الڤايكنگ والإسلام

جزء من أكفان الفايكنج عليه ما يشبه لفظ الجلالة.

الڤايكنگ والإسلام، هي العلاقة بين شعوب الڤايكنگ والحضارة الإسلامية، والتي بدأت منذ القرن 13 تقريباً حتى القرن السابع عشر.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

من هم الڤايكنگ

خواتم من عصر الفايكنج عليه نقوش عربية.

النورمان هم أهل إسكندناڤيا، وهي بلاد تضمُّ الدانمارك والنرويج وفنلندا والسويد، وقد كانت هذه البلاد تعيش في همجية مطلقة؛ فقد كانوا يعيشون على ما يُسَمَّى بحرب العصابات، فقاموا بغزوات عُرِفَت باسم «غزوات الڤايكنگ»، وهي غزوات إغارة على أماكن متفرِّقة من بلاد العالم، ليس لها من هَمٍّ إلاَّ جمع المال وهَدْم الديار.

كلمة (ڤايكنگ) يعتقد أنها مشتقة من كلمة (vikingr) المستخدمة في اللغة الاسكنديناڤية القديمة وتعني (القراصنة)، وحتى وقت قريب كان تاريخ شعوب الڤايكنگ مجهولاً ولم يفكر أحد بالبحث عن أصلهم، إلى أن بدأت أعمال التنقيب والبحث في نيويورك وكانت نتائجها النقطة الرئيسية التي بدؤوا منها لمعرفة تاريخ الڤايكنگ وكل ما يتعلق بتلك الشعوب الغريبة، خاصة أن صورتهم في أذهان الكثيرين بقيت على أنهم شعوب بربرية متعطشة للقتل والدماء والحروب.


هجمات الڤايكنگ على الأندلس

من القرن الثامن إلى القرن الحادي عشر، كان شعب الڤايكنگ ذو شهرة واسعة بفضل حروبهم وغزواتهم، وقد جابوا العالم وغطوا مساحات واسعة، بشكل لم يسبقهم إليه أحد، حتى وصفهم الإدريسي بأن حملاتهم إمتدت من غرب أوروبا حتى آسيا الوسطى، وكان المسلمون آنذاك قد وصلوا إلى قمة الحضارة في شتى المجالات، وإمتدت أراضي المسلمين شرقاً وغرباً وغطت مساحات كبيرة من أفريقيا وآسيا حتى حدود آوروبا إلى أن وصلت إلى الأندلس التي حكمها المسلمون حوالي 8 قرون. فكان من الطبيعي أن يطمع الڤايكنگ في تلك الحضارة المترامية الأطراف ويحلمون بتلك الثروات التي إمتلكها المسلمون آنذاك ولم يضاهييهم فيها أحد في ذلك العصر.

وكانت الأندلس في ذلك الوقت تحت الحكم الأموي، بقيادة عبد الرحمن الأوسط، فبدأ الڤايكنگ بالإغارة على الأندلس من ناحية المحيط الأطلسي على مدينة لشبونة بإستخدام عشرات السفن، وقاموا بتدمير المدينة، وتخريب المساجد، وهتك الأعراض، والسرقة والنهب، حتى وصلوا إلى مدينة أشبيلية، وإستمروا بالسلب والنهب والقتل لأيام. حتى قام القائد عبد الرحمن الأوسط بإرسال جيوش المسلمين في الأندلس لمحاربة الڤايكنگ وطردهم من البلاد وقد كان وإنتصر المسلمون على الڤايكنگ، وقام بتحصين الأندلس بعد ذلك من هجماتهم، حتى أدرك الڤايكنگ أنهم أمام قوة كبيرة فطلبوا الهدنة والصلح مع عبد الرحمن الأوسط وسلمت أراضي المسلمين من هجمات الڤايكنگ للأبد.


