البيان الأدبي

بيان دى ستيل، 1918

البيان الأدبي أو البيان الفني، مصطلح يربط بين المفهوم العام المتداول لكلمة بيان، بمعنى تصريح، وبين حقل الأدب، وهو يدل على تصريح برنامجي مكتوب ومعلن عن أفكار ومقاصد وأهداف أديب أو مجموعة من الأدباء أو تيار أدبي، على الصعيد الأدبي والجمالي والاجتماعي والسياسي. وقد يتخذ البيان شكل مقال أو قصيدة أو خطبة أو مقدمة لعمل أدبي إبداعي أو لدراسة تحليلية، وقد يكون موضوع نقاش في حلقة أدبية.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التأسيس

يرجع ظهور أوائل البيانات الأدبية في أوربة إلى القرن السادس عشر، مثل بيان جماعة الپلياد (الثريا) الذي وضعه الأديب الفرنسي جواكيم دي بيليه Joachim du Bellay في عام 1549 بعنوان في الدفاع عن اللغة الفرنسية وتبيان فضائلها وطالب فيه بضرورة إحلال اللغة الفرنسية مكان اللاتينية من أجل تطوير أدب فرنسي قومي يحاكي أدب قدماء اليونانيين والمعاصرين من الكتّاب الإيطاليين. وبين (1798-1800) نشرت مجلة أتنايوم الألمانية بيانات الأديبين نوڤاليس وشليگل صاغا فيها أفكار الحركة الإبداعية (الرومنسية) في مواجهة جمود وصرامة قواعد الاتباعية الجديدة (الكلاسيكية الجديدة). وكتب الشاعر الإبداعي الإنكليزي وردزورث في مقدمته للطبعة الثانية للقصائد الغنائية (1800) التي نظمها مع الشاعر كولريدج نقداً لاذعاً لأسلوب الحياة البرجوازي في المدن مفضلاً طمأنينة حياة الأرياف وسلامها ونقائها، فصارت مقدمته دستوراً للحركة الإبداعية في الأدب الإنگليزي.


الأدب الغربي

وتعد دراسة الكاتب الإيطالي إي إل موراتوري بمنزلة بيان الأكاديمية الرومية أركاديا الذي يدعو إلى العودة في إيطالية للذوق الكلاسيكي. وفي ظل انتصار الإبداعية بصورة حاسمة على بقايا الاتباعية، وفي فرنسة بين عامي 1825 و1835 ظهرت بيانات أدبية مختلفة لأدباء معروفين، مثل ألكسندر دوما ولامارتين وألفرد دي فينيي وألفرِد دي موسيه وغيرهم، تتنبأ بزمن قريب قادم يندغم فيه الشعر بالواقع. وقد وجدت هذه العملية تعبيرها البرنامجي في دراسة ستندال وراسين وشكسبير (1823-1825) ومن ثم في مقدمة ڤكتور هوگو لمسرحية «كرومويل» (1827). وقدم بلزاك في مقدمة عمله الروائي الضخم «الملهاة الإنسانية» (1848) برنامجه الأدبي الذي صار بيان [حركة الواقعية النقدية]. وقامت كتابات بِلنسكي في روسية في المرحلة نفسها بوظيفة مشابهة.

صفحة من صحيفة لو فيگارو تنشر "البيان المستقبلي" لـتوماسو مارينتي.

أما الحركة الرمزية فقد وجدت توصيفها وبرنامجها الفكري أول مرة في مقال جان موريا الرمزية (1886) إذ استخدمت كلمة بيان بالمعنى المحدد هنا ربطاً بحقل الأدب، وتبع «بيان الرمزية» في فرنسا «بيان الأرض» (1887) وهو موجه ضد إميل زولا في روايته «الأرض» و«بيان المدرسة الطبيعية» Le manifeste du Naturisme الذي صاغه الكاتب سان جورج دي بوهيلييه. وكذلك كان أمر الحركة التعبيرية التي صاغ برنامجها الكاتبان الألمانيان لودڤيگ روبينر وهانز پفِمْفِرت في مقالاتهما عام 1910. وقبل ذلك بعام واحد أصدر مارينتِّي في 22 شباط في صحيفة الفيگارو الفرنسية بيان الحركة المستقبلية. وتعد بيانات السريالية التي صاغها الأديب الفرنسي أندريه بروتون بين عامي 1924 و1942 من أشهر البيانات الأدبية في القرن العشرين من حيث محتواها وتأثيرها، إذ كانت مثلاً المحفِّز الرئيسي لدى إيميه سيزير A.Césaire وليوپولد سنغور لصياغة أفكار وتوجهات حركة الزنوجة في إفريقية وأمريكة على صعيد الأدب والفكر والفن منذ أواسط الثلاثينات. وتعد قصيدة الشاعر السوڤيتي ماياكوفسكي «أمر موجه إلى جيش الفنون» (1918) بياناً لحركة الواقعية الاشتراكية.

الأدب العربي

أما على صعيد الأدب العربي الحديث فقد أثارت بيانات الشاعر أدونيس سجالاً لافتاً في الأوساط الأدبية والفكرية العربية، وقد جمعت بياناته الخمسة ونشرت في بيروت تحت عنوان «فاتحة لنهايات القرن العشرين» (1980). إلا أن الفن المسرحي كان الميدان الأكثر إثارة للجدل بين المسرحيين والأدباء العرب منذ منتصف القرن التاسع عشر من حيث منافسة قضايا الهوية والأصالة والالتزام واللغة، بدءاً ببيان مارون النقاش (1848)، مروراً بمقالة قالبنا المسرحي لتوفيق الحكيم (1967) وإلى «بيانات الاحتفالية» للمغربي عبد الكريم برشيد و«بيانات مسرح الحكواتي اللبناني» في الثمانينات من القرن العشرين.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ نبيل الحفار. "البيان الأدبي". الموسوعة العربية. Retrieved 2011-06-29.

المراجع

  • أوستن وارين، رينيه ويليك، نظرية الأدب، ترجمة محي الدين صبحي، المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية (دمشق 1972).
  • بيير هنري سيمون، تاريخ الأدب الفرنسي في القرن العشرين، ترجمة نبيه صقر (دار عويدات، بيروت 1961).
  • محمد كامل الخطيب، نظرية المسرح (جمع وتحرير وتقديم وزارة الثقافة، دمشق 1998).

وصلات خارجية