الأصول الأفريقية الحديثة للإنسان المعاصر

تعد أفريقيا المهد الأول للإنسان والحضارة الإنسانية. ففي جنوبي القارة وشرقيها، وفي تشاد عثر على هياكل عظمية لكائنات أطلق عليها اسم «أوسترالوبيتك» Australopitheque، أشهرها إنسان الزنج الذي عثر عليه في منطقة «الدوفاي» شمالي تنزانيا ويعود تاريخه إلى 1.700.000 عام حين بدأت العصور الحجرية، واستمرت في بعض أجزاء إفريقيا حتى وقت قريب، كما تم العثور على بقايا عظام بشرية ترجع إلى نحو ثلاثة ملايين سنة وأكثر. وفي الألف الثاني ق.م بدأ استخدام المعادن في حوض البحر المتوسط مؤذناً بنهاية العصور الحجرية، غير أن صناعة المعادن لم تنتشر في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلا في السنوات الأولى للميلاد. واستمرت بعض القبائل مثل البوشمن والهوتنتوت في استخدام الأدوات الحجرية حتى القرن الثامن عشر. ومع أن المواقع الأثرية المميزة قليلة العدد في شمالي إفريقية والصحراء الكبرى وإثيوبيا (الحبشة)، وكينيا، وتنزانيا، وزامبيا، وجمهورية جنوب إفريقيا فهي تشهد على أن إفريقية عرفت ثقافات موغلة في القدم؛ إذ ظهرت ثقافة الدوفاي في العصر الحجري القديم (الباليوليتي)، ووجدت آثارها وبقايا صانعيها في عدد من مناطق إفريقية. ونشأت الثقافة الآشولية ـ الأبفيلية في العصر الحجري القديم الأدنى، كما عثر على بقايا صانعيها ومخلفاتها في جميع أنحاء إفريقيا تقريباً، بيد أنها فقدت سيطرتها في العصر الانتقالي من العصر الحجري القديم الأدنى إلى العصر الحجري القديم الأوسط، وظهرت أنماط ثقافية متعددة ومختلفة تعايشت في الزمان والمكان نفسيهما. كما بدأ التمايز في الأنماط الثقافية بين شمالي إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى. ففي حين شهدت الأخيرة عودة تدريجية إلى ثقافة العصر السابق، وظهرت فيها أنماط ثقافية جديدة هي الستلنبوشية Stellembosch والفاورسميثية Fawresmith، عرفت مناطق شمالي إفريقيا ثقافة جديدة على النمط اللفلوازي ـ الموستيري تمتاز بظهور السكاكين والمقاحف المصنوعة من رقائق حجرية مشذبة. وأصبح هذا التمايز بين شمال الصحراء وجنوبها أشد وضوحاً في العصر الحجري القديم الأوسط حين شهدت إفريقيةا ظهور الرماح المستدقة الطرف التي زودت بعد ذلك بقبضات لتغدو أسلحة وأدوات أكثر فاعلية. وقد عثر في المناطق الحراجية في غربي إفريقية على أكثر أدوات العصر الحجري القديم تقدماً في القارة وهي رؤوس سهام طويلة وسكاكين. وأصبح للخشب ومنتجاته أهمية في اقتصاديات هذه المناطق، يدل على ذلك أعداد الأزاميل والمظافر والفؤوس التي عثر عليها. وفي حين عرفت مناطق شمالي إفريقية ثقافات العصر الحجري القديم الأعلى النصلية منذ بداياته، فإن معظم أنحاء القارة لم تتأثر بها إلا في مرحلة لاحقة من هذا العصر، عرفت بعض مناطق إفريقيا الشمالية ثقافات العصر الحجري الحديث أو النيوليتي كالفيّوم في مصر (الألف الخامس ق.م) ووادي النيل قبل السلالة المصرية الأولى بنحو 1000عام، وانتشرت هذه الثقافات في غربي إفريقيا وجنوبي غربيها بعد عام 2500ق.م مع جفاف المناخ الصحراوي، كما تدل على ذلك ثقافة التماثيل النوكية، ثم انتقلت إلى شرقي إفريقيا في حين لم تعرف معظم أنحاء القارة جنوب الصحراء الكبرى العصر النيوليتي الحقيقي.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مراحل الهجرة خارج أفريقيا

أنتشار Homo sapiens عبرالشرق الأوسط إلى أستراليا ، العلامتان
M 168 و M 130 في كروموسوم واي للإنسان(أنظر Adam des Y-Chromosoms).
إنتشار الإنسان العاقل في أوروبا وآسيا ابتداءا من 40.000 سبقت . تعلم M علامات محددة على الكروموزوم Y للإنسان.

هذه المسألة تتصل أيضا بانتشار الإنسان العاقل „Out-of-Africa II“ [1] الدلائل على ذلك نجدها في أحفورات أومو 1 و أومو 2 وكذلك "هومو سابينز إدالتو" Homo sapiens idaltu (الإنسان العاقل الأول ) التي عثر عليها في إثيوبيا ؛ وهي تنتمي إلى أقدم ما عثر عليه وتم تقدير عمره بدقة للإنسان العاقل Homo sapiens .

