أحمد الأسير الحسيني

أحمد الأسير
الشيخ أحمد الأسير الحسيني.jpg
وُلِدَ21 رجب 1388هـ - 13 أكتوبر 1968م
الموقع الإلكتروني

الشيخ أحمد الأسير الحُسيني (21 رجب 1388هـ - 13 اكتوبر 1968م)، شيخ سنّي لبناني ذو نزعة سلفية، عرف عام 2011 بدعمه للثورة السورية، وعام 2012 باعتصامه الذي شل مدينة صيدا لأسابيع من أجل نزع سلاح حزب الله. وُلد أحمد الأسير الحسيني سنة 1968 في صيدا بلبنان، ودرس العلوم الشرعية في كلية الشريعة التابعة لدار الفتوى في بيروت، واشتهر بلقب الأسير، وهو لقب عرفت به عائلته لأن أحد أجداده أسر من طرف الفرنسيين بمالطة أيام الانتداب الفرنسي على لبنان.[1]

بدأ نشأته الأولى في صيدا وأخذ علومه الشرعية الأولى في هذه المدينة، حيث اتّقن القرآن الكريم حفظا وتجويداً في السابعة من عمره. وهو الآن إمام وخطيب مسجد بلال بن رباح في صيدا</ "ref name="Saida>.

أخذت دعوة الشيخ أحمد الأسير للاعتصام في ساحة الشهداء للوقوف بجانب أهالي سوريا أهمية بالغة على الساحة البنانية المحلية، وجاء تنديده بالنظام السوري والعنف "النظامي" على رأس كل فقرة قرأها.

وقد ذاع صيته حين انتقد أحد المشايخ الشيعة في خطاباته الأخيرة، معتبراً أن ما قاله الأخير "تطاول على اصحاب رسول الله". وبالفعل أثار الشيخ بلبلة وضجة في منطقة صيدا وما حولها بشأن الهدف من هذه الخطب. ورغم الانتقادات التي لاقاها والاتهامات التي وجهت اليه من تحريض مذهبي، إلا أننا لا يمكننا تجاهل الاستقطاب الذي لاقاه في ساحة الشهداء، بالاضافة للأصوات التي أيدته أمام مسجد بلال بن رباح[1].

ويعتبر الأسير أن شعبيته تعود الى مقاربته ملفات حساسة كالظلم في سوريا والذي يسكت عنه الجميع على الرغم من المشاهد المؤلمة لعشرات القتلى والجرحى والمشردين، ويشير الشيخ الى ان بعض السياسيين لا يرون ان ملف تدمير المساجد حساس، وهو أمر استفزازي بالنسبة للمسلمين عامة.

أما عن الفئات الاسلامية التي تدعم الأسير وتؤيد مواقفه هم السلفيين وحزب التحرير والاخوان، ولا طالما أكد الأسير أنه لا يهدف للسياسة ولا للوصول الى النفوذ، بل عمله وخطاباته من أجل مفهوم الإسلام ونشر الثقافة الإسلامية في المنطقة.

وكان اللافت في خطابات الأسير هو توجهه الى المسيحيين باستمرار لطمأنتهم وحثهم على البقاء، في مستنداً أنه يسكن في منطقة الشواليق وهي منطقة مسيحية مع عائلته ولا يكنّ أي نزعة كراهية للون الآخر.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تعريف

أحمد الأسير الحسيني

داعية إسلامي، لبناني، سني، إمام وخطيب مسجد بلال بن رباح الواقع في مدينة صيدا جنوب لبنان، ساهم في نشر الوعي الديني وإحياء المفاهيم الإسلامية فاعتبره الكثير من المسلمين السنة مرجعا دينيا لا سيما في مدينة صيدا، مصلح اجتماعي وناشط سياسي قارب العديد من المواضيع الشائكة والحساسة كما دعم الشعب الفلسطيني وقضيته وشارك في مقاومة الإجتياح الإسرائيلي للبنان وعملائه . هو شخصية جذبت الإعلام والأنظار وأثارت الجدل على نطاق واسع بسبب مواقفه الجريئة وتحركاته التي استقطبت أعدادا كبيرة ومتزايدة من الناس في فترة زمنية قصيرة كما اشتهر بمناهضته للمشروع الإيراني عبر إطلاقه ثورة الكرامة التي رفع فيها العناوين التالية: إعادة التوازن بين الطوائف اللبنانية، ومعالجة السلاح خارج الدولة لا سيما سلاح حزب الله من خلال استراتيجية دفاعية وكان أول من ناصر ثورة الشعب السوري في لبنان.


