مخيم الجلزون

مخيم الجلزون
منظر لمخيم الجلزون من الطريق القادم من جفنا عام 2009
منظر لمخيم الجلزون من الطريق القادم من جفنا عام 2009
مخيم الجلزون is located in فلسطين
مخيم الجلزون
مخيم الجلزون
موقع مخيم الجلزون في فلسطين
الإحداثيات: 31°57′07.15″N 35°12′41.58″E / 31.9519861°N 35.2115500°E / 31.9519861; 35.2115500Coordinates: 31°57′07.15″N 35°12′41.58″E / 31.9519861°N 35.2115500°E / 31.9519861; 35.2115500
Stateفلسطين
المحافظةرام الله والبيرة
الحكومة
 • النوعمخيم لاجئين (من 1949)
المساحة
 • الإجمالي0٫25 كم² (0٫10 ميل²)
التعداد
 (2017)[1]
 • الإجمالي8٬201
 • الكثافة33٬000/km2 (85٬000/sq mi)

مخيم الجلزون للاجئين هو مخيم للاجئين الفلسطينيين انشئ في عام 1949، وسُمي على اسم نبع ماء تحمل الاسم نفسه. يسكنه أكثر من 13.000 نسمة يعيشون فوق مساحة لا تزيد عن 0.25 كلم2. ويقع المخيم على بعد خمسة كيلومترات إلى الشمال من مدينة رام الله، وتحيط به قرى جفنا وسردا ودورا القرع. ومن الشرق تحده مستوطنة بيت إيل الإسرائيلية التي أنشئت سنة 1977.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التأسيس

أنشأ الصليب الأحمر مخيم الجلزون على أرض خاصة بعد التهجير القسري للفلسطينيين في أواخر الأربعينيات، وتولت منظمة الأونروا مسؤولية المخيم في سنة 1950 حيث لجأ نحو 4.000 إلى 5.000 شخص إلى الجلزون وأقاموا في بساتين الزيتون والمشمش التابعة لقرية جفنا. وجاء اللاجئون من 46 قرية وبلدة مهجَرة، معظمها يقع في المنطقة الساحلية الوسطى؛ مثل اللد والرملة وحيفا وكذلك في المنطقة الواقعة إلى الغرب من الخليل. ومن أصل 46 قرية جاء منها سكان المخيم، هناك 36 قرية من منطقتي الرملة ويافا؛ وجاءت 80% من العائلات من ثماني بلدات وقرى، أمّا العائلات الباقية (20%) فجاءت من 38 قرية وبلدة أُخرى. وفضّل اللاجئون القادمون من القرية نفسها الاستقرار في مخيم اللاجئين نفسه عندما تسنى لهم ذلك. وبحلول سنة 2006، بلغ عدد الأسر التي تعيش في مخيم الجلزون 2248 عائلة.


التصميم

من خلال أرشيف صور الأونروا وذكريات السكان المسنين، يتضح أن مخيمات اللاجئين صُممت على نسق معسكرات الجيش، أي على شكل صفوف من الخيام حتى في المواقع الجبلية مثلما هي حال موقع الجلزون. وكانت خيام الأونروا الأولى مصنوعة من أقمشة ذات ألوان فاتحة مع عمود خشبي واحد أو أكثر اعتماداً على عدد أفراد الأسرة. فكان يتم إيواء عائلة مكونة من ثلاثة أفراد في خيمة دائرية ذات عمود واحد، في حين حصلت العائلة المكونة من أكثر من ثلاثة أفراد على خيمة ذات ثلاثة أعمدة. ورُتبت الخيام بشكل متتالٍ وكان مدخلها يفتح مباشرة على طريق يبلغ عرضه ستة أمتار حددته قطع من الصخور المطلية باللون الأبيض. واستُخدمت المساحات الموجودة بين الخيام كممرات. وفرت الأونروا لمخيم الجلزون الذي ضم بين 1000 و1200 خيمة مركزاً لتوزيع الحليب وآخر لتوزيع الغذاء ودورات مياه عامة ومركزاً طبياً، وخصصت خيمة لاستخدامها مسجداً. كما خصصت الأونروا ثماني خيام كبيرة بما يكفي لتكون مدرسة لأطفال اللاجئين (البنات والبنين) حتى الصف الرابع. ويتذكر كبار السن أن الأونروا وظفت اللاجئين "لينصبوا" خيامهم، ودفعت لهم بموجب "برنامج الغذاء في مقابل العمل"، فحصل كل عامل على ثلاثة كيلوغرامات من القمح في مقابل يوم عمل مدته 12 ساعة.

