إنعاش قلبي رئوي
الإنعاش القلبي الرئوي Cardiopulmonary resuscitation | |
---|---|
تدخل | |
ICD-9: | 99.60 |
MeSH | D016887 |
OPS-301 code: | 8-771 |
MedlinePlus | 000010 |
الإنعاش القلبي الرئوي Cardiopulmonary resuscitation (CPR)، هي عملية إسعاف طارئة يقوم بها الشخص المسعف ويتم تنفيذها يدوياً في محاولة للحفاظ على وظائف الدماغ سليمة حتى يتم اتخاذ مزيد من التدابير لاستعادة عفوية الدورة الدموية والتنفس لإنقاذ حياة شخص مصاب بسكتة قلبية، يعتبر المريض الذي تجرى له عملية الإنعاش القلبي في حالة الموت السريري، وإذا لم يتم على الفور البدء بعملية الإنعاش فإن خلايا الدماغ تبدأ بالتلف غير الرجعي، الموت، خلال دقائق 10 دقائق.
والإنعاش بمعناه الواسع هو مجموعة الطرائق والتقنيات القادرة على إعادة المريض المخطر أو الجريح المخطر إلى الحياة، وبمعناه الحديث فن تطبيق المعلومات الطبية في دعم تركيب الوسط الداخلي صنعياً.[2]
وتستخدم في سبيل الإنعاش كل وسائل التنفس الصناعي، وتسريب الماء والشوارد والبروتين إلى الدم، وتنقيةُ فضلات الاستقلاب، والأدويةُ الواقية والمنبهة.
ولما كان الإنعاش يتطلب درجة من الاختصاص فقد أحدثت شعب مختلفة لكل اختصاص كالإنعاش القلبي والكلوي والجراحي والطبي. ولكن مراكز الإنعاش العام الكبيرة تستقبل المرضى المصابين بآفات شديدة التنوع من التسمم بأكسيد الفحم حتى الحروق والصدمات الجراحية والقصور الكلوي وغير ذلك.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الاستخدامات الطبية
استند نشوء الإنعاش القلبي الرئوي وتطوره إلى الأفكار والمعارف القديمة التي أعيد كشفها وسبر أغوارها في الخمسينات من القرن العشرين وقد كانت مسارح العمليات الحربية إبّان الحرب العالمية الثانية وحربي كورية وفييتنام ميادين لإجراء الاختبارات وتطبيق الخبرات المكتسبة، فقد أعيد كشف التهوية الصنعية بالضغط المتناوب intermittent positive pressure ventilation الذي يرمز له بأحرف IPPV الذي بدأه فزاليوس Vesalius عام 1543، كما أعيد تقويم التنفس من الفم إلى الفم الذي تكلم عليه توساش Tossach عام 1771، وتأكد لدى إيلام Elam عام 1954 أن هواء الزفير صالح للتنفس، وأقام سافار Safar عام 1958 الدليل على أن التهوية بهواء الزفير (ودون أدوات) أفضل من طريقة الضغط على الصدر ورفع الساعدين، وأعيد كشف الضغط القلبي الخارجي وتطويره من قبل كوينهيفن Keuwenheven عام 1960، وكشف بيك Beek عام 1947 نزع الرجفان fibrillation القلبي الداخلي، كما كشف زل Zell عام 1956 نزع الرجفان الخارجي، وثبتت فائدة تعليم الجمهور الإنعاش على دمى شبيهة بالإنسان من تصميم ليردال Laerdal عام 1960.
طرق الإنعاش القلبي الرئوي
يتم الإنعاش في ثلاث مراحل:
- ففي المرحلة الأولى يجب توفير التهوية الرئوية المجدية والاستمرار فيها حتى يتمكن المصاب من القيام بها بنفسه، وذلك بفتح طريق الهواء بإمالة الرأس نحو الخلف، ورفع الرقبة ودفع الذقن إلى الأمام، وتنظيف الفم والبلعوم بالإصبع، ومص المفرزات من البلعوم، وتنبيب البلعوم وتنبيب الرغامى، ومص المفرزات الرغامية القصبية وخزع الرغامى إن لزم الأمر ويلي ذلك توفير الدوران الصنعي بالضغط على القلب والسيطرة على النزف ورفع الطرفين السفليين لمعالجة الصدمة، ويجب الاستمرار في هذا العمل الإسعافي مدة لا تقل عن ساعة (حين وجود القناعة بأن الحالة قابلة للإنقاذ).