نسبه

يعود نسب الشيخ أحمد الأسير الحسيني إلى البيت النبوي الشريف عن طريق سبط النبي محمد (عليه الصلاة والسلام) الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما[2][3]. والأسير، لقب اشتهرت به عائلته لأن أحد أجداده أسره الفرنج بمالطا ولما عاد إلى صيدا عرف بين مواطنيه بإسم (الأسير)[4]. جده يوسف بن عبد القادر بن محمد الأسير الحسيني (1232هـ - 1307هـ الموافق له 1819م - 1889م) أزهري؛ كاتب فرضي، فقيه، شاعر، وأحد رواد النهضة الفكرية في بلاد الشام[5].

نشأته وتعليمه

ولد الشيخ أحمد الأسير في (21 رجب 1388هـ - 13 اكتوبر 1968م) في مدينة صيدا جنوب لبنان. والده محمد هلال الأسير عازف عود ومطرب سابق، والدته مسلمة شيعية من مدينة صور، نشأ وترعرع في منطقة حارة صيدا ذات الغالبية الشيعية في بيئة بعيدة عن التدين، تلقى علومه الأولى في مدارس صيدا ثم أكمل دراسته الجامعية في جامعة بيروت الإسلامية (كلية الشريعة) ونال إجازة في الشريعة الإسلامية ودبلوما في الفقه المقارن ثم بدأ بإعداد رسالة الماجستير إلا أن انشغاله المستمر في المجال الدعوي حال دون إكمالها.

أسرته

له زوجتان وثلاثة أبناء: محمد، عبد الرحمن وعمر.

التحول إلى التدين

بعد الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وما رافق ذلك من سقوط للشهداء، بدأ الشيخ الأسير بطرح العديد من التساؤلات والإشكاليات التي جعلته يأخذ قراره بالإلتزام الديني والبحث عن هدف الوجود وحقيقة الحياة والموت .اما بالنسبة للعمل الجماعي، التحق فضيلته بصفوف الجماعة الإسلامية لمقاتلة العدو الإسرائيلي وعملائه والتزم العمل معها في المقاومة نحو أربع سنوات[6] إلا أنه لم يجد ضالته كاملة . تعرف الشيخ الأسير على جماعة الدعوة والتبليغ سنة1989م وهي مجموعة غير حزبية يمكن لأي مسلم أن يشارك بها[7]، تعمل على إحياء جهد الأنبياء[8] من خلال جولات دعوية تقوم بها بين الناس وفي المساجد داخل البلاد وخارجها ولا تتدخل بالخلافات الفقهية ولا بالأمور السياسية.

جهده الدعوي

قام فضيلته بالعديد من الرحلات الدعوية خارج البلاد استمع خلالها للكثير من مشايخ الدعوة والتبليغ في الهند وباكستان. وجال معظم المساجد السنية في كافة القرى والمناطق اللبنانية داعيا إلى الله هادفا إلى إحياء جهد الأنبياء وأعمال المساجد من حلق تعليم وتعلم وخدمة مسلمين وشورى ...فكان من المؤسسين الأول لعمل الدعوة والتبليغ في صيدا والجنوب. ثم تمايز الشيخ أحمد الأسير عن جماعة الدعوة والتبليغ في مسائل عدة فأسس مع مجموعة من إخوانه مسجد بلال بن رباح رضي الله عنه[9][10] في(1رمضان 1418هـ-30 كانون الأول1997م) في منطقة عبرا في مدينة صيدا وكان مسجدا صغيرا في مساحته ثم تمت توسعته في السنوات اللاحقة نتيجة الأعداد المتزايدة لرواده. حرص الشيخ منذ البداية على أن يكون المسجد على نهج الكتاب والسنة، يعتمد في تمويل نشاطاته على تبرعات المصلين والمحبين، غير مرتبط بأي جهة سياسية أو حركة دينية[11] فكان على الرغم من تواضع تجهيزاته وعمرانه تجديدا لمفهوم المسجد في الاسلام إذ أن الأعمال فيه لا تقتصر على الصلوات الخمس وخطبة الجمعة فقط، بل كان منارة يخرج منه دعاة من كافة شرائح المجتمع بجماعات متعددة تتجول في المقاهي والأماكن العامة والتجمعات البشرية للدعوة إلى الله، وكل ذلك بالنفس والمال وهو ما عُرف بـ "الخروج في سبيل الله"، إضافة إلى دروس إيمانية تربوية يومية يلقيها الشيخ بين المغرب والعشاء يحضرها المئات من الرجال والنساء، ودروس منهجية في الفقه والتوحيد وغير ذلك. هذا عدا عن استضافة العلماء والمتخصصين في كافة المجالات من مختلف مناطق لبنان لإلقاء محاضرات شهرية عامة في المسجد . قيل عنه أنه يتمتع بشخصية هادئة وكاريزما طاغية ,هو محدث لبق[12]، صريح في كل مواقفه وتحركاته لا يخاف لومة لائم ما جعله يأسر قلوب جمهور كبير[13]،كما يتمتع بالقدرة على تجنيد محبيه لنصرة دعوته ومواقفه ما جعله مرجعية دينية وإجتماعية لهم، الامر الذي جعلهم يعودون إليه في حل نزاعاتهم واستشاراتهم التربوية والعائلية.

