المعلومة بنت الميداح

المعلومة بنت الميداح
Malouma 2004-crop.jpg
معلومة في حفلة عام 2004.
وُلِدَ(1960-01-10)يناير 10, 1960
الجنسيةFlag of Mauritania.svg موريتانيا
أسماء أخرىمعلومة منت مختار ولد ميداح
معلومة منت الميدا
منت الميداح
المهنةمغنية وكاتبة أغاني وسياسية
المعلومة بين الميداح

المعلومة منت الميداح (تشتهر أيضًا باسم معلومة) من مواليد 1 أكتوبر 1960،[1] هي مغنية وكاتبة أغاني وسياسية موريتانية. اشتهرت بالفنانة المعارضة كما يسميها الموريتانيون فنانة بالفطرة وسياسية بالتجربة، ترعرعت في بيئة فنية تقليدية وفطرت السياسة وهي صغيرة، وأعجبت بحركة يسارية كان أخوها أحد أعضائها فترسخت لديها فكرة الدفاع عن الطبقات الفقيرة ونقل معاناتها لمن يهمهم الأمر عبر الغناء. فراحت توظف الكلمة والموسيقى ضد الإستبداد والإستيلاء على السلطة بالقوة العسكرية خصوصا وأن موريتانيا شهدت منذ استقلالها بداية ستينيات القرن الماضي خمس عشرة إنقلابا. [2]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بداية حياتها

ولدت معلومة منت مختار ولد ميداح في المذرذرة في ولاية الترارزة في جنوب غرب موريتانيا، يوم 1 أكتوبر 1960،[1] وهو العام الذي استقلت فيها بلادها عن فرنسا.[3] وترعرعت في قرية "شرات" الصغيرة جنوب المذرذرة.[4] ولدت معلومة لأسرة توارثت فن الغناء، فأبوها مختار ولد ميداح كان فنانًا وعازفًا مشهورًا،[5] وجدها محمد يحيى ولد بوباني كان كاتبًا موهوبًا وعازف آلة تيدينت بارع،[6] وأمها عائشة بنت البُبّان تنتمي لإحدى العائلات العريقة في مجال الموسيقى التقليدية.[7][8] وعلمتها أمها حين كانت في السادسة فقط العزف على آلة "آردين"، وهي آلة وترية تقليدية تعزفها النساء.[9][10][11]

التحقت معلومة بالمدرسة الابتدائية في المذرذرة عام 1965 وحصلت على شهادة تدريس المرحلة الابتدائية في روصو عام 1974، لكنها انقطعت عن مهنة التعليم بسبب العادات التي تفرض على بنات الأسر الفنية الانشغال بتعلم الموسيقى التقليدية وإتقان العزف على آلة "آردين".[12][11]

تعلمت العزف على الآلات الوترية التقليدي الخاصة بالنساء،[11] خاصة آلة "آردين"، وعلّمها أبوها الذي أتقن مزج الموسيقى التقليدية الموريتانية[13] والذي كان من أوائل المؤسسين لنظام التناسق اللحني بين الكلمات المنشدة باللغة العربية الفصحى والمقامات المحلية والتي أداها كبار المنشدين والمطربين الموريتانيين.[14] فأتقنت -وهي لا تزال صغيرة- العزف على الآلات الموسيقية التقليدية، وأحاطت "بمقامات الهول" (الغناء التقليدي) كواحدة من بنات الأسر الفنية المشهورة،[13] وترعرعت على الموسيقى الغربية الكلاسيكية مثل أعمال فان بيتهوفن وشوبان وموتسارت[15] وفيفالدي[3] وفاغنر، بالإضافة للأغاني البربرية والمصرية واللبنانية والسنغالية. وصاحبت أبيها أحيانا في أغانيه التقليدية.[15]