- في المرحلة الثانية يتم الدعم المتقدم للحياة، واستعادة الدوران التلقائي، واستقرار الجهاز القلبي الرئوي ونقل الأكسجين الشرياني نقلاً قريباً من الطبيعي إلى كل الأجهزة والنسج المحيطة وذلك بإعطاء الأدوية والمصول عن طريق الوريد، وتخطيط القلب ومعالجة الرجفان بالصدمة الكهربائية.
- أما المرحلة الثالثة فتهدف إلى تطبيق العناية المشددة التالية للإنعاش، وتحديد سبب توقف القلب ومعالجته، ودراسة إمكانات إنقاذ المريض، وبذل الجهد لمعالجة الاضطراب الفكري، بتطبيق طرائق جديدة في إنعاش المخ إضافة إلى إطالة أمد العناية إلى أن يستعيد المريض وعيه، أو يتفق رأي الأطباء على كتابة شهادة بموت الدماغ، وتتكوَّن لديهم القناعة بأن الإصابات المرافقة بليغة لدرجة تجعل أي جهود إنعاشية إضافية مضيعة للوقت.
الإنعاش الابتدائي أو الأساسي
يلقب الإنعاش بالابتدائي لأنه يُبدأ به إنعاش المريض إلى حد وصول المساعدة المتقدمة والمتمثلة بالفريق الطبي أو فريق الإسعاف. كما أنه إنعاش ابتدائي لأنه واجب على الجميع أي المبتدئين أيضاً، وليس حصراً على المحترفين، ويلقب أيضاً بالأساسي، لأنه يعتبر الأساس لكل عمليات الإنعاش المتقدمة اللاحقة.
هدف الإنعاش الأساسي هو الحفاظ على أكبر قدر من خلايا الدماغ في حالة الموت السريري وتوقف عضلة القلب عن الحركة (سكتة قلبية)، وذلك إلى حين وصول فريق الإسعاف الذي حينها يضطلع بالإسعاف المتقدم.
خطوات الإنعاش الابتدائي
- تأكد أنك والمريض بمكان آمن خال من الأخطار.
- اختبر ردود فعل المريض، تأكد من حالة المريض هل يجيب على النداء، على الهز، أم هل هو مغمى عليه؟
- إذا كان المريض لا يستجيب:
- اطلب المساعدة (اتصل بالإسعاف، اصرخ في طلب النجدة أو المساعدة)
- اقلب المريض على ظهره، افتح المجاري التنفسية عن طريق مد العنق (إضغط على الجبين وارفع الفك للأعلى)إلا إذا كان مشكوكا في إصابة المريض بكسر في الرقبة فينبغي رفع الفك للأعلى فقط دون الضغط على الجبين.
- تأكد إذا كان المريض يتنفس بشكل طبيعي (لا تنخدع إذا رأيت نفساً متقطعاً، فإن المصابين بالسكتة القلبية عادة ما يتنفسون في البداية بشكل غير منتظم، هذا التنفس المتقطع لا يعتبر تنفساً طبيعياً ولا يغير من كون المريض مصاباً بالسكتة القلبية وبحاجة لإنعاش فوري!)
- إذا كان المريض يتنفس بانتظام، إقلبه إلى جانبه ليصل وضعية التثبيت الجانبية حتى إذا ما تقيأ المريض لا تتغلق المجاري التنفسية بالقيء (يتشردق)
- إذا كان المريض لا يتنفس بانتظام التنفس الطبيعي:
أحضر مساعدة فورية أو أرسل شخصاً ليحضر مساعدة فورية، إذا اضطر الأمر وكنت وحيداً لا بد من إبلاغ الإسعاف بالأمر لتحضر المساعدة الطبية الفورية ولو اضطر الأمر لترك المريض لوهلة حتى تتصل بالإسعاف الفوري فور أن يتم طلب المساعدة الفورية ابدأ فوراً بعملية الإنعاش القلبية[3].