ويروي كبار السن أن فصول الشتاء كانت باردة ومثلجة وأن الخيام كانت تنهار في كثير من الأحيان. وفي بداية الخمسينيات، بدأ بعض السكان بناء مساكن من الحصى الممزوجة بالملاط الترابي. وساعدت الأونروا في محاولات البناء المبكرة هذه عبر تزويد اللاجئين بألواح خشبية للأسقف، وبعد ذلك وفرت لهم صفائح مموجة مصنوعة من معدن الأسبستوس. ومع تضاؤل آمال العودة بعد عدة سنوات من الشتات، بدأت الأونروا استبدال الخيام عبر توفير مساكن أكثر استدامة. ففي 1953 بدأت الأونروا باستخدام الأسمنت لبناء مساكن اللاجئين التي توفرت منها ثلاثة نماذج: الغرفة الصغيرة ومساحتها نحو تسعة أمتار مربعة لإقامة ثلاثة أشخاص، والنموذج المتوسط ومساحته نحو 15 متراً لاستضافة ما يصل إلى ستة أشخاص، والنموذج المكوّن من غرفتين مساحتهما نحو 18 متراً مربعة لاستيعاب العائلات التي يزيد عدد أفرادها عن ستة. بُنيت المساكن في صفوف بين شارعين عرض بعضها ستة أمتار. وبُنيت الوحدات السكنية مباشرة على الشارع، مع حديقة خلفية صغيرة. وحصلت كل أسرة على قطعة أرض مساحتها 98 متراً (14 متراً في 7 أمتار) بجانب وحدة السكن. وبعد مرور أكثر من سبعة عقود، ما زال تصميم المخيم يتبع المخططات العسكرية-الشبكة الأصلية، وما زالت قطع الأراضي التي يبلغ عرضها 7 أمتار تطل على أزقته الرئيسية.

وتتكون بيوت اللاجئين الأسمنتية من جدران أسمنتية بسمك 10سم وأرضيات اأسمنتية بسمك 5 سم، وعقدات أسمنتية مائلة قليلاً بسمك 8 سم. زُودت الوحدات التي يبلغ ارتفاعها 2.5 متراً بنافذة مقاس 60 × 80 سم وباب مقاس80 × 190 سم. كلاهما مصنوع من ألواح خشبية بمفصلات بسيطة.

حالياً ومن الناحية التنظيمية، صار المخيم يضم شارع رئيسي، تتفرع عنه أزقة أصغر أو ممرات تقسمه إلى أحياء وحارات. وتحمل الأحياء أسماء مثل أم الزينات في الشرق، على اسم القرية التي كانت ضحية التطهير العرقي بالقرب من حيفا؛ وفي وسط المخيم، يوجد حي اللد الذي سُمي على اسم مدينة اللد التي هُجّر معظم سكانها وأُرغموا بقوة السلاح ومجزرة جامع دهمش على النزوح؛ وإلى الغرب، يوجد حيا عنابة والنبالية، على اسم عنابة وبيت نبالا في محافظة الرملة، وجنوباً يوجد حي الدوايمة على اسم قريتهم الأصلية، الواقعة إلى الغرب من مدينة الخليل. لذا يمكن التعرف على سكان المخيم من خلال نسبهم أو اسم الحامولة أو العائلة الممتدة التي ينتمون إليها، أو قريتهم/بلدتهم الأصلية.

