حصار جدة (1517)

حصار جدة
جزء من الحرب البحرية الپرتغالية المملوكية،
المواجهات العثمانية الپرتغالية
Portuguese attack on Jiddah 1517.jpg
التاريخ12 أبريل 1517
الموقع
النتيجة

الانتصار المملوكي العثماني

  • انتهاء تواجد الأساطيل الپرتغالية في البحر الأحمر
  • ضم العثمانيون لجدة
  • انتهاء النظام المملوكي
المتحاربون
 الامبراطورية الپرتغالية  الدولة العثمانية
Flag of سلطنة المماليك (القاهرة) سلطنة المماليك
القادة والزعماء
لوپو سوارس دى ألبرگاريا الدولة العثمانية سلمان ريس
الأمير حسين الكردي
القوى
36 إلى 43 سفينة (15 قرقور)، 1.800 إلى 5.400 رجل[1] 19 سفينة، 3000 جندي (من بينهم 1300 توركي)[2]
الضحايا والخسائر
تدمير 2 أو 3 سفن [3] تعطل سفينة جزئياً بسبب حادث حريق 1[4]

حصار جدة، هي معركة بحرية دارت في ميناء جدة بين قوة تجريدة پرتغالية تحت قيادة لوپو سوارس دى ألبرگاريا وعناصر عثمانية تحت قيادة سلمان ريس.[5] وصل الأسطول الپرتغالي سواحل المدينة يوم عيد الفصح، 1517 12 أبريل)، سنة 924 هجرياً، ورست سفنه في القناة.[6] بعد تحرك بحري سريع ذلك اليوم أسفر عن سقوط بضعة ضحايا، منعت مدفعية السواحل الپرتغاليين من الإبرار، وأدت سوء الأحوال الجوية في النهاية لانسحابهم.[7]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

توترت العلاقات بين الپرتغاليين والمماليك والعثمانيين في البحر الأحمر في السنوات التي سبقت حصار جدة نظرًا للتوغلات التجارية الپرتغالية الأخيرة في الشرق الأوسط. استولى الپرتغاليون على جزيرتي سقطرى وهرمز وقاموا بتحصينهم للسيطرة على طرق التجارة المؤدية إلى البحر الأحمر والخليج العربي عامي 1506 و1515، على التوالى.[8] لهذا السبب، بدأت الولاءات الفضفاضة بين الدولة العثمانية والمملوكية تتشكل عندما توحدوا في قتال الغزاة الپرتغاليين.[9] أرسل العثمانيون أدميرالهم سلمان ريس لحامية المماليك في جدة برئاسة الأمير حسين الكردي بالسفن والمؤن للمساعدة في الدفاع عن المدينة.[9]

استمرت الأعمال الدفاعية لتحصين المدينة من الهجوم منذ عام 1506 م- 912 هـ، وتضمنت إضافة سور محيطي و8 أبراج والعديد من بطاريات المدفعية.[10]

دفاعات جدة عام 1762.

تظهر خريطة عام 1762 لميناء جدة بعض من هذه الدفاعات، لكارستن نيبور، بما في ذلك 1) بيت باشا، 2) باب شريف، 3) باب جديد، 4) باب مكة، 5) أبراج مراقبة طرق مكة، 6) أرض حصاد الملح، 7) مقبرة مسيحية، 8) أطلال برج البطارية، 9) ميناء القوادس، 10) منزل نيبور ورفيقه، 11) دار الجمارك، 12) بيت كييا، 13) قبر حواء، 14) تلال المرجان والصدف، 15) مرسى للسفن القادمة من الهند والسويس.[11]


المعركة

بعد الإبحار من گوا، وصل الپرتغاليون إلى عدن في فبراير 1517، حيث أخذوا بحارة محليين لمساعدتهم على الإبحار إلى جدة.[6] بعد وصول الأسطول الپرتغالي جدة يوم عيد الفصح، 12 أبريل 1517، سنة 923 هجرياً، تختلف الروايات العثمانية والپرتغالية عن المعركة.[12]

ووفقًا للمصادر العثمانية، فعند اكتشاف الأسطول الپرتغالي في الميناء، "سعى الأدميرال سلمان ريس لدحرهم في مواجهة أو اثنتين ... [وأطلقوا النار عليهم من بنادقه، مما أدى إلى تدمير اثنين أو ثلاثة من سفنهم".[5] في مرحلة ما من القتال، عانى أحد المدافع العثمانية من فشل ذريع وانفجر. يروي المؤرخ الحضرمي الشهري أن:

"ثم وضع المدفعي شيئًا ما في البارود حتى توقف المدفع عن العمل، وأحرقت النار جزءًا من المسكة حيث كان سلمان ريس؛ يقال إن المدفعي كان مسيحياً يخدم مع سلمان - لكن سلمان أعدم المدفعي وعاد إلى جدة سالماً".[13]

بالرغم من أن سفينته احترقت جزئيًا، إلا أن هجوم سلمان أثبت نجاحه في صد الپرتغاليين الذين أبحروا نحو اليمن.[14]

في المقابل، تشير الرواية الپرتغالية إلى أنه بعد وصول الپرتغاليين إلى الميناء، وجدت القوة الرئيسية نفسها غير قادرة على الإبرار بسبب المدفعية العثمانية على الشاطئ.[12] على الرغم من أن الپرتغاليين كانوا قادرين على حرق عدد قليل من السفن الراسية، وواحدة أو اثنتين القوادس، جعلت الظروف الجوية الملاحة أمرًا مستحيلًا.[15] بعد 13 يومًا من انتظار تحسن الطقس، والأضرار التي لحقت بسفنهم، ونقص المياه المتزايد، قام الپرتغاليون في النهاية بإلغاء الهجوم.[12]

