أخبار:اسرائيل قصفت جنوب لبنان بقنابل فوسفور أمريكية الصنع

قصف اسرائيلي بالفسفور الأبيض على جنوب لبنان
قصف اسرائيلي بالفسفور الأبيض على الضهيرة، جنوب لبنان، في 16 أكتوبر. تصوير: حسين ملا، أسوشيتد پرس.
بقايا قذيفة دخان فسفور أبيض، أمريكية الصنع، عـُثر عليها في الضهيرة، لبنان. تصوير وليام كريستو للواشنطن بوست، 16 أكتوبر 2023.

في 11 ديسمبر 2023 أفادت صحيفة واشنطن بوست، أن تحليلاً لشظايا القذائف التي عثر عليها في قرية الضهيرة بجنوب لبنان، أن الجيش الإسرائيلي استخدم قذائف الفوسفور الأبيض أمريكية الصنع في هجوم وحشي على جنوب لبنان في أكتوبر 2023. إذ عثر صحفي في صحيفة واشنطن پوست على بقايا ثلاث قذائف مدفعية عيار 155 ملم بالقرب من الحدود، وتشير رموز الإنتاج الموجودة على القذائف إلى أنها صنعت في مستودعات الذخيرة في لويزيانا وأركنسا في عامي 1989 و1992. وقال السكان للصحفي إن القذائف المعنية "أحرقت أربعة منازل على الأقل". وأصيب تسعة أشخاص في الهجوم الذي وقع في 16 أكتوبر، بما في ذلك ثلاثة نُقلوا إلى المستشفى.

وتظهر الصور ومقاطع الڤيديو التي تحققت منها منظمة العفو الدولية سقوط الفسفور الأبيض على الضهيرة في 16 أكتوبر. وقال السكان المحليون: "واصلت القوات الإسرائيلية قصف البلدة بذخائر الفسفور الأبيض لساعات"، مما أدى إلى محاصرة السكان في منازلهم حتى الساعة 7:00 صباح اليوم التالي، وأوضحوا أنهم يشيرون الآن إلى ذلك المساء باسم "الليلة السوداء".[1]

يسار: أحد شظيتين من قذائف دخان الفسفور الأبيض التي عُثر عليها في الضهيرة. كود لوت الإنتاج يبدأ بـ “PB-92,” التي تشير إلى أن الإنتاج كان في پاين بلف، أركنسا، في 1992. يمين: شظية ثالثة عُثر عليها في الضهيرة مطبوع عليها “THS-89”، والتي تشير إلى أن الإنتاج كان في 1989 من قِبل ثيوكول للجوفضاء في مصنع بلويزيانا. (وليام كريستو لحساب الواشنطن پوست)


استخدمت إسرائيل الفسفور الأبيض في جنوب لبنان أكثر من 60 مرة منذ بدء الحرب الإسرائيلية الفلسطينية 2023. وكانت منظمة العفو الدولية قالت في 31 أكتوبر 2023: "أطلق الجيش الإسرائيلي قذائف مدفعية تحتوي على الفسفور الأبيض، وهو سلاح حارق، في عمليات عسكرية على طول الحدود الجنوبية للبنان في الفترة ما بين 10 و16 أكتوبر 2023". وأضافت أنه يجب التحقيق فوراً في هجوم 16 أكتوبر باعتباره جريمة حرب.

فيما تزعم إسرائيل أن استخدامها للذخائر المحظورة يتماشى مع القانون الدولي، نظرا لأنها استخدمتها لخلق "ستائر دخان" وليس للاستهداف، وفقاً لبيان للجيش. ومع ذلك، فإن هجوم الفسفور الأبيض الذي وقع في 16 أكتوبر وقع ليلاً، وعندها "لم يكن للدخان فائدة عملياتية تذكر، في حين لم تكن هناك قوات إسرائيلية على الجانب اللبناني من الحدود لتخفي ستائر من الدخان". وأضاف أن "السكان توقعوا أن الفسفور كان يهدف إلى تهجيرهم من القرية وتمهيد الطريق أمام نشاط عسكري إسرائيلي مستقبلي في المنطقة".

ومؤخراً زادت وتيرة الضربات المتبادلة على الحدود اللبنانية، وصعد حزب الله هجماته على المواقع العسكرية الإسرائيلية ووسع نطاق أهدافه ردا على الغارات الجوية المكثفة والعنيفة على قرى جنوب لبنان وردا على المذابح الإسرائيلية في قطاع غزة. يما أدت الغارات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين.[2]

استخدام إسرائيل القنابل الفسفورية

فيديو للجزيرة يظهر انفجارات جوية من القصف الإسرائيلي واحتراق الذخائر الصغيرة M825A1 WP في شوارع غزة. 11 يناير 2009

استخدمت إسرائيل ذخائر الفسفور الأبيض من قبل في الحروب السابقة على لبنان، على سبيل المثال في الاجتياح الإسرائيلي للبنان 1982، التي استخدمت إسرائيل فيها أيضاً قنابل فراغية، وفي حرب 2006، حيث استخدمت ذخائر الفسفور الأبيض فضلاً عن القنابل العنقودية، التي لا زالت آثارها باقية حتى الآن.

