ميدان العتبة

(تم التحويل من العتبة الخضراء)
مكتب بريد العتبة «البوسطة» يعد من أقدم معالم الميدان.
إدارة الأثار الإسلامية بالعتبة
طفل يبيع جرائد لركاب الترامواي بالعتبة الخضراء أثناء ثورة 1919.

ميدان العتبة، هو أحد ميادين القاهرة، مصر. يشتهر كمركز تجاري يضم العديد من السلع والمحال التجارية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التسمية

وثيقة عن سوق العتبة الزرقاء (الخضراء حالياً) بخاتم رئيس النظار نوبار باشا في 1894.
وثيقة عن سوق العتبة الزرقاء (الخضراء حالياً) بخاتم رئيس النظار نوبار باشا في 1894.

اشتهر الميدان باسم ميدان العتبة الخضراء، لكثرة الأشجار الموجودة فيه، وبعد زواج الملك فاروق من الملكة فريدة سمي بميدان فريدة، ولكن بعد طلاق الملك فاروق من الملكة فريدة أعيد للميدان اسمه، واختفى الآن اسم (الخضراء)، ربما بسبب اختفاء الخضرة التي كانت موجودة بوسط الميدان.


التاريخ

وحول تاريخ ميدان العتبة، يذكر الكاتب الصحافي عباس الطرابيلي في كتابه أحياء القاهرة المحروسة: «إنها قبل أن تكون خضراء كانت زرقاء! حيث كان يوجد بيت يطلق عليه العامة (الثلاثة ولية)، وكانت هناك سراية العتبة لصاحبها الحاج محمد الدارة الشرايبي شاه بالأزبكية، ثم تملكها بعده الأمير رضوان كتخدا الجلفي، فجددها وبالغ في زخرفتها بعد عام 1160 هـ، وأقام على مجالسها العالية قبابا عجيبة الصنع منقوشة بالذهب واللازورد والزجاج الملون. ثم اشتراها الأمير محمد بك أبو الدهب، الذي كان اليد اليمنى للمملوك علي بك الكبير الذي استقل بمصر عن السلطنة العثمانية، ثم انتقلت ملكية سراية العتبة هذه إلى الأمير طاهر باشا الكبير، الذي كان ينافس محمد علي بك الكبير على السلطة، ثم تملك السراية قريبه الأمير طاهر باشا الذي ولاه محمد علي نظارة الجمارك، واستمرت السراية بيد ورثته إلى أن اشتراها عباس باشا ثالث ولاة أسرة محمد علي، فهدمها ووسعها وبناها من جديد على أن تخصص لأرملة الأمير طوسون، واستمرت كذلك إلى زمن الخديوي إسماعيل.

قام المعماري الفرنسي هوسمان بتخطيط الميدان في عهد الخديوي إسماعيل ومنحه ميزة عن كل ميادين القاهرة بل مصر كلها، وهي أنه أصبح مركز القاهرة الجغرافي، فمنه تقاس المسافات من وإلى القاهرة، لأنه يضم مبنى البوسطة (البريد) الرئيسي بمصر، الذي كان يعرف في الماضي باسم مبنى البوسطة الخديوية، وهو أقدم مبنى بريد ما زال موجوداً في مصر، وقد بدأ العمل فيه عام 1888. كما انطلق منه ترام القاهرة، كما يقول المؤرخ الدكتور محمد سيد كيلاني: «إنه في أغسطس 1896 أقيمت حفلة تجريبية لإطلاق أول ترام، واصطف الآلاف على الجانبين يشاهدون أول مركبة سارت في العاصمة بقوة الكهرباء، والأولاد يركضون وراءها وهم يرددون: العفريت العفريت». وظلت العتبة مركزاً رئيسياً للترام ثم الترولي باص الذي اختفى في سبعينات القرن العشرين.

