تل الفلوسيات

تل الفلوسيات الفلوسيات هى موقع اوستراكين القديمة , واحدة من المحطات المهمة على الطريق الساحلى من غزة الى بيلوزيون على طول شريط الرمال الملاصق للبحيرة في مالغزوات على مصر , الفارسى عام 525 , وخصوصا في خلال العصر اليونانى الرومانى اصبح الطريق الساحلى لشمال سيناء هو الشريان الرئيسى الواصل بين مصر و فلسطين .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الموقع الجغرافى

تقع الفلوسيات في شمال سيناء على النهاية الشرقية من بحيرة البردويل (سبخة البردويل – بحيرة سربونيس في المصادر الكلاسيكية) , حوالى 30كم شرق مدينة العريش وحوالى 3كم من ساحل البحر المتوسط .وقد انشئت مرافئ مزدهرة ومحطات تجارية قد استحدثت ربما كامتداد يونانى على طول هذا الطريق – ومن ضمن هذه التجمعات كانت رينوكورورا أو رينوكولورا (العريش) , كاسيون (مونت كاسيوس وهى القلس) وجرها ( تل المحمديات) وبيلوزيون (تل الفرما) . هذه المدن ازدهر نشاطها التجارى والصناعى : من تجارة دولية , جمع الرسوم الجمركية بناء سفن , تصنيع الاقمشة والزجاج , تمليح السمك , تصنيع البلح , والصيد . تجمعات شمال سيناء ذكرت بواسطة المؤرخين والجغرافيين مثل ديودور الصقلى واسترابون , بيللينى الاكبر وكلوديوس البطلمى وهيروكليز وغيرهم , وفى الخرائط وخطوط السير من العصر الرومانى – البيزنطى مثل خط سير انتونينى اوجاستى The Tabula Peutingeriana , وخريطة الموزايك لمادابا . لقد ازدهرت المدن حتى اوائل العصر العربى , عندما ضعفت اهمية الطريق الساحلى فالطريق المصرة القديم (طريق حورس) الواقع جنوب سبخة البردويل مرة ثانية اصبح الطريق الرئيسى للمرور . وتعتبر الفلوسيات بعد الفتح العربى حامية مع ميناء تسمى (الوارادا) , قد انشآت بالقرب منها والميناء قد نهب بواسطة القراصنة عام 1249 ثم لحقها تدمير بواسطة زلزال عام 1302 . اما تفاصيل اعمال المسح الآثرى لموقع الفلوسيات بواسطة حملة التنقيب لجامعة بن جوريون في شمال سيناء استنتجت ان المدينة الرومانية – البيزنطية توستراكين تغطى مساحة باتساع 2كم وهو قطاع واسع من المدينة ظهر مغطى بطبقة رفيعة من الطمى والبقايا البحرية الناتجة عن ارتفاع مستوى البحر بحوالى مكتر واحد وذلك في العصر العربى المبكر ومجموعة الجزر الناشئة اليوم في المستنقع الملحى هى في الواقع تعلم اغلبية المبانى التى اقيمت اساسا على منخفضات الرمتفعات الرملية . اما جان كليدا الآثرى الفرنسى اول مكتشفى اوستراكين عام 1914 اكتشف اول بقايا او آثار جيدة الحفظ من المبانى العامة مثل كنائس من العصر اليزنطى ومبانى حصينة , وربما دير , والذى حوئطه ومقاصيره زخرفت بكثير من الصلبان ورموز مسيحية اخرى . ويعتقد ان الحصن او الاسوار التى بنيت في هذا المكان بواسطة الاباطرة البيزنطيين كانت لحماية طريق سيناء ضد المغيرين من الفرس في غزوهم لمصر . اما في مبنى البازيليكا الواسعة القريب , وتحت ارضية الصالة الرئيسية , اكتشف كليدا سرداب ودفنات مثل بعض رجال الدين . وفى اماكن اخرى في الكنيسة وجد حوالى خمسين اوستراكا يونانية , اكثرهم قد نقشوا باسم اوستراكين . وعلى بعد حوالى 1.5كم للشمال من الحصن اكتشفت كليدا كنيسة اخرى . اى ان جملة مال تم كشفه بالموقع ثلاث كنائس .