السكان

مثل معظم مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، شهد مخيم الجلزون عمليات توسيع مستمرة وممتدة جعلته ما هو عليه اليوم. وبما أن المخيم بُني على قطعة أرض صغيرة مستأجرة من مالكيها من قرية جفنا، فإنه لا يمكن أن يتجاوز محيط البقعة تلك. وعندما تم استبدال الوحدات الأولى بمساكن أكثر ديمومة، استمر التوسع عمودياً. ويضم المخيم اليوم العديد من المباني المكونة من خمسة طبقات، لكن ما زال من الممكن العثور على وحدات صغيرة بُنيت في خمسينيات القرن الماضي ونجت من عمليات البناء والتعديلات التي شهدها المخيم. ومع ولادة الجيل الرابع من اللاجئين في المخيم، صارت الملاجئ الأولى والحدائق المحيطة بها وأحياناً المساحات العامة التي تجاورها والشوارع مستغلة بالكامل كمساحات سكنية أو تجارية. وصار المخيم مزدحماً وشديد الاكتظاظ والشوارع أضيق. ومع ذلك، وعلى الرغم من جميع الإنشاءات والتعديلات والتغييرات، فإن المخيم ما زال يحتفظ بتصميمه الأصلي بشوارعه المتقاطعة المؤدية إلى الساحة الرئيسية.

قبل سنة 1967، كان يعيش في الجلزون نحو 4311 لاجئاً على مساحة قدرها 0.253 كم2. وفي حين تشير تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن عدد سكان مخيم الجلزون في سنة 2023 بلغ 9228 نسمة، فيما تقدّر الأونروا العدد بنحو 13.000 نسمة. وتبلغ كثافة المخيم معدل يقارب 40 ألف نسمة على الأقل في الكيلومتر المربع.

ويمكن تمييز ثلاث طفرات بناء رئيسية في مخيم الجلزون وهو مشابه لنفس النمط لجل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية و[[غزة]ي: في أواخر السبعينيات، وأوائل التسعينيات، وما بعد سنة 2004. فبحلول أواخر السبعينيات، ألغت الأونروا برنامج الحصص الغذائية وقصرته على الأسر المحتاجة في إطار برنامج يُعرف باسم "حالات العسر الخاصة". واستُخدمت هذه الحصص وسيلة للتحكم في مساحة المخيمات وعدد سكانها؛ إذ يحتاج اللاجئ إلى الامتثال للترتيبات التي تعتمدها الأونروا للاستمرار في الحصول على حصصه الغذائية وغيرها من الخدمات. وعندما ألغت الأونروا برنامج توزيع الغذاء، لم يعد اللاجئون ملزمين بهذه القيود وبدأوا في بناء وحدات جديدة أو إضافة غرف على وحداتهم.

وبما أن معظم مخيمات اللاجئين في فلسطين في مناطق السلطة الفلسطينية. فمع قيام السلطة الفلسطينية عقب اتفاقية أوسلو سنة 1993، استُحدثت الوظائف الحكومية (ولا سيما الأمن والشرطة)، لكن حدث أيضاً تقليص كبير أو إنهاء لبرامج الأونروا الإغاثية، والتحوّل نحو برامج التمويل الصغير والمشاريع الصغيرة. وأدت هذه الظروف السياسية والاقتصادية الجديدة إلى إيجاد ديناميكيات وفرص جديدة أدت إلى تسريع عملية بناء وإعادة تصميم مخيمات اللاجئين. ولم تنعكس هذه الفترة على تنظيم الأماكن العامة والاستثمار في البنية التحتية والإسكان فحسب، بل أيضاً أدرت بناء نادٍ رياضي جديد ومسجدين جديدين ونصب تذكاري للشهداء وتزيين مدخل المخيم بأقواس معدنية تشبه قوس النصر، وهو ما استُبدل في عامي 2020 و2021 بأعمدة مكسوة بالحجر وبقوس معدني.

