الزغاوة

(تم التحويل من قبيلة الزغاوة)
الزغاوة
Zaghawa
Afar Zaghawa Sudan from The Life of my Choice.jpg
مجموعة الزغاوة وقد اصطادوا لبؤة كانت تفترس قطعان ماشيتهم
التعداد الإجمالي
(ح. 180,000)
المناطق ذات التواجد المعتبر
تشاد تشاد
السودان السودان
اللغات
بري-آ
الديانة
إسلام-سني
معتقدات تقليدية
الجماعات العرقية ذات الصلة
тубу، كانوري
منطقة تواجد الزغاوة

قبيلة الزغاوة هي قبيلة أو جماعة عرقية أفريقية، تعيش في المنطقة ما بين شرق تشاد وغرب السودان، بما فيها منطقة دارفور السودانية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أصل الزغاوة

إختلف المؤرخون حول أصل الزغاوة فقد ذهب البعض الى أن الزغاوة يلتقون مع البرنو في ان كليهما ينحدر من العرب العاربة عرب الجنوب وأنهم حمريون. ثم كانوا من ضمن هجرات العرب الأولى قبل الإسلام بقرون ثم اختلطوا بقدماء المصريين ثم النيليين. ثم ظعنوا الى حوض بحيرة تشاد وخلال الترحال والتداخل والتعايش التقوا بأقوام وعناصر بشرية كثيرة ومختلفة قتزاوجوا وتصاهروا حتى ضاع لسان كثير منهم فصاروا رطانة ، وذهب آخرون الى أن الزغاوة برابرة حاميون وعندما جاء الإسلام كانوا أول من اعتنقه وأبلوا بلاءً حسناً في الدفاع عنه وحمل رسالته لكثير من الشعوب العربية.[1] وذهب بعضهم الى أن الزغاوة هم الشعب الليبي القديم واتصلوا عن طريق البحر الأبيض المتوسط بالحضارات القديمة كالفينقية والمصرية والنوبية.


مملكة كانم

وردت الإشارة لاسم الزغاوة ومملكتهم في كتابات المؤرخين من علماء التاريخ والجغرافيا عند تناولهم تاريخ الممالك في تلك الحقبة، ويعتبر اليعقوبي أول من أشار إلى مملكة الزغاوة وذلك في القرن 3هـ/ 9م، أثناء حديثه عن الكانم، حيث قال: "أما السودان الذين غربوا وسلكوا نحو المغرب، فإنهم قطعوا البلاد فصارت لهم عدة ممالك، فأول ممالكهم الزغاوة، وهم النازلون بالوضع الذي يقال له كانم، ومنازلهم أخصاص القصب، وليسوا بأصحاب مدن، ويسمى ملكهم كاكره. ومن الزغاوة صنف يقال له الحوضيون ولهم ملك من الزغاوة".[2]

وعرفت مملكة الزغاوة أيضا بمملكة كانم، وهو المكان الذي يعيش فيه الزغاوة، وكانم تعني في لغة القرعان (الجنوب) أي أن كانم تقع إلى الجنوب من بلاد القرعان. ويقول ياقوت الحموي: وكان في القرن 9م يقصد بها أي كانم، المنطقة المحيطة ببحيرة تشاد، وامتدت حدود مملكة الزغاوة في كانم لتضم إليها بلما، كاوار ولتصل حتى زويلا، في فزان في الشمال، أما في الشرق فكانت حدودها تحاذي بلاد النوبة. ويقول المسعودي: مملكة الزغاوة واسعة وكبيرة يقع جزء منها قبالة النيل. والزغاوة في حرب مع النوبة. ووصفهم المهلبي في القرن 4هـ/ 10م كمملكة واسعة تمتد من بحيرة تشاد وحدود النوبة.

