قرية الفاو

Qaryat al-Faw
قرية الفاو
Pergamon-Museum - Bronzekopf.jpg
Head of a man from Qaryat al-Faw (1st century BC)
قرية الفاو is located in السعودية
قرية الفاو
كما يظهر في السعودية
المكانRiyadh Region, Saudi Arabia
الإحداثيات19°46′56.35″N 45°8′53.63″E / 19.7823194°N 45.1482306°E / 19.7823194; 45.1482306Coordinates: 19°46′56.35″N 45°8′53.63″E / 19.7823194°N 45.1482306°E / 19.7823194; 45.1482306
النوعSettlement
ملاحظات حول الموقع
الحالةIn ruins

قرية الفاو الأثرية عاصمة كندة الأولى، وتبعد جنوب وادي الدواسر بحوالي 100 كم وبالتحديد في المنطقة التي يتداخل ويتقاطع فيها وادي الدواسر مع جبال طويق عند فوهة مجرى قناة تسمى «الفاو» والتي استمدت القرية اسمها الحديث منها تعريفاً وتمييزا لها عن باقي القرى المجاورة لها، وتشرف قرية الفاو على الحافة الشمالية الغربية للربع الخالي في المملكة العربية السعودية، كانت تعرف بالعصور الغابره باسم ذات كهل نسبة للاله العربي الشهير كهل، اتخذها الكنديين عاصمة لملكهم منذ القرن الرابع قبل الميلاد وحتى القرن الرابع للميلاد قبل أن يغادروها ويتخذوا من نجد مركزا لحكمهم.اكتشفها في العصر الحديث فريق بحثي يقوده عالم الآثار عبدالرحمن الأنصاري[1].

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

كتابة معينية احد النقوش السبئيه عُثر عليها في قرية الفاو تعود للقرن الأول قبل الميلاد

معرفة الباحثين ضئيلة عن قرية كاهل أو قرية الفاو وحسب التنقيبات الأثرية، فإن تاريخ القرية يعود إلى القرن الرابع ق.م [2] عرفت قرية الفاو باسم "قرية كاهل" وكاهل قحطن هو أكبر آلهة كندة ومذحج [3] أقدم النصوص اُكتشفت في مأرب في كتابة دونها ملك مملكة سبأ شاعر أوتر أواخر القرن الثاني ق.م أو بدايات الأول يشير فيها إلى معاركه لإخماد عدد من حركات التمرد شملت إحداها مكان أسماه "قرية ذات كاهل" وملكها "ربيعة آل ثور" [4] تشير نصوص المسند إلى كندة ومذحج بأعراب سبأ وغالبا ماكانت القبيلتان تذكران معاً [5] إذ أُكتشفت نصوص سبئية في معبد برأن بمأرب (معبد البراء أو محرم بلقيس كما يسميه اليمنيون اليوم) تشير إلى قبائل سبأ بعبارة "سبأ وأشعبهمو" وتعني سبأ وقبائلهم وتعقب بقبائل حاشد وبكيل وغيرهم وغيرها بينما كندة ومذحج لم يكونوا من ضمن هؤلاء "الأشعب" بل كانت عبارة "سبأ وأعربهمو" وتعني سبأ وأعرابهم تسبق القبيلتان دائما [6] والبداوة عند اليمنيين القدماء ليست بالمعنى المعروف للبدوي فالبدو السبئيين كانوا يعيشون في منازل ثابتة ولم يعيشوا في خيام أو يتنقلوا من منطقة لأخرى بحثاً عن الكلأ وفي الغالب التصقت بهم صفة البداوة بسبب مواقعهم الجافة والصحراوية، لا بسبب التنقل وتبني نمط الحياة المعروف عن البدو في مناطق أخرى من شبه الجزيرة العربية.[7]

أقام "آل ثور" مملكة مدينة في قرية الفاو وأسموها "قرية كاهل" (قريتم كهلن أو كهلم في نصوص المسند) تيمناَ بأكبر آلهتهم وكانوا جزءا من سياسة توسع سبئية لحماية القوافل الخارجة من اليمن نحو العراق وفارس[8] كانت محطة تجارية لإستراحة القوافل فإلى جانب الكتابات السبئية و"شبه السبئية" والمعينية وهي كتابات مرتبطة باليمن، فنقوش قرية الفاو تحوي خصائص لغوية مثيرة لاهتمام اللغويين والمهتمين بتاريخ اللغة العربية[9]

