صهلالا

هي ببلدة أثرية تقع على تل صهلان، ويقع الى شمال مدينة الرقة /80/ كم وبالقرب من وادي البليخ وتل أبيض وقد كان من المكتشفات للبعثة الهولندية (متحف الآثار الوطني الهولندي) منذ عام 1982 برئاسة العالم موريس فالون. في تل الصبي الأبيض وتل صهلان أو مدينة صهلالا الآرامية في محافظة الرقة كنز ذهبي عثر عليه في أحد القبور بالقرب من المبنى الإداري والكنز يتألف من 14 قطعة ذهبية بينها خاتمان وأقراط وهياكل ذهبية مطعمة بالحجارة الكريمة بالإضافة إلى تقدمات وأدوات برونزية وحديدية ولآلئ وخزف. وإن أهم الاكتشافات حتى الآن هي أرشيف تأميني في المكتب الإداري في القصر والأرشيف يضم المئات من اللوحات المسمارية ذات المواضيع المختلفة من إدارية واقتصادية وسياسية وقد حملت اللوحات ختم أحد أهم المسؤولين في الصبي الأبيض( تاميتي) أي المدير المسؤول.

تل صهلان

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

دلت التنقيبات على سلسلة من المستعمرات ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ محفوظة جيدا وعلى مساحة خمسة هكتارات وتظهر في هذه العصور فترات هجر للموقع لعدة قرون وقد تصل أحيانا إلى آلاف السنين وفي أقدم الطبقات المسكونة عثر على بقايا بيوت مستديرة ومجموعة من التنانير وبعض الفخاريات الخشنة والأدوات الصوانية مثل النصال لقد كانت بلدة صهلالا والصبي الأبيض قرية لمزارعي ومربي ماشية ويؤكد ذلك بذور الحبوب والخضر وعظام الحيوانات مثل الغنم والماعز والخنازير, وكافة البيوت المستطيلة كانت محاطة بأبنية دائرية وقد عثر في أرضياتها على مصنوعات يدوية بعضها فخارية وأخرى حجرية ومغازل ودمى ومئات من الأختام الصلصالية.‏ وبداية الاستيطان تعود لدور حلف ولقد تعرض الموقع الأثري للهجر لأسباب طبيعية وتغيرات في المناخ وبلغت فترة الهجر أحيانا آلاف السنين أو عدة قرون وقد تعرضت القرية بالفعل إلى حريق هائل دمرها تدميرا شديدا و يتمثل دور حلف القديم في الموقع بأبنية مستطيلة تحتوي على عشرين غرفة صغيرة وقد أحيط البناء بسلسلة من أبنية دائرية ومستطيلة واستخدمت الأبنية الدائرية فيها كمخازن للقمح غالبا وقد سكن الموقع في هذا الدور صيادون مهرة ومزارعون زرعوا العدس والكتان وربوا الخراف والخنازير والماعز واستخدموا الصوان والأبسيديان لصنع الأدوات ومنها نصال السهام والمقاشط والمناجل والمطاحن كما صنعوا الكثير من التماثيل للإنسان والحيوان من الصلصال غير المشوي.‏ وبعد فترة الفخار المبكر وفي فترة العصر الآشوري الوسيط وقد عثروا على بعض الفخار الملون وعليه رسومات بأشكال هندسية وسكين برونزية بحالة جيدة بطول 30 سم وهي مزخرفة إضافة إلى عثورهم على أختام حجرية ما قبل المرحلة الآشورية‏ وهي الفترة الهامة التي أعطتنا معظم المكتشفات وأهمها فبعد هجر المكان يعود إليه الاستيطان في أواخر عصر البرونز الحديث مع توسعات الدولة الآشورية الوسطى عندما نجح ملك آشور شلما نصر الأول بإلحاق الهزيمة بالدولة الميتانية عام 1273 ق.م,فأصبح الصبي الأبيض حصنا حدوديا على التخوم الغربية للإمبراطورية الآشورية.


وصف المواقع المكتشفة

عثر في صهلالا والمباني التي تم اكتشافها في هذه الفترة هي مبان هامة وشاملة وتشتمل على السور الذي يكاد يكون مربعا ويبلغ طول ضلعه 60 م تقريبا وسماكته تتراوح بين متر إلى مترين وهناك القصر الخاص بالحاكم المكلف بإدارة الشؤون الحكومية وفي الجهة الشمالية الشرقية منه مكتب إداري مساحته بين 20 إلى 30 م وفيه عثر على اللوحات المسمارية وهذا هو المكتب الذي يمارس فيه الموظفون أعمالهم ومنهم المسؤول عنهم جميعا.‏ وقد تم الكشف عن جدران غرف وتنانير وقبور وجد في أحدها صحن حجري لونه أبيض ومحزز.‏ واللوحات المسمارية وهي أهم المكتشفات حتى الآن تضم قضايا إدارية وقانونية واقتصادية وسياسية ومن هذه الأخيرة ما يحصل على الحدود الغربية للإمبراطورية الآشورية وقبل عصر الحديد والانسياح والاستيطان الارامي ولكن من أبرز ما يلفت الانتباه تلك الرسالة الموجهة- من خلال اللوحات المسمارية منها رسائل إلى مدينة صهلالا تطلب منها إرسال صانعي العطور فيها لأن العطور نفدت من بلدة الصبي الأبيض...! ومنها أيضا إيداع ممارسي السحر والشعوذة في السجن فمنذ ذلك الحين "نبحث عن العطور ولا نصبر على نفاذها وعندما لا تكون موجودة لا يكلف أحد نفسه عناء الالتفات إلى حسناء." كما تقول الرسالة وهناك رسائل حول العقوبات التي يفترض ايقاعها على المشعوذين والسحرة ومنذ ذلك الحين أيضا نحارب السحرة المشعوذين والدجالين .