مقاربته الأمور السياسية

لم يكن خطاب الشيخ أحمد الأسير بعيدا عن مقاربة الأمور السياسية كما عبر عن ذلك في العديد من المقابلات الصحفية[14]، بدءاً من فلسطين إلى حرب أفغانستان والعراق .... والمشروع الأيراني في المنطقة حيث اتخذ الشيخ سلسلة من المواقف والتحركات من أبرزها :خطبة أحداث 7 أيار 2008 ، مواقف الشيخ من التطاول على السيدة عائشة رضي الله عنها. ثم توالت الأحداث التي جعلت من الشيخ أحمد الاسير متنفسا لفئة مكبوتة سياسيا ومفتقدة لمن يرفع صوتها ليسمع[15].كما عرفه القاصي والداني كرجل خطواته وئيدة ومواقفه جريئة[16] فكان أول من ناصر ثورة الشعب السوري من خلال سلسلة من التحركات والإعتصامات والتظاهرات التي قام بها مع مناصريه ومن أبرزها إعتصام ساحة الشهداء في وسط بيروت[17]، بالإضافة لمواقف في إطار إعادة التوازن في لبنان ورفع هيمنة الأحزاب التابعة لإيران ومن أبرزها حزب الله وحركة أمل من أهمها إعتصام الكرامة الذي قطع فيه الطريق الرئيسي الرابط بين الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان مدة خمسة وثلاثين يوما على قيادات هذه الأحزاب وعرقل تحركاتها. أثيرت العديد من الشبهات حول جهد الشيخ أحمد الأسير وتمويله المالي وتبعيته السياسية إلا أنه يصر دائما على عدم تبعيته لأحد[18].

الشيخ أحمد الأسير الآن

يقوم الشيخ أحمد الأسير بالتحضير لإطلاق فضائية وبناء مجمع تربوي دعوي وذلك استجابة لمتطلبات المرحلة بعد أن أصبح له دورا بارزا في الساحة اللبنانية.

السجن

الحالة الصحية

تدهورت صحة أحمد الأسير في معتقله لدى مخابرات الجيش اللبناني بعد نقله من وزارة الدفاع إلى سجن الريحانية القريب منها وفق مصادر من عائلته، ورفعت عائلة الأسير الصوت بعد زيارته في سجن الريحانية حيث تبين أن حالته الصحية تتراجع، في وقت طالب محاميه بتعيين لجنة طبية له ونقله إلى سجن رومية حيث يمكن أن يلقى عناية صحية أفضل، ووصفت شقيقته نهاد الأسير حاله بأنه يبدو كرجل كهل يمشي مرغماً، ولا يرى جيداً بعدما مُنع من استعمال نظارته الطبية، علماً أنه يعاني من مشاكل حادة في الرؤية ولا يستطيع أن يرى من دون نظارته، مضيفة أنه يتعرض لتعذيب نفسي شديد، وقالت نهاد الأسير «إنه بعد تلكؤ القوى الأمنية في السماح لهم بزيارته علماً أن من حقهم زيارته أسبوعياً، اكتشفت العائلة أنه جرى نقل الأسير من وزارة الدفاع إلى سجن الريحانية حيث وضع في زنزانة في الطابق الثالث تحت الأرض، وهو ما زاد من حساسية شديدة يعاني منها. وبدى الأسير وكأنه على وشك الموت، وهو ما عبر هو عنه أثناء الزيارة الأخيرة، لافتة إلى وجود آثار جروح على جسده سببها نوبة حكة تعرض لها بسبب الحساسية نتيجة عدم وجود دواء كاف.» وطالبت نهاد بمزيد من الاهتمام بصحة الأسير ونقله إلى مكان يمكن فيه تأمين رعاية صحية جيدة له، لافتة إلى أن شقيقها يأخذ 14 نوعاً من الدواء يومياً، وطالبت بتأمين حقوق له مشابهة لحقوق أي سجين في أي دولة لديها عدالة في العالم، وذكرت أن والدته منهارة بسبب وضع ابنها الصحي.

