أدب الفانتازيا

Fairy tales and legends, such as Dobrynya Nikitich's rescue of Zabava Putyatichna from the dragon Gorynych, have been an important source for fantasy.

الفانتازيا fantasy/fantasia في الأدب هي الأثر الأدبي الذي يتحرر من قيود المنطق والشكل والإخبار، ويعتمد اعتماداً كلياً على إطلاق سراح الخيال. ويطلق هذا المصطلح على جنس أدبي قصصي تقع أحداثه في عالم متخيل، يخضع لقوانين فيزيائية تختلف عن العالم الذي نعيش فيه، ويتناول شخوصاً غير واقعية وخيالية محضة وغرائبية غالباً، أو يصور عالماً يخضع لقوانين فيزيائية لم تُكتشف بعد، أو ميتافيزيقية تتناقض والحاضرَ والتجربة الواقعية، كما في أعمال الخيال العلمي science fiction والتخيل الطوباوي utopian fiction. إلا أن بعض النقاد يميزون بين الخيال العلمي والخيال الطوباوي والفانتازيا من حيث إن الفانتازيا تصور عالماً لا يمكن أن يكون، فإذا كان الخيال العلمي جنساً أدبياً يتناول ما يمكن أن يحدث في المستقبل، والخيال الطوباوي يتناول ما كان من شأنه أن يحدث لو عاد بنا التاريخ وتجنبنا أخطاءنا، فإن الفانتازيا تتناول ما لم يحدث ولن يحدث. وينسب بعض الدارسين كل ما من شأنه أن يستخدم المخيلة، حتى الخيال العالمي، إلى الفانتازيا، أو «الخيال التأملي» speculative fiction.

تتضمن الفانتازيا في مفهومها الواسع أعمالاً أدبية كثيرة تبدأ من الأساطير والملاحم القديمة والميثولوجيا وتمتد لتشمل أعمالاً حديثة. ومن النقاد مَن يرى أن الفانتازيا جنس أدبي حديث مستقل تطور في النصف الثاني من القرن العشرين وحقق انتشاراً واسعاً في الأدب والسينما، ويتقاطع وأجناساً أدبيةً أخرى، مثل الملحمة والميثولوجيا والخيال العلمي وكتابات الرعب horror fiction، لكنه مستقل عنها.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تعريف

تتلخص الصفات المميزة للفانتازيا في إدراج العناصر الخيالية داخل إطار متماسك ذاتياً (متناسق بالداخل)، حيث يظل الإلهام النابع من الأساطير والفولكلور فكرة أساسية منسقة.[1] بداخل هذا الشكل، يمكن تحديد أي مكان لعنصر الخيال: فقد يكون مُخبأ، أو قد يتسرب إلى ما قد يبدو إطاراً لعالماً حقيقياً، كما يمكن أن ترسم الشخصيات في عالم باستخدام هذه العناصر، أو قد تتواجد كاملة في إطار لعالم خيالي، حيث تكون هذه العناصر جزئاً من هذا العالم.[2]

و غالباً ما تتسم الفانتازيا الفرنسيه، بدءاً من ال قصص التي اختارها جون دابليو كامبل الابن لتُنشر في مجلة أن نون، بالمنطقية الداخلية، أي أن أحداث القصة من المستحيل أن تتحقق، إلا أنها تتبع "قوانين" السحر، ولها إطار مُنسق داخلياً.[3]


تاريخ

تعود تشعبات كثيرة للفانتازيا - من حيث إنها جنس أدبي - إلى عصر الميثولوجيا السومرية، والمصرية القديمة. ولعل أقدم الأعمال التي تدخل في عالم الفانتازيا ملحمة گلگامش التي ترجع إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وتليها الملحمة البابلية إنوما إليش أي «عندما تحلق عالياً» Enuma Elish التي تعود إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد، واكتُشفت في مدينة نينوى في العراق. أما في العصور الكلاسيكية فتأتي الميثولوجيا الإغريقية والرومانية والإتروسكية والجرمانية في إطار عالم الفانتازيا. وتزخر أعمال هوميروس بقصص وشخصيات خيالية، فقد كان الإغريق يؤمنون بعنصر الفانتازيا من دون كبير اهتمام بواقعية الأحداث ومعقوليتها، وكأنهم يدخلون هذا العالم الوهمي بإرادتهم الكاملة (suspension of disbelief)، كما يفعل مشاهدو المسرح في أثناء العرض المسرحي. ويبقى مدى انتماء الأدب الكلاسيكي كأعمال هوميروس وفرجيل ولقيانس السميساطي Lucian of Samosata (نسبة إلى سميساط على الفرات الأعلى) إلى الفانتازيا - من حيث إنها جنس أدبي بمفهومها الحديث - مثار جدل لدى النقاد، مع أن هذه الأعمال - إضافة إلى الحكايات الشرقية مثل ألف ليلة وليلة وأعمال من نوع الساگا Saga في الآداب الجرمانية - قد شكلت مصدر إلهام لكتاب الفانتازيا الحديثين.

