طعمة العودة الله

(تم التحويل من طعمة العودة لله)

طعمة العودة الله (و. 1925- ت. 11 يونيو 1966)، هو عسكري وسياسي سوري. كان أحد أعضاء الوفد العسكري السوري الذي ذهب إلى القاهرة مطالباً بالوحدة الفورية في شباط 1958. تولى منصب وزير الشؤون البلديّة والقرويّة في عهد الجمهورية العربية المتحدة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة والتعليم

ولد في قرية نوى في محافظة درعا عام 1925 وأتم تعليمه الثانوي في دمشق في مدرسة التجهيز الأولى <جودت الهاشمي حالياً>.


بداية العمل العسكري

ففي نهاية عام 1945 انتسب إلى الكلية العسكرية وهي الدورة التي سبقت الإستقلال وسميت بدورة خالد بن الوليد حيث كان رئيس أركانها الزعيم الركن عبد الله عطفة وما إن انتهت السنة الأولى حتى كان العودة الله من البارزين في الدورة مما أتاح له أن يختار سلاح الفرسان (المدرعات) وفي بداية عام 1948 تخرجت هذه الدورة استثنائياً بسبب نشوب حرب 1948 و تخرج فيها العودة الله برتبة ملازم، دخل حرب فلسطين عام 1948 حيث أبلى بلاءً حسناً، وكان مضرب المثل في الشجاعة والإقدام مما منحه ترفيعاً استثنائياً لرتبة ملازم أول في بداية عهد حسني الزعيم. وفي عهد أديب الشيشكلي كان العودة الله قائداً لإحدى الكتائب المدرعة التي قامت بإخماد ثورة الدروز في جبل حوران بأوامر مباشرة من الشيشكلي الذي عرف بكرهه للدروز بعد أن قاموا بالتمرد على حكمه أنذاك بدعم من بريطانيا عن طريق الأردن , عين آمراً للكتيبة ٢٥ مدرعات المتمركزة في مدينة ازرع في سهل حوران وعين المقدم ياسين فرجاني رئيساً لأركانها ، وبعدها أرسل في بعثة عسكرية إلى فرنسا حيث اتبع دورات مكثفة في مدرسة سومور - مدرسة نابليون - استكمل بها خبرته في سلاح المدرعات و أثناء العدوان الثلاثي على مصر كان قائداً للواء المدرع الذي دخل الأراضي الأردنية ضمن القوات السورية التي دخلت الأردن بقيادة العقيد الركن سهيل العشي لدعم الجبهة المصرية وبعد انتهاء العدوان ، عين رئيساً لأركان سلاح المدرعات.

التحضير للوحدة

تم اختياره ليكون عضواً في مجلس القيادة العسكرية الأعلى للجيش و القوات المسلحة الذي تشكل في أواخر عام 1956 من 24 ضابط من قادة الجيش السوري - بالإضافة للعقيد عبد المحسن أبو النور الملحق العسكري المصري - حكموا سوريا في الظل و فرضوا أجندتهم على الحياة السياسية السورية والتي كانت في المجمل متلاقية على طول الخط مع رغبات ومشاعر جماهير الشعب السوري وهي باختصار الوحدة مع مصر عبد الناصر، بل واتفقوا على أجرأ خطة عرفها تاريخ سوريا الحديث، حيث كان العودة الله واحداً من بين 14 ضابط سوري سافروا إلى مصر ضمن وفد عسكري لإجراء مفاوضات الوحدة مع الرئيس جمال عبد الناصر والتي انتهت بإعلان الوحدة وقيام الجمهورية العربية المتحدة في شباط 1958.


الوفد العسكري السوري الذي جاء إلى القاهرة بالسر دون علم الحكومة السورية مطالباً بالوحدة الفورية. وقد فاوض عبد الناصر وعبد الحكيم عامر طيلة أيام 13-16 يناير، وتكللت المهمة بالاتفاق العام على الوحدة ولإكمال المهمة وصل وزير الخارجية السوري صلاح البيطار، يوم 16 يناير للتوقيع بالحروف الأولى ميثاق الوحدة بين سوريا ومصر.
الصف الأمامي، من اليمين: المقدم بشير صادق، المقدم جادو عز الدين، اللواء عفيف البزري، جمال عبد الناصر، عبد الحكيم عامر، المقدم طعمة العودة الله، المقدم حسين حدة، المقدم ياسين فرجاني
الصف الأوسط، من اليمين: المقدم محمد النسر، المقدم جمال الصوفي، المقدم مصطفى حمدون، المقدم أحمد حنيدي، عقيد أ.ح عبد المحسن أبو النور
الصف الأعلى، من اليمين: المقدم نورالله حاج ابراهيم ،المقدم أكرم الديري، المقدم عبد الغني قنوت، المقدم أمين الحافظ، ؟؟ ، عميد أ.ح حافظ إسماعيل.