التعرف على التنفس الطبيعي
- انظر إلى حركة الصدر (لابد أن يرتفع الصدر وينخفض بانتظام أثناء التنفس الطبيعي وإلا لايكون طبيعياً)
- قرب أذنك من أنف وفم المريض وحاول سماع نفس المريض.
- أثناء محاولة سماع نفس المريض حاول الإحساس بالنفس وهو يلامس وجنتك.
- لا تُضيع أكثر من 10 ثوان في فحص تنفس المريض التلقائي.
التدليك القلبي
الضغط المتوالي على الثلث الأسفل من عظمة الصدر بتواتر 100 مرة في الدقيقة [5] (حوالي أكثر من مرة في الثانية) وذلك بعمق حوالي 4-5 سنتمتر بشكل منتظم وعلى منتصف الصدر(ليس على جانب العظمة لا الأيسر ولا الأيمن، الضغط لابد أن يكون على مركز العظمة الصدرية وفي الثلث الأسفل، مع الابتعاد مسافة إصبعين عن الحد الأسفل للعظمة) وذلك كما هو موضح في الصورة.
لاحظ أن الوضعية السليمة هي في كون ذراع المسعف مستقيمة وممدودة وفي وضع عمودي تماما على صدر المصاب، والضغط يتم عن طريق تحريك الجذع وبالتالي الاستفادة من وزن المسعف في الضغط على المريض، وتوفير الطاقة حتى لا يصاب المسعف بالإجهاد الفوري بعد دقائق قليلة!
نفخ التنفس الصناعي من خلال الفم أو الأنف
إن الضغط على عضلة القلب يحرك الدم، والدم يحوي الأكسجين الضروري لإبقاء خلايا الدماغ على قيد الحياة، إلا أن ما يحويه الدم لا يكاد يكفي لبضع دقائق، لذا لابد من تحريك الهواء في الرئتين، حتى تتم عملية تبادل الأكسجين بثاني أكسيد الكربون، النفس الصناعي يتم بعد 30 تدليكة قلبية، على أن تتم العودة مباشرة إلى التدليك القلبي بعد نفختيين! ويتم ذلك بالطريقة التالية:
- مد الرقبة بالضغط على الجبين وفتح الفك وذلك لفتح المجاري التنفسية وتلقائيا يتم إبعاد اللسان الذي يهمد في حالة الموت السريري هذه ويرتد للخلف مغلقاً المجاري التنفسية. وذلك موضع في الرسم التوضيحي التالي ( ينبغي الاكتفاء بمد الفك فقط دون الضغط على الجبين في حالة الاشتباه في إصابة المريض بكسر في الرقبة:
المجاري التنفسية وهي مغلقة بفعل اللسان الهامد في حالة الإغماء، والمرتد للخلف | بعد مد العنق ترى أن اللسان أُبعد عن المجاري التنفسية، وبالتالي هناك فراغ يمكن للهواء أن يدخل من خلاله |
- يد تمسك الفك وترفع الفك حتى يبقى وضع العنق على امتداده واليد الأخرى تغلق فتحتي الأنف، حتى لا يتسرب الهواء المنفوخ من الأنف للخارج ولا يصل الرئتين. وتسمى هذه الطريقة بالنفخ عن طريق الفم. ويمكن اختيار النفخ عن طريق الأنف وذلك بإغلاق الفم وثم ضم الشفتين حول الأنف، مع تركه مفتوحاً ثم النفخ عن طريق الأنف، وذلك في الحالات التي يتعذر فيها النفخ عن طريق الفم (لوجود عائق ما كاللعاب أو الدم، أو القيء)
ويكفي هنا نفس أو نفسين فاعلين لتجديد الهواء في الرئتين ثم لابد للعودة فوراً إلى الضغط على القلب بتواتر 100 في الدقيقة.