ويضيف الطرابيلي: «عندما قرر إسماعيل تخطيط منطقة الأزبكية وردم ما بقي من البركة، راح جزء كبير من السراية بسبب هذا التنظيم، ودخل جزء منها في الميدان، لذا سمي بالعتبة الخضراء، وإن بقي منها القصر العظيم الذي أصبح محله المحكمة المختلطة خلف دار الأوبرا القديمة، وبجوار صندوق الدين، الذي هو الآن مقر مديرية الصحة بالقاهرة بجوار مبنى البوسطة العمومية، كذلك يوجد بالميدان التياترو الخديوي (المسرح القومي الآن)».

ووفقا للطرابيلي فإنه من أشهر المقاهي التي كانت في محيط الميدان مقهى «متاتيا» الذي كان برلماناً للثوار الذين مهدوا للثورة العرابية، حيث يلتفون حول الثائر جمال الدين الأفغاني. وكان في الميدان وعلى حوافه المحال الكبرى التي أقيمت على غرار محال باريس، ومنها: «عمر أفندي» و«أوروزدي بك»، و«سليم وسمعان صيدناوي» و«البيت المصري» و«داوود عدس».

وكانت المحلات تنافس في أناقتها وجودة بضاعتها محلات لندن وباريس، ومنها محلات «هورنستينز»، و«فيتيل»، و«ليبتون»، بالإضافة إلى البازارات ومحلات المانيفاتورة والرهونات التي كان يملكها اليهود.. هكذا يتذكر جورج ميشيل (77 سنة) أقدم سكان العتبة متنهدا: «هو ده حال الدنيا مفيش شيء بيفضل على حاله، الآن أصبحت حيا شعبيا تماما وعلى الرغم من ذلك تأتي الطبقة الراقية لشراء لوازمها، لأن العتبة معروف أنها أرخص مكان في مصر، ولم يعد الميدان يخلو من الزحام ليل نهار فهو ممتلئ بالناس 24 ساعة».[1]

احتفظت العتبة بكونها مركزاً تجارياً حيوياً منذ عهد الخديوي إسماعيل، فكان زائرها في بدايات القرن العشرين يشاهد كرنفالا آخر، فهو يرى أجانب من جميع الجنسيات يتسوقون وهم يرتدون أبهى الملابس، وسيدات المجتمع المصري تميزهن قبعات النهار الفاتنة التي تغازلها الطرابيش الحمراء، تتخلل الصورة عربات الباعة الجائلين وبائعو العرقسوس المثلج، وكذلك الحناطير.

وتغيرت نوعية البضائع التي تباع بميدان العتبة، فمن أجود أنواع الأقمشة والمنتجات المستوردة من أوروبا، إلى البضائع رخيصة الثمن الآتية من الصين ودول جنوب شرقي آسيا، وبات الميدان قبلة لمتوسطي الحال لشراء ما يلزمهم.

الطراز المعماري

يزدان الميدان بباقة من المباني الشامخة الرائعة المتنوعة الطرز ما بين عصر الروكوكو والطراز الإنجليزي أو الفلورنسي تتحدى سفور المباني الحديثة، ومن أشهر معالم الميدان مبنى «تيرينج» بقبته المعمارية الرائعة الجمال وهو المبنى المصمم على طراز «النيو باروك»، ووفقا لمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي «cultnat» فإن محلات «تيرينج» الشهيرة قام بتشييدها النمساوي ڤيكتور تيرينگ 1912، بمساعدة شقيقيه گوستاڤ وكونراد بعد أن قاموا بافتتاح أول فرع لهم بمدينة ڤيينا في عام 1882. وفي عام 1910 جاءوا إلى مصر وتم افتتاح أول فرع لهم بميدان العتبة الخضراء. وكان «تيرينج» يتكون من الداخل من مجموعة من الورش والمحلات الشعبية الصغيرة، لكنه ترك للعتبة شهرتها كمركز لتصليح الساعات.

