الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل

(تم التحويل من Physical medicine and rehabilitation)

الطب الفيزيائي physical medicine هو أحد الفروع الطبية الذي يهتم بتشخيص المرضى المصابين بضعف وظيفي (حسي أو استعرافي أو حركي) وتقييمهم وتدبيرهم. ويمتاز من باقي الاختصاصات الطبية بأنه يتابع يوميّاً حالة المريض المصاب بعجز وظيفي، ويؤهله بوسائط العلاج الفيزيائي للوصول إلى أفضل مستوى ممكن من المهارة الوظيفية.

لقد ازدادت أهمية هذا الاختصاص في السنوات الأخيرة، والسبب هو ازدياد معدل العمر الوسطي للأشخاص، وازدياد المشكلات الصحية التي يتعرضون لها، فهم يحتاجون بعد خروجهم من أزمتهم الصحية إلى تقنيات العلاج الفيزيائي لتساعدهم على استرجاع أكبر قدر ممكن من القدرة الوظيفية الضائعة.

يهتم اختصاص الطب الفيزيائي بتشخيص الاضطرابات الحركية والوظيفية ومعالجتها، ويختلف عن بقية الاختصاصات بكونه يعتني بالمريض، ويقوم بتخفيف درجة إعاقته عن طريق إقامة علاقة وثيقة بين الطبيب المعالج والمريض. وقد تم وضع أسس هذا الاختصاص عام 1919 عقب الحرب العالمية الأولى، حينما برزت الحاجة للتعامل مع إصابات الحرب والإعاقات التالية لها, ولكنه لم يعتمد كاختصاص إلا في عام 1947 بعد الحرب العالمية الثانية. يسمى اختصاص الطب الفيزيائي باختصاص الطب الشامل وذلك لكثرة الحالات المرضية التي يتعامل معها وهي:

الأمراض العصبية والعضلية ومثالها: الحثول العضلية dystrophia، والضمورات العضلية atrophy، والتهابات العضلات المزمنة المختلفة، وإصابات الأعصاب المحيطية والمركزية كشلل paralysis العصب الوجهي، وشلل الضفيرة العضدية، وشلل العصب الشظوي الأمامي (هبوط القدم)، والحادث الوعائي الدماغي الذي يؤدي إلى الشلل الشقي أو الفالج، وشلل الأطفال، والشلل الدماغي ومتلازمة الألم المزمن. ـ أمراض المفاصل والعظام، وأهمها الداء الرثواني rheumatoid، والتهابات المفاصل التنكسية ,degenerative وعقابيل الكسور التي تؤدي إلى تحدد حركة المفاصل وتثقب العظام بمراحله المتقدمة وما يسببه من ألم و حدب ظهري وتحدَد حركي.

  • التشوهات الخلقية والمكتسبة الهيكلية (الحدب الظهري والجنف scoliosis والرَوَح valgus).
  • رضوض الرأس ورضوض الحبل الشوكي (الشلل الرباعي وشلل العضلات التنفسية).
  • الإصابات الرياضية بمختلف أشكالها كعقابيل تمزقات الأربطة والغضاريف واللَّيْ المتكرر.
  • الأمراض القلبية والتنفسية المزمنة كقصور القلب، وتوسع القصبات، والنفاخ الرئوي، وأمراض الأوعية كالدوالي والقرحات الوعائية.
  • عقابيل السرطان والحروق (نقص المجال الحركي للمفاصل، ووذمة الطرف العلوي التالية لاستئصال الثدي).
  • أمراض الشيخوخة وأهمها: الأمراض المفصلية والعصبية ونقص الحركة، والأمراض القلبية والوعائية.

