حرب الأيام الستة (كتاب)

حرب الأيام الستة: يونيو 1967 وتشكيل الشرق الأوسط الحديث
Six Days of War cover.jpg
غلاف الطبعة الأولى
المؤلفمايكل أورن
البلدالولايات المتحدة
اللغةالإنگليزية
الموضوعحرب الأيام الستة
الناشرمطبعة جامعة إكسفورد
تاريخ النشر
18 أبريل 2002
نوع الوسائطمطبوع (غلاف مقوى، غلاف ورقي)
الصفحات480
ISBN978-0-19-515174-9
OCLC48551000
956.04/6 21
تب. مك.كونگDS127 .O74 2002

حرب الأيام الستة: يونيو 1967 وتشكيل الشرق الأوسط الحديث، هو كتاب للمؤرخ الإسرائيلي-الأمريكي المولد والسفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة مايكل أورن، يؤرخ لأحداث حرب الأيام الستة التي دارت بين إسرائيل والدول العربية المجاورة عام 1967. الكتاب الذي حاز على إعجاب النقاد، فاز بجائزة لوس أنجلز تايمز للتاريخ ووُضع لسبعة أسابيع على قائمة نيويورك تايمز لأفضل الكتب مبيعاً.[1]

صدر الكتاب باللغة الإنگليزية عام 2022، وصدرت الترجمة العبرية منه في يونيو 2007.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فكرة الكتاب

المعاني يثيرها كتاب أورن عن حرب 1967، والذي رجع الي الوثائق المتاحة في الأرشيف الوطني الإسرائيلي بعد انتهاء فترة الحظر ومدتها 30 عام، واطلاعه علي وثائق الأرشيف القومي في الولايات المتحدة وفي بريطانيا، بالإضافة إلي التقائه بعدد من الشخصيات التي كان لها دور في الحرب.

وبالرغم من المعلومات التي عرضها المؤلف والتي تلقي الضوء علي الكثير من جوانب السياسة الإسرائيلية والتي يتصل بعضها بالتاريخ والبعض الآخر بالسياسة الحالية لحكومة إسرائيل برئاسة بنيامين نتانياهو، إلا أنه بدا واضحاً أن المؤلف اتخذ لنفسه رؤية منحازة وإن حاول الموازنة بين كونه مؤرخاً وبين ارتباطه الرسمي بالحكومة الإسرائيلية فقدم تحليلاً سياساً للوقائع الثابتة.

إن الوثائق التي اعتمد عليها أورن تظهر ان القيادة في اسرائيل فكرت في حرب 67 من قبلها بسنوات واستعدت لها. ويقول أورن: "إن خطط عمليات علي الجبهة الجنوبية (المصرية) قد تم تطويرها بعد انسحاب اسرائيل من سيناء عام 1957".

وكان الحصول علي الأراضي الفلسطينية والتي يصفها بأرض اسرائيل يسيطر علي تفكير كل القادة الاسرائيليين ولذلك جري تطوير خطط عسكرية لضربات مركزة علي المدفعية الأردنية في الضفة الغربية ولحصار القدس الشرقية,،كما أعدت خططا للتعامل مع سوريا علي الجبهة الشمالية للسيطرة علي هضبة الجولان بكاملها.

وتضمنت الخطط الزحف علي سيناء نحو العريش في اتجاه قناة السويس ووضع اليد علي شرم الشيخ.

وحسب مايقوله المؤلف: فإن الاستيلاء علي سيناء بكاملها يعيد الي الذاكرة ماقاله موشي ديان في أول يونيو67 من ان نجاحنا لا يقرره عدد الدبابات المصرية التي ندمرها بل حجم ما نستولي عليه من الأراضي.

وينتقل أورن عن ايجال ألون نائب رئيس الوزراء في مقال كتبه قبيل حرب67 قوله في حالة وقوع حرب جديدة يجب علينا أن نتجنب الخطأ التاريخي الذي وقعنا فيه في حرب48 وهو الخطأ الذي تكرر في حملة سيناء1956 ويجب ألا نوقف القتال الي ان نحقق هدفنا بشأن الاراضي بإيجاد أرض اسرائيل.