ويقول ياقوت الحموي في معجم البلدان: أن الزغاوة جنس من السودان والنسبة إليهم "زغاوي" ونقل ياقوت الحموي عن المهلبي: مملكة الزغاوة مملكة عظيمة من ممالك السودان في حد المشرق، منها النوبة الذين بأعلى صعيد مصر، بينهم مسيرة عشرة أيام، وطول بلادهم خمس عشرة مرحلة في مثلها، في عمارة متصلة وبيوتهم جصوص كلها وكذلك قصر ملكهم. وأن ملكهم يشرب الشراب بحضرة خاصة أصحابه وشرابه يعمل من الذرة مقوي بالعسل وزيه لبس سراويلات من صفوف رقيق والاتشاح عليها بالثياب الرقيقة من الصوف، الأسماط، والخز السوسى والديباج الرفيع ويده مطلقة على رعاياه، ويسترق من شاء منهم ـ أمواله: المواشي من الغنم والبقر والجمال والخيل: وزروع بلدهم: أكثرها الذرة واللوبيا ثم القمح ....الخ، وهم أمم كثيرة يمارسون حرفتي الرعي والزراعة ويألفون الصحاري والجبال ويشربون الألبان وعيشهم من اللحوم الطرية ويسترون عوراتهم بالجلود المدبوغة من الإبل والبقر. ويقول الدكتور/ إبراهيم علي طرخان في كتابه إمبراطورية البرنو الإسلامية، أن تاريخ المحقق لظهور مملكة كانم يرجع إلى حوالي القرن الثامن الميلادي ثم نمت واتسعت خلال القرنين التاسع والعاشر الميلادي وتنسب الحكومة الأولى في إقليم كانم إلى قبائل الزغاوة، ففي الوقت الذي كانت فيه قبائل لمطه البربرية تؤسس لنفسها في بلاد صنغي، وكان زاكاسي الصنغي يقيم عاصمة في گاو على النيجر، وكانت دول الهوسا تمارس نشاطها وأعمالها وحياتها البدائية قيما هو نيجريا الشمالية الحالية، كانت هنالك قبيلة بدوية من الجنس الحامي، قريبة الشبه بالقبائل الطوارق الملثمين، تفتك بالمزارعين المستقرين حول بحيرة تشاد تلك هي قبيلة الزغاوة. ولم تلبس زغاوة أن بسطت سلطتها ونفوذها على منطقة تشاد، وكون الزغاوة طبقة حاكمة ارستقراطية، شمل نفوذهم مساحات كبيرة خلال القرنين السابع والثامن الميلادي، بحيث امتد هذا النفوذ من دارفور شرقا إلى تشاد وكاوار غربا. وكانت منطقة كاوار يومئذ ضمن الأقاليم الخاضعة لسلطان ملك الزغاوة، ويقوم في كاوار يومئذ مملكة الصو أو مملكة العمالقة التي تخضع لنفوذ الزغاوة، كذلك سادت حكومة الزغاوة على أقاليم واداي وعلى قبائل النوبة المجاورة لها من جهة الشرق.

ويشير المهلبي إلى أن للزغاوة مدينتين يقال لأحدهما مانان والأخرى ترازكي ومن مدنهم التي أشار إليها الإدريسي شاما، تاجوه وسمنة التي تقع إلى الجنوب من الحدود المصرية وتبعد عن مدينة تاجوه بست مراحل أي ست أيام مشيا على الأقدام. وحدد ابن سعيد موقع بعض هذه المدن فذكر أن تاجوه تبعد عن دنقلا نحو 100 ميل وأن مدينة زغاوة تقع جنوبي تاجوه، أما العاصمة فقد انتقلت من مانان إلى نجيمي أو أنجيمي بعد أن تحول ملوك كانم من الوثنية للإسلام، وأنها تقع في جنوب شرق مانان.

ويقول الدكتور عثمان عبد الجبار في كتاب تاريخ الزغاوة في السودان وتشاد حول أسباب هجرة الزغاوة إلى كانم،أن الزغاوة كانوا في حرب مع النوبة فهاجروا إلى المنطقة المحيطة لبحيرة تشاد التي تميزت بكثافة سكانية عالية ولخصوبة أراضيها وكميات الأمطار الجيدة فيها، وجاء الزغاوة إلى هذه المنطقة للبحث عن مراعي أفضل ولممارسة السيادة على سكانها الذين كانوا بلا حكومة مركزية. فضلا عن التحكم في مصادر الرقيق والثروات الأخرى مثل سن الفيل التي تجلب الرفاهية والازدهار، كما أن كاوار وعاصمتها بلما كانت مصدراً من مصادر الملح في السودان الأوسط واحتلت موقعا تجارياً ممتازاً، فكانت معبرا هاما للقوافل القادمة من ولايات الهوسا والسودان الغربي عبر حوض بحيرة تشاد في طريقها إلى الشمال والتي تحمل البضائع إلى فزان والبلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وعليه من المحتمل جدا أن الأهداف الاقتصادية قد لعبت دورا في قيام نظام حكم الزغاوة في كانم. أما ابن سعيد فيقول بأن الزغاوة ربما هربوا من النيل لأسباب بيئية، تمثلت في زيادة البعوض. ويقول اسحق بن حسين في كتابه، آكام المرجان في ذكر المعادن المشهورة في كل مكان في سنة 950م:

وأرض النوبة حار جدا، مع مطر قليل وأنهار قليلة. وأكد الإدريسي هذا التدهور البيئي وازدياده قائلا: وليس في مدينة بولاق مطر، ولا يقع فيها غيث البتة، وكذلك سائر بلاد السودان: من النوبة، والحبشة والكانميين والزغاويين، وغيرهم من الأمم، لا يمطرون، ولا لهم من والله رحمة، ولا غياث، إلا فيض النيل وعليه يعولون في زراعة أرزاقهم.

ويقول الإدريسي إن العاملين الاقتصادي والسياسي من أهم العوامل التي عملت على جذب الزغاوة إلى كانم، وبعد استيلاء الزغاوة على كانم وضعوا الدعائم الأولى لإمبراطورية كانم-برنو في حوالي القرن الثامن الميلادي، ولم تسقط إلا بيد مغامرين آخرين جاءوا من الشرق أيضا بقيادة رابح فضل الله سنة 1893 حيث عملت سلطتهم المركزية على دمج مجموعات السكان المختلفة في بعضها ببعض، مما أدى إلى ظهور قوميتي الكانمبو والكانوري فيما بعد.

اشتهرت الزغاوة بمساهمتها الفعالة في إدخال صناعة المعادن في بلاد السودان الأوسط. ويوجد في بلاد الهوسا وما جاورها في دندي وبورجو أو بركو طبقة من السكان تعمل في صناعة المعادن والجلود.

حكومة الماغوميين

ويقول إبراهيم على طرخان: وحوالي مطلع القرن التاسع عشر، قامت أسرة حاكمة جديدة في كانم، تسلمت مقالد الأمور بعد حكومة الزغاوة السابقة وهذه الحكومة الجديدة هي حكومة الماغوميين من البربر البيض وهؤلاء من أبناء عمومة الطوارق وظلت تحكم إمبراطورية البرنو حتى قضت عليها الفولانيون خلال القرن التاسع عشر الميلادي، ولقد أشار الماغوميون في وثائقهم وسجلاتهم إلى أسلافهم الزغاوة باسم الكيين ومعنى هذه التسمية في لغة مروي: الأشراف أو النبلاء، وفي لغة الكانوري أطلقت هذه التسمية لتعني الطبقة الحاكمة في برنو.

وبعد قيام أسرة الماغومي في مطلع القرن التاسع الميلادي بقي الزغاوة يسيطرون على منطقة كبيرة في جنوب كانم وحول بحيرة فتري وعاصمتهم مدينة سامينا أو ساميا قرب بحيرة فتري ،وعرفت هذه العاصمة كذلك باسم تاجوه أو داجو ومن مدن الزغاوة المشهورة في ذلك الوقت مدينة شبينا أو شيبن في وادي بوثا في ،وكانت لهذه المدينة حاكم مستقل خاضع لحكومة الزغاوة.

ليس هنالك معلومات دقيقة عن ملوك الزغاوة وحتى عن أسمائهم سوى ما ذكره اليعقوبي حين قال: " ويقال لملكهم كاكره، ربما كان هذا لقب وليس اسما مثلما أشار اليعقوبي بقايا مملكة الزغاوة حول بحيرة فتري باسم الحوضيين أي المقيمين حول بحيرة فتري.

وفي مطلع حكم الأسرة الماغومية، كان يشار إلى ملك الزغاوة في سامينا (ملك سامينا) وكان من القوة والبطش بحيث لم يستطع الماغوميون من كانم أن يواجهوه في حرب صريحة، والدليل على ذلك ،أن ملك السادس في سلسلة الملوك الماغوميين، وهو كاتوري كان يحكم عام 900م اضطر إلى إقامة علاقة ودية مع ملك الزغاوة الحوضيين أي المقيمين حول بحيرة فتري ،فصاهره بأن تزوج من ابنته الملقبة بــ"تومايو"، ومعنى هذا اللقب "أميره" ويقابله عند الماغوميين "توميرام" أو ميرام أي أن الزواج السياسي كان من بين جوانب العلاقة بين سادة كانم في الشمال وسادة فتري في الجنوب حسب رواية بلمر في كتابه the Bornu Sahara.