وكان أول اكتشاف واهتمام بآثار قرية الفاو في الأربعينات عندما أشار إليها بعض موظفي أرامكو في السعودية ومن ثم توالت عليها الزيارات وقام بزيارتها كل من جون فيلبي، وجاك ريكمانز، وكونزاك ريكمانز، وفيليب ليبنز، ومن ثم ألبرت جام موفداً من وكالة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف، حيث قام بدراسة مجموعة من الكتابات الأثرية المنتشرة على سفح جبل طويق المطل على قرية الفاو من ناحية الشرق، ثم بدأت أعمال التنقيب في موقع القرية منذ عام 1972م.[10][11]


العمارة والفنون

أثار العمارة قديماً في الفاو

تشرف قرية الفاو على الحافة الشمالية الغربية للربع الخالي فهي بذلك تقع على الطريق التجاري الذي يربط جنوب الجزيرة العربية وشمالها الشرقي حيث كانت تبدأ القوافل من مملكة سبأ ومعين وقتبان وحضرموت وحمير متجهة إلى نجران ومنها إلى قرية الفاو ومنها إلى الأفلاج فاليمامة ثم تتجه شرقا إلى الخليج وشمالاً إلى وادي الرافدين وبلاد الشام. تحدثنا قرية الفاو عن تلك الحضارة العريقة لمملكة كندة وامرئ القيس وكيف كانت بيوتهم وأسواقهم ومتاجرهم وملابسهم وأطعمتهم وآنيتهم ووسائل زينتهم ونظام أمنهم ودفاعهم عن حصونهم وأبراجهم وعن ثقافتهم وأنشطتهم الاقتصادية والاجتماعية التي تسجلها معابدهم القديمة، والتي تعود إلى ما قبل ميلاد المسيح عليه السلام بثلاثمائة عام أو يزيد.

كانت الفاو مدينه مزدهرة زمن الكنديين وقد اقاموا فيها القصور والاسواق والمعابد المبنيه من الحجاره المنحوته برقه وجمال فائق والتي لا تزال موجوده حتى الآن، ومن ابرز معالم المدينه ضريح الملك معاوية المبني على شكل هرم مدرج صغير، واضرحة النبلاء وعلية القوم، والسوق التجاري والمعبد.

الآثار والتحف

إناء زجاجي مجوف قديم يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد وجد في قرية الفاو

وتمتاز "الفاو" بوجود كم وافر من الآثار والتحف والأبراج والميادين والأسواق التجارية، وعرف أهلها الزراعة حيث عثر في القرية على عدد كبير من آبار المياه، وتم إحصاء (17) بئراً ضخماً، كما أنها تقع على وادي يفيض بين مدة وأخرى، وحفروا الآبار الواسعة وشقوا القنوات وزرعوا النخيل والكروم وبعض أنواع اللبان والحبوب، كما استعملوا جذوع الأشجار والنخيل في تسقيف منازلهم، والأخشاب المحلية والمستوردة لأبوابهم ونوافذهم، واهتموا بالثروة الحيوانية ومنها الجمال والأبقار والماعز والضأن والغزلان والوعول.

مجموعة من الآثار المكتشفة في الموقع

وعرفت قرية "الفاو" فناً معمارياً متميزاً من حيث مواد البناء وهندسة العمارة وتبليط المباني وزخرفتها من الداخل والخارج وذلك فيما اكتشف من عمارة السوق والقصر والمنطقة السكنية بالقرية، واستعمل سكان قرية في البناء اللبن المربع والمستطيل، إضافة إلى استخدام الحجر المنقور والمصقول في الأسس وبناء المقابر، والجبس المخلوط بالرمل والرماد في تبليط الجدران الداخلية للمباني، ودعموا مبانيهم بالأبراج المربعة المستطيلة، ويدل الطراز المعماري على أنه يمثل طرازاً عربياً فريداً برزت فيه مراعاة الظروف البيئة واحتياجاتهم المختلفة.

ومن أبرز آثار قرية الفاو السوق الذي شيد بالقرب من الحافة الغربية للوادي الذي يفصل بين جبل طويق وبين حدود المدينة شرقي المنطقة السكنية، وهو سوق كبير يحيط به سور ضخم مكون من ثلاثة أجزاء متلاصقة، ويتكون السوق من ثلاثة أدوار وله سبعة أبراج، ويضم حوانيت وغرفاً ومستودعات.

