مثنى بن حارثة

(تم التحويل من المثنى بن حارثة)

المثنى بن حارثة هو المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة بن ذهل بن شيبان الربعي الشيباني من بكر بن وائل، أسلم سنة تسع للهجرة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

نسبه والبيئة التي نشأ فيها

ينتمي المثنى بن حارث الشيباني إلى بني شيبان. وبنو شيبان هم أحد فروع بكر بن وائل الذي ينتهي نسبه في ربيعة. وهو في أصله من العدنانيين، وهم كما ذكرت المراجع أهل حل وترحال، أي أنهم كانوا ينتقلون بخيامهم، لا مدن لهم ولا ملك، وإنما كانت لهم رياسة بدوية. وكانت لغتهم عربية وعبادتهم الأوثان يتخذونها من الأحجار. وكانت الحروب دائمًا ما تنشب بين بكر وتغلب وتميم، وكانت بكر هي التي تهاجم في معظم الحروب لما يلحق بأرضها من جدب وقحط. وقد اشتعلت الحرب بين بكر وتميم اثنتي عشرة مرة فازت تميم بست منها، وفازت بكر بست منها. وكان لبكر أيام جليلة في تاريخ العرب فقد ظهر فيها رجال كان لهم مجد كبير وتاريخ مجيد، ومن هؤلاء هانيء بن قبيصة صاحب واقعة ذي قال، وبسطام بن قيس فارس بني شيبان صاحب القول المشهور: "قد علمت العرب أنا بناة بيتها الذي لا يزول ومغرس عزها الذي لا يحول لأنا أدركهم للثأر وأضربهم للملك الجبار وأقولهم للحق وألدهم للخصم"، ومنهم مرة بن ذهل بن شيبان وابنه جساس وغيرهم من الرجال الأبطال الكماة الذين دحروا الفرس وفتحوا العراق وأقزعوا الأكاسرة وثلوا عروشهم وحطموا تيجانهم وزعزعوا إيوانهم.كان لهذه البيئة أثر في إنماء روحه، ونشوئه على الإيمان بالمبدأ، والتصلب بالعقيدة والجود بالنفس والصدق والجلد والتحمل والعزيمة والصبر والشجاعة والتفنن في ضروب الحرب.

أين عاش بنو شيبان؟

قلنا أن بني شيبان يرجع أصلهم إلى ربيعة...وربيعة كانت أصلاً تسكن في تهامة ثم قامت الفتن بين قبائلها ودارت بينها الحروب. ولما تغلبت بكر على تغلب في يوم قضة تفرقت تغلب في البلاد وانتشرت بكر بن وائل في اليمامة فيما بينها وبين البحرين إلى أطراف سواد العراق ومناظرها وناحية الأبلة إلى هيت. وهي منطقة قريبة من أرض الفرس.

أسرته

كان للمثنى من أبيه حارثة شقيقان هما المعنى ومسعود، والأخوان نشآ مع المثنى، وأحاطا به ووقفا إلى جانبه في كل أعماله، وأخذا بنصيب كبير من المعارك التي خاضها. كان المعنى ساعده الأيمن في القتال وأسند له المثنى قيادة الخيالة وتولى حصار حصن المرأة والاستيلاء عليه. وكذلك كان مسعود قائدًا للمشاة وأسهم في معظم المعارك وأبلى بلاءً حسنًا في واقعة الجسر وأسهم في موقعة البويب واستشهد فيها. ومن بين أهل المثنى يبزغ اسم عمران بن مرة وهو خال المثنى وأحد زعماء بني شيبان كان موضع فخرهم لبطولته وبسالته وعلو مكانته ورفيع منزلتهه، حتى أن أعشى همدان الشاعر العربي المشهور قال عنه أنه "ساد في الجاهلية وساد في الإسلام" وكان له فضل كبير على المثنى. وأما زوجة المثنى فهي سلمى بنت حفصة التيمية زوج المثنى وشريكة حياته وشريكته في الحروب.

حاله في الجاهلية

كان المشهور عن ((المثنى بن حارثة الشيباني البكري ))أنه من أشراف قبيلته بكر وشيخ حربها ورجاحة عقله وإدارته المتميزة في المعارك. وفي الجاهلية أغار المثنى بن حارثة الشيباني البكري ، وهو ابن أخت عمران ابن مرة، على بني تغلب ، وهم عند الفرات، فظفر بهم فقتل من أخذ من مقاتلتهم وغرق منهم ناسٌ كثير في الفرات وأخذ أموالهم وقسمها بين أصحابه. وفي طريق عودته صادف قبائل من تميم فأغار عليهم وأخذهم.

قصة إسلامه

أسلم سنة تسع مع وفد قومه.

بعض مواقفه مع الصحابة

ـ عندما أسلم المثنى بن حارثة كان يغِير هو ورجال من قومه على تخوم ممتلكات فارس، فبلغ ذلك الصديق أبا بكر رضي الله عنه، فسأل عن المثنى، فقيل له: "هذا رجل غير خامل الذكر، ولا مجهول النسب، ولا ذليل العماد". ولم يلبث المثنى أن قدم على المدينة المنورة، وقال للصديق: "يا خليفة رسول الله استعملني على من أسلم من قومي أقاتل بهم هذه الأعاجم من أهل فارس"، فكتب له الصديق عهدا، ولم يمضِ وقت طويل حتى أسلم قوم المثنى.. أثره في الآخرين ـ وعندما رأى المثنى البطء في الاستجابة للنفير قام خطيبا في الناس فقال ":أيها الناس لا يعظمن عليكم هذا الوجه؛ فإنا قد فتحنا ريف فارس، وغلبناهم على خير شقي السواد، ونلنا منهم، واجترأنا عليهم، ولنا إن شاء الله ما بعده".

بعض كلماته

وقال المرزباني: كان مخضرما وهو الذي يقول:

سألوا البقية والرماح تنوشهم شرقي الأسنة والنحور من الدم فتركت في نقع العجاجة منهم جزرا لساغبة ونسر قشعم

الوفاة

لمّا ولي عمر بن الخطاب الخلافة سيّر أبا عبيد بن مسعود الثقفي في جيش إلى المثنى، فاستقبله المثنى واجتمعوا ولقوا الفرس بـ( قس الناطف ) واقتتلوا فاستشهد أبو عبيد، وجُرِحَ المثنى فمات من جراحته قبل القادسية، رضي الله عنهما...