بدر الدين أبو غازي

بدر الدين أبو غازي

بدر الدين أبو غازي (14 مايو 1920 - 11 سبتمبر 1983) وزير الثقافة المصري "نوفمبر 1970 – مايو 1971". أشرف على اصدار المسح الإجتماعي الشامل للمجتمع " 1952 – 1980 " والذي أطلق عليه البعض "وصف مصر الثاني". رفض بحزم الموافقة على إخلاء "متحف محمد محمود خليل " من اللوحات الفنية.

المسح الإجتماعي الشامل للمجتمع " 1952 – 1980 " والذي أطلق عليه البعض "وصف مصر الثاني" كان آخر الأعمال المهمة التي شارك فيها "بدر الدين أبو غازي" ، وقام " المركز القومي للبحوث الإجتماعية والجنائية "بإصدار هذا العمل الكبير تحت إشراف الدكتور "محمد صبحي عبدالحكيم" ثم " لدكتور أحمد خليفة رئيسا للجنة المحركة للمسح" ، وغطى هذا المســح "أربعة عشر" محورا: "الفنون والآداب – الإعلام – العدالة – الأمن – الصحة – التعليم – الخدمات – الإسكان – المواصلات – البناء الإقتصادي – البناء السياسي – التدرج الإجتماعي – الأسرة – السكان". وصدرت كل دراسة من الدراسات الخاصة بكل محور في كتاب مستقل ، وإلى جانب هذه الكتب المستقلة صدر مجلد ضخم يضم ملخصات لهذه الدراسات كمؤشرات عامة من هذه المحاور المختلفة وأختير لرئاسة اللجان المتخصصة التي أعدت هذه الدراسات أساتذة علماء . . كل في المجال الذي اشتهر فيه ، فاختير " بدر الدين أبو غازي – وزير الثقافة سابقا " رئيسا للجنة "الفنون والآداب" وإختار لمعاونته وتغطية الفروع المختلفة في "الفنون والآداب" تسعة من الزملاء لتغطية المجالات المختلفة في "الفنون والآداب" وهم حسب الترتيب الأبجدي: "أحمد حمدي محمود – سمير فريد – د. سعد البحراوي – د. صبري حافظ – د. ضياء أبو غازي – علي أبو شادي – فرج العنتري – فؤاد دوارة – لمعي المطيعي"

سافر إلى "بوسطن" بالولايات المتحدة الأمريكية للعلاج ، وفي 11 سبتمبر عام 1983 جاء الخبر الحزين برحيل "بدر الدين أبو غازي" ، ويكون قد عاش على هذه الأرض " ثلاثة وستين عاما " ، "ولد بالقاهرة في 14 مايو 1920".

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وأضيفت كلمة كان

وجـــاء حفل الرثاء في قاعة الجمعية الجغرافية مساء الثلاثاء 27 ديسمبر عام 1983 . بعد ثلاثة أشهر من رحيله ، ونطق الفن والشعر والبيان بكلمات الرثـاء البـاكية ، نطــق الشـاعر بقصـــائد ألقــاها "د. عز الدين إسماعيل" و"محمد عبدالغني حسن" و"محمد إسماعيل كافي" ولأنه كان محبوبا من الجميع في كل مجال عمل به فقد نطقت أسرة التشريع المالي بوزارة الخزانة بقصيدة ألقاها مدير التشريع المالي بمكتب وزارة الخزانة "محمد سيد إسماعيل" ، وقدم "د. صبري منصور" لوحة زيتية مرثية للفقيد الكريم وتوالت كلمات وزير الدولة للثقافة وكلمات الفنون من الفنان " صلاح طاهر" والفنان "حسين بيكار". وكلمة نائب رئيس جمعية محبي الفنون الجميلة – "علي كامل الديب" ، وكلمة أصدقاء الفن والحياة – "حـــامد سعيد". وتأتي كلمات الثقافة والمثقفين . . الدكتور إبراهيم بيومي مدكور – رئيس مجمع اللغة العربية – وجامعة حلوان "الدكتور صلاح نايل" نائب رئيس الجامعة – ومن الأردن جاءت كلمة المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية . . "الدكتور ناصر الدين الأسد" رئيس المجمع ، ثم كلمة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية: "الدكتور ابراهيم نصحي" رئيس الجمعية وهيئة الآثار: "الدكتور أحمد قدري" رئيس الهيئة ورائد القصة القصيرة . . "الدكتور يوسف إدريس" و"الفلسفة" الدكتور محمد توفيق الطويل أستاذ الفلسفة ، ولأن آثاره الحميدة قد بقيت لدى كل من عمل معهم وعملوا معه ، فقد شاركت في تأبينه المجالس القومية المتخصصة ، ووزارة الخزانة . . "حسين أمين ابراهيم" وكيل أول الوزارة ، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التي أصدرت بيانا بإسهاماته في الثقافة العربية .


