كالوست گولبنكيان

(تم التحويل من Calouste Gulbenkian)
كالوست گولبنكيان
Calouste Gulbenkian
Caloustegulbenkian.jpg
كالوست گولبنكيان في أواخر العشرينات من عمره.
وُلِدَ23 مارس 1869
توفي20 يوليو 1955
المهنةرجل أعمال ورجل بر
الزوجنڤارته إسايان
الأنجالنوبار سركيس (و. 1896)،
ريتا سيڤارته (و. 1900).
الوالدانSarkis and Dirouhie Gulbenkian.

كالوست سركيس گولبنكيان (بالأرمينية: Գալուստ Սարգիս Կիւլպէնկեան؛ إنگليزية: Calouste Sarkis Gulbenkian؛ (و. 23 مارس 1869 — ت. 20 يوليو 1955)، هو رجل أعمال أرمني. لعب گولبنكيان دوراً رئيسياً في جعل احتياطي النفط من الشرق الأوسط المتاحة لتنمية المناطق الغربية. بحلول نهاية حياته كان قد أصبح واحدا من أغنى دول العالم من أفراد وفنه الاحتيازات تعتبر واحدة من أكبر المجموعات الخاصة. [2][3] وكان واحد من أهم رجال الأعمال العراقيين في فترة الخمسينات والستينيات. اشتهر باسم "سيد الخمسة في المئة" Mr Five Percent، لأنه كان يتقاضى نسبة خمسة بالمائة من عائدات النفط العراقي الذي كان له دور كبير في اكتشافه.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

ولد كالوست سركيس گولبنكيان في سكوتاري (التي أصبحت الآن جزءا من اوسكودار، إسطنبولالدولة العثمانية، ابناً لمصدر ومستورد نفط أرمني، وعائلة أرمنية ثرية من القيصيرية، وتزوج عام 1892 من نفارت إسيان التي أنجبت له صبياً وفتاة، وقد أنهى كالوست دراساته الأولى في كاديكوري (خلقيدونية) في مدرسة أرميان أنكويان، ومن ثم في مدرسة القديس يوسف الفرنسية، وتعمق بعدها في دراسة اللغة الفرنسية في مرسيليا قبل أن يتخصص في هندسة النفط في كينگز كولدج، لندن، وتخرج عام 1887 واستحق المرتبة الأولى.

وقد أنجز كالوست مهمات صعبة في ميدان السياسة، اذ خدم بصرامة مصلحة الدولة العثمانية وسمي عام 1898 مستشاراً اقتصادياً للسفارتين العثمانيتين في باريس ولندن، ولأنه كان يحمل الجنسية البريطانية أيضاً فقد تمكن گولبنكيان من الجمع بين مصالح الدولة العثمانية تحت سيطرة النفوذ البريطاني عقب تفكيك الدولة العثمانية. وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى أوكلت إليه مهمة التمثيل التجاري والدبلوماسي معاً لإيران في باريس، لمدة 24 عاماً، كذلك فقد عمل في الوقت ذاته على حماية مصالح فرنسا النفطية في إيران، وقد لعب دوراً في مسار المفاوضات التي أدت الى توقيع معاهدة سيڤر ولوزان بعد الحرب العالمية الأولى. وترأس الجمعية الخيرية الأرمنية في القاهرة بعد وفاة مؤسسها بوغوص نوبار باشا.

عندما كان كالوست في الثانية والعشرين زار منطقة ما وراء القوقاز، متفقداً حقول النفط في باكو. وأوحت له هذه الزيارة بتأليف كتاب بعنوان ذكريات سفر وكان قد نشر عدة مقالات استحوذت على اهتمام وزير المناجم في الحكومة العثمانية الذي طلب من كالوست وضع تحقيق حول حقول الآبار في الدولة، وبالتحديد حول الآبار الواقعة في بلاد ما بين النهرين.