التبعات

على الرغم من فشل الپرتغاليين في الاستيلاء على المدينة، إلا أنهم استمروا في حصارها من خلال إجبار حاكم كاليكوت (كوژيكوده) على قصر التجارة على جدة.[16] بالإضافة إلى ذلك، يكشف المؤرخ ابن إياس أن "الأمير حسين الكردي، المشرف على جدة، أخذ عُشر قيمة البضائع الهندية، فامتنع التجار عن القدوم إلى ميناء جدة وتحولت حالته إلى الأسوأ".[16] سرعان ما أدى الحصار والضرائب المشتركة إلى أن تصبح جدة ميناء تجاري غير رئيسي.[16]

انظر أيضاً

الهوامش

  1. ^ Conquistadores, Mercenaries, and Missionaries: The Failed Portuguese Dominion of the Red Sea’, Northeast African...Andreu Martínez d'Alòs-Moner, p. 8
  2. ^ An Economic and Social History of the Ottoman Empire, Volume 1" by Halil İnalcik p.321ff
  3. ^ R.B.Serjeant, The Portuguese Off the South Arabian Coast: Ḥaḍramī Chronicles, with Yemeni and European Accounts of Dutch Pirates Off Mocha in the Seventeenth Century, 1963, Clarendon Press, p. 51
  4. ^ R.B.Serjeant, p. 51
  5. ^ أ ب Serjeant, R. B. (1974). The Portuguese off the South Arabian Coast: Hadramī chronicles, with Yemeni and European accounts of Dutch pirates of mocha in the seventeenth century. Librairie du Liban. 50-51, citing al-Shiḥrī
  6. ^ أ ب Meloy, J. L. (2010). Imperial power and Maritime Trade: Mecca and Cairo in the later Middle Ages. Published by the Middle East Documentation Center on behalf of the Center for Middle Eastern Studies, University of Chicago. 223.
  7. ^ Meloy, J. L. (2010). Imperial power and Maritime Trade: Mecca and Cairo in the later Middle Ages. Published by the Middle East Documentation Center on behalf of the Center for Middle Eastern Studies, University of Chicago. 223, citing Gaspar Correa’s Lendas da India
  8. ^ Serjeant, R. B. (1974). The Portuguese off the South Arabian Coast: Hadramī chronicles, with Yemeni and European accounts of Dutch pirates of mocha in the seventeenth century. Librairie du Liban. 43-44, and Meloy, J. L. (2010). Imperial power and Maritime Trade: Mecca and Cairo in the later Middle Ages. Published by the Middle East Documentation Center on behalf of the Center for Middle Eastern Studies, University of Chicago. 221.
  9. ^ أ ب Meloy, J. L. (2010). Imperial power and Maritime Trade: Mecca and Cairo in the later Middle Ages. Published by the Middle East Documentation Center on behalf of the Center for Middle Eastern Studies, University of Chicago. 222.
  10. ^ Serjeant, R. B. (1974). The Portuguese off the South Arabian Coast: Hadramī chronicles, with Yemeni and European accounts of Dutch pirates of mocha in the seventeenth century. Librairie du Liban. 160-161.
  11. ^ Maneval, Stefan. “A Brief History of Jeddah in the Nineteenth and Twentieth Centuries.” New Islamic Urbanism: The Architecture of Public and Private Space in Jeddah, Saudi Arabia, UCL Press, 2019, pp. 22–39. JSTOR, https://doi.org/10.2307/j.ctv13xprrv.7.
  12. ^ أ ب ت Meloy, J. L. (2010). Imperial power and Maritime Trade: Mecca and Cairo in the later Middle Ages. Published by the Middle East Documentation Center on behalf of the Center for Middle Eastern Studies, University of Chicago. 224.
  13. ^ Serjeant, R. B. (1974). The Portuguese off the South Arabian Coast: Hadramī chronicles, with Yemeni and European accounts of Dutch pirates of mocha in the seventeenth century. Librairie du Liban. 51, citing al-Shihri
  14. ^ Serjeant, R. B. (1974). The Portuguese off the South Arabian Coast: Hadramī chronicles, with Yemeni and European accounts of Dutch pirates of mocha in the seventeenth century. Librairie du Liban. 51.
  15. ^ Serjeant, R. B. (1974). The Portuguese off the South Arabian Coast: Hadramī chronicles, with Yemeni and European accounts of Dutch pirates of mocha in the seventeenth century. Librairie du Liban. 170, citing Gaspar Correa
  16. ^ أ ب ت Meloy, J. L. (2010). Imperial power and Maritime Trade: Mecca and Cairo in the later Middle Ages. Published by the Middle East Documentation Center on behalf of the Center for Middle Eastern Studies, University of Chicago. 225.

المصادر

  • Casale, Giancarlo (2010). "Ibrahim Pasha and the Age of Reconnaissance 1520–1536". The Ottoman Age of Exploration. Oxford: Oxford University Press. pp. 34–52 [p. 39]. doi:10.1093/acprof:oso/9780195377828.003.0003. ISBN 978-0-19-537782-8. S2CID 131853511.