بدأت معلومة الغناء منذ طفولتها، وغنّت لأول مرة على المسرح وهي ابنة اثنتي عشرة عامًا فقط، ثم بدأت الظهور في الحفلات الفردية مصحوبة بعروض شعبية في عمر الخامسة عشر.[4] وبجانب والدها، وجدت المعلومة إلهامها في كلًا من أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفيروز وديمي منت آبا وصباح. ثم ازداد اهتمامها بموسيقى البلوز مع نضجها، وهو اللون الذي كان مشابهًا للموسيقى التقليدية التي عرفتها.[6] كتبت معلومة أغنيتها الأولى "حبيبي حبيته" في عمر السادسة عشر.[5] وعارضت فيها عادات الرجال في موطنها بطردهم لزوجاتهم للزواج من أخريات يصغرنهن سنًا. انتشرت الأغنية واشتهرت معلومة على إثرها فورًا، لكنها لاقت رد فعلٍ عنيف، وصل لاعتداءات من المجتمع الإسلامي حينها.[16] بعد كتابتها للأغنية بفترة قصيرة، انتقلت مع عائلتها للعاصمة نواكشوط لإنطلاق مسيرتها الفنية،[16] لكن مع ضغوط العادات والتقاليد المجتمعية، أجبرت معلومة على الزواج، وعليه انقطعت عن الغناء حتى نهاية ثمانينيات القرن العشرين.[4] اتهمت معلومة بعد ذلك بالإساءة لسمعة والدها. فبالإضافة للنقد الصارخ للعادات والتقاليد في أغانيها، طُلّقت معلومة مرتين؛ من زوجها الأول الذي أكرهت على الزواج منه، ومن زوجها الثاني ابن أحد العائلات النبيلة الذي لم يسمح لها بالغناء. رغم ذلك، علق والدها بعد سماع إحدى أغنياتها قائلًا: "لقد صَنَعتِ شيئًا جديدًا قد لمسني. يؤسفني أني لن أعيش طويلًا لأحميكي."[17]


مسيرتها الموسيقية

مقدمة

كان أول ظهور كبير لمعلومة عام 1986، حين كشفت عن أسلوب المزج الخاص بها والذي جمع بين الأصالة والمعاصرة، لقناعتها بأن النمط الموسيقي القديم يجب أن يتوافق مع ذوق الشعوب المعاصر من بإضفاء لونا من الحداثة عليه،[18] مثل إضافة موسيقى البلوز والجاز والإلكترو.[3] ناقشت أغانيها الأولى "حبيبي حبيته" و"أيام الزمان تجري" و"عوضه بالله" الحب والحياة الزوجية وعدم المساواة بين الرجال والنساء، وهو ما تعارض بشدة مع ما كان مقبولًا في وطنها آن ذاك. ومع ذلك، لاقت أغانيها شعبية وقبولًا واسعًا، خاصة من قبل الشّابّات. طوّرت معلومة نهجها بعناية، فجمعت بين الموضوعات التقليدية والهامة الثرية، مستعينةً بالآلات الموسيقية الشعبية الحديثة.[6] اعتمدت معلومة عادة في مؤلفاتها على أساليب الشعراء العرب القدامى، مثل المتنبي وعنترة بن شداد الذين عرضوا في شعرهم النقد السياسي والتضحيات الشخصية ودعموا الضعفاء والمضطهدين.[19] وبالتالي فقد مزجت بين المقامات العربية والافريقية في ألحانها، واختارت من الكلمات المنظومة باللهجة «الحسانية» المحلية الأقرب إلى الفهم.[20][21]

مايك ديل فيرو ومعلومة منت الميداح في السفارة الأمريكية أمام طلاب جامعة نواكشوط.

غنّت معلومة منذ البداية بعدة لغات، فغنت بالعربية وباللهجة الحسانية وباللغة الفرنسية والولوفية،[22] حيث كانت تسعى بذلك لنشر رسالتها لجمهور أوسع.[5] ولم يمض كثير من الوقت حتى ظهرت معلومة على التلفزيون مع شقيقتها "مُنّينة" وشقيقها العازف "عرفات" بمنوعات غنائية لحنتها معلومة لنفسها وكانت جديدة على المجتمع، مما أثار الجدل حولها خاصة بعد صدور أغنية "حبيبي حبيته" وظهورها عام 1988 في مهرجان قرطاج الدولي في تونس، حيث عرضت مشاكل اجتماعية مثل الفقر وعدم المساواة والأمراض، وهي مواضيع لم تكن مقبولة عامة في موريتانيا.[23] تبع مشاركتها في مهرجان قرطاج ظهورها في عدة قنوات عربية، مما ضاعف من انتشارها.[24] وظلّت شهرتها تزداد يومًا بعد يوم حتى أدّت أغنية عن حرية التعبير عام 1991.[25] فمنعت من كتابة الأغاني الداعمة لحقوق المرأة والمعارضة للتفرقة بين الجنسين،[26] ثم فرض عليها حصار إعلامي ورسمي فلا تظهر على شاشة التلفزيون الموريتاني أو على صفحات الجرائد الرسمية، ومنعت عن إقامة الحفلات.[25][27] انقطعت معلومة عن الغناء لفترة طويلة،[25] لكنها عادت في نهاية التسعينيات وغنّت في بلدان أفريقية أخرى[28] وأوروبا[29] والولايات المتحدة.[30] استمرت معارضة الهيئات الأخلاقية والحكوميون لها، وظلّت أغانيها محظورة تمامًا حتى عام 2003، حيث دعا حشد من 10,000 شخص الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع لرفع الحظر عنها.[10][31] ظلّّت بعض القيود مفروضة عليها حتى انقلاب عام 2005 على نظام الرئيس معاوية.[15]