أما في غزة فقد استخدم الجيش الإسرائيلي ذخائر الفسفور الأبيض في عدد من حروبه على غزة، منها حرب غزة 2008-2009، و2014، وأخرها 2023.

ما هو الفسفور الأبيض؟

صورة لاستخدام ذخائر الفسفور الأبيض في غزة 2023.

الفسفور الأبيض هي مادة كيماوية تشتعل وتحترق لدى اتصالها بالأكسجين، وتولد دخاناً أبيض كثيفاً يدوم لسبع دقائق، وله رائحة مميزة تشبه رائحة الثوم. يستخدم العسكريون ذخائر الفسفور الأبيض بالأساس بصفته "مادة تمويه" لتغطية التحركات الخاصة بالعمليات البرية، من قوات ومدرعات ومركبات. ويمكن أيضاً استخدامه كسلاح حارق لإحراق أو "إخراج العدو بالنار" من مكمنه، أو لإشعال النار في الأهداف العسكرية. ويمكن استخدام الفسفور الأبيض في قذائف المدفعية أو القنابل أو الصواريخ أو القنابل اليدوية. [3]

الفسفور الأبيض ليس محظوراً بموجب معاهدة دولية، مثل غاز الخردل أو الألغام المضادة للأفراد. ولا يُعتبر سلاحاً كيماوياً، لكنه من الذخائر المحرقة، إذ أنه يتسبب في اشتعال الحرائق.

حين يتم استخدامه بحيث يشتعل في الجو، يمكن أن تسقط 116 شظية مغلفة بالفسفور من القذيفة المدفعية 155 ملم العادية، وتنتشر الشظايا المذكورة على مساحة تصل إلى 250 متراً (قطر الدائرة). وإجمالاً فإن القذيفة المتفجرة جواً تُطلق ما هو مجموعه 12.74 رطلاً (5.7 كيلوجرام) من الفسفور الأبيض المحترق. حين يلامس الفسفور الأبيض الأشخاص أو الأشياء، فهو يؤدي إلى حروق كثيفة ودائمة الأثر، ويبعث بحرارة مرتفعة ويمتص السوائل. وهو قابل للذوبان في المواد العضوية والدهون لكن ليس في الماء، التي تعادل أثره بأن تقطع عنه إمداد الأكسجين.

وبالإضافة إلى التسبب في حروق جسيمة، فإن الفسفور الأبيض يمكنه أيضاً اختراق الأجساد وإصابة الأعضاء الداخلية بالتسمم. وطبقاً لتقرير تم تحضيره أثناء القتال الأخير من قبل مكتب المسؤول الطبي بالجيش الإسرائيلي فإن "من نتائج الفسفور الأبيض طويلة الأمد الفشل الكلوي والإصابة في الكلى". وانتهى التقرير إلى أن "الجرح الذي تتسبب فيه متفجرات تحوي الفسفور مدمر للغاية للأنسجة العضوية".

وصدر تقرير من وزارة الصحة الإسرائيلية وهو بدوره يجري تقييماً مروعاً للمخاطر الطبية للفسفور الأبيض. والتقرير بعنوان "التعرض للفسفور الأبيض" ورد فيه أن "الفسفور الأبيض قد يسبب إصابات جسيمة والوفاة حين يلامس الجلد، أو لدى استنشاقه أو ابتلاعه". وورد أيضاً: "بسبب كونه قابل للذوبان للغاية في الدهون، فسرعان ما يخترق الجلد من السطح أو من الشظية المغروسة في الجلد. وأغلب الدمار اللاحق بالأنسجة سببه الحرارة المصاحبة لاستمرار تأكسد الفسفور ومن تأكسد حمض الفسفوريك" كما ورد في التقرير أن "التسمم النظامي" يمكن أن يؤدي إلى:

Cquote2.png بالإضافة إلى الآثار المحرقة "المألوفة"، فإن الفسفور الأبيض سام، وله آثار خطيرة تكثف من أثر الإصابات. والكثير من الدراسات المعملية أظهرت أن الحروق التي تغطي نسبة قليلة من الجسد، نحو 12 إلى 15% من الجسم، في حيوانات التجارب وأقل من 10% في البشر، يمكن أن تكون قاتلة بسبب آثارها على الكبد والقلب والكليتين. وبالإضافة إلى وجود آثار أخرى منها النقص الحاد في الكالسيوم والتأخر في التئام الجروح والحروق. Cquote1.png

انظر أيضاً

مرئيات

إسرائيل تقصف جنوب لبنان بقنابل الفسفور الأبيض، أكتوبر 2023.

المصادر

  1. ^ William Christou, Alex Horton and Meg Kelly (2023-12-11). "Israel used U.S.-supplied white phosphorus in Lebanon attack". الواشنطن پوست.
  2. ^ "US-made munitions used in illegal white phosphorous attack on Lebanon". the cradle.
  3. ^ "أمطار الفسفور الأبيض". هيومان رايتس واتش. 2009-03-25. Retrieved 2023-12-11.