الأكتشافات الأثرية

والاكتشافات الآثرية في منطقة الفلوسيات (اوستراكين) مكنتنا الان من اعادة بناء تاريخها وموادها الثقافية . وموقع اوستراكين هو نقطة الاتصال بين الطريق الساحلى والطريق الذى يمر الى الجنوب اكثر (طريق حورس) وعلى مقربة من مخرج بحيرة سيربونيس الى البحر المتوسط (طبقا للمصادر الكلاسيكية) , وذلك اعطاها اهمية قصوى كمحطة طريق ومركزا تجاريا كما انها حامية او منطقة عسكرية مساعدة . لحماية مصر في هذا الجانب . كما انها تعتبر كموقع جغرافى يشكل نهاية منطقة العربية وبداية ادوم و فلسطين (Pliny V, XIV, 6) . وتذكر تفاصيل المصادر القديمة موقعها الجغرافى بين رينوكورورا (تبعد 24 ميل رومانى) وكاسيوس (تبعد 26 ميل رومانى) , او حتى المسافة الابعد بينها وبين بيلوزيون (65 ميل رومانى) . وكتابات يوسفيوس عن حملة تيتوس ضد المتمردين في اورشاليم في عام 1969 تتحدث ان هذا الحاكم بعد تركية لبيلوزيون في النهاية المصرية للطريق الساحلى . التقدم مسيرة ايام خلال الصحراء , وقد عسكر بقرب معبد زيوس كاسيوس وفى اليوم التالى في اوستراكين , هذه المحطة محرومة من الماء والذى يؤتى به من اماكن اخرى لاستخدام المقيمين (Wars, IV, V 661) . فى خلال القرن الرابع الميلادى , المسيحية انتصرت في شمال سيناء بسبب سياية النشاط الدينى للاباطرة الرهبان التبشيريين . اوستراكين , واحدة من المدن الرئيسية في "Egypt's provincial Augustamnica" , اصبحت مدينة اسقفية ومكان الاسقف . وطبقا لما جاء في التوراة فان اوستراكين كات مركزا لصناعة الملح والى ترتبط بتجفيف السمك . فنجد مثلا المساحة الغربية من الدير المحصن قد استعملت من مختلف التجمعات الصناعية لتصنيع الزجاج والاشياء المعدنية . كذلك في الشمال فان الاكتشافات سجلت البقايا الغنية للمركز التجارى باتساع مستودعاته ومحلاته . وعلى بعد حوالى 70م شمال الكنيسة البازيليكا الواسعة تم الكشف بواسطة جان كليدا على مبنى كنيسة واضح جيدا . وباستعراض ما تم كشفه من كنائس في منطقة الفلوسيات نجد ان جان كليدا قام بالكشف عن ثلاث كنائس علاوة على كنيسة رابعة تم الكشف عنها بواسطة بعثة حفائر جامعة بن جوريون الاسرائيلية (حفائر غير شرعية اثماء احتلال سيناء بعد عام 1967) . واثناء الحفائر الاسرائيلية بمنطقة الفلوسيات وعلى بعد 2كم في منطقة تسمى الخوينات تم الكشف عن شواهد للقبور . وشواهد القبور التى كشف عنها عبارة عن قطع حجرية من الاحجار الكلسية التى يظهر بها بقايا الاصداف البحرية والاجزاء العلوية من الاحجار على شكل انسان وخاصة الوجه وتم تحديد قسمات الوجه باللون الاحمر ونحن لاشكال صلبات وعبارات باليونانية القديمة بها العديد من الاخطاء . والكتابات توضح عمر واسم المتوفى ووظيفته وبعض الادعية باليونانية القديمة . والآثار المنقولة التى كشف عنها في الحفائر التى قام بها جان كليدا الفرنسى في القرن الماضى تم نقلها الى متحف الاسماعيلية وهى معروضة حاليا حيث انشئ المتحف خصيصا لحفظ الآثار التى كان يعثر عليها اثناء حفر قناة السويس . اما القطع الآثرية التى كشف عنها في حفائر بعثة جامعة بن جوريون الاسرائيلية فقد استردتها مصر من اسرائيل ومعروض جانب منها حاليا في قاعة العرض المتحفى بالقنطرة شرق . واهم هذه القطع شواهد القبور من الخوينات وهى التى كشف عنها وزير الحرب الاسرائيلية موشى ديان (فى اعمال حفائر غير شرعية) . اما القطع المنقولة من الكنيسة الرابعة التى كشف عنها البعثة الاسرائيلية فقد كان اهمها . ابريق من البرونز ذويد مزخرفة باشكال حيوانية علاوة على سرجة من البرونز ايضا يدها على شكل صليب وكذلك حوامل المسارج من البرونز . كما تم الكشف عن العديد من القطع الفخارية المزخرفة هذا بالاضافة الى الكشف عن عملتان ذهبيتان واحدة من عهد الامبراطور البيزنطى هيراكليس ضربت في نيكومديا Nicomidia ما بين 613-614 ميلادية والاخرى من عهد قسطنتين الرابع Constantine ضربت في ما بين 668-685 ميلادية . وبدراسة القطع الآثرية وعمارة الكنائس في منطقة الفلوسيات فنجد انها ترجح ان يكون عصر انشائها القرن الخامس الميلادى . ويمكن ان يلاحظ ان كنائس الفلوسيات (اوستراكين) لم تدمر اى اجزاء منها اثناء الفتح العربى الاسلامى لمصر في يوليو عام 638م . وتبين قطعة العملة الذهبية التى كشفت في الكنيسة الرابعة في عهد قسطنتين الرابع ان هذه الكنيسة تستخدم كمكان للعبادة على الاقل ثلاثين عاما بعد الفتح العربى الاسلامى لمصر . كما ان كنائس الاربعة التى اكتشفت في ذلك المكان توضح ازدهار المبانى المسيحية الدينية بالاضافة الى حجمها المدهش في العصر البيزنطى .


المصادر

المدخل الشرقي لمصر , يسرية عبد العزيز حسني, القاهرة 2003