إسته

The coat of arms of the House of Este

إسته House of Este (play /ˈɛsti/) هي أسرة أمراء أوروبية. تنقسم إلى فرعين : فرع الأقدم المعروف بآل فلف-أستي أو آل فلف، والأحدث آل فولك-إستي أو لاحقا آل إستي فقط.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأصل

كانت أكثر مراكز النهضة نشاطاً في الربع الأول من القرن السادس عشر في فيرارا، والبندقية وروما. وليس في مقدور الطالب الذي يجول في أنحاء فيرارا أن يعتقد- إلا حين يدخل قصرها العظيم- أن هذه المدينة الهاجعة كانت قي يوم من الأيام موطن أسرة قوية، بلاطها أفخم بلاط في أوربا، وأن من بين الذين كانوا يتقاضون معاشاً من حكمها أعظم شاعر في ذلك العصر.

وكان من أسباب نشأة هذه المدينة موقعها على الطريق التجاري بين بولونيا والبندقية، ومنها الإقليم الزراعي الواقع من خلفها والذي جعل منها سوقاً تباع فيها غلاته؛ هذا إلى أن المدينة نفسها قد أصابت غنى كثير بوقوعها عند ملتقى ثلاثة فروع من نهر البو. وقد ضمت إلى الإقليم الذي منحه بيبين الثالث إلى البابوية (756)، والذي منحها إياه شارلمان (773)، والذي أعطته الكونتة ماتلدا التسكانية إلى الكنيسة (1107). وكانت المدينة تقر من الوجهة الرسمية بأنها إقطاعية بابوية ولكنها كانت تحكم نفسها بوصفها "قومونا" مستقلاً تسيطر عليه أسرة غنية من التجار. ولما اضطربت أحوالها بسبب هذه المنازعات قبلت الكونت أتسو Azzo السادس صاحب إست Este حاكماً عليها مطلق السلطة (بودستا Podesta)، (1208) وجعلت هذا المنصب وراثياً في أبناء من بعده.

وكانت إسته هذه إقطاعية صغيرة تابعة للإمبراطور، على بعد أربعين ميلا أو نحوها من فيرارا، وكان الإمبراطور أتو Otho الأول قد وهبها للكونت أتسو الأول صاحب كانوسا (961)؛ وأصبحت في عام 1056 مركز هذه الأسرة، وما لبثت أن تسمت باسمها؛ ونشأت من هذا البيت التاريخي فيما بعد الأسرتان الحاكمتان في برنزويك وهانوفر.


الفرع الأقدم، گوِلف، ناخبو هانوڤر

George, by the Grace of God, of Great Britain, France and Ireland, King, Defender of the Faith, Prince-Elector of Hanover, Duke of Brunswick. ca. 1714, the year of his succession, by Sir Godfrey Kneller.
Royal Arms of Great Britain (1714-1801).svg

وحكم أفراد هذه الأسرة فيرارا من 1208 إلى 1597، وكانوا من الناحية الرسمية اتباعاً من للإمبراطور والبابوية، ولكنهم كانوا من الناحية الفعلية حكاماً مستقلين، يحملون لقب مركيز ثم بدل هذا اللقب بعد عام 1470 بلقب دوق.

ونعم الناس في حكمهم بالرخاء إلى حد ما، وأمدوا البلاط بحاجاته وأسباب ترفه، فاستطاع أن يستضيف الأباطرة والبابوات، وأن يحتفظ بحاشية كبير من العلماء، والفنانين، والشعراء، والقسيسين. واستطاع آل إستنسي أن يحتفظوا بولاء رعاياهم خلال أربعة قرون؛ ولما أن أخرجهم مندوب من قبل البابا كلمنت الخامس ونادى بفيرارا ولاية تابعة للبابا (1311)، وجد الناس أن حكم الكنيسة أثقل عليهم من استغلال رجال الدنيا، فطردوا المندوب البابوي وردوا السلطة إلى أسرة إستنسي (1317)، وأصدر البابا يوحنا الثاني والعشرون قرار "الحرمان" على المدينة؛ فلما حرمت على الأهلين الشعائر الدينية المقدسة بدءوا يتذمرون؛ وسعى آل إستنسي لاسترضاء الكنيسة ونالوا رضاها بشروط قاسية: فاعترفوا أن فيرارا إقطاعية بابوية، يحكمونها بوصفهم مندوبين عن البابوات، وتعهدوا بأن يؤدوا هم وخلفائهم إلى البابوية من مال الدولة جزية سنوية قدرها عشرة آلاف دوقة (250.000 ؟ دولار)(1).