وتذكر سجلات من ديوان سلاطين برنو أن بيرام أو Biram أوBrem ابن سيف أي إبراهيم بن سيف خلف أباه في حكم برنو وقالت إن أم إبراهيم بن سيف هذا من الزغاوة أو من التوماغوري ثم ولى من بعده دجو أو دوكو وأمه من الزغاوة ومنحته الأساطير البرنو لقب "ماي" والماي عند البرنو هو الملك.

وتشير أغلب الوثائق والمخطوطات والمراجع والمصادر التاريخية التي تناولت تاريخ السلالات البشرية في القارة الإفريقية أن مملكة الزغاوة مملكة قديمة وظلت عريقة ومزدهرة لفترة من الزمن، إلا أنها أخذت تضعف تدريجيا مع نهاية القرن العاشر الميلادي حيث حلت محلها مملكة الكانم ،وذلك بعد تعرض مملكة الزغاوة للضغط من الكانم ومن هجرات الطوارق أوالملثمين والقرعان من شمال إفريقيا وقيام مملكة البلالا ،فضلا عن العوامل المناخية والتحولات الديمغرافية وتعرض مملكة الزغاوة من الناحية الشرقية لضغوطات النوبة وأسباب بيئية مثل زيادة البعوض والجفاف والتصحر، ليتركز الزغاوة بعدها في الجزء الشمالي الغربي من دارفور والأجزاء الشمالية الشرقية من تشاد في بداية القرن الثاني عشر الميلادي، وهو ما نسميه اليوم بدار الزغاوة أو (بري بيه) التي تقع بين خطي عرض 15ـ 18 شمالا وخطي طول 21ـ 25 شرقا في مساحة تقدر بـ 40000 كيلو متر مربع. وتحدها من الغرب البرقو (وداي) في بلتن وأبشه ومن الشمال الغربي دار القرعان في (تبستي، بوركو، فادا، فيالارجو) ومن الشمال الصحراء الممتدة حتى الحدود الليبية والمصرية ومن الجنوبي الغربي دار التاما في قريضة والداجو في قوز بيضة ومن الجنوب دار القمر ودار المساليت ودار البني حسين ومن الجنوبي الشرقي قبيلة الفور ومن الشرق كتم ومليط ودارالميدوب.

تقسيم الزغاوة

ومع ترسيم الحدود الإدارية بين المستعمرات البريطانية والفرنسية وفقا لبروتوكول العاشر من يناير لعام 1924م والتي أصبحت بموجبه إفريقيا الاستوائية (تشاد وإفريقيا الوسطى) من نصيب فرنسا وأصبح السودان من نصيب بريطانيا،وفي هذا البروتوكول اتفق الطرفان ـ أي البريطانيين والفرنسيين على أن تكون كل الزغاوة توبا (البديات) في الجانب الفرنسي أي تشاد وحاضرتهم بردباء، وكل الزغاوة (الوقي) في الجزء البريطاني أي السودان، وتقسيم الزغاوة الكوبرا(الكوبي) إلى قسمين بعضهم في الجانب الفرنسي أي تشاد وحاضرتهم هريبا وبعضهم في الجانب البريطاني أي السودان وحواضرهم الطينة وطندباي. فأصبحت بذلك جزء من القبيلة في الجانب الفرنسي فأصبحوا تشاديين والباقي في الجزء البريطاني فأصبحوا سودانيين، وفي حالة تتبع الحدود لوادي أو تقطع بخيرة أو رهد نص البروتوكول على احتفاظ حقوق السقاية للسكان على الجانبين. ولكن هذا التقسيم عند الزغاوة تقسيم صوري وإداري أكثر منه اجتماعي ،فالقبيلة هي نفسها والعشائر والبطون هي ذاتها وكذلك اللغة وعليه فهم لا يؤمنون بهذا التقسيم بقدر ما يؤمنون بخريطة دار الزغاوة التي سبقت حدود البريطانيين والفرنسيين ومستعمراتهم والقرارات الإدارية الأخرى.

فعلى الرغم من أن الزغاوة أمم كثيرة ونتاج اختلاط مجموعات عرقية متعددة مع القبيلة الأصلية صاحبة اللغة إلا أن وجود أواصر القربى التي تربط أفراد القبيلة وعلاقة الدم جعل المحافظة على كيان القبيلة ولغتها وشرفها وعاداتها وتقاليدها وموروثاتها الاجتماعية مسؤولية جماعية عند قبيلة الزغاوة. وسر بقاء الإنسان في دار الزغاوة يروي لك قصة الإنسان وارتباطه بالأرض.