يصنّف الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل العجزَ الوظيفي في ثلاث درجات هي: الضعف الناتج من الإصابة المرضية impairment كالضعف العضلي الناتج من الفالج الشقي، وعدم القدرة على إنجاز المهارات الوظيفية disability كعدم القدرة على المشي، والإعاقةhandicap وتعني مدى تأثير العجز في تفاعل المريض مع المجتمع, فقد لايستطيع الذهاب بحرية إلى المرافق العامة. يمارس العمل في هذا الاختصاص فريق متكامل يقوم بتقييم وتحديد الإعاقة ووضع الخطة العلاجية المناسبة, ويتكون من:

  • الطبيب الفيزيائي :physiatrist وهو رئيس الفريق الذي يقيّم المشكلة الصحية وينسق عملية التأهيل بكاملها ويشرف على المعالجين.
  • المعالج الفيزيائيphysical therapist : ويهتم بتدريبات المشي والتوازن وتطبيق مختلف تقنيات العلاج الفيزيائي.
  • المعالج المهني occupational therapist: ويهتم بمهارات المريض الحركية وتدريبه على فعاليات الحياة اليومية.
  • اختصاصي تصميم الأطراف الصناعية: prosthetist والأجهزة الخاصة بالشلل وهبوط اليد والقدم والجبائر والمشدات المناسبة لكل حالة مرضية.
  • اختصاصي علم النفس psychologis: الذي يُقيم الحالة النفسية للمريض ويقدّم له النصح والإرشاد.
  • اختصاصي يقوم بتفعيل نشاطات الاستجمام recreational therapist وتنشيط تفاعل المريض مع المجتمع.
  • ممرضة التأهيل rehabilitation nurse: التي تقوم بالعناية الطبية والدوائية للمريض، وخاصةً المريض المسبوت، ومريض الشلل الرباعي.
  • اختصاصي بمرضيات التواصل والكلام واللغة speech-language pathologist، الذي يهتم بتدريب المريض على النطق والبلع ومعالجة الحُبسة aphasia.
  • استشاري مهني vocational counselor: يهتم بإعادة المريض بأسرع وقت لعمله أو انتقاء مهنة تناسب وضعه الجديد، وذلك بتقديم التعليمات اللازمة للمعالج المهني.
  • خبير التغذية dietician: الذي يقيم حالة المريض الغذائية ويضع نظام الحمية المناسب له.
  • عامل اجتماعيsocial worker : يقوم بزيارة المريض وتقييم الوضع الاجتماعي المحيط به، وتقديم المساعدة له.

ويمكن إيجاز الأهداف الأساسية لاختصاص الطب الفيزيائي بمايلي: مساعدة المريض لبلوغ أقصى كفاءة جسمية في حدود قدرته المرضية، وتأهيل مرضى المشافي لتقليل مكوثهم بالمشفى، ومعالجة الألم الناتج من بعض الأمراض كألم العصب الوجهي والألم التالي لبتر عضو (الألم الشبحي) والآلام التنكسية، وجعل المريض قادراً على رعاية نفسه بأقصى طاقة ممكنة، خاصةً فيما يتعلق بحركة الأطراف، وحماية المرضى المصابين بأمراض حادة أو مزمنة من تأثير أمراضهم في الجهاز الحركي.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

إعادة التأهيل

يهتم إعادة التأهيل باستعادة القدرة الوظيفية للجزء المصاب بإعاقة، كما يهتم بعودة المريض إلى عمله عضواً فعالاً في المجتمع دون أن تؤثر إعاقته في عمله. وقد عرّفت منظمة الصحة العالمية إعادة التأهيل بأنه الجهد المشترك والمنسّق في استخدام الوسائط المهنية في علاج المرضى المصابين بعجز وظيفي للوصول إلى أفضل مستوى ممكن من المهارة الوظيفية المهنية، وكلما اقترب المريض من هذه الغاية، كان أكثر فعالية واستقلالية في المجتمع. وإن دور إعادة التأهيل هو تكييف المريض مع العجز الوظيفي من خلال تعليمه كيفية الاستفادة من كل امكاناته الوظيفية.