ومع وفاة ياسر عرفات في سنة 2004، والتكيّف الهيكلي للسلطة الفلسطينية (حكومة سلام فياض)، ارتفعت أسعار الأراضي على نحو كبير، ولم تعد أسعار الأراضي في القرى المحيطة بالمخيم معقولة. لذلك، بادر اللاجئون إلى إعادة البناء والاستثمار داخل المخيم وتشييد مبانٍ عالية بواجهات حجرية في بعض الأحيان، واستثمر سكان الجلزون في بناء المنازل والمتاجر في قرية جفنا حيث اشتروا الكثير من قطع الأراضي عندما كانت الأسعار معقولة.[2]

الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية

توزيع الطعام في مخيم الجلزون عام 1950

التعليم

تدير الأونروا مدرستين، واحدة للبنين والأخرى للبنات وتضمان معاً نحو 2000 طالب. وقد شُيدت المدرستان سنة 2013 خارج حدود مخيم الجلزون وتتيحان الدراسة حتى الصف العاشر. وتتعرض المدرستان لهجمات المستوطنين المتكررة، وخصوصاً مدرسة الجلزون للبنين التابعة للأونروا التي تقع في المنطقة (ج) وتواجه مباشرة مستوطنة بيت إيل الإسرائيلية. وبعد الترفع للمرحلة الثانوية، كان على الطلاب التوجه إلى مدارس القرى والبلدات المحيطة لمتابعة الدراسة في الصفين الحادي عشر والثاني عشر، وخصوصاً في بيرزيت ورام الله والبيرة. ولم يكن متاحاً أن تذهب الفتيات للدراسة خارج المخيم.

في أوائل سنة 2015، تحرك سكان المخيم وبادروا إلى بناء مدرسة لتوفير التعليم الثانوي للبنين والبنات، فحشدوا ما لديهم من إمكانات وموارد ووفروا الأرض، وقامت السلطة الفلسطينية ببناء المدرسة في الطرف الشمالي الغربي من المخيم. وبعد سنوات قليلة، نظم أهالي المخيم مبادرة جديدة وبنوا المدرسة الثانوية للبنين في الطرف الشمالي الشرقي من المخيم.

الصحة

افتتحت الأونروا عيادة واحدة في المخيم لتوفير الرعاية الصحية الأولية، تقدم الرعاية لنحو 300 حالة يومياً. وتشمل خدماتها الفحوصات الدورية للحوامل ولكبار السن أو المصابين بأمراض مزمنة، مثل مرض السكري والربو وضغط الدم. ويقول مقدمو الرعاية الصحية إن هذه الأمراض ترجع جزئياً إلى سوء الأوضاع المعيشية.

الوظائف والعمل

يضم مخيم الجلزون للاجئين عدداً كبيراً من الخريجين الشباب والقوى العاملة. ويعمل معظم العاملين في المخيم في القطاع الخاص في رام الله أو في القطاع العام (لدى السلطة الفلسطينية). كما يعمل عدد قليل لحسابه الخاص في متاجر المخيم ومشاغله أو من خلال إنشاء تجارة صغيرة. ويعمل نحو 100 من سكان المخيم لدى الأونروا.

الحياة الاجتماعية

نظراً إلى قرب المنازل من بعضها والكثافة العمرانية، فإن بيئة المخيم هي إنتاج اجتماعي وجماعي: كل ما يفعله المرء في المخيم له تأثير في شريحة كبيرة من ساكنيه بشكل أو بآخر. فقد يؤدي بناء غرفة إلى سد زقاق رئيسي فترة طويلة من الزمن. وتغلق المقاهي والمحلات أبوابها طوعاً مدة يوم أو أكثر حداداً على شهيد من أبناء المخيم. أمّا الزواج فيعني دعوة عدد كبير من السكان، إن لم يكن جميعهم، إلى حفل الزفاف. ويشارك جميع الرجال في المخيم تقريباً في الجنازات، وفي العادة، يقدم كل ساكن تعازيه لأسرة المتوفى مرة واحدة على الأقل في قاعة اللجنة الشعبية بالمخيم بالقرب من الساحة الرئيسية.

