لقاح الجمرة الخبيثة

لقاح الجمرة الخبيثة إن لقاح الجمرة الخبيثة الممتز AVA هو اللقاح الوحيد ضد الجمرة الخبيثة الذي تم ترخيصه من قبل إدارة الأغذية والأدوية FDA في الولايات المتحدة. وهو محضر من رشاحة لا خلوية لمزرعة سلالة من عصيات الجمرة المولدة للذيفان toxigenic غير الممحفظة. لا يحتوي هذا اللقاح جراثیم ميتة أو حية، حيث تحتوي الرشاحة مزيجاً من منتجات خلوية إضافة إلى المكونات الذيفانية الثلاث ‏LF , EF, PA

يمتز اللقاح بهيدروكسيد الألمنيوم كمادة مساعدة adjuvant، ويحتوي لقاح AVA على كمية لا تتجاوز 0.83 مغ من الألمنيوم في كل جرعة (0.5 مل)، كما يحتوي على 0.0025٪ من كلور البنزثونيوم benzethonium chloride كمادة حافظة و 0.0037٪ من الفورمالدهید formaldehyde وكمادة مثبتة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تأريخ اللقاح

وصفت العصية الجمرية لأول مرة في عام 1849، وكان روبرت كوخ Robert Koch أول من أكد المنشأ الجرثومي لهذا المرض في عام 1876. تم تطوير وتجربة أول لقاح حيواني مضعف من قبل لويس باستور Luis Pasteur في عام 1881. وفي عام 1939 تم تكوين لقاح حيواني محسن يحتوي معلقاً من سلالة حية للعصية الجمرية عديمة الفوعة وغير ممحفظة. و تمت الإشارة إلى دور الذيفان toxin في إمراض الجمرة الخبيثة في عام 1954. أما اللقاح البشري المؤلف من رشاحة زرعية لا خلوية فتم تطويره في عام 1954. بينما تم ترخيص العمل بلقاح محسن لا خلوي في الولايات المتحدة في عام 1970. وتم استعمال الجمرة الخبيثة كسلاح بيولوجي بفعالية لأول مرة في عام 2001.

نجح لويس باستور بإضعاف العصية الجمرية وإنتاج أول لقاح جرثومي حي مضعف للاستخدام عند الحيوانات في عام 1881. وفي عام 1939 تم تطوير لقاح حي محسن يحتوي عصيات جمرة غير ممحفظة وعديمة الفوعة (لقاح ستيرن Stern). واستعمل عند المواشي، وقد استمر استعماله كلقاح بيطري رئيس في نصف الكرة الأرضية الغربي. ترافق استعمال لقاحات المواشي مع حدوث وفيات عرضية عند الحيوانات، لذا اعتبرت اللقاحات الحية غير مناسبة للبشر.

في بدايات القرن العشرين تمت دراسة رشاحات عصيات جمرة مزروعة بشكل اصطناعي من حيث إمكانية استعمالها كلقاحات. وفي عام 1954 تم تطوير أول لقاح رشاحة زرعية بشري، وقد استعمل الشب alum في هذا اللقاح كمادة مساعدة. زود هذا اللقاح القرود بالتحصين، وسبب ارتكاسات قليلة وتأثيرات جانبية قصيرة الأمد، وقد استخدم فقط في دراسة فعالية التلقيح ضد الجمرة الخبيثة عند الإنسان التي أجريت في الولايات المتحدة. وفي أواخر خمسينيات القرن الماضي تم تحسين اللقاح عن طريق انتقاء سلالة عصيات جمرية تنتج قسماً أكبر من المستضد الواقي وإنتاج أوساط خالية من البروتين واستعمال هيدروكسيد الألمنيوم كمادة مساعدة بدلاً من الشب. وفي عام 1970 تم ترخيص استعمال هذا اللقاح (لقاح الجمرة الممتز anthrax (AVA vaccine adsorbed في الولايات المتحدة.


الجمرة الخبيثة

مرض حيواني المصدر Zoonotic disease ناجم عن جراثيم مكونة للأبواغ هي العصية الجمرية Bacillus anthracis. قدر عدد الوفيات عند البشر الناجمة عن وباء الجمرة الخبيثة الذي حدث في أوروبا في القرن السابع عشر 60,000 حالة وفاة. وقد عرفت الطبيعة المعدية للجمرة الخبيثة في عام 1823.