تواتر التدليك والنفس 30:2
يستمر التبادل بين التدليك القلبي ونفخ النفس بتبادل 30 ضغطة ـ ثم نفختين ـ ثم 30 ضغطة... الخ. إلى حين وصول الطاقم الطبي المدرب، والذي يقوم بعملية الإنعاش المتقدمة، وهذا مايشار إليه ب (30:2).[6]
عملية الإنعاش الابتدائي هذه هي فقط لتغطية المرحلة الحرجة وإنقاذ خلايا الدماغ في حالة السكتة القلبية من الموت، ولكنها ليست عملية إحياء، بمعنى أنه لو تمت بشكل صحيح فإنه يمكن أن يبقى المريض لمدة قد تصل إلى الساعة إلى حين وصول الطاقم الطبي، وتنتهي العملية إما بالإجهاد التام لكافة المسعفين، أو بوصول الطاقم الطبي المتدرب. وبالتالي فإن هذه العملية لا تجدي نفعاً بالإطلاق إذا لم تُسبق أو إذا لم يرافقها نداء النجدة إما عن طريق الهاتف، أو عن طريق إرسال أحدهم ليحضر النجدة الطبية، ولو تأخرت بسبب ذلك عملية الإنعاش قليلاً، فعملية إنعاش دون طلب النجدة الطبية أو الإسعاف مآلها إنهاك المسعف، الذي لن يستطيع أن يُنعش إلى مالا نهاية!
الإنعاش القلبي الرئوي المتقدم
وهو الإنعاش الذي يقوم به الفريق الطبي المدرب والمجهز وبخاصة بجهاز مزيل الرجفان وأقنعة للتنفس الصناعي، ضمن قائمة من الأدوية والمعدات الطبية الخاصة.
الهدف من عملية الإنعاش المتقدم هو إعادة الدورة الدموية إلى الوضع الطبيعي، وإخراج القلب من السكتة القلبية. ولا يتم بذلك إلا باستخدام مزيل الرجفان الذي يعطي صعقة كهربائية توقف الرجفان البطيني، واعتماداً على التخطيط القلبي قد يكون القلب تجاوز حالة الرجفان ليصل إلى حالة السكوت القلبي، حينها تتم عملية الإنعاش دون استخدام الصعقة الكهربائية وذلك متروك لتحليل الطاقم الطبي المدرب.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خطوات الإنعاش المتقدم
يتم الإنعاش بعد وصول الفريق الطبي للإنعاش بناءاً على توصيات اللجان الطبية المختصة، وبناءاً على التدريب الذي حصل عليه الفريق الطبي.
- يبدأ الإنعاش بتبادل التدليك والنفس بتواتر 30:2 لمدة دقيقتين، إذا لم يكن هذا قد حصل من قبل المسعف الأولي.
- بناءاً على التخطيط القلبي يتم تقسيم السكتة القلبية إلى قابلة للصعق الكهربائي، وغير قابلة للصعقة الكهربائية.
- إذا ما استقر الرأي على أن السكتة القلبية قابلة للصعق يتم الآن تطبيق الصعقة مباشرة وذلك لأن فرص نجاح الصعقة في العضلة أكبر إذا توافر الأكسجين في العضلة القلبية. مع العلم أن التأخير يضر أيضاً إذ أن فرص النجاح تقل بنسبة 5-10% مع كل دقيقة تمر[7][8]!
- بعد تطبيق الصعقة الكهربائية يتم تدليك القلب مجدداً، وذلك دون تقييم التخطيط القلبي.
- بعد أن يتم تدليك القلب لمدة دقيقتين يتم الآن تقييم التخطيط القلبي من جديد.
أسباب رجعية
أثناء الإنعاش لابد من أخذ الأسباب المؤدية للسكتة القلبية بعين الاعتبار ومحاولة علاجها ما أمكن.