ولفت رئيس مؤسسة لايف الحقوقية المحامي نبيل الحلبي إلى أن العناية الطبية لا تقدم للأسير ولا يتناول طعامه في الوقت المناسب وهو مريض بداء السكري وهذا يعرض حياته للخطر، مضيفاً أن سجن الريحانية سجن عسكري غير مؤهل لاستقبال موقوفين لفترات طويلة مثل الأسير، وقال الحلبي إن الأسير سجين سياسي معروف بمناهضته لحزب الله رغم أن تهم إرهاب موجهة له، رافضاً أي تدبير عقابي بحقه خارج إطار القوانين، ومطالباً بمعاملته كسجين عادي له حقوق تضمنها القوانين الدولية التي وقع عليها لبنان. من جهته، رأى رئيس جمعية اقرأ الشيخ بلال دقماق أن ما يتعرض له الأسير لا يخرج عن الجو العام الذي يجري من خلاله التعامل مع الموقوفين السنة في لبنان، متسائلاً لماذا هذه القوانين الخاصة تنطبق على طائفة معينة فيما هناك مذكرات توقيف بالآلاف لا يوقف أصحابها؟ وقال دقماق إن حزب الله يسيطر على مفاصل الدولة وبالتالي يعذب من يخطئ بحقه من قبل مخابرات الجيش، معتبراً أن أحمد الأسير إذا كان مخطئاً فليحاسب بعدالة ويقدم للقضاء وينال المحاكمة العادلة التي يستحقها أي موقوف.[19]

موقف العلماء المسلمين

لم تترك هيئة العلماء المسلمين إمام مسجد بلال بن رباح - الشيخ أحمد الأسير - وحيداً حيث زاره مشايخها عدنان امامة وخالد العارفي وأحمد عمورة، برفقة وكيله المحامي محمد صبلوح في سجنه في الريحانية، بعد حصولهم على إذن من النيابة العامة التمييزية. وهذه المرة الأولى التي يستقبل فيها الأسير ضيوفاً غير ذويه ووكلائه منذ توقيفه.[20]

الزيارة جاءت للاطلاع عن كثب على الحال الصحية لـ أحمد الأسير الموقوف بعدما طلب ذووه من الهيئة المساعدة في تحسين ظروف توقيفه. أُخرج الأسير من زنزانته المنفردة للقاء ضيوفه في غرفة محايدة لنحو نصف ساعة، هناك استمعوا منه إلى شكاويه من تدهور صحته، ومن إقامته في سجن انفرادي منذ توقيفه، وأبلغهم أنّ السجّان استجاب لمطلب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإخراجه من السجن الانفرادي، فتقرّر جمعه مع موقوفٍ آخر، ولكن في غرفته نفسها التي لا يزيد طولها على متر و60 سنتيمتراً وعرضها عن متر و20 سنتيمتراً ولما رفض ذلك لضيق الغرفة، طُلِب إليه التوقيع على ورقة تُفيد بأنّه مسجون انفرادياً بناءً على رغبته.[20]

كذلك شكا أحمد الأسير الموقوف من تفاقم مرض الربو لديه لتنشقه دخان سجائر السجناء، كون شباك غرفته يطل على باحة يخرج إليها السجناء يومياً، وتحدث عن طعام غير صحي لا يتناسب مع إصابته بمرض السكري. وطلب وكلاء أحمد الأسير من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر السماح بإدخال طعامٍ إليه، لكنّ الأخير رفض خشية تسميمه، فاقترح الوكلاء أن يُدفع للسجن ثمن طعامٍ له، لكن طلبهم رُفض أيضاً.[20]

