أكرم الديري

أكرم الديري ( - 1990) عسكري وسياسي سوري. كان أحد أعضاء الوفد العسكري السوري الذي ذهب إلى القاهرة مطالباً بالوحدة الفورية في شباط 1958. تولى منصب وزير الشؤون الإجتماعية و العمل في عهد الجمهورية العربية المتحدة .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المنشأ والتعليم

ولد الديري لأسرة دمشقية معروفة ونشأ فيها وتعلم في مدارسها الابتدائية والإعدادية ونال الشهادة الثانوية منها.


العمل العسكري

ففي نهاية عام 1945 انتسب إلى الكلية العسكرية وهي الدورة التي سبقت الإستقلال حيث كان رئيس أركانها الزعيم ( العميد ) الركن عبد الله عطفة , وفي بداية عام 1948 تخرجت هذه الدورة استثنائياً بسبب نشوب حرب 1948 و تخرج فيها الديري برتبة ملازم , دخل حرب فلسطين عام 1948 حيث أبلى بلاءً حسناً ، وكان مضرب المثل في الشجاعة والإقدام مما منحه ترفيعاً استثنائياً لرتبة ملازم أول في بداية عهد حسني الزعيم , حين اغتيل العقيد عدنان المالكي عام 1955 , كان الديري قائداً للشرطة العسكرية في منطقة دمشق , و اعتبره البعض من المسؤولين عن اغتياله , إلا أنه لم يثبت شيء عن علاقته بالإغتيال , اقترحه اللواء توفيق نظام الدين رئيس الأركان العامة بدلاً من عبد الحميد السراج في رئاسة الشعبة الثانية لكن العقيد عفيف البزري فضل تعيينه مديراً ل الكلية العسكرية , و حين عُين البزري رئيساً للأركان عين الديري قائداً للجبهة الفلسطينية .

التحضير للوحدة

تم اختياره ليكون عضواً في مجلس القيادة العسكرية الأعلى للجيش و القوات المسلحة الذي تشكل في أواخر عام 1956 من 24 ضابط من قادة الجيش السوري - بالإضافة للعقيد عبد المحسن أبو النور الملحق العسكري المصري - حكموا سوريا في الظل و فرضوا أجندتهم على الحياة السياسية السورية والتي كانت في المجمل متلاقية على طول الخط مع رغبات ومشاعر جماهير الشعب السوري وهي باختصار الوحدة مع مصر عبد الناصر حيث كان الديري واحداً من بين 14 ضابط سوري سافروا إلى مصر ضمن وفد عسكري لإجراء مفاوضات الوحدة مع الرئيس جمال عبد الناصر والتي انتهت بإعلان الوحدة وقيام الجمهورية العربية المتحدة في شباط 1958.

الوفد العسكري السوري الذي جاء إلى القاهرة بالسر دون علم الحكومة السورية مطالباً بالوحدة الفورية. وقد فاوض عبد الناصر وعبد الحكيم عامر طيلة أيام 13-16 يناير ، وتكللت المهمة بالاتفاق العام على الوحدة ولإكمال المهمة وصل وزير الخارجية السوري صلاح البيطار، يوم 16 يناير للتوقيع بالحروف الأولى ميثاق الوحدة بين سوريا و مصر.
الصف الأمامي، من اليمين: المقدم بشير صادق، المقدم جادو عز الدين، اللواء عفيف البزري، جمال عبد الناصر، عبد الحكيم عامر، المقدم طعمة العودة الله، المقدم حسين حدة، المقدم ياسين فرجاني
الصف الأوسط، من اليمين: المقدم محمد النسر، المقدم جمال الصوفي، المقدم مصطفى حمدون، المقدم أحمد حنيدي، عقيد أ.ح عبد المحسن أبو النور
الصف الأعلى، من اليمين: المقدم نورالله حاج ابراهيم ،المقدم أكرم الديري، المقدم عبد الغني قنوت، المقدم أمين الحافظ، ؟؟ ، عميد أ.ح حافظ إسماعيل.

عهد الجمهورية العربية المتحدة

اتبع دورة أركان حرب في دمشق و عُين رئيساً ل الشعبة الثالثة في الجيش الأول خلفاً ل العقيد أحمد عبد الكريم الذي أصبح وزيراً تنفيذياً للشؤون البلدية و القروية في الإقليم الشمالي .

تسميته وزيراً للشؤون الإجتماعية و العمل

بعد استقالة الوزراء البعثيين عرضت عليه الشؤون الإجتماعية و العمل التي كان يشغلها عبد الغني قنوت فقبلها و سُرح من القوات المسلحة برتبة عميد ركن وباشر أعماله بالوزارة التنفيذية , لكنه أبقى صلاته القوية مع ضباط الجيش الأول من الدمشقيين و على رأسهم المقدم حيدر الكزبري , و عن طريقه علم العقيد عبد الحميد السراج بتكتل الضباط الشوام الذي قام بإنقلاب الإنفصال . كان من المعارضين لتفرد عبد الحميد السراج بالسلطة في الإقليم الشمالي , فسافر و بعض الوزراء إلى القاهرة للطلب من الرئيس جمال عبد الناصر الحد من سلطات عبد الحميد السراج فأخد الرئيس بملاحظاتهم و عين عبد الحميد السراج نائباً له , كما اشتُهر باعتراضه على قرارات التأميم في يوليو 1961، لكنه في النهاية انصاع للقرار الجماعي .

جريمة الإنفصال و ترحيله إلى مصر

يوم الإنفصال في أيلول 1961 كانت شعبة الاستخبارات العسكرية قد علمت بالتحرك الإنفصالي وأخطرت المشير عامر في استراحته فاتصل بالفريق جمال الفيصل قائد الجيش الأول وبرؤساء الشُعَب في الأركان ليتوجهوا فوراً إلى مقارهم واتصل بالوزراء العسكريين ليصلوا إلى الأركان بالترتيب وهم طعمة العودة الله، أحمد حنيدي، جادو عز الدين , أكرم الديري و جمال الصوفي . و قد أصيب الديري بشظية في قدمه بعد إطلاق المقدم حيدر الكزبري النار على الأرض نتيجة مشادة كلامية بينه و بين الديري . وبعد تفاوض المشير مع الإنفصاليين اتفقو على إنهاء الحركة شريطة تخفيف عدد الضباط المصريين إضافة إلى إجراء عدد من التنقلات في الجيش ، وطلب ترحيل كل من اللواء أنور القاضي، العقيد أحمد علوي، العقيد أحمد زكي، العقيد محمد استنبولي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية إلى القاهرة إضافة إلى طعمة العودة الله، أحمد حنيدي ، جادو عز الدين , أكرم الديري و جمال الصوفي وهم الوزراء العسكريين , وقد رحل الوزراء فعلاً في الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم نفسه واتفق الطرفان على إنهاء حالة العصيان بمجرد إتمام عملية الترحيل ولكن الإنفصاليين غدروا بالمشير و نكروا وعودهم و قاموا بترحيله مع الفريق جمال الفيصل إلى القاهرة معلنين انفصال الإقليم الشمالي عن الجمهورية العربية المتحدة .

عينه الرئيس جمال عبد الناصر رئيساً لوفد الجمهورية العربية المتحدة إلى مؤتمر شتورا عام 1962 للنظر في شكوى سوريا مما دعته تدخل مصر في شؤنها الداخلية .

توفي عام 1990.