الوبائيات

  • المستودع: إن المستودعين الرئيسين للجمرة الخبيثة هما الحيوانات المصابة والتربة. وإن أبواغ الجمرة الخبيثة مقاومة بشدة للعوامل الفيزيائية والكيماوية، وتبقى حية في البيئة المحيطية عدة سنوات، ويمكنها أن تبقى هاجعة في بعض أنماط التربة لعدة عقود.


الاتجاهات العامة

أكثر ما تحدث الجمرة الخبيثة عند الحيوانات العاشبة التي تصاب عن طريق التهام الأبواغ من التربة أو استنشاقها. أما إصابة الإنسان بشكل طبيعي فتحدث بعد التماس مع الحيوانات المصابة بالجمرة الخبيثة أو مع منتجاتها الملوثة.

يصعب تقدير نسبة الحدوث الحقيقية للجمرة الخبيثة عند الإنسان في العالم؛ نظرا لأن التبليغ عن حالات الجمرة الخبيثة غير موثوق به. وقد حصل أكبر وباء بشري بالجمرة الخبيثة حديثة في زيمبابوي خلال الفترة بين عامي 1978- 1980، حيث حدثت 9.445 حالة، من ضمنها 141 حالة وفاة (1.5 ٪).

أما في الولايات المتحدة فقد انخفضت نسبة الحدوث السنوية للجمرة الخبيثة عند الإنسان من 130 حالة في السنة تقريباً في مطلع القرن العشرين إلى أن انعدمت الحالات خلال الفترة ما بين عامي 1993 - 1999، وفي عام 2000 سجل حدوث حالة وحيدة من الجمرة الخبيثة الجلدية، وكانت مرتبطة مع جائحة للجمرة عند حيوانات المزارع في داكوتا الشمالية. بينما لم يسجل سوى 18 حالة جمرة خبيثة استنشاقية خلال القرن العشرين، حدث آخرها في عام 1976. أما الجمرة الخبيثة الهضمية فلم يسجل حدوثها في الولايات المتحدة.

باستثناء الحالة الوحيدة التي حدثت في عام 2000 فقد كانت كل الحالات التي حدثت في الولايات المتحدة منذ عام 1993 ناجمة عن التعرض لهجوم بيولوجي متعمد. ففي شهري تشرين الأول وتشرين الثاني من عام 2001 سجل حدوث 22 حالة (11 حالة استنشافية، 11 حالة جلدية). وكانت عصيات الجمرة موضوعة في مغلفين على الأقل، وقد أرسلا عبر بريد الولايات المتحدة. تعرضت معظم الحالات للخمج في مرافق الفرز البريدي أو أنها كانت على تماس مباشر مع المغلف الملوث. إن مصدر عصيات الجمرة المستخدمة في هذه الهجمات غير معروف.


خصائص اللقاح

إن لقاح الجمرة الخبيثة الممتز AVA هو اللقاح الوحيد ضد الجمرة الخبيثة الذي تم ترخيصه من قبل إدارة الأغذية والأدوية FDA في الولايات المتحدة. وهو محضر من رشاحة لا خلوية لمزرعة سلالة من عصيات الجمرة المولدة للذيفان toxigenic غير الممحفظة. لا يحتوي هذا اللقاح جراثیم ميتة أو حية، حيث تحتوي الرشاحة مزيجاً من منتجات خلوية إضافة إلى المكونات الذيفانية الثلاث ‏LF , EF, PA

يمتز اللقاح بهيدروكسيد الألمنيوم كمادة مساعدة adjuvant، ويحتوي لقاح AVA على كمية لا تتجاوز 0.83 مغ من الألمنيوم في كل جرعة (0.5 مل)، كما يحتوي على 0.0025٪ من كلور البنزثونيوم benzethonium chloride كمادة حافظة و 0.0037٪ من الفورمالدهید formaldehyde وكمادة مثبتة.


