متحف تدمر

متحف تدمر الوطني يقع في ساحة السيد الرئيس حافظ الأسد مقابل دار البلدية, تبلغ مساحة المتحف مع حديقته(7200م2)ويشغل بناء المتحف(3001م2)وتحيط به حديقة واسعة و استخدم في بناءه الحجر الكلسي القاسي المنحوت والمجلوب من المقالع التدمرية وقد دُشّن بحفل رسمي يوم 6 آب 1961 وهو نموذج ممتاز لمتحف المواقع الأثرية.

ويضم المتحف الأقسام التالية :

  • الطابق الأرضي
  • الطابق الأول

في حديقة المتحف وضعت بعض المنحوتات في زوايا الأحواض المزروعة (سرر جنائزية- مذابح نذرية – تماثيل تذكارية) أهمها تمثال أسد اللات الذي عثر عليه في باحة معبد اللات عام 1977. وقد تمت إعادة ترميمه وعرضه في المدخل الرئيسي للمتحف وهو من الحجر الكلسي الطري ويُرى من الأمام مستنداً على قائمتيه فاغر الفم شافع الرأس , ويمسك بين يديه (المها) الذي يبدو مطمئناً باسماً لم يمسه الأذى , على يده اليسرى كتابة تدمرية تذكر: ((إن الربة اللات تبارك كل من لا يسفك الدم في المعبد)) فالأسد رمز للربة اللات وإرادتها والتمثال من منجزات القرن الأول ق.م و ليس له مثيل في العالم تبرز في صنعته أصالة الفنان التدمري وواقعيته.


أقسام المتحف وأهم المعروضات في هذه الأقسام :


أولاً: الطابق الأرضي :

يتألف من:

1 - البهو: البهو واسع ينفتح إلى أعلى البناء منتهياً بمنور زجاجي وقد أنشئ فيه في العام 1964كهف إنسان ما قبل التاريخ (العصر الحجري الوسيط) وأدواته المعروضة أمامه في خزائن ووجدت هذه الأدوات في جرف العجلة وكهف الدوارة شمال وشرق تدمر بين عامي (1955-1970) وحوضة الكوم.

- وعلى الجدار الشرقي لوحة زيتية تمثل الحياة في العصور الحجرية المتعاقبة.

2- القاعة الأولى:عرضت في هذه القاعة اللوحات الحجرية المكتوبة الدينية والنذرية والتذكارية وفي وسط القاعة مدرج عرضت عليه مجموعة من المذابح النذرية المنحوتة التي قدمها التدمريون لآلهتهم طلباً للمغفرة حيث يوقد في أعلاها البخور والصيغة العامة في هذه المذابح ((إلى المبارك اسمه إلى الأبد , الرحمن الطيب)).

على الجدار الشرقي لوحة خشبية تعرض بإيجاز اللغة التدمرية وأبجديتها المكونة من 22حرفاً وهل لهجة آرامية تقرأ من اليمين إلى اليسار وهي نفس معاني وألفاظ الأبجدية العربية الحالية (أبجد هوز حطي... ) إلى جوارها حجر تأسيس معبد بل مؤرخة في 6 نيسان عام 32م (والتاريخ التدمري يتبع التاريخ السلوقي الذي بدأ في عام 312تاريخ تأسيس أنطاكيا).

وعلى الجدار الجنوبي قاعدة تمثال منحوتة قدمتها:نقابة الدباغين وصانعي القرب في تدمر إلى : ( صاحب السمو حيران بن الملك أذينة عام 257م) , وهي باللغة اليونانية.

3- القاعة الثانية: عرض في وسطها مجسم لمعبد بل (ماكيت) كما يتصور أنه كان أيام ازدهار تدمر قبل أن تتهدم أجزاء منه أثناء حروب زنوبيا و أورليان 272م, وهو أعظم وأهم آبدة في الشرق القديم له. إلى جواره نجد أيضاً مجسماً لمعسكر القوات الرومانية المتمركزة في تدمر والمعروف باسم معسكر ديوقليسيان.

