أبو عبد الله محمد الشيخ المهدي السعدي

- محمد الشيخ -
سلطان المغرب Flag of Morocco 1258 1659.svg
Flag of Morocco 1258 1659.svg
العهد1540 - 1557
تتويج1554
سبقهأحمد الأعرج
عبد الله الغالب
المدفن
الأنجالعبد الله (سلطان 1557-1574)
عبد المؤمن
عبد الملك (سلطان 1576-1578)
أحمد (سلطان 1578-1603)
الأسرة المالكةالدولة السعدية
الديانةالإسلام

محمد الشيخ بن محمد القائم بأمر الله بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن مخلوف بن زيدان سلطان الدولة السعدية حكم ما بين سنتي 1540 و1557 وفي عهده قضى على الوطاسيين بالمغرب سنة 1554 قام بعدها بتوطيد دعائم ملكه وامن البلاد واستولى على تلمسان

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نسبه ونشأته

نسبه

محمد الشيخ بن محمد القائم بأمر الله بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن مخلوف بن زيدان بن أحمد بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل بن القاسم بن محمد النفس الزكية بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم.[1]

لقب أبو عبد الله محمد الشيخ بالمهدي، وعني بالعلم في صغره وتعلق بأهدابه فأخذ عن جماعة من الشيوخ وبلغ فيه درجة الرسوخ حتى كان يخالف القضاة في الأحكام ويرد عليهم فتاويهم، كما كان أديبا وحافظا وكان يحفظ ديوان المتنبي عن ظهر قلب.

فترة حكمه

كان العاصمة الأولى في عهد محمد الشيخ في مدينة تارودانت‎ بجنوب المغرب، وتظهر في الصورة أسوار المدينة التي قام ببنائها. بعدها انتقلت العاصمة إلى مراكش بعد غزوها عام 1524.

كان يشغل الوزارة في عهد أخيه السلطان أحمد الأعرج، فاختلفا في الأمر فقام بالانقلاب على السلطان وانفرد بالسلطة سنة 1540. من بين وزرائه الرئيس أبو الحسن علي بن أبي بكر آصناك الحاحي وموسى بن أبي جمدي العمري، ومن قضاته بفاس أبو الحسن علي بن أحمد الخصاصي وبمراكش أبوالحسن علي بن أبي بكر السكتاني. ومن أولاده محمد المعروف بالحران الذي قتل في تلمسان وعبد الله الغالب وعبد الملك وأحمد المنصور وهؤلاء الثلاثة ولوا الأمر بعد أبيهم، وله ابن تولى الوزارة وهو أبو محمد عبد القادر الذي توفي في حياة أبيه.[2]

وامتاز عهد محمد الشيخ بسياسة عدوانية تجاه بعض الفقهاء ورؤساء الزوايا، حيث فتك بالكثير منهم ، كما هو حال عبد الواحد الونشريسي الذي اغتاله سنة 955هـ، وأخلى زاوية سيدي عبد الله الكوش بمراكش وأبعدها إلى فاس، وقتل عبد الوهاب الزقاق لاتهامه بالميل إلى أبي حسون المريني سنة 961هـ، كما قتل الفقيه أبو علي حرزوز المكناسي بتهمة تحذير الناس من الانقياد إلى حكمه، إضافة إلى سن سياسية ضريبية ثقيلة على الناس، أهمها ضريبة النائبة وفرضه المغارم والمطالب. وعلى الرغم من ذلك قام محمد الشيخ بأعمال عمرانية مهمة كبناء مرسى أكادير، وتحصين مدينة تارودانت وإنشاء العديد من المساجد خاصة في سوس.[3]

هزمه للوطاسيين

رغم مساندة الدولة العثمانية للوطاسيين في حربهم ضد السعديين تمكن محمد الشيخ من الاستيلاء على مدينة فاس عام 956 هـ وقبض على بني وطاس، وأسر السلطان أبو العباس بينما فر أبو حسون واستنجد بالأتراك.[4]