برهن التقرير على سعة اطلاع وذكاء الشاب كالوست ولم يغفل واضعه اظهار التغلغل الاقتصادي الألماني بموازاة تطوير مشروع سكة الحديد في الأناضول، والهدف دائماً الوصول الى بغداد والخليج العربي، وبدأت مضخات النفط عملها شيئاً فشيئاً، ومن هنا برزت جدارة گولبنكيان، ففي فترة زمنية لم يكن أحد فيها يهتم بالنفط في المنطقة، وهو الدبلوماسي المتمرس في اقناع كبار أصحاب رؤوس الأموال في العالم، بالاضافة الى السلطات العثمانية لضرورة تنظيم عملية الاستخراج.

وهكذا غدا الشاب كالوست رائداً في مجال تطوير النفط في الشرق الأوسط ومفاوضاً ناجحاً وخبيراً مالياً معروفاً، ثم جازف في تأسيس مجموعة رويال دوتش شل بعد عقد اتصالات بين مصانع النفط الأمريكية والروسية، فتمكن من تحقيق اقلاع أضخم صناعة في العالم، بخاصة بعد أن أظهر الخليج العربي قدراته الهائلة لجهة احتياطيه من النفط الموازي لنصف احتياطات العالم من هذه المادة.

وإثر ثورة تركيا الفتاة عام 1908، تأسس المصرف الوطني التركي عام 1910، فعين كالوست مستشاراً له، وفي عام 1912 ولدت شركة النفط التركية، وهدفها استخراج احتياطات الحقول الغنية في العراق، وكانت تضم رويال دتش شل 25%، والمصرف الوطني التركي 35%، كالوست گولبنكيان 15%، المصالح الألمانية 25%، بيد أن المساومات العديدة لعامي 1913، 1914 بين المصالح النفطية وتلك المالية، أعادت تنظيم شركة النفط التركية مع ضمان الحكومات الانجليزية والتركية والألمانية، مما خفض نسبة گولبنكيان إلى 5% بهدف تسهيل مسار المفاوضات.

وأثناء الحرب العالمية الأولى أطلق كالوست في فرنسا فكرة انشاء اللجنة العامة للنفط، بهدف الاستعاضة عن مصالح رويال دتش ـ البنك الألماني، الموضوعة تحت الوصاية الانجليزية ضمن شركة النفط التركية، لإبراز دور الفرنسيين في الحرب، وهكذا ولدت الشركة الفرنسية للنفط عام 1924 وفتحت أمام الفرنسيين الأبواب للوصول إلى احتياطات النفط في الشرق الأوسط. وبعد انهيار الدولة العثمانية، غدت الموصل جزءاً من العراق، شارك كالوست في المفاوضات بين الإنجليز والأتراك والعراقيين وحكومات اخرى لتعيين الحدود النهائية بين تركيا والعراق، كما أفضت هذه المناقشات الى اتفاق على امتيازات عام 1925، بين شركة النفط التركية، والحكومة العراقية. وفي فترة بين الحربين العالميتين ظهرت الولايات المتحدة الأمريكية التي أرادت الالتحاق بالدول التي سبقتها إلى سوق النفط الشرق أوسطية، فأحضر كالوست مرة أخرى الى ساحة المفاوضات التي كان نتيجتها تقسيم حصص شركة النفط التركية القديمة الى شركة نفط العراق المحدودة مع الشركة الانجليزية الفارسية للنفط (ب پ حالياً، ومجموعة رويال دتش شل والشركة الفرنسية للنفط وشركة الشرق الأدنى للتطوير التي تضم شركات النفط الست الأساسية في الولايات المتحدة الأمريكية)، فيما احتفظ كالوست گولبنكيان بنسبة 5% من رأس المال، فأطلق عليه لقبه الشهير «سيد الخمسة في المائة».[4] ثم انتقل إلى فرنسا بين 1915 و1940، وأخيراً استقر في لشبونة (1942 ـ 1955). وقد عرف الاتفاق باسم الخط الأحمر، لأنه حدد العمل ضمن الحدود السابقة للدولة العثمانية (تركيا والجزيرة العربية) باستثناء إيران والكويت. ونسب الخط الأحمر الذي حقق الاتفاق بين الجميع الى كالوست، بعد أن عين بيده وبكل ثقة الحدود التي عرفت عام 1914.