كان الطابع الغالب على الأغاني هو الثناء على الحاكم ومدح النظام والسياسات، لكن المعلومة على النقيض قد غنت للحرية والتعددية وحقوق الانسان ومحاربة التمييز والعنصرية ضد الأقليات الزنجية ونقدت الزواج من الأطفال وغيرها من القضايا الخلافية في مختلف بلدان الوطن العربي وأفريقيا،[3] كما غنت للتضامن وترسيخ قيم الأخوة والمساواة،[32] كما غنّت أيضًا عن الأمية والتوعية بالإيدز وتطعيم الأطفال،[5] مما جعل جمهورها يلقبها بـ"مطربة الفقراء".[33]

الألبومات والفِرَق

ألبومات معلومة منت الميداح
الألبوم غلاف الألبوم سنة الإنتاج شركة الإنتاج نوع الموسيقى
صحراء عدن[34]
غلاف ألبوم صحراء عدن.jpg
1998 شناشي
(Shanachie)
إلكترونية
بلوز
عالمية
تقليدية
ريفية
دنيا[35]
غلاف ألبوم دنيا.jpg
2004 مرابي برودكشنز
(Marabi Productions)
إلكترونية
بلوز
عالمية
تقليدية
ريفية
نور[36]
غلاف ألبوم نور.jpg
2007 مرابي برودكشنز
(Marabi Productions)
بلوز
عالمية
تقليدية
ريفية
إكنو[37]
غلاف ألبوم إكنو.jpg
3 أبريل 2014 كامياد
(Kamiyad)
إلكترونية
بلوز
عالمية
تقليدية
ريفية

أطلقت "شاناشي ريكوردز" ألبوم معلومة الأول "صحراء عدن" عام 1998. شعرت معلومة بعد إنتاجه أن العناصر التقليدية قد أزيلت منه أثناء إنتاجه،[38] ورغم ذلك فقد تلقى تقييمًا جيدًأ من جاز تايمز.[39] ثم انتقلت مع مطلع الألفية الجديدة للعمل مع مجموعة "بلوز ساحل حول" المكونة من عشرة موسيقيين موريتانيين من أعراق مختلفة (المورو والفولاني والتكرور والسننكي والولوف والحراطين)، معززة بذلك رغبتها في التغلب على الاختلافات العرقية. كما كانت قادرة على نشر الموسيقى المبنية على آلات المورو الوترية التقليدية مصحوبة بإيقاع طبول الجمبي والدربوكة والبندير. وبذلك دعمتها الفرقة التي قادها حضرمي ولد ميداح في رغبتها في تحديث الموسيقى التقليدية وجعلها ملموسة أكثر في نطاق أوسع من العالم.[31][40] جالت معلومة مع الفرقة عامي 2004 و2005[28] وعملوا معًا على ألبومها الثاني "دنيا" من إنتاج "مرابي ريكوردز" عام 2003، وقد سعت فيه لإحياء تراثها الموسيقي، وضم الألبوم اثني عشرة أغنية.[38] أطلِق الألبوم الثالث "نور" من إنتاج "هارمونيا موندي" في فرنسا يوم 8 مارس 2007 في احتفالات اليوم العالمي للمرأة.[41] واستعرض الألبوم مزيج واسع من الموسيقى فتباينت بين تهويدات وموسيقى رقص، عمل عليها مجموعة من خمس عشرة موسيقيّ على مختلف الآلات الموسيقية الإلكترونية والتقليدية.[15] تباينت الآراء،[42][43] لكن اسطوانة الألبوم قد حلّت في المركز الرابع عشر في ترتيب الموسيقى العالمية في أوروبا لشهر سبتمبر 2007.[44] توقف نشاط معلومة الموسيقي لانشغالها بالسياسة، إلا أنها قد عادت لمسيرتها الموسيقية يوم 5 أكتوبر 2014 بعد اعتزالها للسياسة. وارتدت توجة زرقاء وقدّمت ألبومها الجديد "إكنو" في حفل خاص، ظهرت فيه لأول مرة بعد انتخابها سبعة سنوات قبل ذلك.[17][45] واختارت تسمية ألبومها "إكنو" بمعنى شور تقليدي موريتاني ترقص النساء على أنغامه، وجمع الألبوم كلًا من الفن التشكيلي والموسيقى بصفة عضوية.[46][47] وركّز الألبوم على الألحان التقليدية الراقصة.[12]