وذكر صبلوح أن الهيئة ستعقد مؤتمراً صحافياً في دار الإفتاء تتناول فيه حالة الأسير بعدما انخفض وزنه إلى ما دون 55 كيلوغراماً على أن المؤتمر سيطالب بنقل الأسير إلى سجن رومية المركزي، لأنّ وضعه الصحي في تدهور سريع. ونقل عن الصفحة الرسمية لهيئة علماء المسلمين أن الشيخ يعيش حالة موت بطيء، هذا في لبنان الذي يزعم أنه بلد المؤسسات وحقوق الإنسان.[20]

بعد أن طالبت هيئة العلماء المسلمين في لبنان بنقل أحمد الأسير من سجن الريحانية إلى رومية لأسباب إنسانية، وذلك لتعرض أحمد الأسير لإعدام بطيء بقرار سياسي كيدي لا يمت إلى تحقيق العدالة بصلة، وحالته الصحية سيئة جداً بسبب هبوط كبير في السكّري، حيث يقبع في زنزانة لا تتعدى المترين ولا يتعرض لأشعة الشمس إلا 10 دقائق في الأسبوع كما أكدت الهيئة، وقالت هيئة علماء المسلمين في لبنان على موقعها الرسمي:

«جاءت زيارتنا منذ أيام للشيخ أحمد الأسير في مكان اعتقاله في سجن الشرطة العسكرية في الريحانية للوقوف على حالته الصحية والإنسانية وقد قابلناه قرابة نصف ساعة واطّلعنا على حالته الإنسانية والصحية المزرية، فالرجل يقبع في زنزانة تحت الأرض لا تتعدى مساحتها مترين بمتر ونصف، ولا يُسمح له بالتعرض لأشعة الشمس إلا 10 دقائق في الأسبوع ثم تكرموا عليه وزادوا له 10 دقائق أخرى!! علماً أن قانون السجون اللبناني ينصّ على أن للمسجونين أنْ يتنزهوا يومياً 3 ساعات بحسب التوقيت الذي تضعه إدارة السجن وذلك تحت رقابة أحد الرتباء مع إتاحة الحصول على كتب ومجلات. والأخطر من هذا أن الشيخ أحمد مصاب بمرض السكّري والروماتيزم ويعاني من هبوط حادّ بالسكّر يصل إلى ما دون الخمسين درجة ما يجعله عُرضة للدخول في غيبوبة وتصبح حياته في خطر.

إن انطباعنا باختصار أن الشيخ أحمد يتعرض لإعدام بطيء وأن ظروف توقيفه لا يمكن تفسيرها إلا على أنها قرار سياسي كيدي ولا يمتّ إلى تحقيق العدالة بصلة. لذلك نرفع صوتنا عالياً بأنْ أنقذوا حياة الشيخ الأسير، ونطالب المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين والدينيين والمنظمات الحقوقية المسارعة إلى نقله إلى سجن يتوافر فيه الحدّ الأدنى من المعايير الإنسانية والصحية وإذا كان هنالك من يتذرع بالخطر الأمني في مثل حالة الشيخ فإنا نطالب بوضعه بمبنى المعلومات في سجن رومية المخصص للحالات الأمنية.[21]»

يذكر بأن الأمن اللبناني تمكن في الخامس عشر من شهر آب العام المنصرم من إلقاء القبض على الشيخ أحمد الأسير في مطار رفيق الحريري الدولي، أثناء محاولته الفرار إلى مصر بجواز سفر مزور، وكان مغيراً شكله الخارجي، والأسير مطلوب بموجب مذكرة توقيف نتيجة تحريضه ومشاركته في مواجهات مع الجيش اللبناني في مدينة صيدا جنوب لبنان في يونيو 2013.

لاحقاً رفض المدعي العام العسكري القاضي صقر صقر الطلب الذي تقدم به وكيل الدفاع عن أحمد الأسير المحامي أنطوان نعمة بنقل موكله من سجن الشرطة العسكرية في الريحانية في وزارة الدفاع إلى مبنى المعلومات في سجن رومية، وكان نعمة قد زار صقر نهاية الأسبوع الماضي وعرض له ظروف اعتقال الأسير في الريحانية بعدما انتابته بعد منتصف الليل، لمرات متكررة، حالات هبوط في السكر، كادت أن تفقده الوعي لعدم وجود عناية طبية منتظمة لازمة لوضعه الصحي، ولعدم توفير الغذاء الصحي المناسب. التفاؤل بالنقل تعزّز بعد أن شغر مكان في سجن المعلومات بنقل السجين الشيخ عمر بكري فستق إلى المبنى باء. بناءً عليه، تأمل هيئة الدفاع أن يملأ الشيخ أحمد فراغ الشيخ عمر. علماً بأن النقل يتطلب إشارة من صقر فقط.[22]