لائحة الأسباب المحتملة تلخص بقسمين[9] كما هو في الجدول:
H-Group
اضطرابات |
T-Group
حوادث |
---|---|
نقص السوائل | التسمم |
نقص الأكسجين | استرواح صدري |
اضطراب البوتاسيوم | انصباب تاموري |
فرط الحموضة | إصابات وجروح |
البرودة | جلطة قلبية |
انزلاق السكري | احتشاء رئوي |
إزالة الرجفان المبكرة
هناك اتجاه عام متزايد للتأكيد على أهمية استخدام مزيل الرجفان بأقرب وقت ممكن، وذلك اعتماداً على أن التأخير في هذا الاستخدام له عواقب سلبية، ويمكن أن يتسبب التأخير في إزالة الرجفان بتردي نسبة نجاح الإنعاش من نسبة 40% إلى 22% في داخل المشافي[10]، كما أن هناك دراسات تشير إلى أن استخدام مزيل الرجفان الآلي أثناء الإسعاف الأولي ومن قبل العامة (من غير أفراد الطواقم الطبية) قبل وصول الطواقم الطبية يزيد من فرص نجاة المريض إذا ماقورن بالإنعاش الابتدائي لوحده[7]. بناءاً على هذه الدراسات صارت التوصيات العامة تشير إلى أهمية إضافة استخدام مزيلات الرجفان الآلية إلى تدريبات الإسعاف الأولي، ومحاولة نشر هذه الأجهزة في الأماكن العامة كالمكتبات العامة والمطارات والأسواق[11]. هذه الأجهزة مصممة بطريقة تسهّل استخدامها من قبل العامة، وتعطي تعليمات صوتية وواضحة للمستخدم، كما تكون هناك رسوم توضيحية تجعل استخدامها آمنا، ولا تفترض المعرفة المسبقة بطرق الاستخدام.
الفعالية
Type of Arrest | ROSC | Survival | المصدر |
---|---|---|---|
Witnessed In-Hospital Cardiac Arrest | 52% | 19% | [12] |
Unwitnessed In-Hospital Cardiac Arrest | 33% | 8% | [12] |
Out-of-Hospital Cardiac Arrest Overall | 59% | 10% | [13] |
Unwitnessed Out-of-Hospital Cardiac Arrest | 21% | 4% | [13] |
Witnessed Out-of-Hospital Cardiac Arrest | 41% | 15% | [13] |
Witnessed and "Shockable" with Bystander CPR | 53% | 37% | [13] |
Bystander Compression-only Resuscitation | - | 13% | [14] |
Bystander Conventional CPR | - | 8% | [14] |
الفسيولوجيا المرضية
تتوقف الحياة العضوية على دوران الدم في النسج. ويترافق توقف القلب أو قصوره الوظيفي مع حالة قابلة للانعكاس تتوسط بين الحياة والموت تسمى الموت السريري أو الظاهر، وتتطلب تدخلاً فورياً يعيد الوظيفة القلبية الدورانية أو يكون بديلاً عنها ريثما تستعيد عفويتها، وتبعاً لسرعة هذه المعالجة وكفايتها يمكن تحاشي إلحاق الأذى بأجهزة أخرى ولاسيما المخ. والسبب الرئيسي لتأذي أي جهاز هو عوز الأكسجين، أي اضطراب التنفس الخلوي في النسج، لذلك يجب توجيه الإنعاش نحو تصحيح الاستقلاب على مستوى الخلايا والأجهزة في الوقت نفسه بدءاً بالجهاز القلبي الرئوي لأنه هو الذي يمد الخلايا بالأكسجين وبالمواد اللازمة لتوليد الطاقة، ويضمن طرح النفايات الاستقلابية الحامضة. لذا كان لاستمرار عمل هذا الجهاز واستعادته لوظيفته بسرعة عند حدوث أي خلل الشأن الكبير. أحدث تطبيق الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) إبّان العقدين الماضيين تبدلاً جذرياً في تدبيره وفي إنذاره prognosis ، فقد تبين أن ضغط القلب الخارجي ضغطاً جيداً يوفر بين 20-40% من المردود القلبي الطبيعي (ما يقرب من 1ـ1.5 ليتر/دقيقة) حين يكون متوسط الضغط الشرياني بين 30-40ملم/زئبق. وإن جريان الدم يتطلب ضغطاً محيطياً شريانياً وريدياً متدرجاً gradient ويعتقد أن تناقص الضغط الدموي المتزايد في أثناء ضغط القلب الخارجي ينتج من الاختلاف في نسبة وهط الأوعية ويعكس انخفاض الضغط الصدري عندما ينتقل إلى الشرايين والأوردة خارج الصدر.