وفي حالة اتفاق العلماء على أن إنسان هايدلبرگ الذ كان منتشرا في أوروبا قد أتي من أفريقيا قبل 600.000 سنة ك الإنسان المنتصب وبالتالي يكون قد تفرع من الإنسان العاقل وعاش في أوروبا ,[2] فيكون انتماؤه إلى مرحلة

„Out-of-Africa II“ وانتشار الإنسان الذي حدث بعد ذلك فيكون انتشاره خلال مرحلة „Out-of-Africa III“.[3]


الشواهد

مراحل هجرة الإنسان من أفريقيا [4]
1. Homo sapiens
2. Neanderthals
3. Early Hominids

يدعم نظرية الخروج من أفريقيا عدد كبير من الأحفورات خاصة بالإنسان العاقل ، ويؤيدها التحليل الجيني وعلاوة على ذلك معالم لغوية .[5]

ونظرية الخروج من أفريقيا هي النظرية التي يتفق عليها أغلبية الباحثين عن منشأ الإنسان .[6][7][8] وتشكل منذ ثمانينيات القرن الماضي المنافس للافتراض القديم القائل بنشآت متعددة لأصل الإنسان الحديث . ويفترض هذا الافتراض القديم أن الإنسان العاقل Homo sapiens قد تتطور في أفريقيا ، وأوروبا ، وأستراليا ، وآسيا - منعزلا عن بعضه البعض - بعدما تطور من أصل له Homo .

وقد اكتشفت أحفورات قديمة يرجع تاريخها على نحو 1.85 مليون سنة (إنسان جورجيا وكذلك إنسان فلوريس وأشاعت مناقشات في الهيئات العلمية عن الافتراض المبدئي لتطورها من الإنسان المنتصب ؛ وعما إذا كان أشباه إنسان أسترالوپثيكس قد غادروا أفريقيا ، وتتطوروا إلى الإنسان المنتصب خارج أفريقيا ، ثم عادوا إلى أفريقيا ثانيا .[9]

تناقش بين العلماء احتمالين للهجرة . وجهة تعتبر أنه خلال انخفاض سطح البحر (مثلا خلال عصر ثلجي) فإن المضيق بين القرن الأفريقي و شبه الجزيرة العربية عند باب المندب كان أقل اتساعا عن اتساعه الحالي مما يسهل الانتقال وعبوره . وإذا بقي الإنسان قريبا من الشاطيء فإنه يصل إلى المحيط الهندي وإلى آسيا. والطريق الآخر المحتمل هو الانتقال إلى الشمال بمحاذاة نهر النيل الذي يشكل طريقا مخضرا خلال الصحراء الأفريقية.

نشأت فكرة الخروج من أفريقيا في الثمانينيات من القرن الماضي [10] مشابهة لقصة " كارين بليكين" والتي عرضت كالفيلم السنيمائي " الخروج من أفريقيا" Out of Africa).[11] وتناقش تأثيرات أفريقيا على الحضارة الإنسانية تحت مصطلح أثينا السوداء.[12]


إعادة البناء الجيني

المجموعة الفردانية لدنا المتقدرة

داخل أفريقيا

خريطة التنوع المبكر للإنسان الحديث تبعاً لعلم الوراثة السكاني لدنا المتقدرة (انظر : المجموعة الفردانية L).


تاريخ النظرية

علم الإنسان العتيق الكلاسيكي

The frontispiece to Huxley's Evidence as to Man's Place in Nature (1863): the image compares the skeleton of a human to other apes.


فرضية الأصل متعدد المناطق

انظر أيضا

المراجع

  1. ^ Wilson, Allan C. and Rebecca L. Cann: The Recent African Genesis of Humans. In: Scientific American. Band 266, 1992, S. 68–73
  2. ^ Michael Balter: In Search of the First Europeans. In: علم. Band 291, Nr. 5509, 2001, S. 1722–1725, doi:10.1126/science.291.5509.1722
  3. ^ Thomas Junker: Die Evolution des Menschen. C. H. Beck, 2. Auflage, München 2008, S. 38–40. – Junker benutzt arabische Ziffern.
  4. ^ Literature: Göran Burenhult: Die ersten Menschen, Weltbild Verlag, 2000. ISBN 3-8289-0741-5
  5. ^ Quentin D. Atkinson: Phonemic Diversity Supports a Serial Founder Effect Model of Language Expansion from Africa. In: Science. Band 332, Nr. 6027, 2011, S. 346–349, doi:10.1126/science.1199295
  6. ^ Chris Stringer: Human evolution: Out of Ethiopia. In: Nature. Band 423, 2003, S. 692–695,
  7. ^ Michael D. Petraglia et al.: Out of Africa: new hypotheses and evidence for the dispersal of Homo sapiens along the Indian Ocean rim. In: Annals of Human Biology. Band 37, Nr. 3, 2010, S. 288–311,
  8. ^ Hugo Reyes-Centeno et al.: Genomic and cranial phenotype data support multiple modern human dispersals from Africa and a southern route into Asia. In: PNAS. Online-Vorabveröffentlichung vom 21. April 2014,
  9. ^ Bernard Wood: Did early Homo migrate „out of“ or „in to“ Africa? In: PNAS. Band 108, Nr. 26, 2011, S. 10375–10376,
    Colin Barras: Our Asian Origin. In: نيو ساينتست. Band 218, Nr. 2916, 2013, S. 40–43
  10. ^ Chris Stringer: The Origin of Our Species. Penguin / Allen Lane, 2011, S. 77. ISBN 978-1-84614-140-9.
  11. ^ Günter Bräuer: Der Ursprung lag in Afrika. In: Spektrum der Wissenschaft. 2003, Nr. 3, S. 40
  12. ^ openaccess.leidenuniv.nl (PDF) Wim van Binsbergen: Rethinking Africa's contribution to global cultural history. Lessons from a comparative historical analysis of mankala board-games and geomantic divination. In: Talanta. Band 28–29, 1996–1997, S. 219–151. Herausgegeben vom African Studies Center, Leiden.

وصلات خارجية