ووصل بيت إست إلى ذروة مجده أثناء حكم نقولو الثالث الذي دام زمناً طويلاً فلم تكن هذه الأسرة تحكم فيرارا وحدها بل كانت تحكم معها روفيجو Rovigo، ومودينا، وروجيو وبارما، بل إنها حكمت أيضاً ميلان فترة قصيرة. وتزوج نقولو عدداً كثيراً من النساء واحدة بعد أخرى، وكان له أيضاً عدد من الخليلات؛ وكان من بين زوجاته واحدة ذات جمال بارع محبوبة من الشعب تدعى باريزينا مالاتيستا Parisina Malatesta، وكانت ترتكب الفحشاء مع أوجو Ugo ابن زوجها، وأمر نقولو بقطع رأسيهما (1425)، كما أمر بأن تقتل كل من يثبت عليها الزنى من نساء فيرارا، فلما تبين أن هذا الأمر سيهدد فيرارا بالإقفار من السكان، غض النظر عنه. وكان حكم نقولو في ما عدا هذا حكماً طيباً، فقد خفض الضرائب، وشجع الصناعة والتجارة، واستقدم ثيودورس جادسا Theodorus Gaza لتدريس اللغة اليونانية في جامعة المدينة، وعهد إلى جوارينو دا فيرونا Gurino da Verona أن ينشئ في فيرارا مدرسة تضارع في شهرتها ونتائجها مدرسة فتوريتو دا فلتري في مانتوا.

وكان ليونيلو Leonello بن نيقولو شخصية فذة نادرة (1441- 1450)، كان رحيماً وقوياً، ظريفاً وقادراً، ذكياً وعملياً، تدرب على جميع فنون الحرب، ولكنه كان محباً للسلم، وكان هو المحكم المحبوب ورسول السلام بين زملائه حكام إيطاليا. وقد علمه جوارينو العلوم والآداب فأصبح قبل لورندسو ده مديتشي بجيل من الزمان من أعظم رجال ذلك العصر ثقافة حتى لقد دهش العالم فيليلفو من اتقان ليونيلو اللغتين اللاتينية واليونانيو، وعلوم البيان والشعر، والفلسفة والقانون. وكان هذا المركيز أول من أشار من العلماء بأن الرسائل المزعومة التي كتبها القديس بولس إلى سنكا مزورة(2). وقد أنشأ مكتبة عامة، وأمدها بالمال والنفوذ، وعين في هيئة التدريس بها خير من يستطيع العثور عليهم من العلماء، وكان يشترك اشتراكاً فعلياً في مناقشاتهم. ولم يلوث حكمه بشيء من الدنايا أو سفك الدماء أو المآسي، اللهم إلا قِصَره المفجع، ولما مات في سن الأربعين حزنت عليه إيطاليا بأجمعها.

وجاءت من بعده طائفة متتابعة من الحكم حافظوا على العصر الذهبي الذي بدأه ليونيلو. وكان أخوه بورسو Borso (1450- 1471)، أصلب منه عوداً، ولكنه استمسك بسياسة السلم، وزاد رخاء فيرارا في أيامه زيادة حسدتها عليه سائر الدول. ولم يكن يعنى بالأدب والفنون، وإن كان قد ساعدها بالمال مساعدة قيمة، وحكم دولته بمهارة وعدالة نسبية، ولكنه حمل أهلها ضرائب فادحة، وأنفق كثيراً منها في أبهة البلاط ومظاهره. وكان يحب الألعاب الفخمة والرتب العالية، ويتوق إلى أن يكون دوقاً مثل آل فسكونتي في ميلان، واستعان بالمنح السخية حتى أقنع الإمبراطور فردريك الثالث بأن يخلع عليه لقب دوق مودينا ورجيو (1452) وأقام لهذه الناسبة احتفالاً فخماً أنفق فيه أموال طائلة، وبعد تسع سنين من ذلك الوقت حصل من سيده الإقطاعي الثاني البابا بولس الثالث على لقب دوق فيرارا. وذاع صيته في عالم البحر المتوسط، وبعث إليه حكام بابل وتونس المسلمون بالهدايا، ظناً منهم أنه أعظم حاكم في إيطاليا.


