بنو طاهر

بنو طاهر أسرة حكمت باليمن (عدن وزبيد) من سنة 1451- 1517م، وامتدت من تهامة إلى ظفار. في أيام صلاح الدين عامر الثاني فقد زبيد وتعز. غلبهم قانصوه الغوري، خضعت بعدها للعثمانيين (1517 ـ 1642).

في 1538، أملاً في الحصول على دعم العثمانيين في حربه ضد الزيود، ساعد عامر الثالث بن داود العثمانيين في الاستيلاء على عدن. وبمجرد استيلاء العثمانيين عليها، قام القائد العثماني سليمان الخادم الثالث بإعدام عامر بن داود وخمسة من أعوانه.

ينتسب بنو طاهر مؤسسو الإمارة في اليمن عام 858هـ إلى الأخوين علي وعامر ابني طاهر بن تاج الدين ابن معوضة الذي يقال أنهم ينتسبون إلى أصل أموي قرشي.

كان علي وعامر ابنا طاهر واليين على عدن (المطلة على البحر في جنوبي اليمن) من قبل آل رسول سلاطين اليمن (626ـ858هـ/1229ـ1454م). وكان لهما مكانة مرموقة بين الناس ومركز قوي في جنوبي اليمن أطمعهم في مناهضة الدولة الرسولية، التي ضعف أمرها، ووهنت قوتها في أواخر أيامها، فبسطوا سيطرتهم على تهامة بحجة مساعدة أهل زَبيد، ودخلها عامر بن طاهر بعد سفر الملك المسعود أبي القاسم بن الأشرف الثالث (850ـ858هـ /1447ـ1454م) إلى مصر فكان آخر أمراء آل رسول.

لعل العامل الأول في نجاح بني طاهر في إقامة سلطتهم هو ضعف دولة بني رسول، ثم نجاحهم في الانتصار على المحاولات المختلفة للقوى التي عارضتهم مثل سلطان الشحر بحضرموت سنة 860هـ /1456م، والإمام الزيدي الناصر بن محمد الذي كان مركزه في ذمار. واستطاع عامر بن طاهر احتلال ذمار ثم القبض على الإمام وسجنه حتى مات سنة 868هـ/1463م، ودخلت قوات بني طاهر صنعاء فسلمها الإمام الزيدي الجديد محمد بن الناصر، وخُطب لبني طاهر على منبر جامعها الكبير. ولكن استمر الصراع مع الزيدية ومع غيرها من القوى مما كان سبباً في ضعف اليمن وتخلفها.

بعد مقتل عامر بن طاهر في إحدى المعارك حول صنعـاء عام 870هـ/1466م خرجت المدينة من سلطة بني طاهر.

ولما حكم أخوه علي بن طاهر ظل يمارس السلطة على المناطق بين تعز وزبيد وعدن (أي معظم مناطق اليمن) إلى أن توفي عام 883هـ/1479م. ومرت إمارة بني طاهر في حالة ضعف قصيرة وحكمها عبد الوهاب بن طاهر (883ـ894هـ/1479ـ1489م).

ولكن في عهد عامر بن عبد الوهاب (894ـ923هـ /1489ـ1517م) استعادت إمارة بني طاهر مجدها، ولقب عامر بالملك الظاهر الثاني الذي كان آخر سلاطين آل طاهر، وأشدهم بأساً، وأطولهم مدة في الحكم، إذ استمر 28عاماً. ونجح في إعادة كيان الإمارة الطاهرية وتثبيت قواعدها من جديد حيث أقر الأحوال في المقاطعات الجنوبية من اليمن ثم تحرك نحو صنعـاء عام 910هـ /1504 م وحاصرها ستة أشهر ورماها بالمنجنيقات فاستسلمت، وعلى رأس المستسلمين اثنان من أولاد الإمام الزيدي الناصر المتوفى سنة 909/1503م وكذلك محمـد بن عيسـى قاتل عامر بن طاهر في معركة صنعـاء الأولى عام (870 هـ/1466م). ثم وقع الإمام الزيدي محمد بن الوشلي في الأسر وسجن ومات سنة 911هـ / 1505م.

بدأ الناس في عدن يستشعرون خطر البرتغاليين منذ عام 909هـ/1503م الذين هاجموا عدن وتعرضوا للسفن الإسلامية، حتى إن ستين مسلماً هربوا سباحة. وكان البرتغاليون أقاموا حصناً في جزيرة سقطرة واستولوا عليها عام 912هـ/1506م. ثم حاولوا الاستيلاء على عدن عام 919هـ/1513م في أواخر حكم الظاهر الثاني، ولم ينجحوا، لكنهم احتلوا جزيرة قمران في مدخل البحر الأحمر.

