يوسف غريغوليفتش

يوسف ر. گريگوليڤتش
Iosif R. Grigulevich
Grigulevich.jpg
وُلِدَ5 مايو 1913
توفي2 يونيو 1988
الجنسيةروسي
المهنةجاسوس سوڤيتي

يوسف روموالدوڤتش گريگوليڤتش Iosif Romualdovich Grigulevich (روسية: Иосиф Ромуальдович Григулевич؛ 5 مايو 1913 – ت. 2 يونيو 1988)، هو جاسوس غير قانوني الاتحاد السوڤيتي قام بمهماته بدون غطاء دبلوماسي شرعي في الثلاثينيات والأربعينيات، عندما قام بدور قيادي في إغتيال اليساريين الغير موالين ليوسف ستالين. بإستخدام هوية مزيفة باسم تيودور ب. كاسترو، مغترب كوستاريكي ثري يقيم في روما، خدم گريگوليڤتش كسفير لجمهورية كوستاريكا في إيطاليا ويوغسلاڤيا (1952-1954). كانت مهتمه هي إغتيال الزعيم اليوغسلاڤي يوسيپ بروز تيتو وأُلغيت المهمة لوفاة ستالين، بعدها استقر گريگوليڤتش في موسكو، حيث عمل كخبير في تاريخ أمريكا اللاتينية وكنيسة الروم الكاثوليك. كان عضو في الأكاديمية السوڤيتية للعلوم، وكان رئيس تحرير مجلة Obshchestvennye nauki i sovremennost ("العلوم الاجتماعية اليوم") ونشر الكثير من الكتب والمقالات عن أمريكا اللاتينية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

ولد عام 1913، وكان أحد أبرز عملاء المخابرات السوڤيتية غير الرسميين. وقد كان يوسيف في مهنته شخصية فريدة من نوعها، ولم يكن له مثيل في العالم، حيث استطاع أن يصبح سفير دولة كوستاريكا في إيطاليا والڤاتيكان ويوغوسلاڤيا، وهذا كان نجاحاً رائعاً. بالمناسبة، اضطر گريگوليڤتش ذات مرة أن يوجه انتقاداً لسياسة الاتحاد السوڤيتي، عندما ألقى كلمة وجهها إلى زعماء العالم في الأمم المتحدة. وبالطبع فقد ألهم العميل جميع المشاركين في الجمعية العمومية بخطابه الرائع، وأثار غضب أندري ڤيشينسكي المندوب السوڤيتي الدائم لدى الأمم المتحدة، واصفاً إياه بكلب الامبريالية. بالطبع هنا لم يكن الدبلوماسي ليتصور أن هذا الشخص الأمريكي اللاتيني البليغ ليس إلا عميل سوڤيتي لعب دوره ببراعة. نعم، غير يوسف گريگوليڤتش العديد من الأسماء والمهن، وخاطر بحياته أكثر من مرة واحدة، ولكن النجاح كان حليفه دائماً.[1]

بدأ حياته المهنية في الثلاثينات من القرن الماضي في إسپانيا التي كانت تمزقها ويلات الحرب الأهلية. حيث قاتل عميل الشرطة السرية السوڤيتية گريگوليڤتش لصالح الجمهوريين، وقام بالعديد من العمليات الفدائية خلف خطوط المتمردين. وفي عام 1940، شارك في عملية تصفية العدو الشخصي ليوسف ستالين - ليون تروتسكي في المكسيك، ومنح لقاء هذه العملية وسام النجمة الحمراء.

فاجأت أنباء هجوم ألمانيا النازية على الاتحاد السوڤيتي العميل السوڤيتي وهو في الأرجنتين. وكانت موسكو آنذاك راغبة في تعطيل توريد المواد الخام الإستراتيجية من هذا البلد إلى ألمانيا. عندها بدأ جوزيف بانتقاء الناس الموثوق منهم والذين يتعاطفون مع الاتحاد السوفڤيتي، وبدأ في اتخاذ الإجراءات اللازمة. وباتت السفن الألمانية الواحدة تلو الأخرى، تغرق ومعها آلاف الأطنان من البضائع.كما تم تفجير مستودع ألماني مع 40 طنا من مادة النترات التي تم شراؤها من تشيلي. هذه العمليات قلصت إلى الحد الأدنى تصدير المواد الخام الثمين من الأرجنتين إلى ألمانيا.