وعلى الجدار الجنوبي لوحة الكاهن التدمري المولود من (صدفة). وفي القاعة مجموعة من الأفاريز المحلاة بزخارف تحاكي الطبيعة وبالإضافة لمحرابان آخران وجبهة مثلثية كانت توضع في أعلى الأبواب الرئيسية.

4- القاعة الثالثة: وتضم مجموعة من التماثيل المدنية التي كانت تزين شوارع المدينة وأروقتها وميدانها ومعابدها وأعمدتها التذكارية تخليداً لشيوخ تدمر ورؤساء قبائلها والبارزين من أبناءها في شتى الميادين وهي غالباً بالحجم الطبيعي ويرتدي أصحابها الملابس المحلية أو المستوردة (وهذه التماثيل لا تقصد لذاتها بقدر ما هي رمز لتخليد مآثر طيبة لشخص ساهم في تقدم المدينة وازدهارها كما أنها حافز للأجيال والأشخاص الآخرين).

وعلى الجدار الغربي لوحة السفينة الشراعية وهي من نماذج السفن التدمرية التي كانت تنقل التجارة ما بين ميناء تدمر في ميسان على الخليج العربي وميناءيها على الفرات ودورا أوربس (الصالحية) وسورا (قرية الحمام شرقي سد الثورة) وتُعرف بعض أسماء التدمريين الذين كانوا يملكون سفناً في الخليج العربي والمحيط الهندي.

5- الرواق الغربي: عرضت فيه مجموعة من تماثيل الآلهة التدمرية مجتمعة أو منفردة, وقد عبد التدمريون أكثر من(30إلهاً) ترمز إلى قوى الطبيعة, ومنها مذبح حجري منحوت على ثلاثة وجوه الأول للربة اللات الإلهة الأم عند العرب وربة الحرب والسلام ومعها رموزها الأسد والسنبلة, والوجه الثاني الإله ملكبل والثالث الإله شارو (رب القوافل وحاميها), ورأس الربة تيكة آلهة الحظ وحامية المدينة وزوجة الإله بل على رأسها تاج يمثل أسوار المدينة وكذلك لوحة تمثل الإلهة عشتار وتيكة, ومنحوتة تمثل ساكف باب عليه نسر يفرد جناحيه (رمز للإله بعلشمين رب السموات) ويظلل بجناحيه الهي القمر والشمس ووجدت هذه المنحوتة في معبد بعلشمين 1955.

متحف تدمر.jpg

وعلى الجدار الشمالي لوحتي فسيفساء:

  • الأولى تمثل الأولى مشهد من حروب طروادة للبطل آخيل (وهر رمز للروح المسجونة في الأبدان) الذي خاض غمار الحرب رغم نبوءة العرافات بمقتله في هذه الحرب.
  • الثانية لإله الصيد يخوض معركة حقيقية ضد وحوش مفترسة ويبدو بشكله الأسطوري فنصفه إنسان ونصفه حيوان.

وفي الرواق عدة خزائن تحوي مجموعة من الرؤوس الجصية المصنوعة بالقالب وتستعمل كزخارف في الأفاريز داخل البيوت التدمرية, ومجموعة من الأواني الزجاجية لحفظ العطور و الماء المبارك في الطقوس التدمرية والمسيحية بعدها وعدة سرج ومباخر لإضاءة البيوت والشوارع والمدافن.

وفي هذا الرواق أيضاً مجموعة نادرة من المصنوعات البرونزية والنقود الذهبية والفضية والبرونزية من العهود المختلفة التدمرية والرومانية والبيزنطية والإسلامية أبرزها نقد الملكة زنوبيا من البرونز, ونقد فضي (دراخما) للاسكندر المقدوني, ونقد لوهب اللات و أورليان, ونقد للإمبراطور فيليب العربي.