العديد من الأعمال غير واضحة فيما يختص باعتقاد مؤلفيها في الخوارق المتضمنة فيها، كما هو الحال في الحديقة المسحورة في دكامرون.

أما في العصور الوسطى وعصر النهضة فقد ظهر عنصر الفانتازيا في أسطورة موت الملك آرثر Morte D’Arthur عام 1471 لتوماس مالوري Thomas Malory، وحكايات الفولكلور الشعبي، وحكايات الجن. وتعد رسالة الغفران للمعري و الكوميديا الإلهية لدانتي 1321 من الأعمال الأولى التي دخلت عالم الفانتازيا، وكانت من أهم مصادر الإلهام للكتَّاب لاحقاً. فقد استلهم سبنسر Spenser ملكة الجن The Faerie Queene، وأبدع شكسبير في مسرحيتيه حلم ليلة منتصف الصيف والعاصفة عالماً متخيلاً من الجن والسحر يتداخل وعالم البشر على نحوٍ لم يسبق له مثيل.

ساحر أوز العظيم

تعد روايات سيرانو دي برجراك Cyrano de Bergerac ما بين 1619-1655 «التاريخ المضحك لدول وامبراطوريات القمر» Histoire comique des États et empires de la Lune عام 1657 و«دول امبراطوريات الشمس» États Empires du Soleil عام 1962 الطوباوية، ورحلات گوليفر Gulliver’s Travels عام 1726 التي استخدم فيها سويفت Swift الفانتازيا بهدف الهجاء والنقد الاجتماعي، ومؤلفات رابليه Rabelais في هذا المجال، من أوائل نماذج الفانتازيا الكوميدية والهجائية بصيغتها ومفهومها الحديثين، وكان لها كبير الأثر في الجنس الأدبي الذي أصبح يسمى فانتازيا. وينطبق الأمر نفسه على ما تلا من أعمال، مثل فانتازيا أليس في بلاد العجائبAlice in Wonderland عام 1865 للكاتب لويس كارول Lewis Carroll، ومؤلفات جون كندريك بانگز John Kendrick Bangs، في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، التي صور فيها عالم الأموات والجنة والنار مستوحياً ممن سبقه من الكتَّاب الذين تناولوا هذه العوالم مثل دانتي، وأصبح مدرسة أدبية وسميت باسمه أي الفانتازيا البانگزية، وفانتازيا دراكولا Dracula عام 1897 للكاتب برام ستوكر Bram Stoker التي قُدمت مـراراً في السينما، إضافة إلى ساحر أوز العظيم The Wonderful Wizard of Oz عـام 1900 للكاتب لايمان باوم L.F.Baum، والروايات الفانتازية غير الطوباوية dystopian التي تنتقد المجتمع تحت غطاء عوالم متخيلة مثل 1984 لجورج اورويل G.Orwell، وعالم طريف جديد Brave New World لألدوس هكسلي Aldous Huxley عام 1932 .

التطور

بدأت الفانتازيا تتطور جنساً أدبياً مستقلاً له أهميته في النصف الثاني من القرن العشرين، إذ لم يعد الكتاب يدخلون عالم الفانتازيا بحذر ويمزجونه مع عوالم واقعية بهدف الإبقاء على شيء من منطقية الأحداث، إنما بدؤوا يتبعون خطا الكاتب وليم موريس William Morris ما بين 1832-1896 الذي أبدع في أعماله عوالم متخيلة بحتة من دون أي أثر للعالم الواقعي. وأصبح الهدف من الفانتازيا التحرر من ضوابط كل ما هو مألوف وممكن ومعقول. ولعل تولكين J.R.R.Tolkien من أهم الكتَّاب الذين كان لهم دور فعّال في تطور هذا الجنس الأدبي بثلاثيته سيد الخواتم The Lord of the Rings ما بين (1954- 1955)، التي أُخرجت للسينما وجذبت ملايين القراء والمشاهدين في العالم، إذ صوَّرت عالماً متخيلاً ساحراً مقتبساً من الحكايات الشعبية والأساطير الجرمانية يزخر بالجن والعفاريت والمخلوقات الغريبة ابتدعها تولكين ولكن بقالب منسجم وبنية متماسكة يصبح فيها عنصر الفانتازيا الجوهر والأساس وليس الاستثناء. وأسهم كلايف لويس C.S.Lewis المنتمي إلى ذات الحلقة التي انتمى إليها تولكين في المجال ذاته.

