جناية قبيلة حدثنا (كتاب)

جناية قبيلة حدثنا (كتاب)
[[ملف:اسم الرسام أو الأديب|280x450px|alt=صورة معبرة عن الموضوع جناية قبيلة حدثنا (كتاب)]]

المؤلف جمال البنا
اللغة عربية
البلد القاهرة
الناشر دار الشروق
تاريخ الإصدار 2008
معرفة المصادر ابحث
التقديم
عدد الصفحات 101

جناية قبيلة حدثنا كتاب من تأليف المفكر جمال البنا، يتطرق عن تاريخ رواية وجمع الأحاديث النبوية والظروف السياسية والتاريخية التي أحاطت بمرحلة تدوين السنة النبوية وتحويلها من مرحلة الشفاهة إلى مرحلة التدوين.

يصف الكاتب في مقدمة كتابه هذه الفئة، وهم أهل الحديث، بأنها أقوى الفئات تأثيرا على الفكر الإسلامي، قائلا: ترى نفسها الفرقة الناجية من الثلاث وسبعين التي انشق إليها المسلمون، لأنها تحمل الرسول، وتدعى رواية حديثه.

يركز المؤلف على مسألتين: الأولى هدم النظرية الإسلامية التي تأسست على الحديث النبوي، والثانية: إضفاء الشرعية على قضايا فكرية وفقهية خاضها في السابق من زاوية النظر والاستدلال العقلي.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

محتوى

يقول جمال البنا أنه يقصد بقبيلة "حدثنا" هؤلاء الذين نقلوا للمسلمين عبر القرون الطويلة الماضية مئات الأحاديث ونسبوها للرسول.

Cquote2.png تهمة إنكار السنة أصبحت مثل عداء السامية سلاحاً يشهره أصحابه على الذين يخالفونهم دون تمييز، ونوعًا من الإرهاب الفكري له حصانته، إننا في هذه الرسالة سنتابع ظهور قبيلة حدثنا من الأيام الأولى للرسول والخلفاء الراشدين، عندما لم يكن لهم وجود ملحوظ، ثم الذي حدث للمجتمع الإسلامي نتيجة تركه لمجتمع المدينة المحدود، وبدء المرحلة الإمبراطورية وانعكاساتها التي انتهت بأن وَضْع الأحاديث أصبح ضرورة لا مناص عنها، وبالتالي ظهرت قبيلة حدثنا Cquote1.png

يبدأ البنا، كتابه بالإشارة إلى عنوان كتابه، مؤكدا على أن السنة هي العمل والمنهج والدأب، كما أنها الطريقة والسيرة، ويعرفها البنا بقوله "السنة لها طبيعة عملية تختلف عن الأحاديث التي لها طبيعة قولية أو شفهية". وأشار إلى أن كتابه لا يمس الحديث أيضا، وإنما يناقش " فئة نصبت نفسها لتجميع الأحاديث ونسبتها إلى الرسول".

تحريم تدوين الحديث

يصر البنا اتباث نظريته على قضية "تحريم التدوين في العهد النبوي وعهد الخلفاء الراشدين"، حيث كان الموقف المقرر هو "تحريم كتابة الأحاديث، وأن من كتب شيئاً منها، فإنما يكون لفكرة أن يحفظها ليتخلص منها" ويحشد لذلك سيلاً من أحاديث الرسول، ومن أقوال الخلفاء الراشدين أنفسهم. ويركز على حديث أبو هريرة، الذي يسميه جمال البنا بشيخ قبيلة حدثنا، عن قول رسول الله الذي أحرق كتبا بعد أن بلغه أن ناسًا كتبوا حديثه فيها:[2]

«حدثوا ولا حرج ومن كذب عليَّ متعمدًا فليتبـوأ مقعده من النار.»

يسوق البنا دلائل وأحاديث في النهى عن الإكثار من رواية الحديث عن الرسول حيث يروى أن أبو بكر الصديق جمع الناس بعد وفاة الرسول وقال لهم:

««إنكم تحدثون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحاديث تختلفون فيها والناس بعدكم أشد اختلافا، فلا تحدثوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه».»

تقنين الشريعة

يروى البنا أن ابن المقفع اقترح على الخليفة أبو جعفر المنصور وضع تقنين على الشريعة، وكتب ذلك في رسالة الصحابة: "

«ومما ينظر أمير المؤمنين فيه من أمر هذين المصرين "الكوفة والبصرة" وغيرهما من الأمصار والنواحي اختلاف هذه الأحكام المتناقضة التي قد بلغ إختلافها أمرا عظيما في الدماء والفروج والأموال فيستحل الدم والفرج بالحيرة، وهما يحرمان بالكوفة، ويكون مثل ذلك الاختلاف في جوف الكوفة فيستحل في ناحية منها ما يحرم في ناحية أخرى.. فلو رأى أمير المؤمنين أن يأمر بهذه الاقضية والسير المختلفة فترفع إليه في كتاب، ويرفع معها ما يحتج به كل قوم سنة أو قياس.»