المنظمات المدنية والسياسية

بموجب اتفاق أوسلو، يقع المخيم في المنطقة (ب)، أي تحت الإدارة المدنية للسلطة الفلسطينية والسيطرة الأمنية لإسرائيل. وتداهم القوات الإسرائيلية المخيم في أحيان كثيرة وتقوم باعتقالات. ونظراً إلى قرب المخيم من مستوطنة بيت إيل، تتكرر المواجهات بين الشباب والجيش الإسرائيلي والمستوطنين. ويحمل نصب الشهداء أسماء أكثر من 40 شخصاً قتلوا على يد الإسرائيليين منذ إنشاء المخيم. وأُصيب عدد أكبر من ذلك وأُلقي بالمئات، إن لم يكن الآلاف، في السجون الإسرائيلية. ويكاد يكون من المستحيل العثور على عائلة لم تقتل إسرائيل أحد أفرادها أو تصبه بجروح أو تعتقله. وفي مطلع العشرينيات من القرن الواحد والعشرين، انتهت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من بناء جدار خرساني بارتفاع 4-5 أمتار عزل المخيم عن محيطه، وأبقى منزلين فلسطينيين خلف الجدار مع ممر ضيق للوصول إليهما.

بين عامي 1996 و2006، تولت لجنة شعبية إدارة المخيم وتمثيل اللاجئين على المستويين المحلي والدولي. لكن منذ سنة 2006، بدأ الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة يهيمن على السياسة الفلسطينية. وفي هذا الإطار لا يمكن وصف اللجنة الشعبية في المخيم بأنها تمثيلية أو ديمقراطية. واكتسب أنصار حركة فتح والسلطة الفلسطينية، سلطة لا منازع لها لتشكيل اللجان وإدارة السياسة اليومية في المخيم. ومع ذلك، تساهم في تنظيم وإدارة المخيم إلى جانب اللجنة الشعبية منظمات المجتمع المدني بما فيها مركز الشباب، ومركز المرأة، وجمعية الشبان المسيحية، ودار المسنين، ومركز ذوي الاحتياجات الخاصة، ونادي الأطفال، ودواوين القرى الأصلية، والمبادرات المؤقتة. وتتولى الأونروا صيانة المخيم وتوفير الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية وجمع النفايات الصلبة (الدور المرتبط بالمجالس البلدية والقروية).


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المخيم كمعلم أثري حيّ

تكفي جولة قصيرة في الجلزون لتكوين فكرة كافية عن كيفية استخدام اللاجئين الفلسطينيين فضاءاتهم كآلة زمن للحفاظ على ذكرياتهم المهددة بالمحو والنسيان، وفي الوقت نفسه الحفاظ على شعورهم بالانتماء إلى مجتمع مترابط. في الجلزون، قد نجد البنى الاجتماعية التقليدية المتمثلة بالتضامن بين أفراد الأسرة الممتدة أو الحامولة وبين اللاجئين على اختلاف مواقعهم. وتُرجمت هذه البنى إلى ترتيبات مكانية وعلاقات قرابة داخل فضاء المخيم وخارجه، إذ تعيش في المخيم عائلات ممتدة على مقربة من بعضها، وتتقاسم في بعض الأحيان المباني نفسها ذات الطبقات المتعددة، معتمدة على نظام القرابة الذي شكل الهيكل التنظيمي الرئيسي في القرى قبل النكبة. ويحاول اللاجئون أيضاً تعزيز علاقاتهم بالمقيمين في مخيمات اللاجئين الأُخرى من خلال تفضيل الزواج ضمن القرية أو البلدة الأصلية، ومن ثم الحفاظ على العلاقات الاجتماعية السابقة حية في الشتات.

المصادر

  1. ^ Preliminary Results of the Population, Housing and Establishments Census, 2017. State of Palestine. February 2018. pp. 64–82. Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. https://www.pcbs.gov.ps/Downloads/book2364-1.pdf. Retrieved on 2023-10-24. 
  2. ^ "مخيم الجلزون". الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية.