياة في تعليم الفتاة"، قررته نظارة المعارف للمطالعة العربية في مدارسها. كما انتدبت الجامعة الأهلية المصرية اثر افتتاحها عام 1908 نبوية موسى مع ملك حفني ناصف ولبيبة هاشم لإلقاء محاضرات بالجامعة تهتم بتثقيف سيدات الطبقة الراقية.

في عام 1910 رشحها أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد لتكون ناظرة لمدرسة معلمات المنصورة فتولت إدارتها واستطاعت ان تنهض بهذه المدرسة حتي حازت المركز الأول في امتحان كفاءة المعلمات الأولية. لم تستمر نبوية طويلا في المنصورة حيث تم نقلها إلى القاهرة لتعين في وزارة المعارف بوظيفة أكبر شأناً . تعتبر الفترة فيما بين (1937-1943) أزهى فترات نبوية موسى وأكثرها نشاطاً وحيوية، فإلى جانب إدارتها للمدارس التي اكتسبت سمعة طيبة قامت بإنشاء مطبعة ومجلة أسبوعية نسائية باسم الفتاة، صدر العدد الأول منها في عام 1937.

ولنبوية موسى تراث في الفكر التربوي، خاصة أنها شاركت في كثير من المؤتمرات التربوية التي عقدت خلال النصف الأول من القرن العشرين لبحث مشكلات التعليم، كما أن لها بعض المؤلفات الدراسية التي قررتها وزارة المعارف. كما كان لها دور كبير في الدفاع عن حقوق المرأة حيث قامت في عام 1920 بنشر كتاب عن المرأة والعمل، وشاركت أيضاً في الحركة النسائية وكانت ضمن الوفد النسائي المصري المسافر إلى مؤتمر المرأة العالمي المنعقد في روما عام 1923. وتوفيت نبوية موسى في عام 1951.

وشهدت فترة الخمسينيات من القرن العشرين تغيراً كبيراً، حيث تحولت الحياة السياسية في مصر إلى الاشتراكية العربية والقومية، واتجهت سياسة الدولة إلى تأسيس الدولة النسائية، التى تقوم على الحشد والاستعانة بالكثير من النساء، اللائى كانت لهن أدوار فعالة في الحياة العامة، كما تولت المرأة مناصب في القيادة، فكانت هناك أول برلمانية عام 1957، وهي السيدة راوية عطية.[3]

وفى المقابل، وعلى الرغم من ذلك، لم يكن هناك جهود من أجل تحسين وضع المرأة وحمايتها وتقديرها داخل الأسرة، وقد حدث تغيير كبير في عصر الرئيس المصري السابق أنور السادات، حيث استبدل النظام الاشتراكي بالاتجاه إلى الفكر الإسلامى كأيديولوجية مضادة للفكر الاشتراكي، وأثر ذلك على عمل المرأة، خاصة في ظل اتباع سياسة الانفتاح.

أما خلال حكم الرئيس المصرى السابق محمد حسني مبارك، فقد تراجع دعم الدولة للشعب، مما أدى إلى نمو وتوسع شبكة الدعم الإسلامى، وتمثل ذلك في إقامة المراكز الثقافية الإسلامية، ووحدات صحية ومدارس، وقد أمن الناس بأنه أصبح لا يمكن الاعتماد على الدولة، فكان الإسلام والمؤسسات الإسلامية الحل، ودخلت الحركة النسائية على هذا الخط.

وفى تلك الفترة ظهرت حركات نسائية تتخذ من قواعد الإسلام منطلقا لها، وتطالب بحرية المرأة، وبينها الكاتبة صافيناز كاظم، التى اتخذت من الإسلام منطلقها في المطالبة بحرية المرأة وحقوقها وتقليص «فجوة النوع»، وتؤكد أن التركيز على حقوق المرأة في الإسلام سيكون العامل الأساسى في حرية المرأة في المجتمع، كانت نوال السعداوي وهي طبيبة وناشطة سياسية وكاتبة تتخذ بعدا آخر يركز على الكبت الجنسى للمرأة، وبدأت الأخير حملة بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان في الريف المصرى لدراسة مدى ارتباط الجوانب النفسية والجسدية في التأثير على المرأة، وحققت بالفعل نتائج لافتة في هذا السياق، حتى قامت عام 1972 بتأليف كتاب بعنوان «المرأة والجنس» جعلها تفقد مكانها في وزارة الصحة، لأنها تحدت التقاليد والمعتقدات المجتمعية الراسخة في المجتمع والمستمدة من تعاليم الدين، وتعرضت لحملة انتقادات عامة، واتهامات بالترويج للإباحية، والخروج على التقاليد الدينية، وقد استغل التيار الدينى المحافظ في مصر هذه القضية، وقام بربط الحركة النسائية بالدعوة للحرية الجنسية.

وخلصت الدراسة البارزة لمجموعة من النتائج أهمها أن الحركة النسائية والإسلام كانا وما زالا تربطهما علاقة وطيدة ببعضهما البعض كقوتين للتغير تتنافسان في بعض الأحيان ويسيران في تناغم في أحيان أخرى.

الحركات النسائية ليست دائما علمانية ولا تعتمد كذلك على الاستراتيجيات العلمانية من أجل تحقيق أهدافها، فالإسلاميون والنشطاء المتدينون يهتمون بالكثير من الأشياء نفسها ومنها: تحسين حياة المرأة، والاهتمام بالمرأة التى تلعب دورا مهما في الحياة العامة، بالإضافة إلى المرأة المعيلة.

القرن 21

مشكلات المرأة المصرية

رائدات الحركة النسائية

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "صور قديمة لمصر". فيسبوك. Retrieved 2013-05-01.
  2. ^ "الحركة النسائية المصرية..تاريخ طويل على محك أزمة!". جريدة المستقبل. 2010-05-07. Retrieved 2013-05-01.
  3. ^ "الحركات النسائية المصرية.. عصور من التحولات". جريدة المصري اليوم. 2013-04-07. Retrieved 2013-05-01.