استمناع اللقاح وفعاليته

إن المستضد الرئيس المسؤول عن تكوين المناعة هو المستضد الوالي PA، حيث يطور ما يقارب %83 من متلقي لقاح AVA أضدادا للبروتين PA قابلة للكشف بعد أسبوعين من إعطاء الجرعة الأولى، بينما تصل النسبة إلى 91٪ عند الملقحين الذين تلقوا جرعتين أو أكثر من اللقاح. ويحدث انقلاب مصلي عند ما يقارب 95% من الملقحين مع حدوث ارتفاع عيار الأضداد من نوع IgG) IgG anti - PA) إلى أربعة أضعاف بعد تلقي ثلاث جرعات من اللقاح. ومع ذلك فإن العلاقة الدقيقة بين عيار الأضداد (أو تركيزها) والتحصين ضد الخمج غير معروفة بشكل مؤكد.

أجريت تجربة سريرية محكمة واحدة لدراسة الجمرة الخبيثة عند الإنسان، وكان ذلك بين عامي 1955 - 1959، حيث أجريت التجربة عند عمال المطاحن باستخدام اللقاح المرسب بالشب لقاح يعتمد على PA، ويعتبر طليعة AVA المرخص حالياً). وتم في هذه الدراسة المحكمة إعطاء اللقاح إلى 379 عاملاً، بينما أعطي 414 عاملاً لقاحاً موهماً placebo، و ترك 340 عاملاً دون إعطائهم أي شيء. وقد أثبتت هذه الدراسة أن اللقاح فعال في الوقاية ضد الجمرة الخبيثة الجلدية والاستنشاقية معاً) في 5 ,92% من الحالات. حدثت خلال هذه الدراسة جائحة من الجمرة الخبيثة الاستنشاقية عند المشاركين. وبشكل عام حدثت 5 حالات من الجمرة الخبيثة الاستشاقية عند الأشخاص الذين تلقوا اللقاح الموهم أو الذين لم يتلقوا أي لقاح. بينما لم تحدث أية حالة عند الذين تلقوا لقاح الجمرة الخبيثة. لا تتوفر معلومات حول فعالية لقاح الجمرة الخبيثة عند الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة أو الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة.

ظهرت الفعالية الواقية للقاح المرسب بالشب (الشكل المبكر من لقاح رشاحة الى PA) ولقاح AVA في العديد من الدراسات على الحيوانات من خلال استخدام مختلف طرق التعرض للأبواغ.

يعتقد أن الجمرة الخبيثة الاستنشاقية عند قرود المكاك (الريص Thesus) هي التمثيل الأفضل للمرض عند الإنسان، وقد لوحظ أن AVA يعطي وقاية لمدة تزيد عن 100 أسبوع بعد التحدي الرئوي بعصيات الجمرة. إن مدة المناعة الناجمة عن التلقيح ب AVA عند الإنسان غير معروفة وتقترح معطيات الدراسات على الحيوانات أن مدة الفعالية بعد جرعتين من اللقاح قد تصل إلى 1 - 2 سنة.


جدول التلقيح والاستعمال

نظام إعطاء لقاح الجمرة الخبيثة

تتكون سلسلة التلقيح الأولي ب AVA من ثلاث حقن تحت الجلد الأسابيع 0 ، 2 ، 4 ، يليها إعطاء جرعات أخرى في الأشهر 6 ، 12 ، 18، وتوصي الشركة الصانعة للقاح بإعطاء جرعة معززة سنوياً للمحافظة على المناعة. إن الأساس الذي بني عليه جدول التلقيح السابق الذكر (جرعة في الأسابيع 0 ، 2 ، 4 ، ثم في الأشهر 6 ، 12 ، 18 ، ثم جرعة معززة سنوياً) غير واضح جيداً.

وكما هو الحال في اللقاحات المرخصة الأخرى لا توجد معلومات تدل على أن زيادة الفواصل الزمنية بين الجرعات يؤثر بشكل سلبي على استمناع وسلامة اللقاح. كما تجدر الإشارة إلى أن انقطاع جدول التلقيح لا يتطلب إعادة البدء بسلسلة كاملة من لقاح الجمرة الخبيثة أو إعطاء جرعات إضافية.

نظراً لتعقد جدول التلقيح الأولي المؤلف من 6 جرعات وزيادة تواتر الارتكاسات الموضعية في أماكن الحقن، فقد أجريت دراسات من أجل تقييم استمناع جداول التلقيح التي يتم فيها إنقاص عدد الجرعات واستخدام الحقن العضلي بدلاً من الحقن تحت الجلد. وقد أشارت النتائج التمهيدية إلى أن الجداول التي تستعمل فيها جرعات أقل وبفواصل زمنية أطول وباستخدام الحقن العضلي بدلاً من الحقن تحت الجلد تنتج تراكيز مشابهة من أضداد ال PA. ومع ذلك لم توافق FDA حتى الآن على استعمال أي جدول بديل.