الاستعدادات الإسرائيلية المسبقة للحرب

لم يستطع المؤلف ان يفلت من التناقض الذي ظهر في تناوله لحرب67 فهو حاول مرارا القول ان اسرائيل لم تكن تريد الحرب في ترديد لوجهة النظر الاسرائيلية الرسمية والقائمة علي أنها كانت تدافع عن نفسها بضربة وقائية في مواجهة عدوان عربي مبيت ضدها, في حين كانت الوثائق التي عرضها هو نفسه تكذب هذا الادعاء وتكشف كيف ان اسرائيل كانت تريد الحرب وترتب لها من قبلها بسنوات وان أسبابها أوسع مدي من مجرد صدور قرار عبدالناصر باغلاق خليج العقبة امام السفن الاسرائيلية وان قرار عبدالناصر كان الفرصة التي تنتظرها لتكون مبررا للحرب وليست سببا لها. وفي تشخيصه للحرب وأنها قامت نتيجة ممارسة اسرائيل حقها المشروع في الدفاع عن النفس وفعلت كل ما في وسعها لتجنبها فإنه يرد عليه بما قاله مناحم بيجين وكان عضوا في مجلس الوزراء عام67 من ان الحشود العسكرية المصرية في سيناء لاتظهر ان عبدالناصر ينوي مهاجمتنا.

كما يأتي الرد عليه مما سجله المؤرخون الجدد في اسرائيل وهم أكاديميون أقاموا رؤيتهم علي ما اطلعوا عليه من الوثائق الرسمية الإسرائيلية التي رفع عنها الحظر والتي استند اليها أوين في كتابه.وما أتاحته لهم فرص الدراسة لسنوات في أوروبا والولايات المتحدة، من دراسة الوثائق التي لم تكن متوافرة لهم في إسرائيل.

هدف القضاء علي عبد الناصر

هؤلاء المؤرخون كتبوا ان إسرائيل أرادت قيام الحرب، وهيأت لها الظروف لسنوات وكانت تنتظر المبرر، وقالوا ان إسرائيل لم تكن قد فشلت في منع الحرب، بل إنها سعت إليها،وان مبادرة الحرب قد دفعت إليها أسباب داخلية، فقادة الدولة كانوا مهتمين بصرف أنظار شعبهم عن فشل السياسة الاقتصادية، بعد كساد وبطالة في منتصف الستينيات، عقب عشرين سنة تقريبا من النمو الاقتصادي السريع.

وكتب المؤرخ الاقتصادي مايكل شاليف أن أرقام البطالة قد تضاعفت ابتداء من خريف عام1966 واتفق استاذا العلوم السياسية ياكوف بيليد، وإيجال ليفي، علي أن تصاعد الأحداث التي بدأت عام 1964، قد أظهرت سلوكيات إسرائيل في هذه السنوات، تعكس استراتيجية محددة، لتعويض تراجع الدولة عن وعودها في تحقيق مبادئها الاجتماعية. ويضيف المؤرخ الإسرائيلي آفي شاليم سببا آخر فقال: ان المتشددين في إسرائيل كانوا يرون ان عبدالناصر هو أخطر عدو لهم وهو نفس ما كان بن جوريون قد عبر عنه, من خوفه من أن يصبح عبدالناصر مثل أتاتورك في تركيا، وينجح في توحيد الدول العربية ولذلك كان القضاء عليه، هدفا ملحا لدي قادة إسرائيل.

هؤلاء المؤرخون الجدد اعتمدوا علي نفس الوقائع التي استند إليها أورين والتي بينت ان الموقف الداخلي المتدني جعل إسرائيل تشعر بأنها قد تكون مهددة بكارثة وهو موقف كانت تتوالي عليه تراكمات تقود إلي الحرب.

معرفة الولايات المتحدة بموعد الحرب

لقد بدأ العد التنازلي لساعة الحرب ويقول المؤلف: في فترة الأسابيع التي سبقت حرب يونيو، كانت التحركات علي الجانبين الإسرائيلي والأمريكي لافتة للنظر وتحمل الكثير من المؤشرات علي النية المبيتة للعدوان.

