أبو زيان محمد الثاني المريني

Muhammad II ibn Faris
Marinid Sultan
(1st reign)
العهد1358
سبقهAbu Inan Faris
تبعهAbu Bakr ibn Faris
Marinid Sultan
(2nd reign)
العهد1362 – 1366
سبقهTachufin ibn Ali
تبعهAbu Faris Abdul Aziz I
وُلِد1338
توفي1366
Fez
DynastyMarinid
الديانةIslam

أبو زيان محمد بن فارس (1338 - 1368) كان سلطاناً مرينياً في 1358، ثم مرة أخرى من 1362 إلى 1366.[1]

بيعة السلطان أبي زيان محمد

تبيّن للوزير عمر بن عبد الله، بعد تجربة قصيرة، خطأ اختياره للسلطان تاشفين بن علي، لما اتصف به من ضعف العقل وقلة الأهلية لتدبير شؤون الدولة، فأدرك أن استمرار الحكم على هذا النحو يهدد باضطراب الملك وضياع نفوذه. وعلى ذلك عدل عن رأيه، وسارع إلى استقدام الأمير أبي زيان محمد بن أبي عبد الرحمن يعقوب، نجل السلطان أبي الحسن، فعزل عمه تاشفين بن علي، وبويع أبو زيان محمد سلطانًا يوم الإثنين الحادي والعشرين من صفر سنة 763هـ.

وقد وصف ابن الخطيب لحظة دخوله السلطان الجديد إلى داره في كتابه *الإحاطة*، فقال: «كان دخوله داره مغرب ليلة الجمعة بطالع الثامن من السرطان، وبه السعد الأعظم، كوكب المشتري من السيارة السبعة»، في إشارة إلى التفاؤل الفلكي الذي رافق توليه الحكم. ولما استقرت له البيعة، بعث إليه ابن الخطيب من سلا قصيدة تهنئة، جاء فيها:

يا ابنَ الخلائفِ يا سَميَّ محمد\يا من علاه ليس يحصر حاصر
أبشرْ فأنت مجدِّدُ الملكِ الذي\لولاك أصبح وهو رسمٌ دائر
من ذا يعاندُ منك وارثَه الذي\بسعودِه فلكُ المشيئةِ دائر
ألقت إليك يدُ الخلافةِ أمرَها\إذ كنتَ أنت لها الوليَّ الناصر

استبداد عمر بن عبد الله بأمر الدولة

ما إن استقرت البيعة للسلطان أبي زيان محمد حتى شرع الوزير عمر بن عبد الله في إحكام قبضته على مقاليد الحكم، طلبًا للنفوذ والمال وتكريسًا لسلطته الشخصية. فبدأ بتولية خاصته وأتباعه في المناصب الحساسة، وضمان ولاء العناصر العسكرية والإدارية المؤثرة، حتى آل الأمر إلى استبداده الكامل بتدبير شؤون الدولة. وفي ظل هذا الوضع، أصبح السلطان أبو زيان محمد معزولًا عن ممارسة سلطانه الفعلي، مقيمًا في قصره، محجوب الإرادة، لا يملك من أمر الحكم إلا الاسم، بينما انفرد الوزير بإدارة الدولة وتسيير شؤونها.

صراع عمر بن عبد الله لتأمين سلطته

شهدت هذه المرحلة اضطرابات متلاحقة داخل الدولة المرينية، كان محركها الأساسي صراع القوى داخل البيت المريني نفسه. فقد كان من مشيخة بني مرين يحيى بن رحو، الذي لم يزل يحرض الأمير عبد الحليم بن أبي علي على التوجه نحو فاس والمطالبة بالعرش. وأمام هذا التهديد، خرج الوزير عمر بن عبد الله من فاس على رأس جيش لملاقاة الأمير عبد الحليم في سجلماسة، فالتقى الجمعان في موضع تاغزوطت. غير أن وجوه العرب تدخلوا للصلح، فتم الاتفاق على أن يبقى لعبد الحليم حكم سجلماسة، مقابل كفّه عن منازعة السلطان المركزي.