الحفلات الموسيقية

شغلت الحفلات الموسيقية جزءً كبيرًا من مسيرة المعلومة الغنائية. كان أول ظهور لها في مهرجان عالمي عام 1988 في مهرجان قرطاج الدولي في تونس، وحققت ظهورًا لامعًا.[10] عادت معلومة للحفلات مرة أخرى في أغسطس 2003 بظهورها في مهرجان الموسيقى المختلطة (بالفرنسية: Festival des Musiques Métisses‏) في أنغوليم بفرنسا، وجمعت بين الموسيقى البربرية التقليدية مع أكثر من لون موسيقي حديث من ألبومها "دنيا". أختيرت معلومة كفنانة العام (بالفرنسية: artiste de l'année‏) ولقبت أيضًا بمغنية الرمال (بالفرنسية: Diva des Sables‏).[10] استمر نجاحها لأكتوبر من العام ذاته في معرض الموسيقى العالمية (WOMEX) في إشبيلية بأسبانيا، فقد اختارتها لجنة الحكام فيه على أنها "الفنانة المميزة".[48][49] وبرعت في تأدية أغنيتها "مريميدا"، فكانت من علامات مهرجان الموسيقى بفرنسا. ثم حققت الأغنية نفس النجاح المبهر في مهرجان نواكشوط للموسيقى البدوية عام 2004 في موريتانيا بعد رفع الحظر عنها. ظهرت معلومة في المهرجان مع ديمي منت آبا، وهي مطربة موريتانية لامعة، وصاحبها العازف الفرنسية جان فيليب راكيل على السنثسيزر.[10]

صالت معلومة في الولايات المتحدة عام 2005 وظهرت في آن آربر وشيكاغو وبوسطن وكامبريدج ولافاييت (لحضور مهرجان لويزيانا الدولي) قبل أن تختتم جولتها في نيويورك.[50] وبعد ذلك بعامين، شاركت في النسخة الثانية والثلاثين من مهرجان باليو في مدينة ليون السويسرية، والذي ركّز على الموسيقيين من شمال أفريقيا.[51] ظهرت بعد ذلك عام 2010 في مهرجان فورديه الدولي للموسيقى الشعبية في فورديه بالنرويج تحت عنوان "الحرية والاضطهاد" إنگليزية: Freedom and Oppression.[52][53] وفي عام 2012، اختيرت كواحدة من بين ثلاثة فنانين ليؤدون في نهائي المهرجان الدولي لفنون الأهقار في أبلسة في الجزائر، وتلقت إشادة على التوازن بين الآلات وصوتها والألحان وأداء المغنيين الاحتياطيين.[54] شاركت عام 2013 في مهرجان عالم الموسيقى والفن والرقص في ويلتشاير في إنجلترا، وضمّ المهرجان حدث "تذوّق العالم" إنگليزية: Taste The World والذي يقوم فيه كل مشارك بالغناء وتحضير طبق من موطنه، وبرز المطبق الذي أعدّته معلومة في المهرجان.[55] كما تلقت الإشادة على ظهورها الثاني في الحدث عن أداءها لأغاني روك الحديثة.[56] وفي عام 2014، شاركت معلومة في اجتماع فنون الوطن العربي، وفي مهرجان في مونبلييه,[57] بالإضافة للمهرجان الباريسي.[58]

البيئة والثقافة

بجانب عملها في الموسيقى ونشاطها السياسي، شاركت معلومة في مشاريعٍ لحماية البيئة والحفاظ على التراث الثقافي.[17]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نشاطها البيئي