فأول ما أدخلت طريقة «تمسيد القلب» ساد الاعتقاد بأن فائدتها ناجمة عن ترتيب البنى التشريحية للمنصف وانتشرت الفكرة التي تقول إن انخفاض عظم القص يؤدي إلى ضغط أجواف القلب بين عناصر المنصّف الخلفية والعمود الفقري مما يدعو إلى تدفق الدم وجريانه، ولكن اتضح مؤخراً على نحو مقنع أن جريان الدم الشرياني واستمرار تقدمه يتم بسبب رفع الضغط الدموي العام داخل الصدر، وقد يسهم ضغط القلب في ذلك أحياناً، كما أكد عدد من المشاهدات أن ارتفاع الضغط الدموي المرحلي داخل الصدر هو القوة المحركة في الإنعاش القلبي الرئوي، وثبت عجز القلب عن العمل كمضخة وحيدة الاتجاه لأن جميع دساماته تكون بحالة قصور شديد.
وقد أظهر تصوير الأوعية أن البطين الأيسر يحافظ على حجمه الصغير الثابت نسبياً طوال دورة الضغط الدموي الخارجي، وأوضحت مناظرة دينميات الدم في أثناء الإنعاش تساوي الضغط في الوريد الأجوف العلوي والبطين الأيمن والشريان الرئوي والبطين الأيسر والأبهر. والمفهوم السائد في الوقت الحاضر يؤكد أن القلب ممر منفعل يجري فيه الدم الشرياني بسبب ارتفاع الضغط العام داخل الصدر في أثناء دورة الضغط. ومع أن مفهوم المضخة الصدرية تفسير فيزيولوجي صحيح لآلية المردود القلبي في أثناء الضغط الصدري المغلق فإنه ليس بالتفسير النهائي في الوقت الحاضر.
أما الإنعاش الرئوي فيبدأ بفتح الطريق الهوائي وتوفير التهوية بهواء الزفير، ففي الحالة الطبيعية يحتوي الهواء المستنشق على20.94 حجماً % من الأكسجين و0.04 حجماً % من ثاني أوكسيد الكربون، أما هواء الزفير فيحتوي تقريباً على 15.5 حجماً% من الأكسجين و4% حجوم من ثاني أوكسيد الكربون. وقد يتوصل المريض إذا ما أجرى فرطاً في تهويته الذاتية إلى رفع محتوى هواء زفيره من الأكسجين إلى 18 حجماً مع تنزيل نسبة ثاني أوكسيد الكربون إلى حجمين % مما يغني تركيز الأكسجين الذي سيستنشقه المريض fraction of inhalated oxygen الذي يرمز له بأحرف (FIO2)، إضافة إلى أن الهواء سيصل إلى المريض بقوة تعادل 70سم من عمود الزئبق وبحجم تبادلي يراوح بين 1000- 1250مل، وقد وجد أن التهوية الصنعية بالضغط الإيجابي إذا ما أجريت على نحو سوي ودون أدوات تنفسية تمكن من الوصول بضغط الأكسجين الشرياني القسمي arterial O2 tension (PAO2) إلى أكثر من 75ملم من عمود الزئبق (إشباع الهموغلوبين من الأكسجين بنسبة 90%)، وضغط ثاني أكسيد الكربون الشرياني القسمي arterial CO2 tension (PACO2) بين 30- 40 مم من الزئبق، وقد أثبتت دراسات كثيرة على الإنسان والحيوان أن هذه المعالم الرئوية كافية لتأمين التهوية وأكسجة النسج.
المضاعفات
الأجهزة المساعدة
الانتشار
المجتمع والثقافة
التاريخ
حاول ڤزاليوس في القرن السادس عشر إجراء الإنعاش القلبي بنفخ الهواء في الرغامى بوساطة أنبوبة من القصب. ولم يظهر أي اهتمام بموضوع الإنعاش حتى القرن الثامن عشر، حين أقبل الأوربيون على التبرع لأعمال الخير فأثمر ذلك بناء كثير من المشافي وتأسيس جمعيات ذات أهداف إنسانية.