وفي سبيل ترسيخ نفوذه، أقدم عمر بن عبد الله على تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ، ضمانًا لاستمرار سلطته؛ فاستقل عامر بن محمد الهنتاني بالجهة الغربية من مراكش وبجبال المصامدة، ونُصّب أبو الفضل بن السلطان أبي سالم إبراهيم سلطانًا صوريًا، مع استيزارٍ شكلي له. وفي خضم هذه الاضطرابات، اندلع صراع داخلي في سجلماسة بين الأمير عبد الحليم وأخيه عبد المؤمن، انتهى بتغلب عبد المؤمن وتوليه الإمارة، بينما فر عبد الحليم إلى مالي، ومنها سلك طريقه إلى الحج.

ولم تمضِ مدة طويلة حتى وجّه عرب الأحلاف دعوة إلى الوزير عمر بن عبد الله للاستيلاء على سجلماسة، فأرسل جيشًا بقيادة مسعود بن ماسي، فدخلها واستولى عليها، في حين فر عبد المؤمن إلى مراكش حيث أُلقي القبض عليه. وهكذا أصبحت الدولة المرينية موزعة النفوذ بين الوزراء، إذ صار لكل وزير أمير من أمراء بني مرين يعدّه أداة للانقلاب على غيره عند الحاجة. ونشبت إثر ذلك صراعات بين عمر بن عبد الله من جهة، ومسعود بن ماسي وسلطانه عبد الرحمن بن علي من جهة أخرى، انتهت بتغلب عمر بن عبد الله ورحيل خصومه إلى الأندلس، بينما ظل عامر بن محمد الهنتاني متحكمًا في الجهات الغربية من مراكش.

مقتل السلطان أبي زيان

يورد المؤرخ الناصري في *الاستقصا* خبر مقتل السلطان أبي زيان محمد، فيقول: «لما طال استبداد الوزير عمر بن عبد الله على السلطان أبي زيان، وحجره عليه، حتى وضع الرقباء والعيون عليه، ومنع عنه حتى حرمه وأهل قصره، عزم السلطان على الفتك بالوزير، وتناجى بذلك مع بعض ندمائه، وأعد له طائفة من العبيد المختصين به. غير أن ذلك بلغ الوزير عن طريق بعض الحرم، كانت عينًا له على السلطان، فبادره قبل أن يتمكن من تنفيذ قصده».

ويضيف الناصري أن عمر بن عبد الله بلغ من استبداده أن كان الحجاب مرفوعًا له عن خلوات السلطان وحرمه، فدخل عليه في وسط حشمه، فأمر بإخراجهم، ثم خنقه حتى فاضت روحه، وأمر بطرح جثته في بئر بروض الغزلان. ثم استدعى الخاصة، وأراهم مكانه، وادعى أنه سقط عن دابته وهو سكران. وكان ذلك في محرم فاتح سنة ثمانٍ وستين وسبعمائة، على ما ذكره ابن خلدون. أما صاحب *الجذوة*، فذكر أن وفاة السلطان كانت يوم الأحد الثاني والعشرين من ذي الحجة سنة سبع وستين وسبعمائة، وكان عمره ثمانٍ وعشرين سنة، ودُفن بجامع قصره، وكانت مدة حكمه أربع سنين وعشرة أشهر ويومًا واحدًا. والله أعلم.

انظر أيضا

المراجع

الهامش

  1. ^ Bosworth 1996, p. 41.

المصادر

  • Abun-Nasr, Jamil M. (1987-08-20). A History of the Maghrib in the Islamic Period. Cambridge University Press. p. 113. ISBN 978-0-521-33767-0. Retrieved 2013-05-13.
  • Bosworth, Clifford E. (1996). The New Islamic dynasties. Edinburgh University Press. ISBN 978-0-231-10714-3. Retrieved 2013-05-14.

قالب:Marinid dynasty topics