إن موقع دار الزغاوة الجغرافي وطبيعة البيئة الصحراوية الجافة بمواردها القليلة جعلتها معزولة بعض الشيئ، فأصبحت دار الزغاوة بعيدة عن مصادر الإشعاع ومنارات التمدن في الماضي، كما أن هذه البيئة فرضت على الزغاوة سلوكا ونهجا معينا في الحياة، فكيفوا حياتهم مع البيئة واعتمدوا على قدراتهم الذاتية في بناء وتشكيل شخصيتهم العامة، وذلك بتطوير قدراتهم الداخلية وإخضاع المؤثرات البيئية لظروفهم من خلال قوة تحملهم للجوع والعطش والبرد، وعلو الهمة وحب التطلع إلى الأفضل والأحسن وإصرارهم على الانتصار في جميع مناحي الحياة (العلمية، الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية،الثقافية).

الحداحيد

لواء متقاعد التجاني آدم الطاهر وزير الطيران السابق.

ذهب مؤرخون آخرون الى أن الزغاوة القدماء لم تبقى منهم إلا فئة قليلة جداً هم (الحداحيد) والذين يعيشون اليوم في وسط مجتمع الزغاوة الحديث حالة شبه معزولة بصورة أشبه بتلك الحياة التي كان يعيشها الهنود الحمر إبان الفتح الأوربي للأمريكتين أو كما صار يعيش سكان أستراليا القدماء عندما دخلها كابتن كوك 1770 فانزوا في الاصقاع والأحراش القصية من القارة الاسترالية. فالحداحيد معزولون حتى اليوم عن حياة مجتمع الزغاوة فهم لا يزاوجون معهم ولا يشاركون الزغاوة في حياتهم السياسية والاجتماعية ويتحدثون أحياناً بلهجتهم القديمة فلا يسطيع الزغاوي في كثير من الأحيان الى ما ماذا يرمي الحداحيد فيما دار امامهم من حديث وهناك طرائف كثيرة تحكى عن الحداحيد مع مجمتع الزغاوة اليوم. عمواماً فإن الآراء حول أصل الزغاوة كثيرة ولكن المعمرين منهم والوثائق والمخطوطات القديمة لديهم تدل أنهم ينحدرون من أصل العرب العاربة والزغاوة في واقع الحال هم عبارة عن تجميع لقوميات عديدة استطاعات بالتزاوج والتداخل والاختلاط والتعايش عبر القرون الطويلة ان يكونا هذه القبيلة التي تعتبر من قبائل السودان الكبيرة ولعبت دوراً هاماً في تاريخ المنطقة كلها.

فروع الزغاوة الرئيسية

خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة من أبناء الزغاوة

يطلق الزغاوة كلمة (بري) على أنفسهم وهي كلمة تعني الزغاوة ثم يقسمون البـِري الى ثلاثة أقسام كبيرة هي:

  • الويقي: ولهم سبعة فروع رئيسية: التوار، الأرتاح، القلا، النيقير، أولاد دقيل، الكجمر، الكايتنقا.
  • التوباء: وهم البديات وفروعهم وأقسامهم كثيرة.
  • الوباراء: وهم زغاوة الكوبي ولهم فروع كثيرة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الزغاوة والنسب العربي

الرئيس ادريس ديبي رئيس تشاد

يقال أن لقبيلة الزغاوة علاقة بسكان الجزيرة العربية وأن لهم فروع أخرى للقبيلة في سوريا ولكن لا يوجد ما يؤكد تلك العلاقة. وهناك أطلال لمسجد القصر ببنغازي في ليبيا وبها رسوم على أحجارها الضخمة جميع أوشام قبيلة الزغاوة ووجدت نفس الأوشام في الجبل الأخضر عام 1974 مفصلة بها أوشام الزغاوة كلها تفصيلاً تاماً.

وفي مدينة أنطاكية على الحدود التركية السورية توجد قبيلة تسمى الزغاوة ويعمل أفرادها في مهنة الحدادة كمهنة الزغاوة الحداحيد تماماً بدارفور. والزغاوة وان كانت غالبيتهم العظمى تقطن السودان إلا أن للزغاوة وجود مؤثر في تشاد وليبيا.