ففي عام 1767 تأسست في أمستردام جمعية إنقاذ الغرقى ثم قامت في باريس بعد أربع سنوات جمعية خيرية ذات غايات إنسانية. ولم تمضِ ثلاث سنوات حتى ظهرت الجمعية الإنسانية الملكية في إنكلترة. وقد عممت على الناس تعليمات عن طرائق إنعاش الغرقى بهزهزة أطرافهم وتدفئتها ووضع المصاب بين شخصين أو بدسه في رماد ساخن. وفي عام 1796 نشر العالمان الدنماركيان هيربولت وراسن كتيباً عنوانه «تدابير منقذة لحياة الغرقى ومعلومات عن أنجع الطرق لإعادة الحياة لهم» فيه وصف لعملية التنفس الصنعي من الفم للفم وإصرار على أهمية تنظيف طريق الهواء وإغلاق الأنف وذكر لإدخال أنبوبة في الرغامى وخزع الرغامى.
وأول من نصح بإجراء التنفس الصنعي بضغط الصدر لوروا ديتوال في فرنسا عام 1829 وبعده بمدة وجيزة أوصى الجراح الإنگليزي دالريمپل بوضع أرجوحة عريضة حول الصدر يؤدي شدها وإرخاؤها إلى دخول الهواء إلى الصدر وخروجه منه. وفي عام 1856 وصف مارشال هول طريقته التي تتلخص في دحرجة المريض بعد وضعه على جانبه والضغط على ظهره كلما أخذ وضع الاستلقاء البطني.
وبعد سنة من هذا التاريخ نشر هنري سيلڤستر طريقته التي تتلخص برفع الساعدين ببطء سعياً وراء تبعيد الأضلاع والسماح للهواء بدخول الصدر ثم إعادتهما إلى الجانب وضغط الصدر بهما. وفي عام 1904 نشر شافر نتائج تجاربه على الكلاب وعلى متطوعين توقف تنفسهم بعد إجراء فرط للتنفس فقد أشار بوضع المريض على بطنه ورأسُه مدارٌ إلى الجانب ثم الضغط على الناحية السفلية من الصدر ضغطاً متواتراً. أما الكولونيل هالگر نيلسن من الدنمارك فإنه نشر طريقة جديدة عام 1932 تتلخص بجلوس المسعف خلف رأس المصاب ويجري الزفير بالضغط على الناحية السفلية من الصدر ويحدث الشهيق برفع ساعدي المصاب إلى الأعلى من المرفقين.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تطور معنى الإنعاش
تبدل مدلول كلمة الإنعاش على مر الزمن ففي حين كانت تعني في القرن الثامن عشر إنقاذ الغرقى من الموت وإعادة الحياة إلى من أشرف منهم على الهلاك، أصبحت إبان الحرب العالمية الثانية تعني نقل الدم للجرحى النازفين. وقد ظهرت كلمة إنعاش أول مرة في العصر الحديث على أبواب وحدات العناية المتخصصة مضافة إلى كلمة نقل الدم. وهكذا ولد الإنعاش الحديث تحت الخيام الصحية للجيوش المتحاربة بين عامي 1944 و1945.
وفي فترة ما بعد الحرب في أوائل الخمسينات أطلق الفرنسيون كلمة الإنعاش الطبي réanimation médicale على كل التدابير والمعالجات التي تهدف إلى إعادة الوظائف الحيوية لمختلف الأجهزة المضطربة فأطلقت كلمة إنعاش تنفسي على الأعمال التي تسعى إلى توفير التنفس بوساطة بديل عن الرئة، وكلمة إنعاش دوراني على نقل الدم والسوائل وحقن رافعات الضغط، وإنعاش هضمي على إيقاف القيء وإعطاء الغذاء عن طريق الوريد أو المستقيم أو القثطرة الأنفية، وإنعاش كلوي على معالجة انقطاع البول أو تطبيق الكلية الاصطناعية مما حدا بهامبورگيه إلى تعريف الإنعاش بأنه فرع من فروع الطب يتضمن مجموع الأعمال العلاجية التي من شأنها المحافظة على التوازن الخلطي أقرب ما يكون إلى الحالة الطبيعية في أثناء الحالات المرضية الحادة مهما كان سببها. ولكن سرعان ما تبدل هذا المفهوم، إذ أطلق الأمريكيون كلمة العناية المشددة على جميع تلك المعالجات سواء منها الجراحية أو الداخلية التي تتطلب خبرات متعددة وعناية من اختصاصيين متعددي الاهتمامات.