ويعتمد إعادة التأهيل على فريق طبي يشرف على وضع الخطة العلاجية المناسبة لتأهيل المريض.

أقسام الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل وهي:

المعالجة الفيزيائية physical therapy، والمعالجة الوظيفية physiotherapy، والمعالجة المهنية occupational therapy التي تعرف بالمعالجة بالعمل ergotherapy، والمعالجة بالبدائل الصناعية والجبائر prosthetic therapy، والمعالجة بالتعليم الخاص special education، والمعالجة الكلامية speech therapy.

1ـ المعالجة الفيزيائية: وهي المعالجة التي تتم فيها الاستفادة من وسائط العلاج الفيزيائي المختلفة مثل المعالجة بالحرارة والبرودة، والمعالجة المائية، والمعالجة الكهربائية، والمعالجة التنفسية، والمعالجة بالتدليك وغيرها.

أـ المعالجة بالحرارة thermal therapy : وهي تزيد من التروية الدموية وتخفف الألم وتخفف من التشنج العضلي ويبوسة المفاصل، وتساعد على امتصاص فضلات الاستقلاب وطرحها، وتزيد من تمدد الأنسجة الضامة ومن الليونة.

تشتمل المعالجة الحرارية على شكلين رئيسين:

  • الحرارة السطحية superficial heat: وهي تؤثر في عمق 1 إلى2سم عبر الجلد، وأهم أشكالها: الأشعة تحت الحمراء infrared وطول موجتها 7700 إلى 120000أنغستروم، وهي وسيلة آمنة لإعطاء حرارة لمساحة كبيرة من الجسم، والكمادات الحرارية hot packs، مثل الكمادة الحارة الرطبة، وكمادات الصوف، وهي تسكّن الألم والتشنج العضلي، وشمع البارافين paraffin، والعلاج بحرارة الماء كالحمام المائي ذي الحرارة المتناوبة ساخنة/باردة وهو شائع في الأمراض الوعائية.
  • الحرارة العميقة deep heat وأهم أشكالها: الأمواج القصار short waves ويبلغ ترددها الأكثر شيوعاً 27.12ميغاهرتز وطول موجتها 11متراً، والمويجات micro- waves (الأمواج الميكروية أو الأمواج القصيرة جداً) ويبلغ ترددها الأكثر شيوعاًً 2450ميغاهرتز، وطول موجتها 12سم، والأمواج فوق الصوتيةultrasounds ويبلغ ترددها الأكثر شيوعاً من 1 إلى 3ميغاهرتز وطول موجتها0.15سم، وتستخدم لمعالجة الأمراض المفصلية المزمنة والالتصاقات والالتهابات الوترية كمرفق كرة المضرب (التنس).

ب ـ المعالجة بالبرودة (المعالجة القريّة) cryotherapy: وتستخدم في الإصابات الحادة، ولها تأثير مسكن ومضاد للوذمة الالتهابية ومثبط للالتهاب، وأهم أشكالها: الماء البارد، والكمادات الثلجيةice packs، والتدليك الثلجي ice massage، والبخار الثلجي evaporants.

ج ـ المعالجة المائيةhydrotherapy : ولها تأثير مرخٍ للعضلات ومسكن للألم، وتحسّن التروية الدموية، وأهم أشكالها حمام الدوامة المائيwhirlpool، والحوض الخاص بالتمارين العلاجية للمفاصل وتمارين المشي therapeutic pool، ورشاشات الماء showers، والحمامات المتناوبة الحرارة (حمام التضاد) contrast baths، والساونا وحمامات المياه المعدنية الحارة.

