ليوپولد الأول، الامبراطور الروماني المقدس

Leopold I
Benjamin von Block 001.jpg
Portrait by Benjamin von Block, 1672; notice the Habsburg lip on the Emperor
العهد18 July 1658 – 5 May 1705
التتويج1 August 1658, Frankfurt
سبقهFerdinand III
تبعهJoseph I
وُلِد(1640-06-09)9 يونيو 1640
Vienna, Austria
توفي5 مايو 1705(1705-05-05) (aged 64)
Vienna, Austria
الدفن
الزوج
الأنجال
تفاصيل
الاسم الكامل
Leopold Ignaz Joseph Balthasar Felician
البيتHabsburg
الأبFerdinand III, Holy Roman Emperor
الأمMaria Anna of Austria
الديانةRoman Catholicism
التوقيعتوقيع Leopold I

Leopold I (full name: Leopold Ignaz Joseph Balthasar Felician; مجرية: I. Lipót; 9 June 1640 – 5 May 1705) was Holy Roman Emperor, King of Hungary, Croatia, and Bohemia. The second son of Ferdinand III, Holy Roman Emperor, by his first wife, Maria Anna of Spain, Leopold became heir apparent in 1654 by the death of his elder brother Ferdinand IV. Elected in 1658, Leopold ruled the Holy Roman Empire until his death in 1705, becoming the longest-ruling Habsburg emperor (46 years and 9 months).

Leopold's reign is known for conflicts with the Ottoman Empire in the east and rivalry with Louis XIV, a contemporary and first cousin, in the west. After more than a decade of warfare, Leopold emerged victorious from the Great Turkish War thanks to the military talents of Prince Eugene of Savoy. By the Treaty of Karlowitz, Leopold recovered almost all of the Kingdom of Hungary, which had fallen under Turkish power in the years after the 1526 Battle of Mohács.

Leopold fought three wars against France: the Franco-Dutch War, the Nine Years' War, and the War of the Spanish Succession. In this last, Leopold sought to give his younger son Charles the entire Spanish inheritance, disregarding the will of the late Charles II. Leopold started a war that soon engulfed much of Europe. The early years of the war went fairly well for Austria, with victories at Schellenberg and Blenheim, but the war would drag on until 1714, nine years after Leopold's death, which barely had an effect on the warring nations. When peace returned with the Treaty of Rastatt, Austria could not be said to have emerged as triumphant as it had from the war against the Turks.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السنوات المبكرة

Europe after the Peace of Westphalia in 1648


حرب الشمال الثانية

Leopold's first war was the Second Northern War (1655–1660), in which King Charles X of Sweden tried to become King of Poland with the aid of allies including György II Rákóczi, Prince of Transylvania. Leopold's predecessor, Ferdinand III, had allied with King John II Casimir Vasa of Poland in 1656. In 1657, Leopold expanded this alliance to include Austrian troops (paid by Poland). These troops helped defeat the Transylvanian army, and campaigned as far as Denmark. The war ended with the Treaty of Oliwa in 1660.[1][2]

الحروب المبكرة ضد الدولة العثمانية

The Ottoman Empire often interfered in the affairs of Transylvania, always an unruly district, and this interference brought on a war with the Holy Roman Empire, which after some desultory operations really began in 1663. By a personal appeal to the diet at Regensburg Leopold induced the princes to send assistance for the campaign; troops were also sent by France, and in August 1664, the great Imperial general Raimondo Montecuccoli gained a notable victory at Saint Gotthard. By the Peace of Vasvár the Emperor made a twenty years' truce with the Sultan, granting more generous terms than his recent victory seemed to render necessary.[1][2]