مصادر قضائية متابعة رأت أن رفض الطلب كان منطقياً بالنظر إلى جرم الأسير وأجواء البلد الحالية، إضافة إلى أن محاكمته أمام المحكمة العسكرية لم تنطلق بعد بسبب التأجيل المتكرر للجلسات. إلى ذلك، تنطلق في المحكمة العسكرية اليوم أولى جلسات المرافعة في ملف أحداث عبرا للمجموعة الأولى من الموقوفين الـ 71. وكان رئيس المحكمة العميد خليل إبراهيم، قد أعلن في جلسة محاكمة الأسير الأخيرة في 5 كانون الثاني الماضي، تقسيم الموقوفين إلى مجموعات، يبدأ وكلاؤهم بالمرافعات الثلاثاء والخميس كمرحلة أولى. لكن الأسير لن يساق إلى جلسة اليوم بعدما فصل إبراهيم ملفه عن ملف عناصره الـ 38 الموقوفين قبله، وأفرد له ملفاً خاص يضمه و33 موقوفاً. قرار إبراهيم بفصل الملفين استند إلى «مبدأ حسن سير العدالة مع مراعاة أحكام القانون وحفاظاً على المصلحة العامة لعدم جواز تأخير الدعوى، فلا تؤدي محاكمة الأسير إلى تأخير محاكمة الموقوفين». علماً بأن توقيف الأسير تزامن مع وصول محاكمة بعض عناصره إلى المرحلة الأخيرة. لكن مصادر قضائية رجحت ألا تشهد جلسة اليوم بدء المرافعات، وأن تقتصر على إعادة تلاوة أوراق الملف بعد تغيير هيئة المحكمة مطلع الشهر الجاري وبتّ طلبات تقدم بها عدد من وكلاء الموقوفين.[22]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المحاكمة

أعلنت هيئة المحكمة العسكرية اللبنانية تأجيل جلسة محاكمة الأسير بعد أن طلب محامو الأسير التمهل في استجوابه للاطلاع على ملف التحقيق الأمني الذي خضع له بعد توقيفه في مطار بيروت الدولي خلال محاولته مغادرة البلاد، ومثل الأسير أمام المحكمة العسكرية للمرة الأولى، وادعت النيابة العامة العسكرية في وقت سابق على الأسير بجرم القيام بـ أعمال إرهابية والتخطيط لاغتيال شخصيات سياسية وقتل عسكريين، بالاستناد إلى مواد قانونية تنص على الإعدام، ويُتهم الأسير بالضلوع في مواجهات مع الجيش اللبناني في بلدة عبرا (جنوب) في يونيو 2013 وخلال مثوله في قاعة المحكمة اليوم لم يتفوه الأسير بأي كلمة خلال الجلسة القصيرة باستثناء الإجابة بكلمة نعم رداً على تحقق المحكمة من هويته، وبدا الأسير متجهماً خلال الجلسة وذقنه قصيرة وكان يرتدي عباءة ويحيط به عدد كبير من عناصر القوى الأمنية داخل قاعة المحكمة التي أحضر إليها من سجنه في وزارة الدفاع اللبنانية بعيداً عن مرأى وسائل الإعلام، وأثار محامو الدفاع خلال الجلسة مسألة تقدمهم في وقت سابق بطلب تعيين لجنة طبية للكشف على الأسير، وقرر القاضي إحالة الطلب إلى النيابة العامة لإبداء رأيها باعتبار أن الأسير ملاحق في قضايا أخرى.

طلب القضاء اللبناني يوم الجمعة الإعدام للشيخ أحمد الأسير، المناهض لحزب الله والنظام السوري، والمتواري عن الأنظار منذ المعارك بين أنصاره والجيش اللبناني في يونيوالماضي، ونقل عن مصدر قضائي قوله إن قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا أصدر اليوم قراره الاتهامي في ملف أحداث عبرا بجنوب لبنان، المتهم فيه أحمد الأسير و74 شخصاً آخرين وطلب القاضي في قراره إصدار عقوبة الإعدام لـ 54 شخصاً بينهم الأسير وفضل عبد الرحمن شمندر المعروف بـ فضل شاكر، المطرب السابق الذي اعتزل الفن وبات من أقرب معاوني الأسير. واتهم القرار هؤلاء بالإقدام على تأليف مجموعات عسكرية تعرضت لمؤسسة الدولة المتمثلة بالجيش، وقتل ضباط وأفراد منه، واقتناء مواد متفجرة وأسلحة خفيفة وثقيلة استعملت ضد الجيش وطلب القاضي عقوبة السجن المتفاوتة لعدد آخر، ومنع المحاكمة عن مدعى عليهم، وأخلى سبيل سبعة موقوفين.