قام السلطان محمد الشيخ بحشد 30,000 رجل، بقيادة ابنه محمد الحران، وقام بغزو مدينة تلمسان سنة 1551،[4] واصلت الجيوش المغربية تقدمها إلى قلعة العثمانيين مستغانم المحصنة، لكنهم فشلوا في الاستيلاء على المدينة.[4] بهذه المناسبة، قام أمير "بانو"، والذي كان يحارب العثمانيين لمدة 30 سنة، بالوقوف معهم ضد السعديين وقام بتزويدهم بالكتائب.[4] نجح العثمانيون في صد الهجوم السعدي بقوة مؤلفة من الكتائب القبلية والإنكشارية العثمانية بقيادة حسن كوسرو.[4]

العلاقة مع الأندلسيين

لم تكن علاقة الأندلسيين بالدولة السعدية جيدةً، رغم أن انتصارات محمد الشيخ ضد البرتغاليين كان لها حسن الأثر لدى الأندلسيين، الذين أيدوه تأييدًا كاملاً، كرجل الجهاد المدافع عن المغرب، والمنقذ للأندلس. وحاول «محمد الشيخ» التحالف مع العثمانيين، لإنقاذ الأندلسيين، لكن خوفه منهم أوقفه عن ذلك.[5]

العلاقة مع العثمانيين

بعد سقوط مملكة بنو زيان في يد العثمانيين وحصول مجزرة في صفوفهم، قام محمد الشيخ السعدي باحتلال تلمسان بعد أن تحالف مع القائد منصور بن أبي غنام، وزير آخر ملوك أولاد بوزيان، ووضع بن أبي غنام على رأسها.

قال الناصري في الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى إن أبا عبد الله الشيخ السعدي:

«كان يطلق لسانه في السلطان سليمان العثماني ويسميه بسلطان الحواتة يعني لأن الترك كانوا أصحاب أساطيل وسفر في البحر، فأنهى ذلك إلى السلطان سليمان فبعث إليه رسله.»

لما علم السلطان العثماني سليمان القانوني بخبر انقراض الدولة الوطاسية على يد عبد الله الشيخ كتب إليه رسالة يهنئه فيها بالوصول إلى السلطة، غير أنه طلب منه في نفس المراسلة أن يدعو باسم السلطان العثماني على منابر المغرب على غرار ما كان يفعله الوطاسيون.

واستمر العثمانيين إتباع سياسة الاحتواء اتجاه السلاطين السعديين الأوائل، ففي سفارة عثمانية إلى محمد الشيخ اقترح عليه المساعدة لمحاربة المسيحيين مقابل الخطبة باسم السلطان العثماني،[6]

«قرأ السلطان أبو عبد الله الشيخ كتاب السلطان سليمان ووجد فيه أنه يدعو له على منابر المغرب ويكتب اسمه على سكته كما كان بنو وطاس. حمى أنفه وأبرق وأرعد وأحضر الرسول وأزعجه فطلب منه الجواب، فقال: لا جواب لك عندي حتى أكون بمصر إن شاء الله وحينئذ أكتب لسلطان القوارب فخرج الرسول من عنده مذعورا يلتفت وراءه إلى أن وصل إلى سلطانه، ...[7]»

.

اغتياله

لم يستسغ السلطان العثماني هذا الرد والجواب، فقرر أن يتم اغتيال السلطان السعدي، فكلفوا جماعة من الأتراك للقيام بهذه المهمة.