التلقيح قبل التعرض

يستطب التلقيح ب AVA بشكل روتيني قبل التعرض عند الأشخاص الذين يقومون بأعمال تتضمن إنتاج كميات أو تراكيز من مزارع العصيات الجمرية وكذلك الذين يقومون بنشاطات تكون إمكانية إنتاج الضبوب فيها مرتفعة. أما موظفو المخابر الذين يطبقون إجراءات المستوى الثاني من السلامة الحيوية النظامية standard biosafety level 2 practices أثناء التعامل الروتيني مع العينات السريرية فليسوا معرضين لزيادة خطر التعرض لأبواغ عصية الجمرة.

لقد انخفض خطر التعرض عند الأشخاص الذين يعملون على تماس مع جلود الحيوانات المستوردة أو فرائها أو مسحوق عظامها أو صوفها أو أشعارها، وذلك من خلال تعديل المعايير الصناعية ووضع قيود على الاستيراد. لذا فلا يوصى بالتلقيح الروتيني قبل التعرض لأفراد هذه المجموعة إلا عندما تكون هذه المعايير والقيود غير كافية؛ لمنع تعرضهم لأبواغ الجمرة الخبيثة. كذلك لا يوصى بالتلقيح الروتيني للأطباء البيطريين في الولايات المتحدة؛ نظراً لانخفاض نسبة الحدوث عند الحيوانات. ومع ذلك يمكن أن يستطب تلقيح الأطباء البيطريين وغيرهم من الأشخاص ذوي الخطورة العالية الذين يتعاملون مع الحيوانات التي يمكن أن تكون مصابة في المناطق التي يكون حدوث الجمرة الخبيثة فيها عالياً.

يمكن أن يستطب التلقيح قبل التعرض عند بعض موظفي الخدمة العسكرية وغيرهم من المجموعات التي يمكن أن تتعرض لإطلاق متعمد لعصيات الجمرة. بينما لا يوصی حالياً بالتلقيح قبل التعرض للعاملين في الدفاع المدني أو في شرطة النجدة أو في المهن الطبية.


التلقيح بعد التعرض

لا توجد إلا معطيات قليلة تتعلق بفعالية لقاح AVA بعد التعرض. وتشير الدراسات على الرئيسيات غير الإنسان nonhuman primates إلى أن التلقيح بعد التعرض ليس واقياً لوحده. ومع ذلك فقد أشارت الدراسات إلى أن الجمع بين المضادات الحيوية والتلقيح بعد التعرض فعال في منع حدوث المرض عند الحيوانات بعد تعرضها لأبواغ العصيات الجمرية. لقد وافقت FDA على استعمال اللقاح الحالي في التلقيح قبل التعرض فقط. أما العدد الأمثل لجرعات اللقاح المستعملة في الوقاية ما بعد التعرض فغير معروف.

يطور حوالي 83٪ من الأشخاص الملقحين استجابات مناعية محرضة باللقاح بعد تلقيهم جرعتين من اللقاح، بينما ترتفع الأضداد إلى أربعة أضعاف عند أكثر من 95% من الأشخاص الملقحين بعد إعطائهم ثلاث جرعات من اللقاح. وعلى الرغم من أن العلاقة الدقيقة بين عیار الأضداد والتحصين ضد المرض غير واضحة، فقد أكدت دراسات الجمع بين أنظمة اللقاحات بعد التعرض والمضادات الحيوية عند الرئيسيات من غير الإنسان أن جرعة واحدة أو اثنين من اللقاح كانت كافية لمنع تطور المرض عند إيقاف المضادات الحيوية.

الجمع بين لقاح الوقاية ما بعد التعرض و المضادات الحيوية


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الارتكاسات الجانبية التالية للتلقيح

إن أشيع التأثيرات الجانبية التالية للتلقيح ب AVA هي الارتكاسات الموضعية، وقد حدثت أثاء إجراء دراسات التقويم evaluations ما قبل الترخيص للقاح كما يلي:

• الارتكاسات الموضعية الصغرى (ظهرت بشكل حمامی erythema ووذمة edema وجساوة ‏induration أقل من 30 ملم) حدثت بنسبة 20 % من التلقيحات.