حكم الإعدام

في يوم 28 سبتمبر 2017 أصدرت المحكمة العسكرية اللبنانية حكمًا بإعدام الأسير بعد إدانته بقضية المواجهة العسكرية مع الجيش اللبناني - أحداث عبرا - التي وقعت في العام 2013 كما أُسلف.[23] وقد عقدت جلسة المحاكمة برئاسة العميد الركن حسين عبد الله وحضور ممثل النيابة العامة العسكرية اللبنانية القاضي هاني الحجَّار والمستشار المدني القاضي محمد درباس. وقال الأسير أثناء مثوله أمام المحكمة العسكرية الدائمة: «أرفض الاعتراف بالمحكمة وما كل سيصدر عنها من أحكام مسيس والمحكمة سياسية ومرتهنة للهيمنة الإيرانية»، وقد اعتبر وكيل الدفاع عن الأسير محمد صبلوح أن الحكم غير قانوني وسياسي بامتياز، وقال أنه وموكله اعتكفا عن حضور الجلسات في المحكمة العسكرية بعد تقديم كافة الوثائق التي تثبت غدر حزب الله للجيش اللبناني. وأضاف قائلًا: «المحكمة العسكرية لا تريد أن تتجاوب معنا وكان قرار الاعتكاف عن الجلسات وعدم الاعتراف بالحكم بعدما رأينا أن وجودنا في المحكمة يأتي تحت قاعدة لزوم ما لا يلزم، ونحن اليوم ننتظر قرار الأمم المتحدة قريبًا ونأمل أن يدين القضاء اللبناني».

بِالإضافة إلى الحكم سالف الذكر على الأسير، أصدرت المحكمة حكمًا آخر بالإعدام على أمجد الأسير، شقيق أحمد الأسير، وحكمًا غيابيًا على المطرب فضل شاكر بالسجن لمدة 15 سنة مع الأشغال شاقة وتجريده من حقوقه المدنية.

جلسة الخميس 4 يناير 2018

أشارت جريدة المُستقبل اللُبنانيَّة في عددها الصادر يوم السبت 6 يناير 2018، أنَّ الأسير أدلى بتصريحاتٍ مُختلفة خِلال جلسة مُحاكمته في أحداث عبرا، يوم الخميس 4 يناير 2018، فخرج عن صمته الذي التزم به خلال جلسات مُحاكمته السابقة، فقال أنه لم يمول «مجموعة حبلص» المنسوبة إلى الشيخ خالد حبلص، الذي دعا العسكريين اللُبنانيين من أهل السنة والجماعة في الجيش إلى الانشقاق عنه واللحاق بالمجاهدين في سوريا، لأن الجيش وفق تعبيره «تحول جيشًا إيرانيًا يُريد استهداف أهل السنة في لُبنان وكسر شوكتهم» وقال الأسير أنه دفع مبلغ مائة ألف دولار لحبلص في سبيل مُساعدة المُحتاجين في منطقته الفقيرة بِشمال لُبنان، وأنَّ حبلص كان يعتبر الجيش خطًا أحمر ولم تكن في نيته مقاتلته وإنه لا يدري ما الذي حصل معه لاحقًا. أضاف الأسير أيضًا تفاصيل هروبه من صيدا إلى طرابلس فمنطقة التبانة وثم إلى قرية بحنين قبل أن يعود أدراجه إلى صيدا ومنها إلى مخيم عين الحلوة، وقال إنه كان يسعى للسفر من لبنان عبر البحر وطلب مساعدة حبلص على ذلك لكنّ الأخير دعاه إلى العدول عن هذه الفكرة لكنه أصرّ على السفر وبنهاية المطاف لم يتمكن حبلص من مساعدته على السفر إلى أن وقعت أحداث بحنين مع الجيش - التي أدت إلى مقتل ضابطين وجُنديين - ما اضطرّ الأسير إلى الفرار من المنطقة بعدما مكث فيها مع زوجاته وأولاده وشقيقه أمجد في منزل كان حبلص قد استأجره له.بعد ذلك توجَّه الأسير إلى منطقة شرحبيل في صيدا ومنها إلى منطقة الحسبة حيث دخل عبر البساتين إلى مخيم عين الحلوة وأقام في منطقة حي التعمير. وتحدث الأسير عن تعذيبٍ تعرض له أثناء توقيفه لدى الأمن العام، وقال: «اللواء عباس إبراهيم ضربني على رأسي وقال لي: "تا تتعلّم كيف تسب الأوادم"».وقال الأسير أيضًا أن تُهمة تزعمه وإعداده خلايا نائمة تهدف إلى اغتيال شخصيات منها بهية الحريري وأمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري والأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، هي تهمة غير صحيحة وأنه ضُرب لِيعترف بها رُغم أنَّ لا قُدرة لهُ على الإعداد لمثل هذا الأمر، وروى أنه عندما علم بهذا الأمر استدعى شاهين سليمان الذي بدأ بجمع الشباب انتقامًا لما حصل في عبرا والتقاه في قرية بحنين وطلب منه عدم القيام بأي عمليات انتقامية لأنّ الأمر سيؤدي إلى اشتعال صيدا، وشدد على أنه لم يكن على علم بالأسلحة التي ضُبطت حينها وأضاف: «لو كنت أعلم بذلك لإعترفت بالأمر فأنا محكوم بالإعدام في ملف عبرا ظلمًا». وفي نهاية الإفادة أكَّد الأسير على عدم اعترافه بالمحكمة لأن حزب الله وحلفاؤه يُهيمنون عليها. وطالب وكلاء الأسير باستدعاء مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم للشهادة، فردّت المحكمة الطلب وقررت استدعاء الشيخ حبلص لسماع إفادته.