عهد الجمهورية العربية المتحدة

اتبع دورة أركان حرب في دمشق وبعدها عرض عليه أن يصبح وزيراً عند تشكيل وزارة الوحدة ولكنه رفض ترك الجيش وكان يعتبر أنه من الخطأ تسريح ضباط مجلس القيادة العسكرية الأعلى للجيش و القوات المسلحة لأنهم هم من صنعوا الوحدة وهم المسيطرين الفعليين على الجيش السوري ويجب أن يبقوا في الجيش لأنهم حماة الوحدة فعينه المشير قائداً لسلاح المدرعات خلفاً لللواء أمين أبو عساف.

تسميته وزيراً للشؤون البلديّة والقرويّة

بعد أن ترددت الأنباء عن مشروع استقالة للوزراء البعثيين عرضت عليه وزارة الشؤون البلديّة والقرويّة التي كان يشغلها أحمد عبد الكريم - الذي نقل إلى القاهرة وزيراً مركزياً - فقبلها و سُرح من القوات المسلحة برتبة عميد ركن وباشر أعماله بالوزارة التنفيذية. كان نظيفاً عفيف اليد لا يملك سوى بيتاً في قريته و لكن لشهامته ومروءة نفسه قام بالتبرع بمنزله ليكون أول مدرسة ثانوية في قرية نوى وقد خدم أهل قريته كثيراً . كان من المعارضين لتفرد عبد الحميد السراج بالسلطة في الإقليم الشمالي فنشأت خلافات بينهما وصلت لحد أن عبد الحميد السراج أصبح يتهم طعمة العودة الله بالجنون , فسافر العودة الله و بعض الوزراء إلى القاهرة لمقابلة الرئيس جمال عبد الناصر ليحد من سلطات عبد الحميد السراج فأخد الرئيس بملاحظاتهم و عين عبد الحميد السراج نائباً له .

جريمة الانفصال واغتياله

الرئيس جمال عبد الناصر يعزي عائلة طعمة العودة الله بوفاته في 11 يونيو 1966. الطفل إلى يسار عبد الناصر هو الطفل هو ناصر العودة الله، الإبن الإصغر للشهيد، والسيدة هي ناجية الرفاعي، أرملة طعمة العودة الله.

يوم الإنفصال في أيلول 1961 كانت شعبة الاستخبارات العسكرية قد علمت بالتحرك الإنفصالي وأخطرت المشير عامر في استراحته فاتصل بالفريق جمال الفيصل قائد الجيش الأول وبرؤساء الشُعَب في الأركان ليتوجهوا فوراً إلى مقارهم واتصل بالوزراء العسكريين ليصلوا إلى الأركان بالترتيب وهم طعمة العودة الله، أحمد حنيدي، جادو عز الدين، أكرم الديري وجمال الصوفي. وقد أصيب الديري بشظية في قدمه بعد إطلاق المقدم حيدر الكزبري النار على الأرض نتيجة مشادة كلامية بينه وبين الديري.

وبعد تفاوض المشير مع الإنفصاليين اتفقوا على إنهاء الحركة شريطة تخفيف عدد الضباط المصريين إضافة إلى إجراء عدد من التنقلات في الجيش، وطلب ترحيل كل من اللواء أنور القاضي، العقيد أحمد علوي، العقيد أحمد زكي، العقيد محمد استنبولي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية إلى القاهرة إضافة إلى طعمة العودة الله، أحمد حنيدي، جادو عز الدين، أكرم الديري وجمال الصوفي وهم الوزراء العسكريين، وقد رحل الوزراء فعلاً في الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم نفسه واتفق الطرفان على إنهاء حالة العصيان بمجرد إتمام عملية الترحيل ولكن الإنفصاليين غدروا بالمشير وأنكروا وعودهم وقاموا بترحيله مع الفريق جمال الفيصل إلى القاهرة معلنين انفصال الإقليم الشمالي عن الجمهورية العربية المتحدة.

بعد أن رُحل العودة الله ورفاقه إلى القاهرة أقاموا هناك بضيافة الرئيس جمال عبد الناصر، وفي أحد الأيام حين كان العودة الله في مكتبه قام أحد معارفه السوريين بزيارته وقبل أن يغادر، طعنه بسكين في ظهره ولكن طعمة لم يستسلم، فقام بملاحقة من طعنه قرابة مئتي متر والسكين في ظهره إلى أن سقط على الأرض وأسلم الروح شهيداً في سبيل الوحدة العربية، وقام الرئيس جمال عبد الناصر بتقديم واجب العزاء شخصياً لأسرته التي لا تزال تقيم في القاهرة.

مرئيات

ڤيديو عن اغتيال طعمة العودة الله.

الهامش