• الارتكاسات الموضعية المعتدلة (وذمة وجساوة بين 30 - 120 ملم) حدثت في 3٪ من التلقيحات.

• الارتكاسات الموضعية الشديدة (وذمة أو جساوة تزيد عن 120 ملم) حدثت في 1% من التلقيحات.


تتطور الارتكاسات الموضعية غالباً خلال 24 ساعة من التلقيح، وتتراجع خلال 48 ساعة. وتحدث العقيدات تحت الجلد في مكان الحقن في 30% - 50٪ من متلقي اللقاح، وتستمر أسابيع عديدة.

في عدة دراسات قامت بها وزارة الدفاع حدثت ارتكاسات جهازية (نوافض، آلام عضلية، دعث، غثيان) في 5% - 35٪ من متلقي اللقاح. وغالباً ما تكون الارتكاسات الجهازية خفيفة وعابرة، وتكون الحمى غير شائعة بعد استعمال AVA. أما الارتكاسات الشديدة (مثل الارتكاسات الأرجية) فهي نادرة.

لقد تم تقييم الارتكاسات الجانبية التالية للتلقيح بلقاح الجمرة الخبيثة من خلال عدة دراسات أجرتها وزارة الدفاع في سياق برنامج التلقيح الروتيني ضد الجمرة الخبيثة. وقد أظهرت إحدى هذه الدراسات أن 1.9٪ من متلقي اللقاح قد حدث لديهم تحدد في أداء العمل أو تم تكليفهم بمهام جزئية بسبب الارتكاسات الموضعية. كما سجل لدى 0.3٪ منهم تغيب عن العمل لأكثر من يوم واحد، وراجع 0.5٪ منهم العيادات الاستشارية للتقويم، وتطلب شخص واحد (0.02 %) دخول المشفى بسبب الارتكاس في مكان الحقن. سجل حدوث الارتكاسات الجانبية عند النساء أكثر من الذكور .

لم تسجل أية دراسة حدوث أمراض مزمنة (مثل السرطان أو العقم) بعد التلقيح بلقاح الجمرة الخبيثة. وقد لاحظ معهد الطب Institute of Medicine) IOM) عند تقييمه لسلامة لقاح الجمرة الخبيثة أن الدراسات المنشورة لم تسجل حدوث تأثيرات جانبية هامة ناجمة عن اللقاح، لكن هذه الدراسات اقتصرت على دراسات قصيرة المدة.

لقد خلصت إحدى دراسات المتابعة المنشورة التي أجريت على العاملين في المخابر في فورت ديتريك Fort Detrick في ماريلاند Maryland إلى أنه خلال فترة 25 سنة من متابعة التلقيح بلقاح الجمرة الخبيثة لم يطور العاملون أي مرض غير اعتيادي أو أعراض غير مفسرة مرافقة للتلقيح. ولم يجد معهد الطب أي دليل على أن الناس يواجهون خطراً كبيراً لحدوث ارتكاسات جانبية مهددة للحياة أو محدثة لعجز دائم مباشرة بعد تلقيهم لقاح AVA مقارنة مع عموم الناس، كذلك لم يجد دليلاً مقنعاً على أن الناس يواجهون خطراً كبيراً لتطوير تأثيرات صحية جانبية طويلة الأمد، رغم أن المعطيات المتعلقة بذلك محدودة (كما هو الحال في كل اللقاحات).


قامت CDC بإجراء استقصائين وبائيين حول المخاطر الصحية للجنود الذين شاركوا في [[حرب الخليج]]، حيث تم فحص العلاقة الممكنة مع عوامل عديدة من بينها التلقيح ضد الجمرة الخبيثة . وكانت النتيجة أن الأدلة العلمية الحالية لا تدعم ترافق التلقيح ضد الجمرة الخبيثة مع أمراض حرب الخليج.

لا تتوفر معطيات تتعلق بسلامة لقاح الجمرة الخبيثة عند الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة أو تزيد عن 65 سنة.