إن في فيينا اليوم من الجمال ما يصعب معه علينا أن نتصور حالها عقب حرب الثلاثين، صحيح أن النمسا لم تقاس ما قاسته ألمانيا من ويلاتها، ولكن خزانتها نضبت، وجيوشها تهلهلت، وهبط صلح وستفاليا بسمعة الأباطرة وقوتهم. على أن ظرفاً واحداً كان في صفها. ذلك أن ليوبولد الأول خلف أباه فرديناند الثالث على العرش الإمبراطوري في 1658 وظل متربعاً عليه طوال سبعة وأربعين عاماً، ومع أن هذا الحكم الطويل سمع العثمانيين يقرعون أبواب فيينا مرة أخرى، فإن النمسا أخذت تفيق من كبوتها سريعاً. وكان ليوبولد ملكاً على الإمارات الألمانية اسماً لا فعلاً، ولكنه كان الملك الفعلي لبوهيميا وغربي المجر، وكان يحكم دوقيات استيريا، وكارنثيا، وكارنيولا، وكونتية التيرول. ولم يكون بالحاكم العظيم، كان يكد ويكدح بشعور الواجب في الإدارة وتشكيل السياسة، ولكنه افتقر إلى الرؤية البعيدة التي أوتيها أسلافه من آل هابسبورج، فلم يرث منهم غير لاهوتهم وشكل ذقونهم. وكان قد درب أصلاً للكهانة، ولم يفق قط حبه لليسوعيين، أو ينحرف كثيراً عن إرشادهم. ومع أن أخلاقه الشخصية كانت نقية لا عيب فيها، فإنه قبل المبدأ الذي يحتم جعل جميع رعاياه كاثوليكاً، ونفذ سياسته بأوتقراطية صارمة في بوهيميا والمجر. وكان ميالاً إلى السلم، ولكنه أكره أو سيق إلى سلسلة من الحروب بسبب اعتداءات لويس الرابع عشر والعثمانيين. وقد وجد فيهما بين عمليات إراقة الدماء هذه وقتاً للشعر والفن والموسيقى، ألف الموسيقى بنفسه، وشجع الأوبرا في فيينا، فعرضت بها أربعمائة أوبرا جديدة في السنين الخمسين التالية لاعتلائه العرش. ويدلنا نقش يرجع إلى عام 1667 على أن المدينة كانت تملك دار أوبرا فخمة، ذات ثلاثة صفوف من الألواج، وكل مقعد فيها مشغول. وهكذا نرى أن هذه الدعامة المبهجة للغناء قديمة جداً.

وعلينا أن ننظر إلى النمسا في هذا العصر على أنها المدافع عن الغرب ضد تركيا المنبعثة من جديد، المعذبة بعداء أشد حكام الغرب بأساً، فقد عاق صراع العالم المسيحي مع العالم الإسلامي وشوشه ذلك النزاع القديم بين الهابسبورج وفرنسا. وزادت المجر المشكلة تعقيداً، لأن ثلثها الغربي فقط هو الذي خضع لحكم الإمبراطور، وكان جزء منه بروتستنتياً يتوق إلى التحرر. وكان للمجريين مشاعرهم القومية الخاصة بهم، والتي يغذوها أدبهم وما توارثوه من تقاليد يعتزون بها عن هونيادي يانوس وماتياس كورفينوس، وكان ميكلوس زريني قد نشر قبيل هذه الفترة (1651) ملحمة تفيض بحب الوطن. وكان المجريون الذين أهانهم وظلمهم الحكم النمساوي والتسلط الكاثوليكي تحدثهم نفوسهم بالترحيب بالعثمانيين حين قرر هؤلاء محاولة فتح المجر كلها.

وقد أوقفت سلسلة من الوزراء العثمانيين الأقوياء اضمحلال تركيا، وعاودوا إرهاب الغرب. ومن علامات الانتعاش إن شاعراً تركياً فحلاً اسمه "نبي" راح يتغنى بمديح الوزراء الذين أعقدوا عليه المال، علامة أخرى أن المال والوذوق والورع التركي-كلها تضافرت لتشيد جامع ييني-وليدي البديع في اسطنبول (1651-80). وعين السلطان محمد الرابع محمد كوبريلي صدراً أعظم (1656)، استهل وهو في السبعين من عمره نصف قرن من الحكم تربعت فيه أسرته الألبانية على دست الوزارة، ولم يدم استيزاره أكثر من خمس سنوات، ولكن في هذه الوزارة الخماسية أعدم بأمره 36.000 شخص لجرائم تتفاوت من السرقة إلى خيانة الدولة، وكان كبير جلاديه يشنق ثلاثة كل يوم في المتوسط. وأكره الخوف من العقاب المفسدين في الإدارة ودساسي الساسة في الحريم على الاعتدال، وأعيد النظام إلى الجيش، وخفف باشوات الولايات من استقلالهم واختلاساتهم. فلما تمرد جورج راكوكزي الثاني، أمير ترانسلقانيا، على السيادة العثمانية، اكتسح كوبريلي حركة التمرد بجيش يقوده بنفسه، وخلع راكوكزي، وفرض على البلاد تعويضاً باهظاً، وزاد الجزية التي تدفعها ترانسلقانيا للسلطان سنوياً من خمسة عشر ألف فلورين إلى خمسين ألفاً.