الفرع الأحدث، مارگراڤات إسته

Ercole I d'Este was one of the most important patrons of arts in the Italian Renaissance.
Isabella d'Este, portrait by Titian.

وكان بورسو سعيداً بأخويه: ليونيلو الذي ضرب له أحسن المثل، وإركولى الذي أبى أن يكون له نصيب في المؤامرة تهدف إلى خلعه، وظل معينه الوفي إلى آخر أيامه ثم ورث السلطة من بعده. وظل إركولى يحكم ست سنين حافظ على السلم، وأبهة الحكم، وناصر الشعر والأدب، وفرض الضرائب الباهظة، وقوى رابطة الصداقة مع نابلي بزواجه من إليانورا أميرة أرغونة وابنة الملك فيرانتي، واستقبلها في بلده بأعظم الحفلات التي شهدتها فيرارا (1473) وأكثرها بذخاً، ولكن إركولى انضم إلى فلورنس وميلان ضد نابلي والبابوية في عام 1478 حين أعلن سكستس الرابع الحرب على فلورنس لأنها عاقبت المشتركين في مؤامرة باتسي Pazzi؛ ولما وضعت الحرب أوزارها، حمل سكستس مدينة البندقية على الانضمام إليه في هجومه على فيرارا (1482). وبينما كان إركولى طريح الفراش، زحف جنود البندقية حتى صاروا على بعد أربعة أميال من المدينة، وهرع الفلاحون الذين أخرجوا من ديارهم وأرضهم وازدحموا داخل أسوار المدينة، وشاركوا أهلها في مجاعتهم. ثم أخشى البابا صاحب المزاج المتقلب أن تصبح فيرارا ملكاً للبندقية لا للبابوية ولا لابن أخيه، فعقد الصلح مع اركولى، وارتد البنادقة إلى أمواه بلدهم واحتفظوا بروفيجو.

ووزعت الحقول من جديد، وجاء الطعام إلى المدينة، ونشطت التجارة مرة أخرى، واصبح من المستطاع أن تجني الضرائب. وشكا إركولي من أن الغرامات التي تنتزع من الخارجين على الدين أخذت تنقص عن معدلها البالغ ستة آلاف كرون في العام (150.000 دولار)، ولم يكن يعتقد أن الناس قد أصبحوا أكثر صلاحاً من ذي قبل، وطالب باستخدام الشدة في تنفيذ القانون(3). وكان سبب هذا حاجته الملحة إلى المال لأنه رأى أن السكان زاد عددهم عما تتسع له المدينة، فألحق بها مدينة أخرى لا تقل عنها سعة، وقد خطط هذه المدينة الإضافية تخطيطاً راعى فيه أن تكون شوارعها واسعة مستقيمة لم تر أية مدينة إيطالية أخرى مثلها منذ أيام الرومان. وبذلك كانت فيرارا الجديدة "أول مدينة حديثة بحق في أوربا"(4). ولم تمض إلا عشر سنين حتى امتلأت بالسكان الذين نزحوا من المدينة القديمة، وأقام إركولي فيها الكنائس، والقصور، والأديرة، وأغرى نساء الدين بأن يتخذن فيرارا موطناً لهن.