ففي 26 مايو سافر أبا إيبان وزير الخارجية إلي واشنطن، للتأكد من الموقف الذي ستتخذه ادارة الرئيس جونسون، لو نشبت الحرب ولدي وصوله تلقي برقية سرية من ليفي اشكول رئيس الوزراء، يوجهه لإبلاغ جونسون ان إسرائيل علمت ان مصر تخطط لهجوم عليها. وحين التقي الاثنان في البيت الأبيض قال جونسون: لايوجد دليل علي هجوم مصري وشيك ومع ذلك طلب جونسون من السفير المصري، أن يبرق إلي القاهرة محذرا الرئيس عبد الناصر من مهاجمة إسرائيل، وان الولاريات المتحدة سوف تحمله مسئولية وقوع هذا الهجوم.

يقول المؤلف: ان روبرت ماكنمارا وزير الدفاع تنبأ قبل الحرب بأسبوعين، بأن الضربة العسكرية الإسرائيلية، سوف تلحق الهزيمة بالجيوش العربية خلال أسبوع واحد وهو بالضبط ماحدث.

وفي منتصف مايو أي قبل أسابيع من نشوب الحرب، اقترح هارولد سوندرز المختص بالشرق الأوسط في البيت الأبيض وجوب السماح لإسرائيل بهزيمة أعدائها. كما ان تقديرات المخابرات الأمريكية اتفقت علي ان إسرائيل ستحرز نصرا سريعا, بصرف النظر عن الجانب الذي سيبدأ الهجوم وتنبأت وكالة المخابرات المركزية بأن الجيش الإسرائيلي سيحقق نصرا في فترة أسبوعين, أما لو بادرت إسرائيل بالهجوم فسيتحقق لها ذلك في أسبوع واحد.

التنصل من مبدأ الأرض مقابل السلام

لقد ظهر الخلاف في تفسير الأحداث التي قادت إلي حرب 67، بين معالجة أوروبية في كتابه، وبين تناول المؤرخين الجدد لنفس الموضوع. وعلي سبيل المثال ـ نجد ان كتاب ولادة إسرائيل للمؤرخ سيمحا فلابان، وكتاب 1948 ومابعدها للمؤرخ بينما موريس, وغيرها تنسف ما سموه الخرافة التي أحاطت بانشاء إسرائيل في السنوات العشر الأولي من وجودها وهو التعبير الذي نقله عنهم أورين في كتابه حيث قالوا: ان إسرائيل اتهمت في حرب 48، باستئصال آلاف الفلسطينيين, تطبيقا للمبدأ الصهيوني ـ الترحيل.[2]

ويبرز التوجه الرئيسي للمؤلف في تعمده ألا يذكر سوي القليل عن السياسات الإسرائيلية منذ حرب 67، لو أنها علي حد زعمه لم تكن تريد الحرب, لأنه لو خاض في هذه السياسات لوجد ما ينقض وجهة نظره، في وقائع مازال العالم يعيشها وحتي يومنا هذا في سنة 2010، وكلها تفرض فرص السلام كلما لاحت.

وبدلا من ذلك فهو ركز بدرجة أكبر علي معارك الأيام الستة، وخصص فصلا لكل يوم منها, بل أكثر من ذلك فهو يكشف صراحة عن تبنيه نفس موقف الرافضين للسلام. ويقول: ان الأحداث أثبتت زيف مبدأ الأرض مقابل السلام وان هذا المبدأ قام علي أساس آمال أمريكية، وليس علي الحقائق في الشرق الأوسط، وان الأمر يحتاج إلي ان يحل محل هذا المبدأ، موقف أكثر واقعية!

في حين أن مبدأ الأرض مقابل السلام، هو الأساس الذي تأسست عليه عملية السلام في مؤتمر مدريد عام 1991، بوساطة أمريكية، وبالتزام إسرائيلي بها ومعني نقض هذا المبدأ، هدم عملية السلام من أساسها.

المصادر

  1. ^ "BEST SELLERS: August 18, 2002". The New York Times. 2002-08-18. Retrieved 2008-03-26.
  2. ^ "حرب الأيام الستة‏:‏ يونيو وتشكيل الشرق الأوسط الحديث". جريدة الأهرام. 2010-06-04. Retrieved 2015-06-19.

وصلات خارجية