شاركت معلومة عام 2009 في مشروع لإعادة تسكين 9,000 عائلة فقيرة من ضواحي المدينة إلى الأحياء بداخل المدينة. وأصرت على متابعة إعدادات البنية التحتية في المناطق السكنية الجديدة لتضمن الجوانب الصحية لهم.[59] وفي أغسطس 2011، اختارها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة كسفيرة للنوايا الحسنة لوسط وغرب أفريقيا. وتطلب منصبها رفع مستوى الوعي بالمشاكلة البيئية بهدف تقديم حلول مستدامة. وقد ذكرت بعد تعيينها أنها سقوم بما في وسعها لتكن قدر هذه المسؤولية العظيمة.[60][61] وفي سبتمبر 2012، غنّت في حفلٍ موسيقي خلال مؤتمر للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة أقيم في جزيرة جيجو بكوريا الجنوبية.[62]

حرصها على التراث الثقافي

نظرًا لنظام موريتانيا الطبقي، طوّرت عائلات محدودة في موريتانيا الموسيقى التقليدية، ولم تكن لديهم أية وسائل لحفظ موسيقاهم أو تسجيلها، فكانت مؤلفاتهم وإبداعاتهم تنسى مع انشغال أعضاء العائلات في تأمين ظروفهم المعيشية. وزاد الأمر تعقيدًا القواعد التي تحظر على العائلات تلقي الدعم من بعضهم البعض.[63] أثار ذلك الأمر مخاوف معلومة، فخشت من اندثار الموسيقى التقليدية لبلادها. دعت معلومة الحكومة في 2006 لإنشاء مدرسة تحافظ على التراث الموسيقي للبلاد، وعرضت ذلك في البرلمان.[7] وفي عام 2011، أنشأت "مؤسسة معلومة" لحفظ وترقية التراث الموسيقي الوطني.[64][65] وتهدف المؤسسة لحماية الجذور الموسيقية العربية والأفريقية والبربرية في موريتانيا من خلال جمع وتخزين الموسيقى من أنحاء البلاد لحمايتها وإتاحتها لاستخدامات الأخرى من بينها التعليم.[66] أقامت معلومة مهرجان للموسيقى الموريتانية عام 2014،[17] وجاء ذلك بعد فترة قلق طويلة بشأن استبدال الموسيقى الموريتانية بالموسيقى المالية والمغربية التي يفضلها الشباب.[16]

عندما أنتجت ألبوم "نور" عام 2007، تعاونت معلومة مع الرسام "سيدي يحيى" ليرسم صورًا مرئية عن مواضيع الأغاني في الألبوم، أنتج يحيى 11 صورةً[64]، وقدما ندوة ثقافية لمناقشة أعمالهم تحت عنوان "شاهد الموسيقى، واستمع للرسمات؟" (بالفرنسية: ?Regarder la musique, écouter la peinture‏). وأقيم معرض لمدة شهر في نواكشوط عام 2013 استعرض اللوحات والموسيقى التي ألهمتها.[67] وفي عام 2015، تلقّت معلومة منحة من صندوق الثقافة العربية، وعليه أقنعت عدة موسيقيين للتعاون مع فنانين لتسجيل موسيقاهم. هدف المشروع من ذلك إلى جمع موسيقى ستة فنانين وإنتاج ألبوم خاص بهم. استمرت معلومة في ضغطها لإنشاء مدرسة للموسيقى، رغم درايتها بأن ذلك سيتطلب التغلب على عدة محظورات تفرضها العائلات بشأن إرثهم الموسيقي.[68]

الجوائز

معلومة منت الميداح أثناء استلامها لجائزة المرأة الموريتانية الشجاعة لعام 2015.

اختيرت معلومة عام 2003 من قبل لجنة تحكيم معرض الموسيقى العالمية (WOMEX) كواحدة من فناني المسرح[48]، ثم اختارها بعد ذلك بعامين عالم الموسيقى ببي بي سي "تشارلي جيليت" لقائمته لعام 2005 "الأصوات المفضلة للعالم" إنگليزية: Favorite Sounds of the World.[48][69] وفي العام ذاته، أنتج صانع الأفلام الموريتاني إندياي شيخ وثائقيًا عنها بعنوان "معلومة، مغنية الصحراء" (بالفرنسية: Malouma, diva des sables‏)، وفاز بجازة أفضل وثائقي في المهرجان الدولي لأفلام الأحياء في داكار في السنغال[70] وجائزة التميز من المهرجان الدولي لبرامج الموسيقى البصرية عام 2007 في بياريتز بفرنسا.[71] وحلّت أيضًا وصيفة في جوائز راديو بي بي سي للموسيقى العالمية عن الشرق الأوسط ووسط أفريقيا عام 2008.[72] وأطلقت عليها جمعية المغنين المحليين في موريتانيا "أول ملحن حقيقي في موريتانيا".[28]