مرئيات

الشيخ أحمد الأسير يوجه رسالة إلى آل سعود.

المصادر

مراجع

  1. ^ http://www.saidaonline.com/news.php?go=fullnews&newsid=47267
  2. ^ كتاب الأنساب
  3. ^ http://www.aljadeed.tv/MenuAr/news/DetailNews/AlNashrat.html?id=9757
  4. ^ جريدة الديار8- ك1-2011
  5. ^ الأعلام للزركلي،ج8،ص238.
  6. ^ جريدة النهار22تموز2012
  7. ^ Yoginder Sikand, The Origins and Development of the Tablighi Jama‘at, Hyderabad: Orient Longman, (2002, 79)
  8. ^ Muhammad Khalid Mas‘ud, Travellers in Faith. Leiden: Brill, (2000, 79)
  9. ^ http://www.bilalbinrabah.org
  10. ^ http://www.facebook.com/alaseer.lovers
  11. ^ تلفزيون الجديد، برنامج الحدث، الأحد 24حزيران2012 (لست سلفيا والسلفيون إخواني....)
  12. ^ جريدة الديار 8كانون الأول 2012
  13. ^ مجلة الشراع 12آذار 2012
  14. ^ ليبانون فايلز 1-2-2012،برنامج الحدث12-12-2011،كلام الناس15-3-2012
  15. ^ صدى البلد 5آذار2012
  16. ^ صدى البلد 2نيسان2012
  17. ^ اللواء العدد134135 -آذىر 2012،السفير العدد12126_5آذار2012،الجمهوريةالعدد302،النهار العدد24667،الديار العدد8286
  18. ^ قناة الجديد، برنامج الحدث (24حزيران 2012 مقطع: لست تابعا لأحد)
  19. ^ عائلة أحمد الأسير تشكو إهماله وتعذيبه بقلم علي سعد. Archived 2017-07-03 at the Wayback Machine
  20. ^ أ ب ت ث هل يموت أحمد الأسير داخل سجنهبقلم رضوان مرتضى. Archived 2016-04-21 at the Wayback Machine
  21. ^ هيئة علماء المسلمين في لبنان تطالب بنقل “أحمد الأسير” من سجن الريحانية إلى رومية لأنه يتعرض لإعدام بطيء Archived 2016-03-31 at the Wayback Machine[وصلة مكسورة]
  22. ^ أ ب رفض نقل أحمد الأسير إلى رومية بقلم آمال خليل. Archived 2016-02-25 at the Wayback Machine
  23. ^ "حكم بإعدام رجل الدين اللبناني أحمد الأسير وبسجن المغني فضل شاكر". {{cite web}}: Missing or empty |url= (help)