وورد في الاستقصا أن:

«هؤلاء الأتراك خرجوا من الجزائر إلى مراكش مظهرين أنهم فروا من سلطانهم ورغبوا في خدمة الشيخ والاستيجار به، ثم إن صالحا الكاهية دخل على السلطان أبي عبد الله الشيخ وقال: يا مولاي إن جماعة من أعيان جند الجزائر سمعوا بمقامنا عندك ومنزلتنا منك فرغبوا في جوارك والتشرف بخدمتك وليس فوقهم من جند الجزائر أحد وهم إن شاء الله السبب في تملكها فأمره إدخالهم عليه ولما مثلوا بين يديه رأى وجوها حسانا وأجساما عظاما فأكبرهم، ثم ترجع له صالح كلامهم فأفرغه في قالب المحبة والنصح والاجتهاد في الطاعة والخدمة حتى خيل إلى الشيخ أنه قد حصل على ملك الجزائر فأمره بإكرامهم وأن يعطيهم الخيل والسلاح.[8]»

ولما اطمأن السلطان لهم، استغلوا فرصة قيامه بإحدى الحركات إلى الجنوب المغربي فقاموا بقتله. قال الناصري:

««واستمر الحال إلى أن أمكنتهم فيه الفرصة وهو في بعض حركاته بجبل درن بموضع يقال له آكلكال بظاهر تارودانت فولجوا عليه خباءه ليلا على حين غفلة من العسس فضربوا عنقه بشاقور ضربة أبانوا بها رأسه واحتملوه في مخلاة ملؤوها نخالة وملحا وخاضوا به أحشاء الظلماء وسلكوا طريق درعة وسجلماسة كأنهم أرسال تلمسان لئلا يفطن بهم أحد من أهل تلك البلاد، ثم أدركوا ببعض الطريق فقاتلت طائفة منهم حتى قتلوا ونجا الباقون بالرأس وقتل مع الشيخ في تلك الليلة الفقيه مفتي مراكش أبو الحسن علي بن أبي بكر السكتاني والكاتب أبو عمران الوجاني»»

.

لما وصل رأس محمد الشيخ إلى سليمان، أمر بجعله في شبكة نحاس وتعليقه على باب القلعة بالقسطنطينية، وظل هناك إلى أن قدم ابناه عبد الملك المعتصم وأحمد المنصور على السلطان سليم الثاني يطلبان مساندتهما في مواجهة البرتغاليين والملك المخلوع المتوكل.

المصادر

  1. ^ الناصري (ed.). {{cite book}}: Cite has empty unknown parameters: |لغة=, |تاريخ=, |عمل=, and |مؤلف2= (help); Missing or empty |title= (help); Unknown parameter |الأول= ignored (help); Unknown parameter |عنوان= ignored (help); Unknown parameter |مؤلف1= ignored (help); Unknown parameter |مكان= ignored (help); Unknown parameter |ناشر= ignored (help)
  2. ^ الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، أبو العباس أحمد بن خالد بن محمد الناصري، تحقيق جعفر الناصري/ محمد الناصري، دار الكتاب، سنة النشر 1418هـ/ 1997م، الدار البيضاء، (5/37)
  3. ^ عصر السكتاني الظروف السياسية لعصر عيسى السكتاني علم وعمران، تاريخ الولوج 4 يونيو 2014
  4. ^ أ ب ت ث ج A history of the Maghrib in the Islamic period by Jamil M. Abun-Nasr p.155ff
  5. ^ هل خضع المغرب لنفوذ الإمبراطورية العثمانية ؟ منصف يوسف، جريدة المساء المغربية
  6. ^ بنحادة. م.س.ص111.
  7. ^ الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، أبو العباس أحمد بن خالد بن محمد الناصري، تحقيق جعفر الناصري/ محمد الناصري، دار الكتاب، سنة النشر 1418هـ/ 1997م، الدار البيضاء، (5/32)
  8. ^ الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، أبو العباس أحمد بن خالد بن محمد الناصري، تحقيق جعفر الناصري/ محمد الناصري، دار الكتاب، سنة النشر 1418هـ/ 1997م، الدار البيضاء، 5/33
سبقه
أبو العباس أحمد الأعرج بن المهدي
الأسرة السعدية
1544–57
تبعه
أبو محمد عبد الله الغالب بن محمد