وتعتبر المنطقة السكنية من أهمل معالم قرية الفاو، حيث إنها تضم عناصر مهمة في حياة مجتمع "كندة"، وتمثل صورة مكملة لتصور المدينة قبل الإسلام، وتتميز عمارة القرية بوجود أزقة وشوارع بين المنازل ووحدات سكنية متميزة تتسع بعض غرفها حتى تصل إلى عشرة أمتار طولاً وثلاثة أمتار عرضاً، والدقة في استقامة المباني وضبط زواياها القائمة، واستخدام أعتاب من الحجر بعضها عليه نصوص مكتوبة بخط المسند، واستعمال الأخشاب للأبواب والأسقف، ووجود شبكات للمياه النظيفة تخرج من المنازل.

ومن معالم قرية الفاو "القصر" والذي عثر بداخله رسوم فنية تمثل قيمة التطور الفني لهذه المدينة إذا ما قورنت بمثيلاتها في البلدان المتاخمة، بل أنها تفوقها من حيث الدقة والتناسق وقدرة الفنان الذي رسمها على التعبير عن تصوره الواضح.

صورة جوية لبعض آثار الموقع

كما اهتم السكان بالكتابة، فهي موجودة على سفوح الجبال وفي السوق وعلى اللوحات الفنية وفي المدينة السكنية وعلى شواهد القبور والفخار والمواد الأثرية الأخرى، وقد عبر سكان القرية عن أفكارهم وخواطرهم بالخط المسند الجنوبي الذي أخذ في القرية شكلاً متميزاً، أما لغتهم فكانت مزيجاً بين لغة الشمال والجنوب، وكانت موضوعات الكتابة مختلفة فمنها الموضوعات التجارية بالإضافة إلى الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الفردية.

وإضافة إلى ذلك تضم قرية الفاو عدداً كبيراً من الرسوم الفنية المختلفة، حيث اهتم الفنان العربي في شبه الجزيرة العربية برسم مشاهداته في الحياة اليومية على لوحات فنية تختلف في جودتها من مكان إلى آخر.

ومن الآثار المهمة التي عثر عليها في "الفاو" مجموعة من المجسمات الحجرية والمعدنية التي تمثل مزيجاً حضارياً يمتد منذ القرن الثاني قبل الميلاد بالنسبة للمنحوتات المرمرية.

وتضمنت المعثورات قطعاً منسوجة من الكتان وصوف الأغنام ووبر الجمال، وأواني معدنية مثل القدور والسكاكين والإبر وأغماد الخناجر والمفاتيح والأساور، علاوة على المسكوكات التي تعد من أهم معثورات القرية لأن معظمها قد ضرب فيها، ومعظم المسكوكات التي عثر عليها كانت من الفضة.

وعثر في القرية على كميات كبيرة من الفخار وبعضه عليه كتابات بالخط المسند، وهو إما فخار خشن أو رقيق أو مزجج، ويعد الفخار الذي عثر عليه علامة بارزة في تاريخ قرية الفاو.

التطور الاقتصادي لحضارة الفاو

جزء من لوحة جدارية تصور برجاً في الفاو

تقع الفاو على الطريق التجاري القديم المعروف بطريق نجران -الجرهاء. وكانت الفاو مركزاً تجارياً مهماً وملتقى قوافل تحمل المعادن والحبوب والنسيج، وكانت عامرة بالمساكن والمخازن والحوانيت والفنادق، وبها أكثر من 17 بئراً، واشتغل أهلها بالتجارة والزراعة.[12] ظلت مزدهرة أكثر من 600 سنة، من القرن الثالث قبل الميلاد حتى القرن الرابع بعد الميلاد، كمدينة للمزارعين ورعاة الماشية والأغنام والإبل، وباتت «محطة للتجار والمسافرين والحجاج من الممالك المختلفة في جزيرة العرب» حسبما قال عبد الرحمن الأنصاري، عالم الآثار الذي كان مسؤولاً عن أعمال التنقيب في الفاو من 1971 حتى 1995م، وكتب في الكتاب المصوّر الخاص عن قرية الفاو، قائلاً: بصفتها عاصمة مملكة كندة، كانت قرية الفاو «مركزاً دينياً واقتصادياً وسياسياً وثقافياً في قلب شبه الجزيرة». وأقيم السوق المركزي في قرية الفاو، التي يعني اسمها «قرية الفجوة»، باستخدام كتل من الحجر الجيري والطوب، وكان السوق من ثلاثة طوابق تحيط به سبعة أبراج للتخزين.[13]