وكان مركز حياة الشعب في المدينة هو الكتدرائية، أما الصفوة المختارة فكانت تفضل عنها القصر الكبير الذي بناه نقولو الثاني (1383) لحماية الحكومة من العدوان الخارجي أو الثورة الداخلية، ولا تزال أبراج هذا الحصن الضخمة تشرف على ميدان المدينة الأوسط. وفي أسفله الجباب التي مات فيها باريسينا Parisina وكثيرون غيره، ومن فوقها الأبهاء الواسعة التي زخرفها دسو دسي Dosso Dossi ومساعدوه، والتي كان يعقد فيها الأدواق والدوقات مجالسهم ومجالسهن، ويعزف فيها الموسيقيون ويغنون، ويثب فيها الأقزام، وينشد فيها الشعراء قصائدهم، ويلقى فيها المهرجون نكاتهم العجيبة، ويطلب فيها الذكور الإناث، ويرقص فيها السيدات والفرسان طول الليل، وفي الأيام والحجرات الأكثر هدوءاً تقرأ الفتيات والفتيان روايات الفروسية والغرام. وفي هذا الجو ولدت إزبلا وبيتريس دست لإركولي ولإليانور في عامي 1474 و 1475 ونشأتا كما تنشأ أميرات الجان يكتنفهما الثراء، والأعياد، والحرب، والأغاني، والفن. ولكن جداً حنوناً محباً أغرى بيتريس بالحرحيل إلى نابلي، وخطيباً دعاها إلى ميلان، وفي السنة التي خطبت فيها بيتريس وهي سنة 1490 رحلت إزبلا إلى مانتوا. وأحزن سفرهما كثيرين من أهل فيرارا، ولكن زواجهما قوى رابطة الحلف بين آل استنسي من جهة واسفوردسا وجندساجا من جهة أخرى. ونصب إبوليتو أحد أبناء الفنانين الكثيرين كبير أساقفة وهو في الحادية عشرة من عمره، وكردنالاً في الرابعة عشرة من عمره، وأصبح من أكثر رجال الدين ثقافة وأفسدهم أخلاقاً في أيامه.

وإن الأنصاف ليقتضينا حين نتحدث عن هذه المناصب الكنسية ومن يعينون فيها دون مراعاة الكفاية والسن أن نقول إنها كانت جزءاً من الأحلاف الدبلوماسية في ذلك الوقت. ومثال ذلك أن أسكندر السادس الذي جلس على كرسي البابوية منذ عام 1492 كان يحرص على استرضاء إركولي لأنه كان يهدف إلى جعل ابنته لكريدسيا بورجيا دوقة فيرارا. فلما عرض على إركولي أن يتزوج ألفنسو ابن الدوق وولي عهده لكريدسيا، قابل إركولي هذا العرض بفتور، لأن لكريدسيا لم تكن سمعتها قد طهرت كما هي مطهرة الآن. ثم قبل الاقتراح آخر الأمر، ولكن ذلك لم يكن إلا بعد أن انتزع من الأب الملح شروطاً أنطقت الاسكندر بأنه تاجر مساوم. وكان من هذه الشروط أن يمنح البابا لكريدسيا بائنة قدرها مائة ألف دوقة (1.250.009؟ دولار)؛ وأن تخفض الجزية السنوية التي تؤديها فيرارا للبابوية من أربعة آلاف مكورين إلى مائة (1250؟ دولار)؛ وأن يثبت البابا دوقية فيرارا لألفنسو وورثته إلى أبد الدهر. وظل ألفنسو متمتعاً رغم هذا كله حتى شاهد عروسه، وسنرى فيما بعد كيف كان استقباله إياها.

وارتقى عرش الدوقية في عام 1505، وكان طرازاً جديداً من آل إستنسي. ذلك أنه قبل ارتقائه العرش قد سافر إلى فرنسا، والأراضي الوطيئة، وإنجلترا، ودرس الأساليب الفنية للتجارة والصناعة، فلما تم له الأمر ترك للكريدسيا مناصرة الفنون والآداب، وصرف جهوده في إدارة دولاب الحكومة وصنع الآلات، وقرض الشعر. وقد صنع بنفسه إناء رقيقاً منقوشاً من الخزف الرفيع، كما صنع أحسن أنواع المدافع في وقته، ودرس فن التحصين، حتى أصبح عمدة هذا الفن والمرجع الذي تعتمد عليه فيه جميع أنحاء أوربا. وكان في الأحوال العادية حاكماً عادلاً، عامل لكريدسيا بعطف وحنان على الرغم من رسائلها الغزلية، لكنه كان يطرح العواطف جانباً حين يعامل عدواً خارجياً أو يقمع فتنة داخلية.