شجرة وارفة الأغصان

وهؤلاء الأحباب الذين إلتفوا حول روحه بعد رحيله يعبرون عن خطواته المتعددة في إتجاهات كثيرة ، عملت بمصلحة الضرائب حتى عام 1955. إنتقل بعدها مديرا لمكتب وزارة المالية ، ثم أصبح مديرا لمكتب وزير المالية فمديرا لإدارة التشريع المالي بوزارة الخزانة ، وفي الفترة من عام 1964 إلى عام 1970 تولى منصب وكيل وزارة الخزانة للتشريع المالي والضريبي ، وأختير في نوفمبر من عام 1970 وزيرا للثقافة إلى مايو عام 1971م . وأختير عام 1973 إلى عام 1977 مستشارا للمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة ، وتولى في الفترة ذاتها تحرير "مجلة الثقافة العربية" التي كانت تصدر عن المنظمة ومنذ عام 1977 عمل أمينا عاما مساعدا لمجلس الوحدة العربية ثم أمينا عاما بالإنابة من عام 1979 حتى عام 1981.

وخلال تلك الفترات السابقة اختير عضوا في مجالس إدارات عدد من الهيئات بإعتباره ممثلا لوزارة الخزانة . . مجلس إدارة الأزهر ومجلس إدارة دار الكتب – وكان عضوا بالمجلس الأعلى للثـــــقافة وعضوا بهيئة الكتـــــــاب مع أ. د. ابراهيم بيومي مدكور وأ. د. سليمان حزين و أ. د. مهدي وأ. د. توفيق الحكيم وأ. د. عبدالرحمن الشرقاوي . وأختير عضوا في عدد من الهيئات والمجالس الثقافية والعلمية . . لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والأداب والعلوم الإجتماعية وعضوا بمجمع اللغة العربية وعضوا بالمجلس القومي للثقافة وعضوا بالشعبة القومية المصرية في المركز القومي للمسرح ، ومنذ أوائل السبعينيات تولى رئاسة مجلس إدارة جمعية محبي الفنون ، ومنذ عام 1978 أصبح نائبا لرئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية للآثار حتى عام 1983 . وأصبح أيضا عضوا بمجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية منذ عام 1979 حتى رحيله عام 1983 . وكان كذلك عضوا بالجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع والإحصاء ، وفي مجال التدريس . . قام بتدريس في جامعة حلوان وأختير عضوا بمجلس إدارتها ، وعضوا بمجلس كلية الآداب في جامعة المنيا ، وإشترك بالتدريس في كلية الإعلام وكلية الحقوق بجامعة القاهرة .

خاله مختار وكفى

وفي 14 مايو عام 1920 كان المثال العظيم "محمود مختار" في باريس يضع تمثالا له في صالون باريس ، وكانت شقيقته في القاهرة تضع طفلا أسموه "بدر الدين" وكان مختار خال بدر الدين قد ورث عن أجداده الفراعنة العظام فن النحت. وخرجت من بين يديه المصريتين. تمثال سعد زغلول بالقاهرة وتمثال سعد زغلول بالإسكندرية وتمثال نهضة مصر ، ورحل مختار عام 1934 بعد أن عاش حوالي 43 عاما "ولد مختار عام 1891م" ، وكان إهتمام مصر بفنانها "مختار" عظيما . . تكونت جمعية لأصدقاء مختار من شخصيات مصرية لها وزنها : "عثمان محرمعلي ماهرحافظ عفيفي – د. طه حسينهدى شعراوي".