د ـ المعالجة الكهربائية electrotherapy: وتستعمل لتنبيه الأعصاب الحركية والعضلات وذلك بهدف تخفيف الألم وتقوية العضلات وتأخير ضمورها وتنشيط التروية الدموية. وتشتمل أشكالها الأساسية على:

  • التيار الفاراديfaradic current : وهو تيار مستمر متقطع (مدة الموجة 0.1ميلي ثانية، وتوترها نحو 50 إلى 100هرتز) ويستخدم في تنبيه الأعصاب الحسية كهربائيّاً عبر الجلد لتسكين الألم transcutaneous electrical nerve stimulation ((T.E.N.S كما يستخدم في تنبيه الأعصاب الحركية لتقوية العضلة ومنع ضمورها.
  • التيار الغلفاني galvanic current: وهو تيار مستمر يستعمل في تنبيه العضلات التي أصيب عصبها برض أو التهاب وذلك لمنع ضمورها. كما يستعمل في إصابات الأعصاب المحيطية كقطع العصب الزندي، وشلل العصب الوجهي. وأخيراً يطبق هذا التيار في تشريد الأدوية ionophoresis أي إدخال شوارد المحاليل الكهرلية إلى داخل المفاصل والعضلات والأوتار.
  • التيارات المتداخلة :interferential currentsوهي تيارات كهربائية لها ترددان مختلفان (أحدهما 4000هرتز، والآخر يمكن زيادة توتره بالتدريج حتى 4200هرتز أو أكثر), يتم توليدها بزيادة شدة التيار أو إنقاصها. وتستعمل في علاج حالات الألم الحاد والمزمن على اختلاف أسبابها.
  • التيارات الديناميكية dynamic currents: وهي مجموعة تيارات تحريضية (تيارات جيبية أحادية الطور) تستعمل لتسكين الألم وتحسين التروية وتخفيف التأثير العصبي الودي واللاودي، ولها أشكال موجية مختلفة حسب هدف استخدامها.

هـ ـ المعالجة التنفسية pulmonary therapy: إن الهدف من المعالجة التنفسية تنشيط التهوية وتخفيف الاحتقان الرئوي ونزح المفرزات الرئوية والبلغم خاصة لمرضى التهاب القصبات المزمن والربو والنفاخ الرئوي. وأهم تقنياتها هي:

  • المداواة الضبوبية aerosol therapy: وهي تعني المعالجة باستنشاق أبخرة أدوية الموسعات القصبية والكورتيزون, وذلك بهدف تخفيف الوذمة القصبية وتنشيط التهوية، خاصة عند مرضى الربو.
  • تقنيات التنفس المساعد وأهمها: التنفس الحجابي، والتنفس مع زم الشفاه، والتنفس اللساني البلعومي.
  • النزح الموضعي وتفجير مفرزات الصدر postural drainage.
  • القرع الصدري الأمامي والخلفي chest percussion.
  • تحريض السعال assisted coughing.

وـ التدليك massage: وهو من أقدم وسائط المعالجة الفيزيائية المعروفة وأكثرها استخداماً. وله أشكال كثيرة أهمها: العجني، والاحتكاكي، والاهتزازي، والقرعي. وأهم استطباباته تخفيف التشنج العضلي، وتحسين المجال الحركي، والتروية الدموية، وتخفيف الالتصاقات والتليفات، وتسكين الألم.

زـ المعالجة بالأربطة والمشدات: تستعمل الأربطة والمشدات الضاغطة في أمراض الدوالي والوقاية من الخثار الوريدي في الطرفين السفليين، كما تستعمل في الوذمات المحيطية خاصة وذمة الطرف العلوي الناتجة عن الركودة اللمفية التالية لاستئصال الثدي.

2ـ المعالجة الوظيفية functional therapy: وهي المعالجة التي يتم فيها الاستفادة من تطبيق التمارين العلاجية الملائمة لحالة المريض وتدريبه على استخدام وسائط العناية الذاتية، وتشتمل على:

ـ معالجة مرضى الآفات القلبية والتنفسية (أمراض القصبات المزمنة والربو وقصور القلب)، ومرضى جراحة الصدر, وذلك بتطبيق التمارين العلاجية للعضلات التنفسية وعضلات جدار الصدر والتمارين التنفسية وتمارين اللياقة بهدف زيادة قدرة الجسم على تحمل الكرب stress.