وخلف هذا السبعيني الرهيب في الوزارة ابنه أحمد كوبريلي. فلما نشبت ثورة أخرى في ترانسلقانيا بقيادة يوحنا كيمينيي، عززها ليوبولد بعشرة آلاف مقاتل يقودهم قائد فذ من قواد ذلك العصر هو الكونت الإيطالي ريموندو دي مونتيكوكولي. ورد أحمد بالزحف بجيش عدته 120.000 مقاتل تحت قيادته حاول به استكمال فتح المجر. وطلب ليوبولد المعونة، واستجابت الولايات الألمانية، البروتستنتية والكاثوليكية على السواء، بالمال والرجال، وأسهم لويس الرابع عشر بأربعة آلاف جندي بعد أن تخلى عن تحالفه مع العثمانيين. ولكن المقاومة بدت أمراً ميئوساً منه حتى بعد هذا كله، وتوقعت أوربا سقوط فيينا، واستعد ليوبولد للرحيل عن عاصمته. وكانت قوات مونتيكوكولي أقل كثيراً من قوات العدو ولكنها أفضل تزوداً بالمدافع. ولم يجرؤ على لقاء الترك في أرض مكشوفة تعطي ميزة للكثرة العددية، فناورهم ليحاولوا عبور نهر رابا عند زنتجوتهارد، على نحو ثمانين ميلاً جنوبي فيينا، وهاجم كل كتيبة تركية بمجرد وصولها إلى ضفة النهر اليسرى. وكتب النصر لإستراتيجته، وللبطولة الفذة التي قاتل بها أفراد الفرقة الفرنسية (أول أغسطس 1664)، في معركة أنقذت أوربا مرة أخرى من أن يغرقها طوفان المسلمين.

ولكن، كما ترك انتصار ليبانتو قبل قرن من الزمان (1571) العثمانيين محتفظين بقوتهم مفيقين بسرعة من كبوتهم، فكذلك اضطر الإمبراطور، بسبب قدرتهم على تعويض خسائرهم، وجيشهم الذي ما زال محتفظاً بضخامته، وعدم ثقة ليوبولد بحلفائه التواقين إلى العودة لأوطانهم-اضطر إلى أن يبرم مع السلطان هدنة تمتد عشرين عاماً (10 أغسطس 1664)، ترك بمقتضاها معظم المجر تحت حكم الترك، واعترف فيها ليوبولد بالسيادة التركية على ترانسلقانيا، ودفع للسلطان "هدية" بلغت 200.000 فلورين. أما أحمد كوبريلي، الذي خسر المعركة وكسب الحرب، فقد عاد إلى القسطنطينية مكللاً بالغار.

وأنهى هجوم لويس الرابع عشر على الأراضي المنخفضة (1667) مؤقتاً اتحاد العالم المسيحي ضد الترك. وفي 1669 تولى أحمد قيادة الحصار الطويل لكريت، وأكره البنادقة على تسليم الجزيرة، وسيطر الأسطول التركي مرة أخرى على البحر المتوسط. ولم يشعر حاكم غير يوحنا سوبيسكي، ملك بولندة، بأن لديه من الرغبة القوية ما يغريه بقهر تركيا. وقد أعلن عن هدفه في شجاعة فقال إن "مقارعة الهمجي غزواً بغزو، ومطاردته من نصر إلى نصر، على ذلك الحد نفسه الذي لفظه من أوربا... والقذف به إلى موطنه في الصحاري، وإبادته، وإقامة إمبراطورية بيزنطية على أنقاضه، هذه المغامرة وحدها هي الجديرة بأن تسمى مسيحية، إنها دون غيرها السامية الحكيمة(15)". ولكن ليوبولد شجع الترك على مهاجمة بولندة، ولويس حرضهم على مهاجمة ليوبولد(16).