وهكذا تقلص معنى كلمة إنعاش منذ أوائل الستينات وأصبحت تعني على وجه التخصيص الإنعاش القلبي الرئوي cardiopulmonary resuscitation الذي يرمز له بأحرف CPR.
انظر أيضاً
المصادر
- ^ إنعاش القلب والرئتين، الموسوعة المعرفية الشاملة
- ^ برهان العابد. "إنعاش". الموسوعة العربية. Retrieved 2014-06-27.
- ^ توصيات مجلس الإنعاش الأوروبي لعام 2005
- ^ Vital Signs (Body Temperature, Pulse Rate, Respiration Rate, Blood Pressure) from the university of virginia's site for Non Traumatic Emergyncies. (بحسب عرض 30.5.2010). (إنگليزية)
- ^ Ewy, Gordon A (2008). "Cardiocerebral Resuscitation: Could this new model of CPR hold promise for better rates of neurologically intact survival?". EMS Magazine. Cygnus. 37 (6): 41–49. Retrieved 2008-08-02.
{{cite journal}}
: Unknown parameter|month=
ignored (help) - ^ "Highlights of the 2010 American Heart Association Guidelines for CPR and ECC" (pdf). American Heart Association.
- ^ أ ب Cardiopulmonary resuscitation alone vs. cardiopulmonary resuscitation plus automated external defibrillator use by non-healthcare professionals: A meta-analysis on 1583 cases of out-of-hospital cardiac arrest (Resuscitation، Volume 76، Issue 2، Pages 226 - 232) PMID 17875357
- ^ الرجفان البطيني نقلاً عن صفحة WebMD (بحسب عرض 7.3.2009)
- ^ توصيات جمعية القلب الأمريكية لعام 2005 (كما نشرت في مجلة الدورة الدموية Circulation Volume 112, Issue 24 Supplement; December 13, 2005)
- ^ Delayed Time to Defibrillation after In-Hospital Cardiac Arrest (N Engl J Med 2008; 358:1631-1634, Apr 10, 2008) PMID 18172170
- ^ Early Defibrillation An Advisory Statement From the Advanced Life Support Working Group of the International Liaison Committee on Resuscitation (Circulation. 1997;95:2183-2184.) PMID 9133533
- ^ أ ب Brady WJ, Gurka KK, Mehring B, Peberdy MA, O'Connor RE (2011). "In-hospital cardiac arrest: Impact of monitoring and witnessed event on patient survival and neurologic status at hospital discharge". Resuscitation. 82 (7): 845–852. doi:10.1016/j.resuscitation.2011.02.028. PMID 21454008.
{{cite journal}}
: CS1 maint: multiple names: authors list (link) - ^ أ ب ت ث "2012 National Utstein Report". CARES Cardiac Arrest Registry to Enhance Survival. Retrieved 2013-10-18.
- ^ أ ب Bobrow BJ, Spaite DW, Berg RA, Stolz U, Sanders AB, Kern KB, Vadeboncoeur TF, Clark LL, Gallagher JV, Stapczynski JS, LoVecchio F, Mullins TJ, Humble WO, Ewy GA (2010). "Chest Compression–Only CPR by Lay Rescuers and Survival from Out-of-Hospital Cardiac Arrest". JAMA. 304 (13): 1447–1454. doi:10.1001/jama.2010.1392. PMID 20924010.
{{cite journal}}
: CS1 maint: multiple names: authors list (link)
وصلات خارجية
- 2010 American Heart Association Guidelines for Cardiopulmonary Resuscitation and Emergency Cardiovascular Care
- ERC European Resuscitation Council
- CPR: NHS Choices
- How to resuscitate a child: NHS Choices
- Sarver Heart Center's Continuous Chest Compression CPR on YouTube
- A Video of Rescue Breathing for Laryngectomees and Neck Breathers*
- Comparison of CPR Training offered by AHA and Red Cross America*