تجارة الڤايكنگ مع المسلمين

أما في العصر العباسي، وخاصة تحت حكم الخليفة هارون الرشيد الذي كان متميزاً بتفاعله مع الأعراق والمعتقدات المختلفة التي تأتي من كل حدب وصوب لبلاد المسلمين في ذلك الوقت الذهبي للحضارة الإسلامية، فكان هذا واضحاً في توافد العلماء ذوي الخلفيات المختلفة على منارة العلم والفن في بغداد عاصمة الدولة العباسية آنذاك فكان من الطبيعي أن تكون هناك علاقات طيبة مع شعوب اوروبا، فكانت هناك حركة تجارية بين بلاد العرب وشعوب أوروبا ومنهم الڤايكنگ.

فعلى غرار التجار المسلمين وكل تجار العالم في ذلك الوقت، عمل تجار الڤايكنگ على التجارة بنظام المقايضة مقابل البضائع، مثل الفراء والعسل والجلود والعاج والأسماك وغيرها، كما كانت الفضة في ذلك الوقت ثمينة ومكلفة، كما حرص العرب المسلمين على الحصول على البضائع الإسكندنافية من الفايكنج مثل القبعات والمعاطف المصنوعة من فرو الثعالب السوداء وهي واحدة من أغلى الفراء، وكذلك عبيد السلاف .

فجلب تجار الڤايكنگ الفضة العباسية (نسبة الى الدولة العباسية) بكميات كبيرة إلى الدول الإسكندنافية، وقد تم العثور على آلاف القطع منها في مناطق بحر البلطيق وروسيا.


دلائل حديثة

العثور على ما يشبه لفظ الجلالة على أكفان للڤايكنگ.

في الواقع فإن عمليات الحفر والتنقيب في كثير من المناطق الإسكندناڤية في الوقت الحاضر اسفرت عن العثور على نقود عربية (دراهم) مخبأة، حيث كانت تستخدم النقود العربية كعملة مشتركة في مناطق أيرلندا وشمال إنجلترا من القرن العاشر حتى القرن الثاني عشر.[1]

وفي أكتوبر 2017، عثر علماء الآثار على ثياب من الطراز الإسلامي في مقبرة حضارة الڤايكنگ في آسيا الوسطى، التي وصفها باحثون في السويد بأنها "مذهلة".[2]

وبحسب العلماء فإن الزي الإسلامي الذي عثر عليه أثبت الاتصال بين قبائل الشمال والحضارة الإسلامية آنذاك، وفقًا لما نشره موقع صحيفة "الإندبندنت" البريطانية. وبعد فحص الثياب التي عثر عليها في قبور الڤايكنگ، فإن الدراسات كشفت أنها ترجع إلى القرن التاسع والعاشر، وتبين وجود نص عربي يناشد الله.

وكان يعتقد أن الأطرزة الحريرية كانت من الزينة التي انتشرت في عصر الفايكنغ، ولكن بإعادة فحص الخيوط المكتشفة من قبل عالمة الآثار أنيكا لارسون من جامعة أوبسالا، اكتشفت أنها كانت بالكتابة الكوفية. حتوت الثياب المنسوجة على نص عربي قديم، بالأحرف الكوفية، وطرزت بكلمة "الله"، وتم العثور على الحروف الكوفية في عصر الفايكنغ في الفسيفساء على آثار الدفن والأضرحة.

تقول لارسون: "أحد التفاصيل المثيرة هو أن كلمة الله تظهر واضحة من خلال عكس صورة الزي في المرآة. ربما كانت هذه محاولة لكتابة الصلوات حتى يمكن قراءتها من اليسار إلى اليمين".


المصادر

  1. ^ عندما إلتقى المسلمون بالفايكنج: 5 حقائق لا تعرفها عن علاقة المسلمين بالفايكنج، عالم المعرفة
  2. ^ "اكتشاف زي إسلامي يحمل اسم "الله" في مقبرة حضارة الفايكنغ (فيديو وصور)". سپوتنك عربي. 2004-07-12. Retrieved 2009-01-12.