معاهدة 17 أيار

بشير الجميل وأرييل شارون في 1982، قبيل اغتيال بشير الجميل.

اتفاق 17 أيار (1983) هو اتفاق لخلق علاقة سلمية بين إسرائيل ولبنان أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان وحصار بيروت في عام 1982.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأحداث المؤدية للاتفاق

سعت إسرائيل منذ قيامها إلى غزو لبنان والسيطرة عليها وذلك لعدة اهداف

في عام 1982 قامت إسرائيل بتنفيذ ما عرف بالاجتياح الإسرائيلى للبنان حيث دمرت القوات الإسرائيلية عشرات المدن ومئات القرى اللبنانية ونجحت لاول مرة في اجتياح ودخول عاصمة عربية خارج حدود الاراضى المحتلة وهى بيروت. كما نجحت في إخراج منظمة التحرير الفلسطينية خارج لبنان.


المفاوضات والتوقيع

المفاوضات الإسرائيلية-اللبنانية-الأمريكية. ممثل إسرائيل، داڤيد قمحي (يسار) يستمع إلى ممثل لبنان أنطوان فتال (يمين) وممثل الولايات المتحدة وليام دراپر يستمع. مطلع 1983.

في 28 ديسمبر 1982 بدأت المفاوضات بين إسرائيل ولبنان برعاية أمريكية في فندق ليبانون بيتش في منطقة خلدة جنوبي بيروت. بعد تلك المفاوضات جرت جولات مفاوضات عدة في مستعمرة كريات شمونة شمالى دولة إسرائيل وفي ذلك الفندق.

استمرت المفاضات حتى 17 مايو 1983 حيث تم التوصل إلى اتفاق سلام عرف بمعاهدة 17 أيار.

المعاهدة وقـَّع عليها وليام دراپر عن الولايات المتحدة، داڤيد قمحي عن إسرائيل وأنطوان فتال عن لبنان.

وكان الرئيس اللبناني أمين الجميل قد انتخب مؤخراً إثر اغتيال شقيقه الرئيس المنتخب بشير الجميل، الحليف الوثيق لإسرائيل، على يد عضو في الحزب القومي السوري. بعض اللبنانيين أيدوا الرئيس أمين الجميل مدافعين بأن علاقة إسرائيل الوثيقة بالولايات المتحدة سوف تخلق السلام وتستعيد سيادة لبنان، التي كانت مهددة ليس فقط بالاحتلال الإسرائيلي، ولكن أيضاً بالاحتلال السوري.

بنود المعاهدة

  • الانسحاب الإسرائيلى الكامل من لبنان في فترة 8-12 اسبوع.
  • إنشاء منطقة أمنية داخل الأراضي اللبنانية تتعهد الحكومة اللبنانية بأن تنفذ ضمنها الترتيبات الأمنية المتفق عليها في ملحق خاص بالاتفاق.
  • تكوين لجنة أمريكية - إسرائيلية - لبنانية تقوم بالاشراف على تنفيذ بنود الاتفاقية وتنبثق من تلك اللجنة لجنة الترتيبات الأمنية ولجان فرعية لتنظيم العلاقات بين البلدين.
  • تكوين مكاتب الاتصال بين البلدين والتفاوض لعقد اتفاقيات تجارية.
  • امتناع أي من إسرائيل ولبنان عن أي شكل من اشكال الدعاية المعادية للبلد الأخرى.

الغاء جميع المعاهدات والبنود والأنظمة التي تمنع تنفيذ أي بند من بنود الاتفاقية.

الرفض الشعبي

لاقى الشعب اللبنانى ذلك الاتفاق بالرفض الشديد معتبرين أنه اتفاق العار. وزادت العمليات من قبل منظمات المقاومة داخل لبنان حتى كادت أن تطال إحدى جولات التفاوض. وانطلقت أشد الحملات ضد هذا الاتفاق من مسجد الرضا في الضاحية الجنوبية لبيروت بتوجيه المرجع الشيعى محمد حسين فضل الله.

وقد كان لتوقيع الاتفاق تداعيات على مستوى الداخل اللبناني أبرزها نشوب الاقتتال الداخلي وانقسام المشهد السياسي بين الحكومة والرئيس أمين الجميل المتمسكين بالاتفاق من جهة وجبهة الإنقاذ الوطني ومن ورائها سوريا الرافضين من جهة ثانية. فمنذ ذلك التاريخ، بدأت المتاعب الفعلية في لبنان. ففي 19 أيار/مايو اندلعت حرب الجبل التي انتهت في 19 أيلول/سبتمبر 1983 بسيطرة الحزب التقدمي الاشتراكي على كل القرى الجبلية، تلتها انتفاضة 6 شباط/فبراير 1984 في بيروت وسيطرة القوى الرافضة لاتفاق 17 أيار على القسم الغربي من العاصمة.

وفي الفترة التي شهدت تصاعدا لوتيرة استهداف القوات الإسرائيلية والأجنبية داخل لبنان، خاصة بعد حادث مقتل عدد كبير من قوات المارينز والمظليين الفرنسيين،

انهيار الاتفاقية

دعت المعاهدة الجيش اللبناني للسيطرة على المواقع الإسرائيلية. انهارت حكومة المحاصصة الطائفية اللبنانية في 6 فبراير 1984 تحت وطأة الحرب الأهلية المتصاعدة في بيروت بين الفصائل الطائفية المتنافسة ولم يستطع لبنان الحفاظ على التزامه بالاتفاقية. وقد ألغى البرلمان اللبناني الاتفاق بقيادة رئيسه المنتخب مؤخراً حسين الحسيني، الذي حل محل رئيس البرلمان كمال أسعد الذي أيد الاتفاق.

وواجهت المعاهدة معارضة قوية من المسلمين اللبنانيين وفي العالم العربي، وتم تصويرها على أنها استسلام مفروض. كان إبرام السلام المنفصل مع إسرائيل (ولا يزال) موضوعاً شائطاً في العالم العربي، وقد تسببت اتفاقية السلام التي أبرمتها مصر في كامب ديڤد في جعل مصر منبوذة وسط العالم العربي، وإيقاف عضويتها مؤقتاً في الجامعة العربية. كانت معارضة سوريا صريحة، ورفضها نقل قواتها من الأراضي اللبنانية، أعاقت دمشق التنفيذ الفعلي للمعاهدة، لأن الانسحاب الإسرائيلي كان مرهوناً بفعل سوريا نفس الشيء. ونتيجة لذلك، رفضت الحكومة اللبنانية المعاهدة في 5 مارس 1984.[1]

أصرت إسرائيل على تنفيذ المعاهدة، وهددت بأنها ستفرض شروطها بموافقة لبنانية أو بدونها، لكن الرأي العام اللبناني احتج - والأهم من ذلك، أن عملية السلام في الحرب الأهلية الهشة بدأت بالانهيار.

اتجه الرئيس أمين الجميل إلى إعلان إلغاء اتفاق 17 أيار مع إسرائيل، وتحت ضغط الرفض الشعبي قامت الحكومة اللبنانية ومجلس النواب اللبنانى باعتبار هذا الاتفاق باطلا وقاموا بإلغائه بعد اقل من عام على اعتماده وبالتحديد في 5 مارس 1984.

مصادر

وصلات خارجية