قلّدت معلومة وسام جوقة الشرف بدرجة فارس بواسطة السفير الفرنسي هيرفي بيزانسينو نيابة عن الرئيس نيكولا ساركوزي.[12][73] ويوم 20 يناير 2015، كرمها السفير الأمريكي في موريتانيا لاري أندريه في غداء حضره عدد من الشخصيات القيادية البارزة، خاصة من النساء، في المجتمع المدني الموريتاني. وحصلت على جائزة المرأة الموريتانية الشجاعة، وأشار السفير "لشجاعتها الاستثنائية وقيادتها للدعوة من أجل حقوق الإنسان والمرأة والمساواة بين الجنسين مع انسجامها مع التقاليد الثقافية الموريتانية".[74]

قائمة أغانيها

آرائها السياسية

المعلومة بنت الميداح مع محاميها بعد توجيه تهمة الرشوة إليها رسميا من قبل النيابة العامة في نواكشوط، سبتمبر 2017.

وقد عارضت المعلومة بنت الميداح بشدة إنقلاب معاوية ولد الطايع العام 1984 واصطفت حينها إلى جانب المعارضة السياسية وهو ما عرضها لكثير من المضايقات والمنع، وعادت لتكرر التجربة العام 2008 فوقفت ضد انقلاب الجنرال محمد ولد عبد العزيز في أغسطس 2008.

لكن هذه المرة وهي نائبة برلمانية، فقد ساعدتها أغانيها الشعبية السياسية في استقطاب تعاطف الموريتانيين وكسب شعبية أوصلتها العام 2006 إلى قبة البرلمان.

وتقول المعلومة بنت الميداح إن البرلمان شكل بالنسبة إليها منبرا لإيصال رسالتها السياسية، دون أن تتخلى عن الغناء حتى داخل البرلمان لتتمردد على التقليد السياسي. فلطالما استعاضت المعلومة عن السياسة بالأغاني، فرسالة الفن كما تعتقد الفنانة الموريتانية أزلية والخطاب السياسي عابر، والغناء قد يساعد حسب قولها في بلورة خطاب سياسي يتجاوز مداه قاعة البرلمان.

وتعد المعلومة أول فنانة عربية تدخل قبة البرلمان دون أن تتخلى عن الفن، فالغناء متنفس الحرية بالنسبة إليها والسياسة تفريغ لسخطها على الطبقة الحاكمة، وكلما اشتدت الأزمات السياسية بين المعارضة والموالاة يصدح صوت المعلومة انتقادا ووعيدا.

في سبتمبر 2017، اتهمت المعلومة بقبول رشوة أثناء ما كانت عضوة في مجلس الشيوخ الموريتاني في أغسطس 2017. وأصدرت النيابة العامة الموريتانية أمراً بمنعها من السفر. وقال المحامي محمد المامي ولد مولاي علي لبي بي سي إن تهمة الرشوة التي تقدمت بها النيابة العامة "لا أساس لها".[75]

من الفن الحساني إلى البلوز

راحت المعلومة بنت الميداح توظف الكلمة والموسيقى ضد الإستبداد والإستيلاء. وقد نجحت المعلومة في نقل الموسيقى التقليدية الموريتانية إلى العالمية بعد أن اكتشفت التشابه بين المقامات الموريتانية الخماسية وموسيقى الجاز والبلوز فراحت تزاوج بين المحلي والعالمي.

وتقول المعلومة إنها حين عملت على تحديث آلاتها الموسيقية اكتشفت بالصدفة مدى التشابه بين المقامات الموريتانية وألحان موسيقى البلوز الغربية، وهو ما ساعدها في عولمة الفن الموريتاني وأكسبها شهرة عالمية.

وقد ثارت المعلومة ضد كل التقاليد السياسية والفنية الموريتانية ووصفها البعض بالمجنونة وهتف آخرون لما وصفوه بشجاعتها في محاربة الإستبداد والإستيلاء على السلطة بالقوة دون أن تستسلم لضغط السياسة وإغراءات المال حتى باتت رقما صعبا في معادلة استقطابها لجهة السلطة.