قد تحدث الارتكاسات الجانبية عند الأشخاص الذين يجب أن يستكملوا سلسلة التلقيح ضد الجمرة الخبيثة بسبب زيادة خطر تعرضهم للإصابة أو بسبب متطلبات العمل. وقد تم تطوير العديد من البروتوكولات لتدبير الارتكاسات الجانبية الموضعية والجهازية النوعية، لكن لم يتم تقويم هذه البروتوكولات بتجارب عشوائية.


مضادات الاستطباب والتحذيرات

كما هو الحال في كل اللقاحات يعتبر AVA مضاد استطباب للأشخاص الذين تعرضوا لارتكاس أرجي شديد (تأقي anaphylaxis) لأحد مكونات اللقاح أو بعد جرعة سابقة من AVA. كما يعتبر لقاح الجمرة الخبيثة مضاد استطباب عند الأشخاص الذين شفوا من الجمرة الخبيثة بسبب ملاحظة حدوث ارتكاسات جانبية أشد عند متلقي اللقاح الذين لديهم قصة إصابة بالجمرة الخبيثة مقارنة مع الذين لم يعطوا اللقاح.

يعتبر المرض الحاد المعتدل أو الشديد من محاذير precautions إعطاء اللقاح، ويجب أن يتم تأجيل التلقيح إلى ما بعد الشفاء، لأن ذلك يمنع تراكب التأثيرات الجانبية للقاح على المرض المستبطن، ويمنع أن تعزى مظاهر المرض المستبطن بشكل خاطئ للقاح. بينما يمكن أن يستعمل اللقاح عند الأشخاص المصابين بأمراض خفيفة حتى مع وجود الحمى الخفيفة.

أما بالنسبة لاستعمال لقاح الجمرة الخبيثة عند النساء الحوامل فلم تنشر بعد دراسات تتعلق بذلك، لذلك لم يرخص أو يوصى باستعمال اللقاح خلال الحمل. يجب تلقيح النساء الحوامل ضد الجمرة الخبيثة إذا كانت فوائد التلقيح المحتملة تفوق المخاطر الكامنة على الجنين.


لا توجد معطيات تقترح ازدیاد خطر التأثيرات الجانبية المرافقة لإعطاء لقاح الجمرة الخبيثة للنساء المرضعات أو للأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم.

يمكن استعمال AVA عند الشخص المكبوت مناعياً immunostappressed عند الضرورة، لكن قد تكون الاستجابة للتلقيح أقل من المرجو.


اللقاح والتعامل معه

يجب أن يتم خزن AVA بدرجة حرارة بين 2 م - 28 (15 ف - 46 ° ف)، مع الانتباه لعدم تجميده. ويجب استشارة الشركة المصنعة إذا تعرض اللقاح لدرجة حرارة التجمد أو بقي لفترة طويلة في حرارة الغرفة.

الوقاية بالمضادات الحيوية بعد التعرض

وافقت FDA على استعمال البروكائين بنسلين والسيپروفلوكساسين والدوكسي سيكلين في معالجة الجمرة الخبيثة.

ورغم أن مقاومة العصيات الجمرية التي تحدث بشكل طبيعي للبنسلين نادرة، فقد سجل حدوث مثل هذه المقاومة. إن المضادات الحيوية فعالة ضد الأشكال المنتشة من عصية الجمرة، لكنها غير فعالة ضد الأشكال البوغية.

عندما يتم تعرض الرئيسيات من غير الإنسان لاستنشاق أبواغ العصية الجمرية فيمكن لهذه الأبواغ أن تبقى حية في النسج من دون إنتاش منه لعدة أشهر بعد استنشاقها. وهذه الظاهرة من تاخر إنتاش الأبواغ والتي تؤدي إلى تطاول دور الحضانة لم تلاحظ في طرق الخمج الأخرى غير الاستنشاق.

في إحدى الدراسات تم تعريض قرود المكاك أربعة أضعاف الجرعة المميتة LD50 من أبواغ الجمرة الخبيثة (جرعة الأبواغ التي تؤدي لموت 50% من الحيوانات المتعرضة)، وقد قدرت نسبة الأبواغ التي بقيت حية في نسيج الرئة لمدة 42 يوماً ب 15% - 20% ولمدة 50 يوماً ب 2% ولمدة 75 يوماً بأقل من 1%، كما تم كشف الأبواغ عند الحيوانات حتى بعد 100 يوم من التعرض.