ومات أحمد كوبريلي في 1676 وقد أنهك قواه وهو بعد في الحادية والأربعين الكثير من الهزائم الرائعة، بعد أن خسر "معارك فاصلة" ومد الأملاك التركية إلى أوسع مداها الأوربي. وخلع السلطان محمد الرابع منصب الوزارة على صهره قره مصطفى، الذي أبهج لويس الرابع عشر بوعده بتجديد الحرب على النمسا(17). وشج قره نشوب ثورة (1678) قام بها الوطنيون المجريون بزعامة امري توكولي، الذي ساءه قمع النمسا العنيف للروح القومية وللبروتستنتية في المجر النمساوية، حتى حمله هذا على عرض الاعتراف بالسيادة التركية على جميع أرجاء المجر إذا دعم الأتراك ثورته. أما ليوبولد فقد أقلع بعد فوات الوقت، عن سياسة القمع وأعلن التسامح الديني في المجر. وأرسل لويس الرابع عشر المدد المالي إلى توكولي(18)، ووعد سوبيسكي بالاستيلاء على سيليسيا والمجر إذا ربط بيو بولندة وفرنسا في حلف ضد الإمبراطور. أما ليوبولد فلم يكن في وسعه أن يعد سوبيسكي بأكثر من أرشيدوقة عروساً لابنه، وبتعهد بتأييد جهود سوبيسكي لجعل العرش البولندي في فرعه من الأسرة المالكة. ولسنا نعرف على التحقيق دوافع الملك إلى المبادرة بمساعد النمسا على العثمانيين، وكل ما نستطيعه أن نقول إنها كانت من أعجب وأخطر الأحداث في التاريخ الحديث. وأحس قره مصطفى أن الخصومات بين الهابسبورج والبوربون، وبين الكاثوليكية والبروتستنتية، تتيح له فرصة الاستيلاء على فيينا، وربما على أوربا بأسرها. وكان الترك يفاخرون بأنهم حولوا القسطنطينية عاصمة الدولة الرومانية الشرقية قلعة إسلامية في القرن الخامس عشر، وحولوا كنيسة القديسة صوفيا جامعاً، فكذلك أعلنوا الآن أنهم لن يقفوا حتى يفتحوا روما ويربطوا خيلهم في صحن كنيسة القديس بطرس(19). وفي 1682 حشد قره مصطفى في أدرنة قواته ومؤنه التي أتته من الجزيرة العربية والشام والقوقاز وآسيا الصغرى وتركية أوربا، وتظاهر أنه يخطط للهجوم على بولندة. وفي 31 مارس 1683 وبدأ السلطان والصدر الأعظم زحفهما الطويل على فيينا. وكان الجيش كلما تقدم يضم إليه الإمداد من كل ولاية تركية في طريقه، فانضمت إليه فرق من الأفلاق، وملدافيا، وترانسلقانيا، حتى إذا بلغ أوسييك (اسزيك) على الدرافا كان يعد 250.000 مقاتل، ويحوي بين صفوفه الإبل والفيلة والمؤذنين والأغوات والحريم(20). هناك أذاع توكولي إعلاناً دعا فيه المسيحيين المحيطين بالمنطقة إلى عدم الهجوم على النمسا، وأمنهم على حياتهم وأملاكهم، ووعدهم بحرية العبادة في حمى السلطان. ففتح الكثير من المدن أبوابه للغزاة.

وعاد ليوبولد يستغيث بالإمارات الألمانية ولكنها تباطأت. ووضع جنوده البالغ عددهم 40.000 تحت إمرة شارل الخامس دوق اللورين، الذي وصفه فولتير بأنه أنبل أمير في العالم المسيحي(21). وترك شارل حامية من 13.000 رجل في فيينا، ثم تقهقر إلى تولن، حيث انتظر وصول البولنديين. وفر ليوبولد إلى باساو، ولامه شعبه لأنه لم يعد عاصمة ملكه للحصار المرتقب منذ زمن طويل. فلقد كانت حصونها مهدمة، وحاميتها لا تبلغ عشر العدد الزاحف. وفي 14 يوليو ظهر الأتراك أمام المدينة. وبعث ليوبولد إلى سوبيسكي يرجوه أن يأتي فوراً قبل أن تصل مشاته البطيئة الحركة قائلاً "إن اسمك وحده، الذي يرهبه العدو كثيراً، كفيل بالنصر(22)". وأقبل سوبيسكي بثلاثة آلاف فارس. وفي 5 سبتمبر وصلت مشاته وعدتهم 23.000 مقاتل. وبعد يومين وصل 18.000 مقاتل من الولايات الألمانية، فأصبح عدد جيش المسيحيين الآن 60.000. ولكن فيينا كانت آنذاك تتضور جوعاً، وقلاعها تتهاوى تحت نيران المدفعية التركية، فما هو إلا أسبوع آخر من الحصار حتى تسقط المدينة.