جماعات الزغاوة الرئيسي

المهندس محمود بشير جماع من أوائل المتعلمين في قبيلة الزغابة

زغاوة البديات

البديات أو التوباء هم فرع كبير داخل الزغاوة وذهب الكثيرون الى أن التسمية نابعة من ارتباطهم بالبادية والظعن والترحال والتوباء مشتقة من التيبو اشارة الى انحدارهم من تلك القبيلة الليبية المعروفة وهم موجودون في السودان وتشاد وليبيا ويتحدثون بلهجة زغاوة ذات لكنه مميزة.

أقسام البديات

  • قلي قيرقي في منطقة فوراوية بدار قلا.
  • بروقات وينسبون الى القرعان وموطنهم فيالارجو ووادي دوم شمال تشاد.
  • كودياراء وموطنهم باهاي شمال الطينة.
  • ارديبة وموطنهم برداي شمال شرق تشاد.
  • سبقرقراء ولهم ثلاث بطون هي بيكي – اقوميمي – ومايقيراء.

زغاوة القلا

هم من فروع الزغاوة الرئسية والاسرة الحاكمة بينهم الكاليبا. والحاكم عندهم يسمى شرتاي والحكم عندهم وراثي وحاضرتهم كرنوي وزعيمهم هو الشرتاي التجاني الطيب صالح عبدالكريم وللزغاوة القلا ست عموديات.

زغاوة الكايتنقا

هم من الفروع الكبيرة داخل الزغاوة وينحدرون من أولاد تاكو المتفرعة عن رزيقات شمال ويطلق عليهم زغاوة تكاراء وكانت منطقتهم الرئيسية كبورو في دار قلا شرق كرنوي وحاضرة مملكة الكايتنقا هي الدور وزعيمهم الملك ادم طاهر نورين الذي ظل ممسكاً بمقاليد الحكم حتى صفيت الادارة الاهلية في مايو 1969م ومن الكايتنقا دار سويني وللكايتنقا عشرة عموديات.

زغاوة كجمر

يرجع أصلهم الى الزغاوة توار وهم من الفصائل الأربعة المكونة للتوار ولهم تسع عشائر هي أولاد دوري وأولاد دقيل وأولاد كوبي وأولاد شريط وأولاد بطرة واولاد البديات واولاد تكاجو واولاد مرة واولاد عيلاي وكجمر.

زغاوة الكوبي

يعتبرون أكثر فروع الزغاوة انتشاراً في الأرض وهم ينحدرون من أصول ليبية. وتتمتع منقطتهم بأهمية خاصة، وتتكون من ثلاثة ادارات منفصله عن بعضها البعض اثنين في السوادن والثالثة في تشاد.

الزغاوة والمهدية

بادرت قبيلة الزغاوة الى مناصرة المهدية خاصة زغاوة القلا في كرنوي والتوار في منطقة امبرو والكوبي في الطينة والأرتاج في أم حراز فقد هاجر كل هؤلاء منذ أيام المهدية الاولى وبايعوا الامام المهدي في قدير وكان رسول الامام المهدي الى زعيم الحركة السنوسية في واحة جغبوب بليبيا ليبلغه بظهور المهدي ومناشدته بتأييد الثورة الإسلامية التي بدأت بالسودان ضد الأتراك ذلك الرسول هو الشيخ طاهر اسحق الزغاوي ومعه كوكبة من فرسان الزغاوة.

الزغابة ونزاع دارفور

تظل قبيلة الزغاوة هي المحرك والوقود الرئيسي للصراع القائم في دارفور ويرجع ذلك إلى أن معظم القيادات العسكرية والسياسية للجماعات المسلحة تنتمي إليها.

جغرافياً تتواجد المجموعات السكانية التي تنتمي لقبيلة الزغاوة في مناطق شمال دارفور والمنطقة الشرقية الشمالية من دولة تشاد ، وهي قبيلة حدودية ينتمي إليها الرئيس دبي ويقدر عدد سكانها بأكثر من مائتي ألف نسمة يدينون كلهم بالإسلام.[3]

ومنذ بداية الصراع وقيام الكيانات والمجموعات التي تمثله وتطوره ليأخذ بعداً دولياً وإنسانياً تعرضت هذه المجموعة القبلية لعملية إستقطاب حادة من جهات عديدة تتمثل في الاتي :

  • الحكومة السودانية:

تعتبر الحكومة هذه القبيلة جزء من النسيج السياسي والإجتماعي السوداني الذي تحكمه ولها مصالح في إستقطاب أو معالجة أو كبت طموحاتها السياسية ومقاتلة الخارجين عليها، وهناك قيادات مقدرة ومؤثرة من أبناء القبيلة يدينون بالولاء الشديد للحكومة السودانية وللفريق البشير شخصياً ومنهم اللواء التيجاني آدم الطاهر، وحسن برقو وآخرين.