بالإضافة لخزانة تحوي أدوات تجميل مصنوعة من العاج والعظم والقلائد الزجاجية والحلي الذهبية والأحجار الكريمة التي عليها كتابات عربية وقطع نادرة من الخزف التدمري والإسلامي بينها خزف مستورد (روماني وصيني).

كما نشاهد مجموعة من التيجان من الطراز الدوري والأيوني و الكورنثي بينها تيجان زخارفها مزيج متجانس من الطرز الثلاثة بعد تطعيمها بالزخارف الشرقية الخاصة.

بالإضافة إلى منحوتة الساعة الشمسية وهي عبارة عن منحوتة عليها خطوط تشير إلى ساعات النهار ما بين الشروق والغروب ويمكن معرفتها وتحديدها بواسطة سهم يتلقى أشعة الشمس ويطرح ظله على اللوحة.

متحف تدمر1.jpg

- وإلى جانب الساعة الشمسية نشاهد منحوتة تصوّر تمثالاً لربة النصر ترفع بيديها تمثالاً نصفياً لأحد الموتى رمزاً للمساعدة الأبدية, والربة تقف على كرة رمزاً للشمولية وهي تماثل الرسومات على جدران مدفن الأخوة الثلاثة.

- وفي الخزانة رقم(8) نجد مجموعة من الرؤوس المنحوتة من الحجر لكهنة وفرسان وسيدات و تمثال نصفي للسيدة أقما بنت عطيل بن حجاج وقد أطلق عليها اسم حسناء تدمر نظراً لمميزاتها الفنية والجمالية العالية، سرير جنائزي ضخم لأسرة مبارك بن أمريشا (القرن 2م)وهو غاية في الذوق والإتقان.

تضغير

- أما الخزانة (9) : مجموعة من المنحوتات والرؤوس الحجرية لأطفال .

- وفي الرواق الشرقي نجد أيضاً منحوتة تمثل بقايا تمثال لمحامي كتب عند قدميه باليونانية( أفوكاتو) .

- وعلى الجدار الجنوبي للرواق نجد لوحات حديثة تحوي صوراً متخيلة عن معبد الربة اللات كما يتصور أنه كان أيام ازدهاره.

وفي نهاية الرواق يقف تمثال الربة العربية (اللات )الموحدة مع أثينا عند اليونان فكلاهما آلهة للحرب والسلام و والتمثال من المرمر, تشاهد واقفة على دكة, ترتدي ثوب (البيبلوس) الشفاف, وعلى صدرها درع محلى برأس الميدوزا وتغطي رأسها خوذة يعلوها تمثال أبو الهول, والمنحوتة من منجزات القرن الثاني الميلادي وتحاكي رائعة فيدياس (أثينا-بارتينوس) التي أبدعها في القرن 5ق.م.

وإلى جوارها نجد لوحة فسيفساء تمثل أسطورة كاسيوبه وهي الملكة ذات الأسطورة الشعبية التي تمثل ملكة الحبشة كاسيوبة التي أثارت عرائس الماء وأغاظتهن بجمالها فاشتكينها إلى نبتون رب البحار وحامي العرائس الذي أرسل وحشاً يخرب مملكتها فافتدت كاسيوبة مملكتها وشعبها بأن قدمت ابنتها أندروميد فداءً لهم فينقذها البطل برسيوس العائد من حروب طروادة الذي حملها وخلفها وقتل الوحش. (وجدت في البيت اليوناني شرق معبد بل, القرن الثالث الميلادي).

واللوحة الثانية لإله الطب إسكولاب (اله الطب والصحة) يجلس بوقار الحكيم والى جانبه الثعبان (رمز التجدد والعافية) يمد الإله يديه ليبارك ويشفي المصابين والمرضى.