ثم أظهرت لاحقاً عدد من قوارير وزجاجات العطور المكتشفة في قرية الفاو مدى ما تتمتع به حضارات وسط الجزيرة العربية وفي مقدمتها حضارة الفاو من ثراء وتطور حضاري واقتصادي. حيث تتميز هذه القوارير المكتشفة إلى نهاية القرن الأول - بداية القرن الثاني بعد الميلاد، بدقة صناعتها وجمال أشكالها والمستوى المتقدم من الصناعة اليدوية على أيدي حرفيين متميزين.

ومن هذه القوارير قارورة بشكل تمرة جافة صنعت من زجاج منفوخ بقالب بارتفاع: 6.5سم؛ وقطر 3.5سم، وهي مخصصة، على غرار آنية العطور، لحفظ المراهم أو العطور، وخابية مصنوعة من الزجاج المنفوخ بارتفاع: 4.6سم؛، قطر 3.8سم تحتفظ إلا بإحدى عروتيها الأنيقتين الصغيرتين المزينتين بضلوع من الزجاج الأزرق الغامق، وقارورة صغيرة كروية البطن من الزجاج المنفوخ يبلغ ارتفاعها: 5 سم؛ بقطر: 4.5سم، تحمل زخرفا مرمريا على شكل إكليل زهر، وآنية لحفظ العطور من الزجاج المنفوخ بارتفاع القارورة 12.2 سم؛, قطرها 5.9 سم كان عنقها الطويل يتيح سكبها قطرة قطرة.

وهذه القوارير شهدت انتشارا واسعا في كل أنحاء الشرق الأوسط، وعثر على نماذج منها في بلدان المشرق، في بلاد ما بين النهرين وساحل الخليج العربي، البحرين على سبيل المثال.

مشروع تأهيل القرية

تعمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في السعودية على تسجيل قرية الفاو في قائمة التراث العالمي، وقد وقعت مذكرة تعاون عام 2013 مع جامعة الملك سعود لتوسعة الموقع بحيث تصل مساحته إلى نحو 16 كم مربع، والعمل على تطويره وتأهيله بالكامل ليصبح مزارًا تاريخيًا وأحد المعالم السياحية.[10][14][15]

معرض صور

الهامش

  1. ^ http://trade-routes-resources.blogspot.com/2008/02/ancient-city-of-gerha-qariyat-al-fau.html
  2. ^ A. R. Al-Ansary, Qaryat Al-Fau: A Portrait Of Pre-Islamic Civilisation In Saudi Arabia, 1982, University of Riyadh (Saudi Arabia), p. 146.
  3. ^ BM Report of Trustees 1981-84, pp.60-61, fig. 18
  4. ^ Albert Jamme,Inscriptions from Mahram Bilqis p.137
  5. ^ Albert Jamme. inscription from Mahram Bilqis p.164
  6. ^ Albert Jamme,Inscriptions from Mahram Bilqis p.448
  7. ^ المفصل ج 4 ص 278
  8. ^ James Alan Montgomery.The Arabia and the Bible p.138
  9. ^ J. Wansbrough (1969). Review of A. F. L. Beeston 'Written Arabic: an approach to the basic structures' Bulletin of the School of Oriental and African Studies, 32, pp 607
  10. ^ أ ب خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة :0
  11. ^ "تقرير/ مشروع حضاري يطوّر "الفاو" لتُصبح مكانًا جاذبًا للسيّاح". {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |(empty string)= (help)
  12. ^ "قرية الفاو". {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |(empty string)= (help)
  13. ^ "حين يحكي الحجر ملاحم". {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |(empty string)= (help)
  14. ^ الدمام, شهد بالحداد- (2019-02-19). "«قرية الفاو» عاصمة مملكة كندة وملتقى للقوافل". Retrieved 2019-10-06. {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |(empty string)= (help)
  15. ^ هي, مجلة (2018-11-26). "تعرفوا على قرية الفاو السعودية". Retrieved 2019-10-06. {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |(empty string)= (help)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مصادر

تقرير مصور عن اثار قرية الفاو