وكان وفاء "بدر الدين أبو غازي" لمختار العظيم جديرا بالتنويه والإهتمام به ، أصدر بالفرنسية عام 1950 كتابه "مختار ونهضة مصر" ، فحصل به على جائزة "مصر فرنسا". وفي ذكرى مرور خمسين عاما على رحيل "محمود مختار" عام 1984م أعد "بدر الدين أبو غازي" سيناريو فيلم "المثال محمود مختار" وترجم التعليق على هذا الفيلم "أ. د. مجدي وهبة" وقام بإخراجه "أحمد كامل مرسي" وقدم "بدر الدين أبو غازي" إلى المجلس الأعلى مجلدا ضخما عن "محمود مختار" لينشر في مارس عام 1984 في ذكرى مرور خمسين عاما على رحيل "مختار" ، ويحتوي ذلك المجلد على خمسين لوحة فنية تركها "محمود مختار" وإقترح "بدر الدين أبو غازي" أن ينشر عشرة آلاف نسخة من هذا المجلد المهم.

وسافر "بدر الدين" إلى بوسطن وتوفى هناك في 11 سبتمبر عام 1983. وترك مشروع المجلد المهم في لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلى للثقافة ، وتوجه الكلمة الآن إلى "د. جابر عصفور" الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة. و"د. عماد بدر الدين أبو غازي" رئيس الشعب واللجان بالمجلس الأعلى للثقافة ، وفي إمكانهما الاحتفال بذكرى رحيل "بدر الدين أبو غازي" في 11 سبتمبر أو 14 مايو القادم وإحياء مشروع المجلد المهم في ذكرى رحيل مختار "شهر مارس الحالي". ومن بين الكتب التي أصدرها " بدر الدين أبو غازي " عن الفنانين المصريين أصدر كتابا عن مختار بعنوان "مختار . . حياته وفنه عام 1949".

موقف السادات منه

ويروي لمعي المطيعي عنه القصة التالية:شرفت يوما بمعرفته ، وسعدت أياما بصداقته ، ولأنه كان متعدد التجارب الثقافية. قانونية واقتصادية وفنية وأدبية كنا نعهد إليه بمراجعة وفحص الكتب المرشحة للنشر ترجمة وتأليفا في كافة المجالات السابقة ، تولى أمور وزارة الثقافة في نوفمبر عام 1970م في الوزارة الأولى للدكتور محمود فوزي ولم يجدد له في وزارة الدكتور "محمود فهمي" الثانية في مايو عام 1971م . . وذلك بقصة طريفة يمكن أن نرويها للقارئ . . وقعت أحداث مايو 1971م "13 و 14 و 15 مايو" ، وكان السادات يشرف بنفسه على المجموعة التي تتولى شخصيات الترشيحات ، وكان من ضمن المرشحين الجدد " وجيه أباظة " ومن بين وزراء الوزارة السابقة " بدر الدين أبو غازي " وفجأة – لأجل النصيب – حضر وفد من الصعيد يقوده " أحمد عبد الآخر – محافظة الجيزة فيما بعد " لتأييد السادات وتحيته ، وخرج " أنور السادات " يشكر الصعايدة " وعاد ليقود لمجموعة التشكيل . . إرفعوا اسمي وجيه أباظة وبدر الدين أبو غازي. وإستنتجت المجموعة أن ثمة معلومة مفاجئة عرفها " السادات " بأن هذين الإثنين لهما علاقة بمجموعة مراكز القوى التي قدمت إستقالتها حتى تحدث فراغا في النظام ، كان بدر الدين وزيرا في الوزارة السابقة ولن يقدم إستقالته مع الذين قدموا إستقالاتهم ! ووجيه أباظة لن يكن في الوزارة السابقة وبالتالي لم يقدم إستقالة ، المهم أن قصة ترشيح وجيه أباظة وبدر الدين ثم إلغاء هذا الترشيح كانت معروفة لعدد من كبار الصحفيين : ولاحظ " بدر الدين وهو عائد إلى بيته أن كشك الحراسة إختفى وأدرك الأمر !

أعمال ومواقف

كان إخلاصه للفن والثقافة نابعا من العقل والقلب . . صدرت له: - محمود سعيد 1960. - المثال مختار 1964. - جيل من الرواد 1975. - يوسف كامل 1978. - رمسيس يونان 1980. - راغب عياد 1984. - فصول في الفنون التشكيلية 1985 " صدر بعد وفاته ". - الفنون والآداب "المسح الاجتماعي 1952 – 1980".