6- القاعة الرابعة: نجد فيها مجموعة من السرر الجنائزية والشواهد الجنائزية والتماثيل النصفية التي عثر عليها في المدافن الجنوبية ومن بينها:

  • شاهدة جنائزية للطبيب مالك بن نوربل: نحت على الشاهدة صورة الطبيب وكتب اسمه ولقبه باللغة الآرامية تكريماً له لما كان يقوم به من عمل في مجال الصحة العامة لأبناء بلده .
  • سرير جنائزي (تابوت) منحوت من جهاته الأربعة وهو فريد لأن التوابيت في غالبها منحوتة من ثلاثة جهات, وهو من الكلس القاسي منحوت عليها مشاهد من التقدمات النذرية.
  • لوحة الساتير والميناد: وهي لوحة من الحجر الكلسي القاسي عليها تمثالان شاب وفتاة عاريين,وهو مشهد ميثولوجي إلى جوارهما من اليمين واليسار يقف رجل على جانب كل منهما السيف والجانب الثاني خنجر, يبدو أنهما حارسان للمشهد وعلى طرف اللوحة من اليمين إناء واسع مزين بإكليل الغار وهو رمز النصر وعلى الغالب أن هذا الإناء كان للخمر ولمشروبات أخرى وفوق رأس الفتى والفتاة عليه قدحان كانا يستعملان للمشروب, وعلى يسار اللوحة ما يشبه الحيوان الخرافي وهو أيضاً من حماة المشهد, اللوحة بشكلها وتعابيرها شرقية الفن إلا أن التعرّي نادر بالمنطقة لغير الأطفال وهذا المشهد يمثل الطقوس الماجنة الممارسة في أعياد الإله باخوس ديوثيزيوس الماجنة.اللوحة نادرة وفريدة ولم يكتشف مثلها من قبل في تدمر, عثر عليها في حفريات السور الشمالي لمدينة تدمر الأثرية موسم عام 2000.

7- القاعة الخامسة والسادسة: فيها منحوتات جنائزية اكتشفت في المقابر التدمرية تعكس آثار الرخاء الاقتصادي الذي عاشته ففي القاعة الخامسة نجد السرر والتماثيل النصفية لأسرتي سسن وبولبرك وتعودان للقرن الثالث الميلادي وتقسم المنحوتات بغناها الزخرفي وجمالها بينها تمثال رب النصر تيكه(تحمل قرن الوفرة).

8- القاعة السابعة: فيها تماثيل نصفية عثر عليها في مدفن أسرة شلم اللات بن ملكو وأسرة زبد عته بن دينيس وتقسم هذه المنحوتات أيضاً بالغنى والثراء والأسرّة الجنائزية تجمع أفراد الأسرة الذين اشتركوا في بناء المدفن في وليمة طقسية تجمع أرواح الأحياء (الزوار) مع أرواح الموتى, فهذا اللقاء الروحي يخفف من عذاب الغربة الأبدية وهي الموت.

ثانياً: الطابق الأول:

ونجد ست قاعات ورواقين أيضاً , في القاعة السابعة عرضت منحوتات للفن الاسلامي من قصر الحير الغربي , وفي نهاية الرواق الشرقي غرفة وضعت فيها أربع جثث محنطة (مومياء) من مدافن محتلفة نستدل منها أن التدمريين حنطوا جثث بعض الشخصيات الهامة وليس ذلك غريباً. فالتدمريون كان لهم اتصال مع مصر وارتبطوا بعلاقات وثيقة معها وقد وجدت بعض آثار التدمريين في ميناء فقط في مصر العليا قريباً من سد أسوان, يُعتقد أن التدمريين قد استفادوا من خبرة المصريين في مجال التحنيط, وامامها خزائن تضم مجموعة من بقايا أقمشة من الحرير الصيني والكتان والصوف وهي من أواخر القرن الأول ق.م والقرن الأول الميلادي.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

[1]


روابط خارجية

إقرأ أيضاً