أماكن في العتبة

حوادث

حريق 2019

رجال المطافئ أثناء إخماد حريق سوق الخضار بالعتبة، 27 يونيو 2019.
سوق الخضار بالعتبة بعد حريق 27 يونيو 2019.

في 27 يونيو 2019، بعد شهر من إخلاؤه من التجار، حريق يلتهم سوق الخضار في العتبة الخضراء بوسط القاهرة.[2]

جاء هذا الحادث بعد أقل من 24 ساعة من حريق آخر هائل شب في حي باب الشعرية المجاور، وسط أقاويل بمحاولة إفراغ تلك المنطقة من قاطنيها لإقامة مشروعات بالشراكة مع رجال أعمال إماراتيين.[3]

تسبب الحريق، الذي لم يسفر عن وقوع خسائر بشرية، في إغلاق رجال مرور القاهرة شارع الأزهر في الاتجاهين أمام السيارات والمارة لحين السيطرة على الحريق؛ حيث وصلت 10 سيارات إطفاء متأخرة بعد أن التهمت النيران عددا من المحال والفروشات بسوق الخضار بمنطقة العتبة بالموسكي.

وكشفت التحريات الأولية لمكان الحريق التهام عدد من الباكيات دون وقوع أية خسائر بشرية، وتواصل القوات عمليات التبريد عمليات التبريد للتأكد من عدم تجدد اشتعال النيران مرة أخرى. وتواصل الأدلة الجنائية جمع المعلومات وعمل التحريات اللازمة للوقوف على أسباب وملابسات الحريق.

وقبل أقل من 24 ساعة، نشب حريق هائل في عمارة سكنية تضم معارض أحذية بميدان باب الشعرية، وسط العاصمة القاهرة، من دون وقوع خسائر في الأرواح. ودفعت إدارة الحماية المدنية في القاهرة بسيارات الإطفاء في محاولة للسيطرة على الحريق، إثر تصاعد ألسنة اللهب بشكل كبير، في حين سارعت قوات الإطفاء إلى إخلاء العقار من السكان، خشية حدوث إصابات بينهم نتيجة الاختناقات، بسبب تصاعد الأدخنة الناتجة عن الحريق.

واستخدمت قوات الإطفاء خزانات المياه لإخماد الحريق، بعد أن تمكن الأهالي من إخلاء المحلات من العاملين قبل وصول المطافئ، وذلك بوضع سلالم لإنزال الموجودين داخل المحلات حفاظا على أرواحهم. وتولت النيابة العامة التحقيق في الواقعة؛ حيث أمرت بندب خبراء المعمل الجنائي لبيان وتحديد أسباب الحادث، وطلبت كذلك تحريات المباحث (الشرطة) حول الواقعة، وسماع شهود العيان لمعرفة ملابسات الحادث. وصرح رئيس حي باب الشعرية، اللواء ماهر هاشم، أن تماسًا كهربائيًّا بأحد أجهزة التكييف تسبب في اندلاع نيران بأحد العقارات التي تحوي محلات بنطاق الميدان، مشيرًا إلى أن الحماية المدنية تمكنت من إخماد النيران دون وقوع خسائر في الأرواح. وتبين من الفحص الأولي نشوب الحريق نتيجة تماس كهربائي، وأسهم في اشتعال الحريق بعض المواد الكيميائية اللاصقة التي تستخدم في صناعة الأحذية.

في الثقافة العامة

مرئيات

حريق سوق الخضار في العتبة الخضراء، 27 يونيو 2019.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  1. ^ "ميدان العتبة.. مفتاح أزمنة القاهرة". جريدة الشرق الأوسط. 2012-01-23. Retrieved 2015-02-13.
  2. ^ "السيطرة على حريق في سوق الخضار بالعتبة". جريدة الشروق المصرية. 2019-06-27. Retrieved 2019-06-28.
  3. ^ "هل يحرق "السيسي" وسط البلد من أجل بيزنس الإمارات؟". أخبار الصباح. 2019-06-27. Retrieved 2019-06-28.