الدبلوماسي الكوستاريكي

رئيس دولة يوغسلاڤيا، المارشال تيتو (يسار)، يستقبل السفير الكوستاريكي، تيودورو ب. كاسترو (يمين) ح. 1952. السفير كاسترو كان في الحقيقة العميل السوڤيتي، يوسف گريگوليڤتش، الذي، بناءاً على أوامر من ستالين والمخابرات السوڤيتية، كان يخطط لإغتيال تيتو.

بعد الحرب ظهر گريگوليڤتش في إيطاليا تحت اسم تيودور كاسترو - ذلك التاجر الناجح في تجارة القهوة من كوستاريكا - وهي بلد صغير في أمريكا الوسطى. وشيئاً فشيئاً أصبح العميل تدريجياً صديقاً حميماً لسفارة كوستاريكا في روما، التي كانت تعاني من غياب الدبلوماسيين الكفء، وبطبيعة الحال استغل التاجر الناجح هذه الظروف بذكاء وقدم خدمات كبيرة للدبلوماسيين من كوستاريكا. ونتيجة لذلك، تم تعيين العميل السوڤيتي سفيراً لجمهورية كوستاريكا في إيطاليا والڤاتيكان، وعلى التوازي في يوغوسلاڤيا أيضاً. وبالفعل، في مايو 1952 قدم تيودور كاسترو أوراق اعتماده إلى رئيس إيطاليا.

هذه الشخصية الودية والمحترمة سرعان ما وجد لغة مشتركة مع الزملاء الجدد من الدبلوماسيين. كان يتمتع بسمعة كبيرة، وكانت له صلات واسعة في مجال الأعمال والأوساط السياسية في إيطاليا. حتى أن رئيس الوزراء الايطالي ألسيدي دي گاسبر قدم له كاميرا تصوير كتب عليها عبارة "عربون صداقتنا". يشار إلى أن سفير كوستاريكا كان ضيفاً دائماً على السفارة الأمريكية في روما، اجتمع خلالها مع الدبلوماسيين الأمريكيين شاطرهم بسخاء المعلومات السرية. وفي هذه الأثناء تجاهل السفير السوڤيتي في إيطاليا كوستيلف دون أن يدري حقيقة الأمر، وبشكل ملحوظ تيودور كاسترو واصفاً إياه بالرجعي وعدو الاتحاد السوڤيتي اللدود.

تجدر الإشارة إلى أن سفير كوستاريكا تردد كثيراً على الڤاتيكان وقابل البابا بيوس الثاني عشر الذي سلمه وسام صليب مالطا. بالطبع فإن هذه الجائزة موجودة حالياً في متحف الاستخبارات الخارجية الروسي.

وفي مايو 1953 استدعي يوسف گريگوليڤتش إلى موسكو، ولذلك اضطر للفرار مع زوجته وابنته من روما. بالطبع فإن اختفاء سفير كوستاريكا أثار ضجة وموجة من الشائعات الفظيعة. ولكن في نهاية الأمر اعتبر تيودور كاسترو في عداد المفقودين.

وهكذا اختفى "كلب الإمبريالية" إلى الأبد، في حين بدأت حياة جديدة ليوسف گريگوليڤتش. وبدأ بممارسة العلم والأدب، وألف ثلاثة وعشرين كتاباً وأكثر من 400 دراسة علمية عن تاريخ الكنيسة الكاثوليكية وأمريكا اللاتينية. وفي عام 1977 أصبح گريگوليڤتش عضو مراسل في أكاديمية العلوم السوڤيتية. ما أثار دهشة المؤرخين والعلماء هو أن هذا الشخص تمكن من إحراز نجاحات في كل شيء، علماً أن جوزيف نفسه لم يكن يطمح للشهرة ولم يدلي بمقابلات صحفية أبداً، وكان يكون يقول للصحفيين اكتبوا عني كل شيء تعرفونه وتريدونه بعد موتي.

توفي عميل ستالين في عام 1988، وبالطبع هناك الكثير من الكتابات عنه لكن ومن أجل تحقيق مبيعات أكثر يقوم المؤلفون بتأليف قصص غير حقيقية. لكن المدهش هنا هو أن الحقيقية التي أحاطت بحياة ونشاط هذا العميل "غير الرسمي" جوزيف كانت أكثر إثارة وأهمية من الخيال الذي كتب عنه.

المصادر

وصلات خارجية