نقاش:رجاء أبو غزالة


مناضــلة فلسطينية، زوجــة القيادي الفلسطيني البارز الدكتور نبيل شعث، أم وسيـدة مجتمــع، تترأس الان مجلس إدارة جمعية عطاء غزة والتي أسستها في قطاع غزة في العام 2003.

النشأة

ولدت السيدة رجاء أبو غزالة شعث في مدينة نابلس الفلسطينية، وتنتمي لأسرة عريقة متعددة الأفراد، حيث كانت أصغر إخوتها سنا. وهي تحتفظ من طفولتها بذكريات جميلة مع الأهل والجيران إلى أن أتمت دراستها الثانوية في مسقط رأسها، ثم توجهت إلى الجامعة الأمريكية في بيروت لتتم هناك تعليمها الجامعي وتحصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال.

تربت السيدة الفاضلة رجاء أبو غزالة شعث على حب الوطن، والنضال من أجله، إلى جانب حب العمل الإنساني، وقد ترعرع هذا الشعور السامي في داخلها، إلى أن ترجمته مراحل حياتها المختلفة بمبادرات وإنجازات تجعلها مثالا للسيدة الفلسطينية العصرية الآخذة بأسباب الحداثة والمتمسّكة بهويتها العربية الإسلامية والوفيّة لانتمائها الفلسطيني.

تتميز شخصيتها بجملة من الخصال أبرزها التفتح والتسامح، كما أنها تمتلك إحساسا مرهفا دفعها إلى حب الغير ومد يد العون والمساعدة إلى ضعفاء الحال لاسيما المرأة والطفل الفلسطيني. رجاء أبو غزالة أم للطفلة سميحة نبيل شعث، وهي تستمتع بقضاء وقتها مع ابنتها وتحرص على أن تغرس فيها المبادئ التي تربت عليها من الانتماء إلى الوطن والاعتزاز بقيمه الثقافية والروحية والاجتماعية دون الانغلاق عن ثقافة العصر، لتتمكن من السير على دربها.

محطات هامة في حياة السيدة الفاضلة رجاء أبو غزالة شعث

بيت الشرق

توالت بعد ذلك على حياة السيدة الفاضلة "رجاء أبو غزالة شعث" العديد من المحطات الهامة منها السياسية، ومنها الاجتماعية. وقد كانت أولى المحطات السياسية في حياة السيدة رجاء عام 1992م عندما شاركت في الوفد الذي سافر إلى واشنطن لمفاوضات السلام العربية الإسرائيلية. وفي نفس العام شاركت في دورة البروتوكول التي عقدت في مؤسسة باسيا في القدس، تم على أثرها انضمامها إلى فريق عمل بيت الشرق مع المناضل الكبير فيصل الحسيني في نفس العام أيضا، وهي تعتبر هذه الفترة من الفترات التي تعتز بها في مشوار حياتها حيث التقت بالمثقف الثوري فيصل الحسيني الذي كان شخصية لا تنسى ومثالا يقتدى به في الإيمان بقضية الوطن.

في عام 1994 سافرت إلى النمسا للمشاركة في دورة ممولة من الأمم المتحدة حول عمل المؤسسات الدولية ودور الأمم المتحدة في رعاية السلام.

زوجة للمناضل الكبير الدكتور نبيل شعث

المحطة الأبرز في حياة السيدة رجاء أبو غزالة شعث كانت عام 1995 م حين تزوجت من الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ووزير التخطيط والتعاون الدولي في حينه والانتقال للعيش معه في مدينة غزة. حيث رافقته في العديد من رحلاته الخارجية وزارت معه ما يزيد عن مئة دولة عربية وأجنبية. كما التقت بشخصيات سياسية عربية كثيرة منها السيد عمرو موسى امين عام الجامعة العربيه، ورئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري، ورئيس وزراء لبنان السابق فؤاد السنيوره، ووزير خارجية قطر السابق الشيخ خليفة الثاني ، ورئيس وزراء البحرين صاحب السمو خليفة بن سلمان آل خليفة، كما التقت بعدد من الشخصيات السياسية الدولية على رأسها الرئيس الامريكي بيل كلينتون وزوجته هيلاري كلينتون إبان زيارتهما لمدينة غزة عام 1998م، وملكة هولندا أثناء زيارتها لمدينة القدس العربيه، ورئيس قبرص السيد ديميتريس خريستوفياس، ورئيس وزراء تركيا خلال التسعينات السيده تانسو تشيلر، والسيد تيري لارسن مبعوث الامم المتحده السابق للسلام، والسيد موراتينوس وزير خارجية أسبانيا سابقا، ووزيرة خارجية النمسا السابقة، ووزير خارجية الصين وزوجته أيضا عند زيارتهما لمدينة غزة، ووزير خارجية اليابان السابق وزوجته، وزيرة خارجية امريكا السابقة مادلين اولبرايت.

