يحيى حمودة

يحيى حمودة
يحيى حمودة.jpg
رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الثاني
في المنصب
24 ديسمبر 1967 – 2 فبراير 1969
سبقه أحمد الشقيري
خلفه ياسر عرفات
تفاصيل شخصية
وُلِد 1908
لفتا، قضاء القدس، الدولة العثمانية
توفي 16 يونيو 2006 (عن عمر 98)
القومية فلسطيني

يحيى حمودة (ولد 1909 - توفى 16 يونيو 2006) هو الرئيس الثاني لمنظمة التحرير الفلسطينية. قدّم أحمد الشقيري استقالته في كانون الأول/ ديسمبر 1967، وتولّى يحيى حمودة رئاسة اللجنة التنفيذية بالوكالة.

يحيى حمودة اسم خرج من الذاكرة الفلسطينية واستراح، لم يكن أغلبنا يعلم ان الرئيس الثاني لمنظمة التحرير الفلسطينية ما زال حيا يرزق وتجاوز القرن من عمره إلى ان انتقل إلى الدنيا الآخرة. والذاكرة المقصودة ذاكرتنا نحن وليس ذاكرة الوطن لأن الوطن لا ينسى مناضليه لكن البشر ينسون مناضليهم في زحمة الاقتتال والانفعال والقفز نحو الكراسي غير الفارغة.

كان حمودة أحد مؤسسي منظمة التحرير وبعد رحيل احمد الشقيري الذي اختار ان يدفن على مرمى حجر من نهر الأردن على ضفته الشرقية وفي عهد حمودة دخلت الفصائل عبر المجلس الوطني إلى منظمة التحرير وهو إذا من اعطى الفصائل منظمة التحرير لتقود مسيرة النضال الفلسطيني.

بعد هذه العقود ظل الرجل صامتا لم نسمع عنه كثيرا ولم يتأخر بنضاله ومآثره وفضل الصمت على الصراخ.. وإن كان رحيله في هذه الايام الحرجة فهو استراح حتى لا يرانا مقتتلين على أيهما قبل الآخر.. المنظمة أم حماس.. الدجاجة ام البيضة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ميلاده وتعيلمه

ولد في قرية لفتا قضاء القدس عام 1909، درس القرآن الكريم في القرية، ثم التحق بمدرسة الأيتام السورية، ودرس فيها الصفوف الأولى حتى عام 1919، ثم التحق بروضة المعارف بالقدس الشريف التي أسسها الشيخ محمد الصالح وكان يديرها اسحق درويش، ابن أخت الحاج أمين الحسيني مفتي القدس، وبقي في روضة المعارف لسنتين. والتحق عام 1921 بدار المعلمين، وعين بعد تخرجه كاتبا في دائرة حاكم اللواء.


بدايته مع العمل السياسي

انخرط يحيى حمودة مبكرا في صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية، وذلك أثناء ثورة 1936، فقام بجمع التبرعات دعما للثوار، فاعتقل لمدة أربع سنوات دون محاكمة، وأطلق سراحه بكفالة مالية، واتخذت بحقه إجراءات احترازية، حيث منع من مغادرة القدس، وفرضت عليه الإقامة الجبرية، ومع هذه القيود شل نشاطه السياسي في حينها. . التحق في الثلاثين من عمره بكلية الحقوق بالقدس، وحظرت عليه سلطات الانتداب البريطاني مواصلة الدراسة، وعقب زوال الحظر التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت، وتخرج فيها عام 1943، بحصوله على إجازة المحاماة، فعاد إلى القدس وفتح مكتبه الخاص في 23-7-1943.

انتقل إلى مدينة رام الله الفلسطينية بعد وقوع مجزرة دير ياسين في 9/4/1948، واصدر صحيفة "الهدف"، بالتعاون مع برهان الدجاني، رافضا آنذاك الانتماء لأي حزب سياسي، لإيمانه الشديد بضرورة توحيد جهود الجبهة الوطنية الفلسطينية المقاومة للاستعمار. بادر وآخرون إلى تأسيس "الجبهة"، وهي تكتل سياسي ذو صبغة يسارية، وكان يحيى حمودة أول من دعا إلى إقامة علاقات مع الاتحاد السوفييتي، وبقي في صفوف الجبهة حتى عام 1957، وكانت الجبهة على علاقة جيدة مع حكومة النابلسي (في الأردن)، حيث كان عضوا فيها، وعندما اجبر النابلسي على الاستقالة، تعرض أعضاء الجبهة للملاحقة والمطاردة والاعتقال من قبل الحكومة الأردنية، الأمر الذي أدى إلى اختفائه في ثنايا مخيم قلنديا شمال مدينه القدس.