  • معالجة التقفعات العضلية وتقاصر العضلات التالي لاتخاذ وضعيات معيبة، وذلك بتطبيق تمارين التمطيط والإرخاء. وكذلك معالجة ضعف العضلات وضمورها في حالات ما بعد الكسور وتبديل المفاصل. وذلك بتطبيق تمارين حركية نوعية للظهر والأطراف وتمارين المشي والتوازن.
  • العلاج اليدوي manual therapy: ويتم عن طريق تنفيذ حركات الأصابع على عضلات الجسم ومفاصله لمساعدة الجسم على تصحيح أوضاعه ذاتياً.
  • تدريب المريض على زيادة الإحساس والادراك (تنشيط حس الوضعة).
  • تدريب مرضى البتور على التكيف مع البدائل الصناعية، مثل تدريبهم على المشي و استعمال وسائط العناية الذاتية كالعكاز والكرسي المدولب.
  • العلاج بالتمارين الحركية والمشي ضمن الماء، وذلك للاستفادة من خاصة التعويم أو الطفوي، خاصة للمرضى الذين يشكون من آفات مفصلية وعضلية مزمنة.
  • المعالجة بالتلقيم الحيوي الراجع :biofeedback وذلك بهدف تحريض المراكز العصبية في المحور العصبي الدماغي، وتسمى المعالجة بتحريض المنعكسات، ومنها على سبيل المثال تحريض منعكسات الوضعة في أخمص القدمين وذلك بالمشي ضمن الماء فوق أحجام مختلفة من البحص الأملس لتحريض القشر الدماغي. كما يستفاد من المعالجة بالتلقيم الحيوي الراجع في تحريض مراكز التوازن.
  • العلاج الوظيفي الرياضي sportphysiotherapy: وذلك بتنفيذ التمارين الوظيفية المطلوبة ضمن حدود الألم بالمراحل الأولى للإصابة، وتشمل التمارين العلاجية (الرياضية الطبية) أهدافاً وظيفية نوعية. ويتم تطبيقها من قبل المعالج الفيزيائي، وأهدافها: المحافظة على المجال الحركي أو تحسينه، وتقوية العضلات، وتحسين القدرة الوظيفية وقدرة تحمل المريض المصاب بالأمراض المزمنة والمنهكة، وتحسين تناسق العضلات والتوازن والمشي، وإرخاء العضلات المتشنجة، وتحسين الوضعة.

أما أنواع التمارين العلاجية فتشتمل على تمارين منفعلة يقوم بها المعالج، وتمارين فاعلة مساعدة يقوم بها المريض بمساعدة المعالج، وتمارين فاعلة وتمارين مقاومة يقوم بها المريض مع تطبيق المقاومة من قبل المعالج، إضافة لتمارين التمطيط عمل العضلات التي تطبق في حالات قصر الأوتار والضمور العضلي، ومن التمارين العلاجية الإرخاء relaxation، وتمارين التنفس العميق.

3ـ المعالجة المهنية occupational therapy أو المعالجة بالعمل ergotherapy: يهتم هذا النوع من العلاج بتقديم وسائط لدعم المريض في مجالات عديدة منها: تدريب المريض على فعاليات الحياة اليومية كتناول الطعام والعناية بالنظافة والصحة، والتدريب على تنفيذ الحركات الدقيقة وتناسق الحركات، وتقديم الاستشارة والدعم لمرضى البتور فيما يتعلق بالبدائل الصناعية وآلية استخدامها، وتنمية مواهب الإبداع وتطويرها عند المريض، وذلك بتطبيق أشكال من نماذج بلاستيكية.