لا تعرف مدة بقاء أبواغ الجمرة الخبيثة في نسيج الرئة عند الإنسان، ويعتقد أن الجرعة المميتة LD50 عند الإنسان مشابهة للجرعة عند الرئيسيات الأخرى. وعلى الأغلب تعتمد مدة بقاء الأبواغ على مقدار الجرعة المستنشقة. ويقترح دور الحضانة المتطاول الذي سجل في جائحة جمرة خبيثة استنشاقية في الاتحاد السوفييتي أن كميات الأبواغ القاتلة يمكن أن تبقى لأكثر من 43 يوماً بعد التعرض الأولي.

الوقاية بعد التعرض في حالة الاستنشاق

يوصى بالوقاية ما بعد التعرض بالمضادات الحيوية ضد العصية الجمرية بعد التعرض للضبوب الذي يحوي أبواغ عصية الجمرة. ويمكن أن يحدث مثل هذا التعرض في المخابر أو في حوادث الإرهاب البيولوجي. بينما لم يسجل حدوث جمرة خبيثة استنشاقية عند الإنسان نتيجة للتماس مع الجمرة الخبيثة التي تحدث بشكل طبيعي عند الحيوانات.

وافقت الى FDA على استعمال السيبروفلوكساسين والسوكسي سيكلين والبروكالين بنسيلين G في الوقاية عند الإصابة بالعصية الجمرية بطريق الاستنشاق. ونظراً للخوف من إمكانية مقاومة العصية الجمرية فيجب في البداية استعمال السيبروفلوكساسين أو الدوكسي سيكلين في الوقاية حتى يعرف التحسس الجرثومي. ويمكن تحويل الوقاية الكيماوية بالمضادات الحيوية إلى البنسلين VK أو الأموكسيسلين خاصة عند الأطفال عندما يعرف التحسس الجرثومي وتكون الجراثيم حساسة للبنسلين وكان بالإمكان الوصول إلى التراكيز المثبطة الصغرى minimum) MIC inhibitory concentrations) بالمعالجة الفموية.

يجب الاستمرار بالمعالجة بالمضادات الحيوية لمدة 60 يوماً على الأقل حال استعمالها منفردة؛ نظراً لإمكانية بقاء الأبواغ بعد التعرض للضبوب. أما في حال توفر اللقاح فيمكن إيقاف المضادات الحيوية بعد استعمال ثلاث جرعات من اللقاح وفق الجدول النظامي (الأسابيع 0 ، 2 ، 4). وعلى الرغم من أن نظام التلقيح القصير (3 جرعات كان فعالاً عندما استعمل مع المضادات الحيوية للوقاية بعد التعرض، فإن مدة التعصين بعد التلقيح غير معروفة). لذلك يمكن أن يتطلب الأمر اللجوء للتلقيح الإضافي عندما يحدث تعرض لاحق.

الوقاية ما بعد التعرض الموصى بها لمنع حدوث الجمرة الخبيثة الاستنشاقية


استخدام المضادات الحيوية للوقاية بعد التعرض الجلدي أو الهضمي

لم تجر حتى الآن أية دراسة محكمة على الحيوان أو الإنسان لتقويم استعمال المضادات الحيوية وحدها أو بمرافقة التلقيح بعد التعرض لعصيات الجمرة سواء عن طرق الجلد أو عن طريق الجهاز الهضمي.

يمكن حدوث التعرض الجلدي - ونادراً الهضمي - عند الإنسان بشكل تالٍ لجائحات الجمرة الخبيثة عند المواشي. وبسبب نقص المعلومات واعتماداً على الفيزيولوجيا المرضية pathophysiology وأطوار الحضانة المسجلة والمحاكمة السريرية للخبراء حالياً، فإن الوقاية بعد التعرض في هذه الحالات تكون بإعطاء المضادات الحيوية لمدة 7 - 14 يوماً. يمكن أن تشمل المضادات الحيوية السيبروفلوكساسين أو الأوفلوكساسين أو الدوكسي سيملين أو البنسلين أو الأموكسيسلين.


المصادر

  • د. عماد محمد زوكار، د. محمد أحمد نوح: المرجع الشامل في اللقاحات. دار القدس للعلوم، الطبعة الأولى 2005.