جامع الفنون

لكن كالوست لم يعش كل حياته لاهثا وراء المال والبترول، كان شغوفا ومحبا للجمال، لا بل إنه يمتلك حساسية صوفية لأي مظهر جمالي، وكان جامع تحف من الطراز الرفيع، وبدأ حبه منذ وقت مبكر يظهر في اقتنائه للمسكوكات والقطع النقدية القديمة، ومع الزمن اصبح لديه مجموعة منتخبة وفريدة في العالم اليوم، اذ جمع 6 آلاف قطعة حقيقية، ثم تزايدت مجموعات كالوست الفنية، بعضها في باريس وبعضها في لندن، وواشنطن، وأخيرا قرر ان يجمع تحفه المشتتة في ليشبونة في متحف خصصه لذلك. ووافقت الحكومة الفرنسية على نقل الأعمال، بتدخل وزير الثقافة آنذاك أندريه مالرو، وتم الافتتاح لمتحف كالوست غولبنكيان عام 1969، بعد وفاته بأربعة عشر عاما، ويعد اليوم المتحف الأفضل في العالم، ويحتل المرتبة الاولى في أوروبا، فيه قطع مميزة تعود الى مصر القديمة، وتماثيل صغيرة وأوان من الفخار وكؤوس من المرمر ورأس صغير من السبج للفرعون أمنحامات الثالث من السلالة الثانية عشرة (مصر القديمة).[5]

إن اختيار كالوست للقطع الفنية تدعمه مجموعة من الكتب الاساسية حول تاريخ الفنون وعلم الآثار والرسم والنحت والسيراميك والاثاث والمجوهرات والاقمشة والمنمات والمخطوطات المزينة على نحو يظهر في وضوح ثقافة الرجل وذوقه، اضف الى ذلك شغفه بالكتب القديمة، إذ ترك مجموعة نادرة منها، تتضمن مخطوطات شرقية غنية للزخرفة والتجديد من كل اطراف الدنيا، ومن أقدم العصور، وهي معروضة بتناغم مع عاجيات من العصور الوسطى ومصنفات تمثل مشاهد حياة السيد المسيح والسيدة العذراء.

ويتمثل الفن الاوروبي بمجموعات من السجاد الفلاندري والايطالي من فترة عصر النهضة اضافة الى قطع اثاث فرنسية مهمة تعود الى القرن الثامن عشر وساعات دقاقة وفضيات وآنية مائدة من الفترة ذاتها. وهناك فسحة لمصوغات فرنسية من الفترة ذاتها موقعة من قبل فنانين مشهورين. ومن مجموعات اللوحات نجد اعمالا من ايام ما قبل النهضة الى الانطباعيين، منها لوحات لأشهر الفنانين العالميين (رامبرانت، رانوار، مونيه، ودان فان ديك، روبنز) ومجموعة الفنانين الانجليز، نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر. وينتهي المتحف بقسم خاص فريد، لقطع رنه لاليك الفنان الفرنسي صديق لاكوست الشخصي.. ناهيك عن الحلي الثمينة والاحجار الكريمة والزجاجيات.

رجل البر

استفادت الجماعات الارمنية في الشرق الادنى كثيرا من كالوست، فقد بنى لها المدارس والمراكز الطبية والمكتبات في تركيا وأرمينيا ولبنان وسورية والعراق، اضافة الى اقامة الكنائس وترميمها، بخاصة كنيسة قبر السيد المسيح في القدس.