وفي صباح 12 سبتمبر الباكر، هاجم المسيحيون-الذين كانوا الآن تحت قيادة سوبيسكي العليا-الأتراك المحاصرين. ولم يكن قره مصطفى يصدق أن البولنديين آتون، ولا أن القوات المسيحية ستهجم أولاً، فلقد رتب كل شيء للحصار لا للمعركة، وزين ضباطه خنادقهم، بقطع النسيج المرسوم والقرميد، أما هو فزود خيمته بالحمامات، والنافورات، والحدائق، والمحظيات. وأخذ خيرة جنده على غرة في خنادقهم، فمزقوا إرباً إرباً. وشاعت الفوضى في جيشه المخلط الذي جمعه من ولايات لا يثير حماستها ولاء السلطان البعيد، أمام المسيحيين الذين ألهمهم الشعور بأنهم ينقذون أوربا والمسيحية. وبعد ثماني ساعات قطع الظلام القتال. فلما بزغ الفجر الجديد وجد المسيحيون الذين ما زالوا غير واثقين من النصر-لشدة فرحهم-أن الأتراك قد لاذوا بالفرار مخلفين وراءهم 10.000 قتيل ومعظم معدات الجيش في المعسكر. أما المسيحيون ففقدوا 3.000 رجل.

وأراد سوبيسكي أن يطارد الترك، ولكن الجنود البولنديين رجوه أن يسمح لهم بالعودة إلى وطنهم بعد أن أدوا مهمتهم. ودخل الملك الظافر فيينا وكتدرائيتها ليقدم الشكر لله، وفي طريقه هتف له الشعب العارف بصنيعه منقذاً من السماء، وناضل أفراده ليلمسوا ثوبه ويقبلوا قدميه(23)، وأحسوا أنه ما من شيء في سجل الفروسية يفوق مأثرته تلك. فلما عاد ليوبولد إلى عاصمته (15 سبتمبر) لم يلق غير استقبال فاتر من أهلها. وسأل معاونيه هل حدث أن استقبل إمبراطور مجرد ملك منتخب، وما المراسم التي يجب إتباعها في هذه الحالة. وتباطأ في لقاء سوبيسكي، وأخيراً حياه شاكراً له صنيعه شكراً متواضعاً، وقد توجس ما أن يكون الدافع للبطل في رغبته في مطاردة الترك خطة لاقتطاع مزيد من الملك لنفسه ولأسرته(24). فلم تبدأ المطاردة إلا في 17 سبتمبر، ولم يلتحم الجيش بالترك المتقهقرين إلا بعد ذلك بعشرة أيام. وعند باركاني، قرب الدانوب، أحرز سوبيسكي وشارل انتصاراً حاسماً آخر. ثم قاد الملك جيشه عوداً إلى بولندة بعد أن أنهكه السير والقتال والدوزنتاريا، فدخل كركاو في ليلة ميلاد 1683. وفي اليوم التالي أعدم السلطان قره مصطفى.

وألفت النمسا وبولندة والبندقية، بإلحاح البابا إنوسنت الحادي عشر، عصبة مقدسة لمواصلة الحرب ضد الترك (1684). وفتح فرانشسكو موروزيني المورة (البلوبونيز) للبندقية، وفي 1686 حاصر أثينا واستولى عليها في 28 سبتمبر، وأثناء هذا الحصار دمرت مدفعيته البروبيلايا والبارتينون، اللذين استعملهما الأتراك مخزناً لبارودهم. وقد استعاد الترك أثينا وأتيكا في 1688، والمورة في 1715. وفي غضون هذا هزم شارل اللوريني الترك في جران (ازترجوم) في 1685، وفي السنة نفسها، وبعد عشر أيام من الحصار، استولى على بودا-عاصمة المجر القديمة-التي كانت في قبضة الأتراك منذ 1541. وفي 1678 قاد شارل القوات النمساوية إلى النصر في هاركاني، قرب موهاكس، حيث استهل انتصار سليمان القانوني عام 1526 عصر التفوق العثماني. وأنهت معركة "موهاكس الثانية" هذه سلطة الأتراك في المجر، التي أصبحت الآن ملكاً للملكية النمساوية. واعترفت ترانسلقانيا بسيادة الإمبراطور الهابسبورجي، وأدمجت (1690) في الإمبراطورية النمساوية-المجرية. وفي 1688 استولى ماكس ايمانويل البافاري على بلغراد. وأعلن ليوبولد أن الطريق أصبح الآن مفتوحاً غلى القسطنطينية، وأنه قد آن الأوان وواتت الفرصة لطرد الأتراك من أوربا.

ولكن لويس الرابع عشر خف لنجدتهم. ذلك أن حرب البوربون مع الهابسبورج كانت في نظر ذلك "الملك المسيحي جداً" أهم من الصراع بين المسيحية والإسلام. وكان يرقب في غيرة متزايدة انتصارات العصبة المقدسة واتساع ملك الهابسبورج وعلو مكانتهم. وفي 1688، استأنف حربه مع الإمبراطور، ضارباً صفحاً عن إبرامه هدنة عشرين عاماً معه قبل ذلك بأربع سنين فقط، وأرسل جيشاً إلى البالاتينات. فأرسل ليوبولد شارل وماكس ايمانويل لملاقاة الهجوم على الراين، وتوقف الزحف على الترك، وتجدد الهجوم التركي.

واستوزر السلطان الجديد، سليمان الثاني، رجلاً آخر من أسرة كوبريلي هو مصطفى أخو أحمد. وهدأ مصطفى خواطر المسيحيين في تركية أوربا بتوسيعه حرية العبادة، ونظم جيشاً جديداً، واستولى على بلغراد من جديد (1690). ولكنه قتل بعد سنة، ودحر الأتراك عند سلانكامين. وتولى السلطان مصطفى الثاني قيادة الجيش بشخصه، ولكن المسيحيين هزموه في سنتا (1697) وكان يقودهم أوجين أمير سافوي. وطلب مصطفى الصلح، وأبرم ليوبولد معاهدة كارلوفتز (1699) مع تركيا وبولند والبندقية، مغتبطاً لأن يده أطلقت في محاربة لويس. ونزلت تركيا عن كل دعاواها في ترانسلقانيا والمجر (فيما عدا "بنات" تيميسفار) ونزلت عن غربي أوكرانيا لبولندة، وسلمت المورة ودلماشيا الشمالية للبندقية. واحتفظت بالبلقان كله-دلماشيا الجنوبية، والبوسنة، والصرب، وبلغاريا، ورومانيا، ومعظم اليونان، ولكن المعاهدة عينت نهاية الخطر التركي على العالم المسيحي.