عندما بدأ الهجوم البرتغالي على جنوبي الجزيرة العربية بعد أن طردوا المسلمين من الأندلس (897هـ/1492م) بسقوط غرناطة، وطاردوهم في المغرب وإفريقيا حتى التفوا عليها، وهاجموا سفن التجارة العربية، تنبه السلطان المملوكي قانصوه الغوري إلى خطرهم، وتلبية لطلبات الاستنجاد المختلفة، وأحدها من عامر بن عبـد الوهاب لهجوم البرتغاليين، عام 919هـ/1513، أوفد السلطان المملوكي القائد حسين الكردي عام 921هـ/1515م على رأس حملة لمطاردة البرتغاليين بعد أن وصلته المساعدة من السلطنة العثمانية. فوصلت القوات إلى جزيرة قمران فاحتلتها بعد أن أخلاها البرتغاليون. وطلب حسين الكردي من السلطان عامر بن عبد الوهاب تقديم مساعدته، فلما تلكأ احتل حسين الكردي زبيد عام 1516م ثم تعز وغيرها، حتى كانت المعركة الأخيرة في (الصافية) فأُسر السلطان عامر، وأُعدم عام 923هـ/1517م لتقصيره في التصدي للبرتغاليين إذ غضب اليمنيون من موقفه المتخاذل.

بعد مجيء حملة حسين الكردي للتصدي للبرتغاليين واستقرارها في اليمن وعقب انتهاء حملتها في البحار، جُعلت اليمن قاعدة لحماية مدخل البحر الأحمر ولتمنع البرتغاليين من دخوله ومهاجمة الحرمين، وضعفت إمارة بني طاهر ولم تُجْدِ محاولات بعض أفراد الأسرة استعادة السلطة، وخاصة آخر زعماء بني طاهر في عدن عامر بن داود (923ـ933هـ/1517ـ1526م) إذ طلب معونة القائد العثماني سليمان باشا ضد الإمام الزيدي، أملاً باستعادة إمارة بني طاهر، التي انتهت لتقصيرها في التصدي للبرتغاليين، ولكن قُبض على عامر ثم أُعدام، وصودرت ممتلكات بني طاهر لأنهم حاولوا تسليم عدن للبرتغاليين. فلما سقطت السلطنة المملوكية بيد السلطنة العثمانية وأصبحت جميع أراضيها ومنها اليمن جزءاً من سلطنتهم، تولى العثمانيون الدفاع عن جنوب الجزيرة العربية وغيرها ضد البرتغاليين. ولذلك أعلن حسين الكردي تبعيته للسلطان العثماني، وكذلك خلفاؤه من القواد مثل برسباي وإسكندر ورمضان. وعين السلطان سليم القائد اسكندر والياً على اليمن، وخطب للسلطان سليم على منابر اليمن. وتولى الخلفاء العثمانيون الدفاع عن جنوبي الجزيرة العربية وغيرها من البلاد الإسلامية ضد البرتغاليين ومصارعتهم في البحار، وبعثوا بقوات إضافية لتنظم حماية البلاد في عام 945هـ/1538م.

وبذلك انتهت إمارة بني طاهر التي كان من آثارها عدد من المساجد والمدارس في عدن وتعز وحيس وزبيد ورداع وجين. وهم أول من بنى مدينة (المقرانة) برداع. وكان السلطان الظافر علي بن طاهر شيد فيها عدة مبانٍ وحدائق جميلة. وفي مدينة (رداع) مسجد جامع يتم فيه تدريس العلوم، وسكن للطلاب، وفيه زخرفة وإتقان، ومازال قائماً حتى اليوم.

جدول بأسماء سلاطين بني طاهر

1 ـ الظافر الأول عامر بن طاهر

(858ـ870هـ/1454ـ1466م).

2 ـ المجاهد علي بن طاهر

(870ـ883هـ/1466ـ1479م).

3 ـ المنصور عبد الوهاب بن طاهر

(883ـ894هـ/1479ـ1489م).

4 ـ الظافر الثاني عامر بن عبد الوهاب

(894ـ923هـ/1489ـ1517م).


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سلاطين بنو طاهر


المراجع

  • عبد الرحمن البيطار. "طاهر (بنو ـ)". الموسوعة العربية.

للاستزادة

  • أحمد حسين شرف الدين، اليمن عبر التاريخ (الرياض، ط3 /1400هـ/1980م).
  • أحمد فخري، اليمن ماضيها وحاضرها (القاهرة 1959م).
  • محمود كامل، اليمن شماله وجنوبه، تاريخه وعلاقاته الدولية (دار بيروت 1968م).
Gxermo2.svg هذه المقالة عبارة عن بذرة تحتاج للنمو والتحسين؛ فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.