المواقع التاريخية المحيطة

وشرق صهلالا تقع مدينة زلبا التاريخية الامورية ثم الارامية. وأن كلمة زلب وهي تنعت بها الام بمنطقة الفرات إبنتها المشاكسة العنيدة القوية بشخصيتها، لأن هذه المملكة كانت مشهورة بقوتها وبمشاكستها للممالك والمدن المجاورة، وخاصة مع مدينة "توتول" بسبب قطعها لماء مجرى نهر البليخ ، التي كانت تستفيد منه " توتول " في إرواء الأرضي الزراعية الواقعة على ضفتي النهر، خاصة وأن "زلبا" تتحكم بمياه نهر البليخ عن طريق إقامة السدود ، التي كانت تقيمها إبتداءأ من قرية "صكيرو" المحرفة عن كلمة" سكيرو" التي تعني بالأرامية سد وسكر مجرى ماء النهر لإرواء الأراضي الزراعية، حتى قرية "الدوغانية" الواقعة شمال "تل حمام"وكانت المشاكل ، التي تسببها "زلبا" مع جيرانها تصل إلى حد النزاع المسلح، حكمت منطقة البليخ الأوسط، في عام (1600 ق.م.) ، ولعبت زلبا دورا رياديا ومهمأ في فترة الألف الثاني قبل الميلاد وأثار هذه المملكة مغيبة في ثنايا "تل حمام التركمان"، وفي التصنيف العلمي الخاص بالبعثة الأثرية المنقبة في النل، سمي فقط ب"تل حمام" وتل حمام، هو تل أثري كبير يقع في جوار قرية "حمام التركمان"، ويقع على الضفة الشرقية لأحد روافد نهر البليخ، على بعد حوالي(70كم) إلى الشمال من مدينة الرقة ، وعلى بعد (5كم) شرقأ يجاوره تل أثري مهم جدأ هو تل"صبي الأبيض وغربا تل صهلان صهلالا التاريخية. "وتقع مملكة "زلبا" على الطريق التجاري القديم، الذي يربظ نينوى بالبحر الأبيض المتوسط ويسمى بطريق الشعير ،" الذي يمر بتل "حمو كار" ثم ب"تل بري" و" تل خويرة"، ويستمر غربأ حتى "صهلالا" تل صهلان على البليخ، ثم ينعطف جنوبأ إلى "زلبا" ومن زلبا إلى باجروان فالرقة، ومن الرقة ينعطف هذا الطريق غربأ حتى"سورا" القديمة ، ومن سورا يتفرع هذا الطريق إلى فرعين، الأول يتجه جنوبأ "طريق ديوقليسيان"، الذي يمر بالرصافة والكوم والطيبه" او حرض القديمة" ثم السخنة وفدك وأرك فتدمر، التي يتفرع منها إلى ثلاثة فروع ،

  • الأول يتجه شرقأ إلى "أروك" العراق،
  • والثاني يتجه جنوب غرب إلى دمشق، ومنها إلى البتراء فمدائن صالح ، ومنها الى الحجاز واليمن السعيد،
  • أما الفرع الثالث من تدمر فيتجه غربأ ، بإتجاه "إيميسا" حمص ومن حمص إلى "أوغاريت" الواقعة على شواطئ المتوسط.

أما الفرع الثاني الذي يتفرع من سورا القديمة، فإنه يتجه غربأ بإتجاه "إيمار" (مسكنة) ، ومنها إلى يمحاض (حلب)، ومن يمحاض إلى كركميش (جرابلس). وعند المنحدر الشمالي لتل حمام تقع قرية "الدامشلية"، نسبة إلى موقع أثري آخر يقع بجانب القرية من جهة الغرب، ويعود بتاريخه إلى مرحلة الألف السادس ق.م، أمأ من جهتي الشرق والجنوب فتحده الحقول الزراعية الواسعة.

وتل حمام تل أثري كبير، أبعاده 550م طول بعرض 450م وارتفاعه عن الأراضي المجاورة(45 م) وتعود بواكير نشأته الأولى إلى تاريخ موغل في القدم (5000 ق.م)، أي إلى مرحلة الألف الخامس قبل الميلاد وإلى سويات عصر البرونز القديمة والوسيط ، (2000/3000ق.م) ويستمر تاريخ التلول هذه في حراكها الحضاري إلى العصرين الاشوري والارامي والهلنستي والروماني ومتحف الرقة الذي نهبته ودمرته داعش وكان يغص بالمكتشفات الأثرية من تل حمام وهي تمثل رقم مسمارية ، هي عبارة عن نصوص أدبية، وعقود، ونصوص قانونية إلى جانب مجموعة من الحلي الذهبية وأنواع متنوعة من الخرز والأواني الفخارية الصغيرة والكبيرة جدأ بإرتغاع أكثر من متر ، وغيرها من لقى أثرية أخرى تروي قصة مدن ومدينة ومملكة كانت ذات يوم تعتلي عرش تاريخ مجيد والتنقيبات الأثرية لم تنته بعد فالمساحة التي نقبت لا تشكل ربع مساحتها والأمل معقود على ظهور كنوز ومعطيات عظيمة في حال استمرت التنقيبات الأثرية. كما أن دراسة النصوص المسمارية قد توقفت.

النهب والتدمير

بعد سيطرة تنظيم داعش على مدينة الرقة في عام 2013 قام التنظيم بنهب أغلب الرُقم، ولم يتضح تماما إن كان دمرها أم باعها، إلا أنه لم يعد لها أثر. وفي 2020 قامت القوات التركية بردم ما تبقى من المعلم والمدينة، وأنشأت قاعدة عسكرية مكانها.[1] [2]

المصادر