ترى ما الذي هوى بقوة العثمانيين من أوجهاً أيام سليمان القانوني؟ ليس كالنجاح شيء يتعرض للسقوط. لقد كانت فرص المتعة التي أتى بها النصر والثورة شديدة الإغراء، فبدد السلاطين في الحريم ما كانوا في حاجة إليه من طاقة وهمة لضبط الجيش والموظفين والوزراء. واتسعت دولتهم اتساعاً حال دون إدارتها إدارة فعالة، ودون سرعة توصيل الأوامر ونقل الجنود، وكان يحكم الولايات باشوات جعلهم بعد الشقة بينهم وبين الآستانة مستقلين تقريباً عن السلاطين. ولم يعد الجوع يحفز الترك، ولا الأعداء يهددونهم، فتردوا في مهاوي الكسل والفساد، وأفسدت الرشوة الحكم وأشاع غش العملة فوضى في الاقتصاد والجيش. وتمرد الانكشارية المرة بعد المرة على رواتبهم المدفوعة بعملة هبطت قيمتها، واكتشفوا سطوتهم، فاستغلوها كلما تعاظمت. وظفروا بحق الزواج، وحصلوا لأبنائهم وغيرهم على الإذن بالانخراط في سلاحهم الذي كان من قبل وقفاً على النخبة المنتقاة، وتنكروا للتدريب والنظام الصارمين اللذين جعلا الانكشارية صفوة المقاتلين في أوربا. أما قوادهم الذين أصبحوا خبراء في لذات الجنس، فقد فشلوا في ملاحقة العلوم والأسلحة الحربية. وبينما كان الغرب المسيحي يصنع مدافع أفضل، ويطور استراتيجية وتكتيكاً أرقى، في صراع الحياة والموت الذي دار على ساحات حرب الثلاثين، وجد الأتراك، الذين كانوا تحت إمرة محمد الفاتح يملكون أفضل مدفعية في العالم-وجدوا أنفسهم-كما حدث في ليبانتو-متخلفين في قوة النيران والاستراتيجية. وأرهقت الحرب، التي قوت من قبل الدولة العثمانية يوم كان السلاطين يقودون جيوشهم بأنفسهم-هذه الحرب أرهقت الدولة حين آثروا انتصارات الحريم السعلة على مشاق المعركة. وكان لسيطرة الإيمان القدري، غير التقدمي، على الحياة والفكر أثرها في خنق العلوم الإسلامية التي كان لها القدح المعلي في العصور الوسطى، وازدادت المعرفة في الغرب وتخلفت في الشرق. وحسن المسيحيون بناء سفنهم وأصلحوا مدفعيتهم وامتدت تجارتهم إلى جميع القارات، تشق لها طرقاً جديدة في العباب، بينما كانت معظم التجارة العثمانية تزحف في قوافل على اليابس. وترك الحكام الكسالى السقايات والقنوات تبلى، بينما الفلاحون الذين قبلت الحرب حياتهم ينتظرون المطر في ذل ومسكنة. واتخذ مسار الإمبراطورية طريقه غرباً، إلى أن وجد نفسه ثانية في الشرق يوماً وهو لا يزال يتحرك غرباً.

وكان رد الأتراك على عقابهم معناه بالنسبة للغرب الدعوة لحرب داخلية طاحنة. ذلك أن النمسا وألمانيا تحولتا بعد تحررهما من ضغط الإسلام عليهما لمواجهة أطماع لويس الرابع عشر، الذي كان يمد ذراعيه في الأراضي المنخفضة، وأراضي الراين، والبلاتينات، وإيطاليا، وأسبانيا. وأكملت هذه اللطمات الآتية من الغرب تفكك الإمبراطورية الرومانية المقدسة، فلم يبق منها غير الصورة. وانتهى الأمر بالإمبراطور إلى النظر إلى نفسه على أنه نمساوي لا روماني، وحلت الإمبراطورية النمساوية-المجرية محل الرومانية المقدسة. وجعلت العروش الثلاثة-عروش النمسا، والمجر، وبوهيميا-وراثية في أسرة هابسبورج (1713)، فألغيت حقوق الولايات البوهيمية والمجرية التقليدية في انتخاب ملوكهم. وعادت المجر إلى الثورة (1703-11) بزعامة فرنسيس راكوكزي الثاني، ولكن الثورة أخمدت، تاركة الحنين إلى الحرية يتردده صداه في الشعر والأغاني.

وسخرت النمسا اقتصاديات المجر وبوهيميا لمنفعتها الخاصة، وتمتعت طبقاتها العليا بثراء جديد. وارتفعت القصور الفاخرة للأرستقراطية، وأسكنت الكنائس الجميلة والأديار الضخمة القساوسة والرهبان المنتصرين. وأعد الأمير بال استرهازي بناء قلعته الكبرى في ايزتشتات، حيث سيقود هايدن يوماً فرقته الموسيقية ويؤلف ألحانه. وفي فيينا صمم دومنيكو مارتينللي قصر ليشتنشتين، وقصر بلفدير لأوجين أمير سافوي. وبنى يوهان فيشر فون ايرلاخ لهذا الأمير ذاته قصوراً شتوياً فاخراً، ووضع الخطط للمكتبة الملكية، والقصر الإمبراطوري في شونبرون. وفي 1715 بدأ أعظم معماري النمسا هذا عمله في كنيسة كارلسكرشي بفيينا، بطراز كنيسة القديس بطرس بروما. وعلى ضفاف الدانوب على نحو أربعين ميلاً غربي فيينا شاد يعقوب برانتاور دير "كلوسترميلك" أكبر الأديار البندكتية وأروعها في الأراضي الألمانية، وهذا أوج الباروك النمساوي. وفي أعقاب الانتصار صمم يوهان ارنست تون، رئيس الأساقفة الكفء الوجيه، حديقة ميرابيل الشهيرة بسالزبورج، وجملها بمنحوتات من صنع فيشرفون ارلاخ. وهكذا تحركت النمسا في كبرياء وأبهة إلى أعظم قرن في تاريخها.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المشاكل الدولية