ودفعت ثمن تمردها على ذوي النفود السياسي غاليا، فهي ممنوعة من الظهور على شاشة التلفزيون الموريتاني وعلى صفحات الجرائد الرسمية منذ سبعة عشر عاما، ولكسر الحظر المفروض عليها تتخد المعلومة من مقر حزب التكتل من أجل الديمقراطية الذي تنتمي إليه منبرا للتواصل المباشر مع جمهورها.

ويقول المختار السالم الشاعر والناقد الموسيقي الموريتاني إن المعلومة خرجت عن المألوف وتحدت الموروث الموسيقي المحلي، وأدخلت السياسة إلى الموسيقى الموريتانية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فيديوهات

المصادر

  1. ^ أ ب {{cite web}}: Empty citation (help)
  2. ^ بي بي سي العربية
  3. ^ أ ب ت ث Châtelot 2009.
  4. ^ أ ب ت Rush, et al. 2004–2005, p. 10.
  5. ^ أ ب ت ث African Business 2003, p. 66.
  6. ^ أ ب ت Omer.
  7. ^ أ ب الخليل (Khalil) 2008.
  8. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة الجزيرة-أسرة غنائية
  9. ^ Lusk 2008.
  10. ^ أ ب ت ث ج Taine-Cheikh 2012.
  11. ^ أ ب ت {{cite web}}: Empty citation (help)
  12. ^ أ ب ت Al Jazeera Encyclopedia 2014.
  13. ^ أ ب {{cite web}}: Empty citation (help)
  14. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  15. ^ أ ب ت ث De la Haye 2007.
  16. ^ أ ب ت Skelton 2007.
  17. ^ أ ب ت ث Berthod 2014.
  18. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  19. ^ Rush, et al. 2004–2005, pp. 31, 33–34.
  20. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  21. ^ Rush, et al. 2004–2005, p. 31.
  22. ^ Rush, et al. 2004–2005, p. 8.
  23. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  24. ^ Folkeson 2008.
  25. ^ أ ب ت Rush, et al. 2004–2005, p. 12.
  26. ^ Didcock 1998.
  27. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  28. ^ أ ب ت Rush, et al. 2004–2005, p. 11.
  29. ^ Elbadawi 2003.
  30. ^ Rush, et al. 2004–2005, p. 7.
  31. ^ أ ب Seck 2007.
  32. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  33. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  34. ^ أ ب {{cite web}}: Empty citation (help)
  35. ^ أ ب {{cite web}}: Empty citation (help)
  36. ^ أ ب {{cite web}}: Empty citation (help)
  37. ^ أ ب {{cite web}}: Empty citation (help)
  38. ^ أ ب Eyre 2005.
  39. ^ Woodard 1998, p. 93.
  40. ^ Mousset 2008.
  41. ^ Labesse 2007, p. 30.
  42. ^ Denselow 2007.
  43. ^ Orr 2007.
  44. ^ World Music Central 2007.
  45. ^ WikiTV 2014.
  46. ^ Diallo 2014.
  47. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  48. ^ أ ب ت Romero 2003.
  49. ^ Mondomix 2003.
  50. ^ Romero 2005.
  51. ^ Paléo Festival 2007.
  52. ^ World Music Central 2010.
  53. ^ Landssamanslutninga av nynorskkommunar 2010.
  54. ^ Presse-Algerie 2012.
  55. ^ Johnson 2013.
  56. ^ Elobeid 2013.
  57. ^ CRIDEM Communication 2014.
  58. ^ Degeorges 2014.
  59. ^ Integrated Regional Information Networks 2009.
  60. ^ Smith-Asante 2011.
  61. ^ Schulman 2015, p. 6.
  62. ^ IUCN 2012.
  63. ^ Bucher & Outpost 2015, p. 1.
  64. ^ أ ب Lemancel 2014.
  65. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  66. ^ Bensignor 2014.
  67. ^ ZeinArt 2013.
  68. ^ Bucher & Outpost 2015, p. 2.
  69. ^ World Music Central 2005.
  70. ^ AfriCine 2013.
  71. ^ Africa Doc Network 2007.
  72. ^ BBC 2008.
  73. ^ Mamady 2013.
  74. ^ U.S. Department of State 2015.
  75. ^ "المعلومة بنت الميداح، أشهر فنانة موريتانية، ممنوعة من السفر". بي بي سي. 2017-09-07. Retrieved 2017-09-09.