لص بغداد

الانواع والانتشار

تشعبت الفانتازيا في أواخر القرن العشرين إلى فروع كثيرة أصبح من الصعب معها تحديد انتمائها ومصدرها، ولم تعد الأعمال التي تستخدم عنصر المخيلة تصنف في مجموعة واحدة، وتداخلت مع عالم الفن والإنتاج السينمائي. وظهرت تسميات جديدة مثل، الفانتازيا الكوميدية، والتاريخية، والسوداء، والرومنسية، وفانتازيا الأرض الفانية dying earth fantasy، والأسطورية mythic fantasy، والمعاصرة الموجهة لليافعين، مثل قصص هاري بوتر Harry Potter للكاتبة جو آن رولنگ Joanne K.Rowling.


الفنتازيا في الأدب العربي

تسمى أيضا أدب الخيال ويعرف بأنه فن يقوم بالأساس على الخيال الواسع والأساطير والخرافات ذات الشعبية الواسعة لدى الجمهور، والتي تتمتع بجاذبية قوية بسبب قدرتها على أخذ المشاهدين في رحلة جميلة في فضاء الخيال ، والأساطير التي طالما سمع بها على مدار التاريخ ، ويتميز هذا النوع من الفن بقدرته على التشويق والإثارة القائمين على الغموض ، ويعتبر "أبو عُمر مصطفى" من أبرز رواد هذا النوع من الأدب في العالم العربي.


الفانتازيا في الاعلام

ولعل الشعبية الكبيرة التي تتمتع بها الفانتازيا اليوم تعود إلى ملاءمتها للإنتاج السينمائي المليء بإمكانات تقانية مذهلة للبصر ومؤثرات خاصة لا حدود لها. ومع انعدام الحدود بينها وبين الخيال العلمي يتداخل الجنسان، فلا يمكن القول إن روايات جول فيرن Jules Verne وهربرت جورج ويلز H.G.Wells وأورويل وهكسلي وآرثر كلارك A.C.Clarke وإسحق أصيموڤ I.Asimov وراي برادبري R.Bradbury تنتمي إلى هذا الجنس دون ذاك، فهي تضم مكوناتهما. وبسبب تنامي الحاجة إلى الهروب من الواقع المؤلم Escapism في القرن العشرين، الذي شهد أكبر الحروب المدمرة والتغيرات الحاسمة في تاريخ البشرية، وما يزال العالم يشهد حتى الوقت الحاضر الحرب والفقر والمجاعة والمرض، وبسبب الحاجة إلى السيطرة على تلك الحشود الهائلة من البشر عن طريق وسائل الإعلام، كما هي الحال في المجتمعات الكليانية في «1984» لأورويل، فقد ظهرت بداية المسلسلات القلمية Comic strips في الصحافة اليومية وشخصيات مثل الرجل الطائر أو سوبرمان Superman و الرجل الوطواط Batman وفلاش گوردون Flash Gordon، وأفلام والت ديزني للرسوم المتحركة مثل «فانتازيا» Fantasia عام (1940)، وفيلم فريتز لانگ F.Lang متروبوليس Metropolis عام 1927 ، و لص بغداد The Thief of Baghdad عام 1940 ، و الكوكب المحرمForbidden Planet عام 1956 المأخوذ عن «العاصفة» لشكسبير، و السفر إلى النجوم Star Trek، و حرب النجوم Star War، إضافة إلى أحـدث ما أُنتج في هـذا اللون «دليل المسافر المتطفل للمجرة» The Hitchhiker’s Guide to the Galaxy و مدينة الخطيئة Sin City عام 2005 . وتستمر هذه النزعة على نحو أوسع وأكفأ بفضل تقانة المعلومات IT ؛ وتوظف سياسياً لتحويل أنظار العالم وللتعمية عما يحدث في الواقع.


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ جون غرانت وجون كلوت، وموسوعة من الخيال، "خيال"، ص 338 ردمك 0-312-19869-8
  2. ^ جين انجتون، "مكان ضعيف في القماش" p163 - 180، الخرافات على الخيال، أد. روبرت ه. بوير وكينيث جيه زاهورسكي، ردمك 0 - 380 - 86553 - العاشر
  3. ^ ديانا سائق العربة، وتلال من بعيد : دليل للخيال، ص 10، 0 - 689 - 10846 - العاشر

وصلات خارجية

شعار قاموس المعرفة.png