  • حزب المؤتمر الشعبي:

الشريك السياسي المؤسس الذي أختلف مع الحكومة السودانية وخرج عليها ويرغب في العودة للحكم عبر بوابة غرب السودان ويعتبر أن ثقله الرئيسي يوجد في هذه المنطقة وأن الإسلاميين الذين يؤيدون الحكومة من أبناء المنطقة تربطهم مصالح اقتصادية وسياسية سرعان ما ستتبدل لمصلحتهم بعد انهيار نظام الإنقاذ.

ومن أبرز العناصر من أبناء القبيلة د. خليل إبراهيم الوزير السابق والذي يدين بالولاء الشديد للدكتور الترابي، وأسرة مني أركو مناوي ومن خارج القبيلة د. علي الحاج محمد.

  • حزب الأمة القومي:

يعتبر حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي مناطق دارفور تتبع تقليديا لحزبه بسبب الدعم الكبير الذي وجده جده الإمام محمد أحمد المهدي قائد الثورة المهدية من هذه المجموعات التي ساهمت مساهمة كبيرة في هزيمة وطرد الإستعمار التركي البريطاني من السودان في نهاية القرن التاسع عشر ومن أبرز قيادات حزب الأمة بدارفور عبدالنبي علي أحمد وعلي حسن تاج الدين و آدم موسى مادبو.

  • الحركة الشعبية لتحرير السودان:

لا يوجد للحركة الشعبية ثقل سياسي أو فكري في دارفور وعلى خلاف ذلك فقد ناصب أهل دارفور الحركة العداء وقاتلوها بشراسة وكانوا يشكلون ضغطاً كبيراً عليها في كل المعارك العسكرية التي دارت بين القوات المسلحة السودانية والحركة الشعبية ولذلك عمدت الحركة الشعبية مستفيدة من الفاوضات الجارية على استراتيجية ترمى الى تخفيف الضغط العسكرى عليها من جهة، ومن جهة اخرى العمل على تفكيك الحكومة سياسيا وسلميا بالتعاون مع اصدقائها ومناصريها الغربيين فعملت على الإتصال ببعض قادة المجموعات المسلحة وعرضت عليهم المساعدة ... والمشورة .... والتدريب، وترى الحركة الشعبية أن بقاء دارفور في الحياد، أو مشاركتهم لها أو منفصلين عنها في القتال ضد الحكومة نصر كبير لاستراتيجيتها في السودان وفي محيط دول الجوار الأفريقي الغربي، ومن أشهر المتعاونين مع الحركة عبد الواحد محمد أحمد نور (كادر يساري سابق في الحزب الشيوعي السوداني) وأحد قادة جيش تحرير السودان.

  • الحكومة التشادية:

الرئيس ديبي ومجموعة كبيرة من القادة السياسيين والعسكريين في تشاد ينتمون لقبيلة الزغاوة ، وتتوفر مجموعة مصالح سياسية وأمنية تجعل تشاد تتعاون مع الحكومة السودانية وفي ذات الوقت تعمل على كسب ود القبائل الحدودية (خاصة الزغاوة) وعدم إستعدائهم حتى لا يسيطر العرب في دارفور وتشاد على الأوضاع السياسية أو يشكلون هاجس قلق.

  • أمريكا والمانيا وانجلترا وفرنسا:

الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية لها استراتيجيات مشتركة (متفق عليها) وأخرى خاصة بكل دولة تجاه الدول الأفريقية ومن بينها السودان بالاضافة لمجموعة مصالح أقتصادية ومصالح سياسية تتعلق بأوضاع أمريكا وأوربا والصراع الدائر بين أحزابها والمجموعات المحافظة (الدينية) وكارتيلات المصالح الإقتصادية.

المصادر

  1. ^ صحيفة الأحداث السودانية
  2. ^ الزغاوة تاريخ وتراث، هارون سليمان يوسف، 3 أكتوبر 2012.
  3. ^ سودانيز أونلاين