كما يستدل البنا عن لقاء مالك بن انس مع المنصور:

«"لما حج أبو جعفر المنصور دعاني فدخلت عليه فحادثته وسألني فأجبته، فقال إني عزمت أن آمر بكتبك هذه التي قد وضعت - يعني "الموطأ" فتنسخ نسخا ثم ابعث إلى كل مصر من أمصار المسلمين منها نسخة وآمرهم أن يعملوا بما فيها ولا يتعدوها إلى غيرها ويدعوا ما سوى ذلك من هذا العلم المحدث، فإني رأيت اصل العلم رواية أهل المدينة وعلمهم. فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل هذا، فإن الناس قد سبقت إليهم أقاويل وسمعوا أحاديث ورووا روايات واخذ كل قوم بما سبق إليهم وعلموا به ودانوا به من اختلاف أصحاب رسول الله وغيرهم، وان ردهم عما اعتقدوه شديد فدع الناس وما هم عليه وما اختار أهل كل بلد لأنفسهم، فقال لعمري لو طاوعتني على ذلك لأمرت به".»

ولكن كلا المحاولتين لم ترزق استجابة.[3]

وضع الحديث

في الفصل الرابع من الكتاب أشار البنا أن المحدثين وضعوا علم الحديث، يعبر فيه عن اعتقاده بأن الظروف السياسية والتاريخية لعبت دورا كبيرا في ظهور عدد من رواة الحديث في القرون التالية لعهد الخلفاء الراشدين وأن بعض هؤلاء لم يكن موضع ثقة.

وهي المرحلة التي تحولت فيها الدولة الإسلامية لإمبراطورية مترامية الأطراف تضم شعوبا متعددة وثقافات شتى، ويقول إن هذه الفترة هي التي شهدت ظهور الأحاديث الموضوعة أو الكاذبة، وقد كان هذا الظهور ذا جوانب متعددة، حيث يتحدث البنا عن فئة كانت تسمى نفسها «الوضاع الصالحين»، وهم أولئك الذين اختلقوا الأحاديث ظنا منهم أنهم يخدمون الدين.

تخريب المجتمع

لقبيلة «حدثنا» أثر سيئ على المجتمع، فحسب الكاتب أنه ليس من المبالغة أن نقول إنها «خرَّبت» المجتمع الإسلامي وأخرت تقدمه، وذلك بما قدمته من أحاديث تفسد الفكر وتفسد الحكم وتفسد المجتمع. وذكر المؤلف على سبيل المثال حديث «الأئمة من قريش» الذي حصر الخلافة في قريش، وحديث «لا أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» الذي استبعد وجود المرأة في العمل العام، وقضى عليها بأن تحبس داخل جدران منزلها حسب قول جمال البنا، وأن راوى هذا الحديث اتهم بالقذف، وأوقع عليه عمر بن الخطاب حده، ورفض التوبة.

وحديث «من بدل دينه فاقتلوه«، وهو الحديث الذي رفضه الإمام مسلم، لأن شبهات كانت تحوط راويه عكرمة، جعلته لا يدخل له حديثاً في صحيحه، وقد كانت هذه شبهة كبيرة تؤدى إلى استبعاده، خاصة أنه يقضى بالكفر وبالإعدام على من يرتد، ولكن لم يكن المطلوب عقاب المرتد، لأن هذا بعد أن تدعم بنيان الإسلام كان أمرًا مستبعدًا.

المسلم المعاصر، كما يراه البنا، مسلم منهك بتلك الشروط، حيث جنت قبيلة حدثنا على المجتمع الإسلامي:

«"وصاغت صورة المسلم النمطي الذي يسير مطرقاً منكسراً حتى أنه لا يتهم بخيلاء، ولا ينظر إلى نساء، وملأت حياته بأنواع من الدعاء، وصنوف العبادات والقربات من صلاة وصيام، حتى لم يُبقوا في يومه فراغاً لعمل أو ثقافة أو معرفة أو مهارة".»

انتقادات

أثار هذا الكتاب جدلا كبيرا بعد نشره، وصلت ضجة الكتاب إلى ساحات المحاكم، إذ رفعت قضايا ضد البنا، واعتبر أصحاب الدعاوى أن الكاتب يسيء إلى السنة النبوية. وطالب يوسف البدري السلطات المصرية بمعاقبة جمال البنا، ومنعه من الظهور إعلامياً، وحظر أحاديثه وكتاباته.[4] ويبرر المنتقدون بطلان أدلة هذا الكتاب باعتماد البنا في أدلته على مرويات التفسير التي يسخر منها في سياق، ويستدل بها في آخر، فبينما يطعن فيها، إلا أنه يذهب فيستدل بها على صحة مذهبه.[5]

مراجع

  1. ^ "جناية قبيلة حدّثنا" وضرورة مجادلة البنّا الغد، تاريخ الولوج 1 أكتوبر 2011
  2. ^ جناية "قبيلة حدثنا" (1-3) آفاق، تاريخ الولوج 17 أكوبر 2011
  3. ^ صعوبات تقنين الشريعة
  4. ^ «جناية قبيلة حدثنا».. انتقادات ودعاوى الإمارات اليوم، تاريخ الولوج 17 أكوبر 2011
  5. ^ موقف جمال البنا من عقيدة أهل السنة ومسألة الردة عرضًا ونقدًا الألوكة، تاريخ الولوج 1 نوفمبر 2012