وحدث أن افتتن اثنان من إخوة الفنسو هما إبوليتو وجويليو بوصيفة من وصيفات لكريدسيا تدعى أنجيلا، كما حدث أن اندفعت أنجيلا دون روية وفي ساعة من ساعات كبريائها وغطرستها فعيرت ابوليتو بأن قالت له أنه هو كله أقل قيمة عندها من عيني أخيه، فما كان من الكردنال إلا أن قطع الطريق هو وجماعة من القتلة المأجورين على أخيه، ووقف يشاهد أعوانه وهم يقتلعون عيني جويليو بالعصي (1506)، وطلب جيويليو إلى ألفنسو أن يأخذ له بحقه، فنفى الدوق الكردنال، ولكنه لم يلبث أن سمح له بالعودة. وآلم جويليو ذلك الإهمال البادي للعيان من جانب الفنسو فأتمر مع أخ آخر يدعى فيرانتى على قتل الدوق والكردنال جميعاً، لكن المؤامرة كشفت، وزج جويليو وفيرانتي في سجون القصر الانفرادية، حيث مات فيرانتي في عام 1540، أما جويليو فقد عفا عنه ألفنسو الثاني في عام 1558 بعد خمسين عاماً من الحجز البسيط، لكنه خرج من اعتقاله شيخاً طاعناً بالسن، أبيض شعر الرأس واللحية، يلبس ثياباً من الطراز الذي كان سائداً منذ خمسين عاماً، ووافته المنية بعد أن أطلق سراحه بزمن قليل.

وكانت صفات ألفنسو هي الصفات التي تتطلبها حكومته، ذلك بأن البندقية كانت توسع رقعة أملاكها بضم أجزاء من رومانيا Romangna، وكانت تحيك الدسائس للاستيلاء على فيرارا، ولم يكن يوليوس الثاني البابا الجديد راضياً عن الامتيازات التي منحها سلفة أسرة إستنسي بمناسبة زواج لكريدسيا، فاعتزم أن يحط منزلة الإمارة فيجعلها إقطاعية خاضعة لأمره تزوده بالإيراد لا أكثر. وحدث في عام 1508 أن استطاع يوليوس إقناع ألفنسو بالانضمام إليه هو وفرنسا وإسبانيا في سعيهم لإخضاع البندقية.

وكان من أسباب موافقة ألفنسو أنه كان شديد الرغبة في استرداد روفيجو من البندقية. وركز البنادقة هجومهم على فيرارا، وسيروا أسطولهم في نهر البو، ولكن مدفعية ألفنسو المختفية عن الأنظار هزمت هذا الأسطول، ثم مني جيش البندقية بهزيمة ساحقة على يد جنود فيرارا يقودهم إبوليتو الذي لم يكن يفوق استمتاعه بالحرب إلا استمتاعه بالنساء. ولما لاح أن البندقية قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة عقد يوليوس معها الصلح وأمر ألفنسو أن يحذو حذوه لأنه لم يشأ أن يضعف البنادقة وهم أقوى خطوط الدفاع ضد الأتراك ضعفاً لا قيام لهم بعده. لكن ألفنسو لم يجب يوليوس إلى ما طلب، وما لبث أن ألفى نفسه مشتبكاً في الحرب مع عدوه ومع من كان إلى وقت قريب حليفاً له. وسقطت رجيو ومودينا في أيدي الجيوش البابوية، وبدا أن ألفنسو خاسر لا محالة. فلجأ في باسه إلى روما، وسأل البابا عن شروط الصلح، فطلب إليه البابا أن ينزل آل إستنسي جميعاً عن العرش، وأن تنضم فيرارا إلى الولايات البابوية، فلما رفض ألفنسو هذه المطالب حاول يوليوس أن يقبض عليه، ولكن ألفنسو تمكن من الهرب، وقضى ثلاثة شهور يجول متنكراً معرضاً للأخطار حتى وصل إلى عاصمته. ومات يوليوس في عام 1513، وأسترد ألفنسو رجيو ومودينا، وواصل ليو العاشر حرب البابوية على فيرارا؛ ولم ينقطع ألفنسو في هذه الأثناء عن تحسين مدفعيته وتبديل أساليبه الدبلوماسية، فصمد في عناد شديد حتى مات ليو أيضاً (1521). وسوى البابا أدريان السادس الأمور تسوية شريفة مع الدوق الباسل الذي لا يقهر، وأتيحت لألفنسو فترة من الوقت وجه فيها مواهبه إلى فنون السلم.


إسته-النمساوية وآل هابسبورگ


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً

المصادر

قراءات أخرى

  • Trevor Dean, Land and Power in Late Medieval Ferrara: The Rule of the Este, 1350–1450.(Cambridge University Press) 1987.

وصلات خارجية

قالب:Princesses of Modena