Leopold I column (1673) in Trieste


الحياة الخاصة

Leopold I in costume as Acis in La Galatea, 1667, by Jan Thomas van Ieperen, Kunsthistorisches Museum, Vienna.
Margaret Theresa in theater dress, 1667, by Jan Thomas van Ieperen, Kunsthistorisches Museum, Vienna.
Detail of sarcophagus of Leopold I, Kapuzinergruft, Vienna, Austria

In 1666, he married Margaret Theresa of Spain (1651–1673), daughter of King Philip IV of Spain, who was both his niece and his first cousin. She was depicted in Diego Velázquez' paintings sent from the court of Madrid to Leopold as he waited in Vienna for his fiancée to grow up. Leopold and Margaret Theresa had four children:

  1. Archduke Ferdinand Wenzel (1667–1668)
  2. Archduchess Maria Antonia (1669–1692), who married Maximilian II Emanuel, Elector of Bavaria.
  3. Archduke Johann Leopold (1670)
  4. Archduchess Maria Anna Antonia (1672)

His second wife was Claudia Felicitas of Austria, who died in 1676 at the age of 22. Neither of their two daughters survived:

  1. Archduchess Anna Maria Josepha (1674)
  2. Archduchess Maria Josepha Clementina (1675–1676)

His third wife was Eleonor Magdalene of Neuburg. They had the following children:

  1. Joseph I, Holy Roman Emperor (1678–1711), who married Wilhelmine Amalia of Brunswick-Lüneburg
  2. Archduchess Maria Christina (1679)
  3. Archduchess Maria Elisabeth (1680–1741), Governor of the Austrian Netherlands
  4. Archduke Leopold Joseph (1682–1684)
  5. Archduchess Maria Anna (1683–1754) married John V of Portugal
  6. Archduchess Maria Theresa (1684–1696)
  7. Charles VI, Holy Roman Emperor (1685–1740), who married Elisabeth Christine of Brunswick-Wolfenbüttel
  8. Archduchess Maria Josepha (1687–1703)
  9. Archduchess Maria Magdalena (1689–1743)
  10. Archduchess Maria Margaret (1690–1691)


السلف


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ أ ب ت Schumann, Jutta (13 September 2012). Die andere Sonne: Kaiserbild und Medienstrategien im Zeitalter Leopolds I. Walter de Gruyter. pp. 3–. ISBN 978-3-05-005581-7.
  2. ^ أ ب Volker Press (1991). Kriege und Krisen: Deutschland 1600-1715. C.H.Beck. ISBN 978-3-406-30817-8.
  3. ^ أ ب Eder, Karl: Ferdinand III.. In: Neue Deutsche Biographie (NDB). Bd. 5, Berlin قالب:NDB/Jahr, S. 85–86.
  4. ^ أ ب قالب:BLKO
  5. ^ أ ب Eder, Karl: Ferdinand II.. In: Neue Deutsche Biographie (NDB). Bd. 5, Berlin قالب:NDB/Jahr, S. 83–85.
  6. ^ أ ب قالب:BLKO
  7. ^ أ ب قالب:BLKO
  8. ^ أ ب قالب:BLKO

المصادر

External links

ليوپولد الأول، الامبراطور الروماني المقدس
وُلِد: 9 June 1640 توفي: 5 May 1705
ألقاب ملكية
شاغر
اللقب آخر من حمله
Ferdinand III
Holy Roman Emperor
King of the Romans

1658–1705
تبعه
Joseph I
سبقه
Ferdinand III
King of Hungary
1655–1705
مع Ferdinand III (1655–1658)
King of Bohemia
1656–1705
مع Ferdinand III (1656–1658)
Archduke of Austria
King of Croatia
Duke of Teschen

1657–1705
سبقه
Sigismund Francis
Archduke of Further Austria
1665–1705
سبقه
Michael II Apafi
Prince of Transylvania
1692–1705
تبعه
Francis II Rákóczi


Wars against France

Leopold I, painted by Guido Cagnacci (1657-1658)