في كلمة "الدكتور إبراهيم بيومي مدكور" في حفل تأبين "بدر الدين أبو غازي" قال: بدأ عمله كوزير للثقافة بزيارة مجمع اللغة العربية .. وعند الوداع لم يفته أن يوجه السؤال التالي: هل تستطيع وزارة الثقافة أن تقدم خدمة لمجمع اللغة العربية؟ فأجبنا: إن مجمع اللغة العربية قضى نحو أربعين عاما عاشها عيشة البدو الرحل يتنقل من نجع إلى نجع ومن مكان إلى مكان ، وقد حاول أن تكون له دار يستقر فيها وتحمل إسمه ولكنه لم يوفق ونحن نتساءل هل من سبيل إلى تحقيق هذه الغاية فكان رد بدر الدين في بسمته الرضية ولغته الهادئة . . هل تسمحون بأن تدعوا لي وقتا يمكنني من النظر في هذه المشكلة ولم يمضي إلا يومان واتصل بنا بدر الدين معلنا أنه يضع تحت تصرف المجمع المنزل رقم 15 من شارع المعهد السويسري سابقا "عزيز أباظة الآن" ، وكان مقرا لقسم كبير من أقسام وزارة الثقافة وتلك بادرة لم يسبق إليها أحد بدر الدين لأن المسئولين عادة يحرصون على أن يكسبوا وضع يد جديدة بدلا من أن يتنازلوا عن ملك قديم. ومن الثابت أنه وهو وزير الثقافة تقدم ببرنامج إلى مجلس الوزراء يختص بالبحث العلمي والحفاظ على الآثار القديمة وعن دور تعليمي وثقافي للمتحاف . . وناقش مجلس الوزراء هذا البرنامج في جلستين ، واعتمد أول موازنة كبيرة لتنفيذ هذا البرنامج. ومنذ عام 1974 أصبح عضوا بمجمع اللغة العربية ، وشارك في أعمال لجنة التاريخ ولجنة الاقتصاد ولجنة ألفاظ الحضارة . . وظهر تعدد نواحي ثقافته القانونية والأدبية والفنية.

الإسهام في المجال العربي

إذا كان "محمود مختار" قد إحتل مكانة بين رواد النهضة المصرية ، في السياسة "سعد زغلول" وفي الإقتصاد "طلعت حرب" وفي الفكر "أحمد لطفي السيد" وفي الفن "محمود مختار" فإن "بدر الدين أبو غازي" تميز بالحس الوطني والتوجه العربي وقد ظهر هذا التوجه عندما أختير خبيرا للشئون الثقافية بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، وعام 1977 إنتقل إلى مهمة أخرى في مجال التعاون القومي العربي كِأمين مساعد لمجلس الوحدة الاقتصادية ، وعقدت المنظمة العربية مؤتمرات تدعم التوجه العربي: - القاهرة 1970 مؤتمر الأصالة والتجديد في الثقافة العربية. - القاهرة 1971 المأثورات الشعبية في الوطن العربي. - طرابلس " ليبيا " 1972 . . الإذاعة المرئية وآثارها الاجتماعية والثقافية في الوطن العربي. - الدوحة 1973 وسائل تيسير تداول الكتاب العربي ونشره. - دمشق 1973 المسرح في الوطن العربي. - بغداد 1972 الثقافة الجماهيرية في الوطن العربي. - الكويت 1973 الترجمة في الوطن العربي. - طرابلس " ليبيا " . . السينما في الوطن العربي. - بغداد 1975 . . حماية المخطوطات العربية وتيسير الإنتفاع بها. - طرابلس 1976 التكامل بين أجهزة الثقافة والتعليم. - القاهرة 1976 حق المؤلف والملكية الأدبية والفنية. - بترا – الأردن 1976 شئون الآثار والمتاحف. - تونس 1977 العمارة في البلاد العربية. - القاهرة 1977 إنشاء المركز العربي لإحياء التراث الفني.


الأسانيد

    1. المركز القومي للبحوث الإجتماعية والجنائية: "المسح الإجتماعي الشامل لمصر 1952 – 1980".
    2. المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم: "بيان حول الإسهام الثقافي في المجال العربي". # علي كامل الديب وأبو صالح الألفي "إعداد": بدر الدين أبو غازي.
  1. - د. مهدي علام: المجمعيون في خمسين عاما.