4ـ المعالجة بالبدائل الصناعية والمشدات والجبائر: يهتم هذا النوع من العلاج بتدبير العجز الناتج عن بتر الأطراف وإعادة تأهيله على مراحل مختلفة قبل استخدام الطرف الصناعي وبعده، كما تستخدم الجبائر splints على نطاق واسع بهدف تخفيف الألم وتحسين الوضعية الوظيفية وحماية المفاصل، ولها أنواع مختلفة حسب الهدف من استخدامها: كجبائر الراحة resting splints وتستخدم فقط عند الراحة والنوم، والجبائر الوظيفية function splints وتستخدم في أثناء العمل، والجبائر المتحركة dynamic splints وتستخدم للاستفادة من تحريك المفاصل وتقوية عضلاتها.

5ـ المعالجة بالتعليم الخاص special educatio: يقوم اختصاصي علم النفس بدور مهم من خلال الدعم النفسي للمريض وأسرته، خاصة في أثناء هجمات المرض، والتخفيف من العوامل المسببة للكرب stress، وذلك بتطبيق بعض الحركات الوظيفية كتمارين الإرخاء، كما يقوم بتشخيص الاضطرابات الاستعرافية التي تصيب الدماغ كاضطرابات الذاكرة والتوجيه والتركيز ومعالجتها بالتمارين الخاصة، وكذلك تشخيص الاضطرابات البصرية وتحديد حقل الرؤية بمساعدة الحاسب، ومعالجتها بالتمارين الفيزيائية المناسبة.

6ـ المعالجة الكلامية speech therapy: يقوم اختصاصي المعالجة الكلامية الذي يعمل في مجال عيوب الكلام logopedia بتكريس جهده في تشخيص اضطرابات الكلام ومعالجتها. وتشتمل عيوب الكلام على: اللغة، وفيها يقوم الاختصاصي بتشخيص الحبسة aphasia التي قد تكون حسية (تلقي المعلومة) أو مركزية (إدراكها) أو حركية (نطق الكلمات) ومعالجتها بالتمارين النوعية، والتكلم (الرتة dysarthria)، والصوت (عسر التصويت, البحة, التكلم المجهد)، وعسر البلع dysphagia، وتطور اللغةlanguage development، ومعالجة الاضطرابات التالية للتداخل الجراحي على الحنجرة والحبال الصوتية.


تقنيات المعالجة الأخرى

وتشتمل على:

  • الحقن الموضعيةlocal injection بمادة مخدرة مسكنة مثل الكزيلوكائين xylocaine، أو بمادة دوائية مثل الكورتيزون.
  • التسكين العصبي الحسي بالتيارات الكهربائية الذي يعتمد على حصر الإشارة العصبية الناقلة للألم في مستوى شدفات النخاع الشوكي.
  • الإبر الصينية acupuncture وتستخدم على نطاق واسع في تسكين الألم المزمن.
  • الشد الفقري traction للفقرات الرقبية والقطنية، والهدف منه تخفيف الانقراص الفقري وتحسين أعراض الانضغاط الجذري خاصة في حالة الألم والمذل.
  • المنابلةmanipulation التي تعتمد على تنفيذ حركات وظيفية مفاجئة لمختلف أجزاء العمود الفقري حيث تؤدي لتوقف الألم مباشرة.

ـ تكييف المحيط :environment modification ويقصد به تعديل المحيط الخاص بالمريض بما يتناسب مع وضعه الوظيفي الصحي الجديد، على نحوٍ يستطيع فيه ممارسة نشاطاته بأسهل قدر ممكن ودون أي جهد زائد وأقل خطورة قد يتعرض لها.

وأخيراً يعمل فريق الطب الفيزيائي والتأهيل مجتمعين على تحقيق الغاية المنشودة، وهي إعادة المريض لأفضل مستوى وظيفي ممكن، ومساعدته على الحفاظ على هذا المستوى ليكون عنصراً فعالاً في المجتمع لا أن يعيش عالةً عليه.

برامج الإقامة الفردية

ملاحظات

المصادر