تأسيس جمعية "عطاء غزة" عام 2003

في عام 2003، وبعد تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة إثر انتفاضة الأقصى وما تبعها من توغلات مستمرة لآلة الحرب الهمجية الإسرائيلية، التي كانت تخلف مشاهد يومية مأساوية من الدمار والقتل والتجويع لسكان قطاع غزة، شعرت السيدة رجاء أبو غزالة شعث بأنه لا بد من أن تكون لها مساهمة فاعلة في التخفيف من حدة هذه الأوضاع المعيشية البائسة التي تعيشها الأسرة الفلسطينية، والطفل الفلسطيني انطلاقا من إيمانها بحقه في العيش بأمان على أرضه. وقررت أن تستثمر كل إمكاناتها كسيدة مجتمع في تحقيق هذا الهدف النبيل، فبادرت إلى تأسيس جمعية جهود غزة التطوعية للإغاثة السريعة "عطاء غزة" في أكتوبر 2003، إلى جانب مجموعة من سيدات المجتمع الفلسطيني على رأسهن السيدة ليلى شهيد، سفيرة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي، حيث ترأست مجلس إدارتها منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا. وهي مؤسسة أهلية خيرية فلسطينية غير سياسية تعنى بالمرأة والطفل، وتسعى بالأساس إلى توفير المساعدة لكل من يستحقها.

وقد أتاح لها عملها التطوعي كرئيسة مجلس إدارة الجمعية الفرصة لتنشط في العديد من المجالات الخيرية، التي على رأسها كفالة الأيتام، وهو النشاط الذي بدأته منذ تأسيس الجمعية وحرصت على استمراره طوال سنوات عمل الجمعية دون توقف، كما أولت الطفل الفلسطيني اهتماما كبيرا من الناحية الثقافية، حيث قادت مشروعا تنمويا كبيرا هدف إلى دعم ثقافة الطفل الفلسطيني من خلال تأسيس 23 مكتبة أطفال في مختلف محافظات القطاع، وتنظيم حملات متعددة للتشجيع على القراءة التي تجد فيها الوسيلة الوحيدة لكسر أسوار الحصار المفروض على سكان القطاع.

وفي العام 2007 وعلى أثر أحداث يونيو من ذلك العام، تعرض منزلها ومنزل زوجها إلى السلب والهدم، مما أدى إلى انتقالها للعيش بشكل مؤقت في مدينة القاهرة في دولة مصر، إلا أن الحدود والمسافات لم تؤثر على نشاطها الإنساني في قيادة الجمعية، فتابعت عملها بكل ما أوتيت من عزيمة وإصرار لتساهم في تحسين الواقع المعيشي لسكان القطاع.

وكان لها أثناء حرب الاثنين وعشرين يوما التي خاضها الإجرام الإسرائيلي على غزة مطلع عام 2008 وقفة هامة، حيث حرصت على أن يكون لها دور فاعل في التخفيف من آلام هذه الحرب على الغزيين، فقادت بمساعدة زوجها الدكتور نبيل شعث حملة ضخمة لجمع التبرعات النقدية والعينية لدعم صمود أهل غزة، وقد أقاما مخيما ضم أعدادا كبيرة من المتطوعين الذين كانت على رأسهم برفقة زوجها يعملون بأيديهم في جمع وتغليف هذه المساعدات وتهيئتها للنقل إلى غزة، وقد ساهمت هذه الحملة بمساعدة أكثر من 10 آلاف أسرة فلسطينية.

إنّ هذا الجهد متعدد الأوجه الذي تبذله السيدة الفاضلة رجاء أبو غزالة شعث على مختلف الأصعدة الوطنية والخيرية، لهو نابع من إيمانها العميق بأنّ ما يعيشه الفلسطينيون من مآس تتكرر كل يوم وتلقي بظلالها على كافة مناحي الحياة، لم يعد يسمح ببقاء المرأة معزولة عن الإسهام في خدمة مجتمعها والمشاركة في كل ما يضمن له التغلب على آلامه والارتقاء إلى مصاف دول العالم المتقدم، لأنّ حاضر الشعوب ومستقبلها لا يُبنيان إلا بالمرأة ومع المرأة.

وتواصل السيدة رجاء أبو غزالة شعث مشوارها الذي بدأته بالعطاء قولا وفعلا حتى تكون على الدوام عنصر بناء وقوّة وعطاء.

المصادر


وصلات خارجية