وضع گولبنكيان في آخر حياته وصية، وفيها يعد بتخصيص أفراد عائلته بحصص وانشاء بعض الهبات الخاصة، اقامة مؤسسة برتغالية ذات اهداف خيرية وفنية وتربوية وعلمية، مركزها ليشبونة، تعتبر وريثة كامل ثروته، وقعت عام 1953، وبهذا التوقيع انشأ احدى أهم المؤسسات الاوروبية، واحدى أهم ست مؤسسات في العالم تحمل اسمه .[6] الذي أورثها مجموعاته الفنية و70 مليون دولار من الاموال النقدية ودخلا سنويا من 4 ملايين جنيه استرليني، سيرتفع الى عشرة ملايين في وقت لاحق، أهداف المؤسسة: خيرية، فنية، تربوية، علمية، وهي منتشرة في كل مكان من هذا العالم.

وفاته

وفي 20 يوليو 1955، توفي كالوست گولبنكيان، بعد أن قام بأعمال جليلة يستحق أن يخلد عليها. عرفه وليم سارويان بأنه «من الرجالات العظام، متألق، حيوي، ديناميكي، متوسط القامة، يتكلم الانجليزية بطلاقة».

أعمال منشورة

  • La Transcaucasie et la péninsule d'Apchéron; souvenirs de voyage, Éditeur: Paris, Librairie Hachette, 1891. OCLC 3631961.

انظر أيضاً

المصادر

عامة

  • "Calouste Gulbenkian Dies at 86; One of the Richest Men in the World: Oil Financier, Art Collector Lived in Obscurity, Drove in Rented Automobile". The New York Times. July 21, 1955, p. 23. (Accessed via ProQuest Historic Newspapers, New York Times (1857–Current file), Document ID 83363695).
  • "Gulbenkian's Will Sets Up Foundation". The New York Times. July 23, 1955, p. 5. (Access via ProQuest Historical Newspapers, New York times (1857–Current file), Document ID 84151580).

متخصصة

  1. ^ Mystery Billionaire, Robert Coughlan, Life, Nov 27, 1950, 82.
  2. ^ "Calouste Gulbenkian Dies at 86. One of the Richest Men in the World. Oil Financier, Art Collector Lived in Obscurity, Drove in Rented Automobile". New York Times. July 21, 1955. Retrieved 2009-05-07. {{cite news}}: Cite has empty unknown parameter: |coauthors= (help)
  3. ^ "Solid Gold Scrooge". Time magazine. July 23, 1958. Retrieved 2009-05-07. {{cite news}}: Cite has empty unknown parameter: |coauthors= (help)
  4. ^ Norwich, J. J., & Henson, B. (1987). Mr. Five Percent: The Story of Calouste Gulbenkian. [S.l.]: Home Vision. ISBN 978-0-7800-0755-0, OCLC 31611185.
  5. ^ من هو كالوست كولبنكيان...؟؟، جريدة قنشرين الإلكترونية
  6. ^ من كولبنكيان الى صدام فبريمر، المستقبل اللبنانية

قراءات إضافية

For detailed background concerning Gulbenkian and the Red Line Agreement controlling Middle East Oil see

  • Black, Edwin. Banking on Baghdad: Inside Iraq's 7,000-Year History of War, Profit, and Conflict. New York: John Wiley and Sons, 2004. ISBN 0-471-67186-X.

For general background concerning the development of the petroleum industry in the Middle East see

  • Blair, John Malcolm. The Control of Oil. New York: Pantheon, 1976. ISBN 0-394-49470-9.
  • Yergin, Daniel. The Prize: The Epic Quest for Oil, Money, and Power. New York: Simon & Schuster, 1991. ISBN 0-671-50248-4.
  • Sampson, Anthony. "The Seven Sisters, the great oil companies and the world they made". New York: Simon & Schuster, 1991. ISBN 0-671-50248-4.

For Gulbenkian as a collector see

  • Azeredo Perdigão, José de, and Ana Lowndes Marques. Calouste Gulbenkian, Collector. Lisbon: Calouste Gulbenkian Foundation, 1979. OCLC 8196712

وصلات خارجية