بعد فترة من التخفي غادر البلاد تهريبا إلى شرقي الأردن، ومن هناك إلى سوريا، بمساعدة قوة عسكرية سورية كانت مرابطة قرب مدينة اربد ، وصدر بحقه حكما غيابيا في الأردن بالسجن المؤبد، وسحبت الحكومة الأردنية جنسيته وجواز سفره، سافر بعد ذلك إلى العراق للمشاركة في مؤتمر عربي، ولم ترق له الحالة بسبب انتشار الخوف والإرهاب الذي مارسته وشنته حكومة عبد الكريم قاسم، فسافر إلى تشيكوسلوفاكيا عام 1959، وأقام فيها حوالي عامين، ثم سافر إلى ألمانيا الشرقية، وتعددت زياراته إلى الاتحاد السوفييتي. عندما تولى خالد العظم رئاسة الوزراء في سوريا، قرر يحيى حمودة السفر إلى سوريا مستفيدا من صداقة قديمة كانت تربط بينهما، وأثناء وصوله المطار لم يسمح له بالدخول لعدم حمله جواز سفر فاتصل بالعظم شخصيا. واصدر العظم أمره بالسماح له بالدخول، وبقي في سوريا حتى عام 1964، إلى أن أصدرت الحكومة الأردنية عفوا خاصا عنه في تشرين أول/أكتوبر من العام نفسه، فعاد إلى رام الله عبر مطار قلنديا.[1]

ترأسه لمنظمة التحرير الفلسطينية

في العام نفسه (1964) طلب أحمد الشقيري، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك، من المحامي يحيي حمودة ورفاقه الانضمام للمنظمة، فقوبل الطلب بالموافقة، على أن تكون القرارات، التي تتخذها المنظمة، جماعية والقيادة جماعية، وفيما بعد جرى إعادة تشكيل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وانتخب المحامي يحيي حمودة رئيسا لها، ولم يدم طويلا في منصبه، إذ قدم استقالته في العام 1969، وترأس المجلس الوطني الفلسطيني.

استقالته من رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية

استقال يحيى حمودة من رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني، وتفرغ لممارسة مهنة المحاماة في عمان حتى العام 1985، حيث تقاعد وعاش في الأردن.

وفاته

رحل يحيى حمودة في 16 يونيو 2006، عشية ذكرى اعدام أبو الثوار فؤاد حجازي ورفيقيه عطا الزير ومحمد جمجوم في 17/6/1936 وتشاء الصدفة ان تقع بين يدي وصية الشهيد حجازي وهي تعبر عن روح ثورية اصيلة ارادت لاعدامه غدرا من قبل الاحتلال البريطاني ان يكون عرسا دعا فيه الجميع إلى عدم اللطم والبكاء وشق الثياب بل إلى الفرح والسرور والتكاتف والتوحد وأن يتحول يوم شنقه إلى يوم تاريخي تلقى فيه الخطب وتنشد الاناشيد على ذكرى الدماء المهراقة في سبيل فلسطين والقضية العربية. ولكن عندما خاطب أخاه احمد عندما قال له انه سيأخذ بثأره ممن خانوه فإنه نهاه عن ذلك بقوله >انا قد أصبحت أخا للأمة العربية وابن الأمة جمعاء.

لم يدر بمخيلة أبو الثوار ان يوم استشهاده لن يتحول إلى يوم تاريخي.. فقد تجاهلته الامة التي احتسب نفسه أخا لها.. ثم تناست أحد مؤسسي منظمة التحرير فيالبؤس قوم يتجاهلون أيام الفخر ورجالاتها ويقصرون قامات كبارهم حتى يتقزموا مثلهم.. ويا ويح شعب يجري افراغ ذاكرته من نقاطه المضيئة لصالح نقاط عقيمة لا تضيء ولا تشع لا نورا ولا نارا. فالشهداء والمناضلون باتوا يخرجون من ذاكرتنا ربما لأنه لم يعد فيها متسع للأبرار.

الهامش

  1. ^ يحيى حمودة ومنظمة التحرير الفلسطينية في الفترة الانتقالية

وصلات خارجية

سبقه
أحمد الشقيري
رئيس منظمة التحرير الفلسطينية
1967–1969
تبعه
ياسر عرفات